أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - فتحُ الكنائس للمذاكرة… هل ثمرة المُحبّ جريمة؟!!














المزيد.....

فتحُ الكنائس للمذاكرة… هل ثمرة المُحبّ جريمة؟!!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدايةً أتقدمُ بجزيل الشكر إلى نيافة "الأنبا باڤلي"، الأسقف العام بالمنتزه الأسكندرية، لأنه صاحبُ مبادرة فتح الكنائس لطلاب الثانوية العامة، مسلمين ومسيحيين، للمذاكرة في قاعات مكيفة الهواء أثناء انقطاع التيار الكهربائي في بيوتهم. تلك المبادرةُ الراقية المتحضرة التي حذت حذوَها أماكنُ أخرى تمتلك مولدات كهربائية مثل المساجد والنوادي والمكتبات العامة، ومنها مكتبة الأسكندرية الجميلة. هذه المبادرة الجميلة سيظلُّ يذكرها التاريخُ وتذكرها مصرُ للكنيسة المصرية وللأنبا "باڤلي" المحترم، وهو بالمناسبة زميلُ دراستي في كلية الهندسة جامعة عيش شمس، التي تعلّمنا فيها التفكير العلمي والعملي لحلّ المشاكل، بعيدًا عن الأهواء والعنصريات الضيقة.
اعتدنا على تلك المبادرات الطيبة من الكنيسة المصرية الوطنية التي دائمًا ما تقدّم يدَ الخير لكل محتاج، دون النظر إلى انتمائه العَقَدي، لأنها تنظرُ للإنسان، بوصفه إنسانًا، وكفى. وهذا هو عينُ ما تحضُّ عليه جميع العقائد بالمناسبة. “والله يحبُّ المحسنين". كتبتُ عن هذه المبادرة الجميلة في مقالي الخميس الماضي بعنوان: “فتح بيوت الله للمذاكرة… من دفتر المحبة"، وتكلمتُ عن المساجد والكنائس والمكتبات والنوادي التي فتحت أبوابها للطلاب للمذاكرة، كان هذا قبل أن أرى ظلالَ العتمة التي حاولت أن تشوب الوجهَ الجميل لتلك المبادرة، وتشوهه!
بعد تلك المبادرة الجميلة، لاحت في الأفق بعضُ الأصوات الناعقة الزاعقة تحذّر الطلاب المسلمين من المذاكرة في الكنيسة! وتتهم تلك المبادرة الكريمة بأنها دعاوى تبشير! ياللسذاجة وصِغَر العقل وظلام الروح! إن أدق ما ينطبق على تلك الأصوات الشريرة هو الآية الكريمة: "منّاعُ للخير معتدٍ أثيم". فأولئك الزاعقين الناعقين لم يكتفوا بأنهم لم يفعلوا الخير، بل تجاوزوا ذلك بمراحل عديدة ومستويات فاخرة فاجرة. تأملوا معي تلك المستويات: ١ لم يبادروا بفعل الخير لحل مشكلة عامة - ٢ لم يشكروا مَن بادر لحل المشكلة نيابةً عنهم - ٣ لم يصمتوا، مع إن "صمت الظالم عبادة"، على نهج "نوم الظالم عبادة" – ٤بل تجاوزوا كل ما سبق، وهاجموا مَن يصنعون الخير!!!! تصوروا!
وما هي النتيجة السلبية للهجوم على صنّاع الخير؟ النتائج كارثية! النتيجة: امتناع صانع الخير عن صنع الخير! النتيجة: قتلُ الخير في المجتمع! النتيجة: قتلُ الفطرة الطيبة في الإنسان، وجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام على تقديم الخير؛ حيث سيفكر: (تُرى هل سـ يُساءُ فهم مقصدي؟ هل سأُهاجَم إن فعلتُ الخير؟! إذن "نشتري دماغنا" ولا نفعل الخير!)
