أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - - الغَبَاءُ المُقدّس -














المزيد.....

- الغَبَاءُ المُقدّس -


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 22:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


------------------
- كانَ العرَب - قديماً - يقولون عمّن بزَّ أسلافه ، وفاقَ أجداده ، أو تفوّق عليهم في أمرٍ ما ، و تجاوزهم في الفهم و الخبرةِ ، أو التّجربة ..
هذا الإنسان هو . "خير خلف لخير سلف ".
- من المعلوم أن كلمة “السلفية” تُعبّر في عالم الثقافة والفكر ، عن تيار فكري ديني ، لا يختص بدين معين أو أقوام بعينها .
-و أتباعه يسمون " سلفيين ، وهم قومٌ أجلاف في الوعي ،
- يدعون دوماً إلى العودة بالفكر والسلوك، إلى غياهب الماضي ، إلى نهج القدماء ، ممّن يَعتَقدون فيهم القدوة الحسنة أو يسمونهم بـ " السلف الصالح".
- بمعنى آخر ، هم يدعون إلى تمثّل المرء التام للأسلاف ، و التقليد المحكم لكل سلوكيات الأجيال الأولى ، من أرباب الحزب أو العقيدة أو الأيديولوجيا .
- في إعتقادي ، السلفية هي ظاهرة اجتماعية - نفسية ، و ليست فقط ، مجرد ظاهرة فكرية محضة ، أو نزعة عقلية ماضوية خالصة ، تستحكم في الفهم ، وتحتل مناحي الوعي لدى الانسان .
- و أزعم ، أن هذه النزعة الماضوية في السلوك و التفكير ، تظهر سطوتها بوضوح ، عندما يغيب الفكر النقدي عن فهم الإنسان ...
فالفهم السلفي - الذي يُنظر إليه ، على أنه فهم معتل - يغيب في أحكامه العقلية ، الوعي بتغييرات الواقع المعيش ، و تستبد بفعالياته الذهنية ألية دفاعية تشبه ما يسمى بـ النكران في علم النفس ،
- وهي الآلية التي تظهر - غالباً - في سلوك الفرد المضطرب ذهنياً ، تعبيراً عن رفضه الاعتراف بالواقع الجديد ، و الفشل في مواجهة صروف الحياة الجديدة ، التي يمر أو يعيش بها ...
- الجدير بالذكر ، انّ حالة النكران هذه ، (كما يخبرنا علم النفس الاجتماعي )، قد تكون تعبيراً فردياً خاصاً ، أو حالاً جماعياً عاماً ،
- أي هي أشبه ما تكون بظاهرة إجتماعية ، تدفع فهم هذا الانسان الفاشل عادةً ، إلى ان يبحث عن الحلول لمشاكله الراهنة، فقط في أتون الماضي البعيد , أي في المثال الماضي البائد، الذي يَفترِضُ هو فيه الكمال و المجد المنشود ...
- لهذا نجد أن الفهم السلفي يعمى عن حقيقة الاحداث التاريخية مثلا ، ولايطيق انْ ينظر إلى حقيقة واقعيتها أو منطقية تسلسل وجودها ،
- و لهذا هو يتوهم الماضي دائما ، زماناً تليداً ، نموذجياً مثالياً ، ومجداً حقيقياً ، كان يعيش فيه السلف الصالح من البشر ، الذين - حسب ظنه - كانوا أنقياء بالمطلق ، أقوياء أشداء ، وكذلك حكماء ، فكروا في كل شيء ، و وجدوا حلولاً لمشاكلهم السابقة ، و مشاكلنا اللاحقة..
- وانطلاقاً من موقف الثبات المطلق ، الذي يعيش فيه هذا الفهم السلفي ، ورفضه العقلي الصارم وشبه التام ، لمبدأ التغير الذي يحكم الواقع ، ويحوّل بالتالي معرفتنا بالوجود، إلى معرفة نسبية بالضرورة ،
- يكون من السهل على أتباع هذا الفهم الماضوي ، التّحول دائماً من عالم الكراهية والتكفير للفهم المختلف عنهم ، إلى عالم العنف ، أو الإنجرار بسهولة إلى سلوك الارهاب بشتى أنواعه ..
- بخاصةً ، إذا ما أيقن هذا المؤمن يقيناً ، ان ما لديه من نصوص وتاريخ و شخوص وافعال ماضية هي مطلقة في حقيقتها ، أو انها وقائع ترتبط في صحتها المطلقة مع إرادة الله .
- من هنا بالتحديد ، فإن الوعي السلفي المؤمن يرى ، أن كل ما علينا فعله فقط ، إذا ما اردنا سعادة الدارين ، هو إتباع أولئك السلف ،
- وذلك بأن نهتدي بهديهم ، ونقوّم حياتنا وأفهامنا و واقعنا باتباعهم ، ونعمل على ان نسير وراءهم حافرٍ بحافر ( كما يقول العرب القدماء ) ، وبالتالي النجاة تكون فقط ، في الابتعاد عن أية بدعة أو ضلالة أو جِدّة .
- بمعنى آخر ، تقديم استقالتنا العقلية و الفكرية والذهنية نهائياً . وتفعيل منجم الكراهية في أعماقنا لكل ما هو حاضر ومستقبل جديد ، وأن نعيش فقط في جلباب الماضي ، وأن نبقى هكذا ، إلى أن يرث الله الارض ومنْ عليها .
-و هذا بالضبط ، ما لا يُمكن أن يُنعت فقط بالجهل أو بالجمود الفكري أو محدودية العقل فحسب ،
بل أقل ما يصح أن يوصف به حال هذا الفهم السقيم هو :
عين الغباء المُقدّس .
-و رحم الله الطبيب المتفلسف ، العبقري "ابن سينا" حين قال :
بُلينا بقومٍ .. يَظنونَ أنّ الله .. لمْ يهدِ سواهم .
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منْ يتوَقّفْ بينَهمْ .. يَمْوتْ
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد .. (22)
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (21)
- مُغامَرةُ الحيَاة ..
- دَردشةٌ أبَويةٌ خاصّة ..
- إصغ إلى ذاتك أولاً ..
- - وجود الداعشية بين القوة والفعل-
- طوفان الجّهل المُقدّس
- - الرّقصُ - هو ألطف استراحة للعقل
- - ملائكة الرحمة -
- عفاريت الجهل أكثر رعباً
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (20)
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (19)
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (18)
- هل الماسونية حقيقة أم وهم؟ (2)
- الماسونية هل هي وهمٌ أمْ حقيقة..!!؟ (1)
- قراءة في كتاب : خيانة المثقفين - -Het Verraad der Clercken-
- قراءَة في كتاب : - الإنْسان أُحَادِي اَلبُعد -
- أفكارٌ خاصةٌ حَولَ مَعنَى الفَّنْ وأهميته..
- التَّنْويريَّ المُتديِّن ..


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - - الغَبَاءُ المُقدّس -