تعالوا وفكروا معي ماذا لو "اشترت الكنيسة دماغها"، وتجنبت سوءَ ظن الأشرار، فأعلنت مثلا عن: "فتح أبوابها للمذاكرة لأبنائها المسيحيين وفقط”!! تخيلوا كم الانتقاد العنيف الذي كان سيوجّه للكنيسة آنذاك على هذا الفعل العنصري! وكنتُ سأكون من المنتقدين بالمناسبة! نفهم من هذا أن الكنيسة "مُدانة" في الحالتين؟! إن فتحت أبوابَها للجميع اتهِمَت بالتبشير، وإن قصرت مبادرتها على أبنائها اتهمت بالطائفية وعدم المحبة للجميع! تخيلوا حجم الكوميديا السوداء!
ولكن الكنيسة أذكى وأرقى من الوقوع في تلك الشراك الصغيرة. فهي -شأنها شأن كل متحضر راق- تفعل الخير على كل حال، دون حسابات، ودون أن تعبأ بصِغَر عقول الأشرار. وشكرًا لشرفاء المسلمين الذين ردوا على أدعياء الدين فيقول: “طه محمد": "طب أنا هبعت بنتى ومتبرع ب ١٠٠ ج على قدي، عشان مستلزمات مولدات الكهرباء فى الكنيسة وألف شكر.” ويقول "علي همام": عيب عليكم إحنا مشوفناش من الكنايس حوالينا غير كل خير فى كل المناسبات.”.
ذكرني هذا بمقال قديم عنوانه "بلحة المحب قضية"، كتبتُه في رمضان ٢٠١٥ في مجلة "٧ أيام"، حين رفع أحدُ الأشرار قضية ضد ثلاثة شباب مسيحيين يقفون في الشارع وقت أذان المغرب ليقدموا التمر والماء للمسلمين ليكسروا صيامهم في الطريق. تصوروا! وبالفعل صارت قضية اتهم فيها فاعلو الخير الثلاثة بالتبشير لأن كيس التمر كان يحمل ورقة صغيرة مكتوب عليها "لأن كتابنا يقول: ’كأسُ ماءٍ بارد لا يضيع أجرُه.‘ نتمنى لكم صومًا مقبولا وإفطارًا شهيًّا.”. تصورا!!!!! ألف علامة تعجب توضع هنا!
يقول كتابُنا: “هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان.” “الرحمن ٦٠" ويقول المثلُ الشعبي: “بصلة المحب خروف"، وما يقدمه أشقاؤنا المسيحيين لمصر من خير وحب ليس بصلة بل ورودًا ذاتَ شذى وشموسًا ذات ضوء، أما تلك الأصوات الناعقة فتجعلنا نقول بملء الحزن: “هل ثمرةُ المحب جريمة؟!!!”
***
ومن نُثار خواطري:
***
(الطيبون)
الطيبونَ
يجولون يصنعون الخيرَ
لا يعبأون
بأقلام الفحم
يحملُها الصغارُ
يشخبطون بها
على الزهور
والشموس
التي يرسمُها الطيبون
على وجه الحياة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذاكرةُ في بيوت الله… من دفتر المحبة
- هكذا وجدنا آباءنا … فتركناه مفتوحًا!
- الفرنسيسكان … رُعاة العلم والفنون
- أخبرني أحدُ العارفين: طفلُكِ اختاركِ!
- “المصري اليوم-… جريدةُ -الضمير-
- مجتمع “قالولووو-!
- الرحلةُ المقدسة … عيدًا مصريًّا
- رسمُ الحياة … في عيون أطفالنا
- كلامٌ في -البديهيات-... المنسية!
- نبوءةُ الرجل المثقف!
- ٦٠ دقيقة… القتلُ مرتين!
- -المتوحّدون”.. النسخة -الأنقَى- من البشر
- -العالِم- … العالِمُ
- قانون -الأخلاق-... عند الجدِّ الصالح
- طيارة ورق … اتركها لفوضاها
- قلقاسٌ أخضرُ … وثلجٌ ناصعُ البياض
- زيارةٌ واحدة … كل شهر!
- إيزيس الحكيم … إيزيس السعداوي
- زهرة -وسيم السيسي- في حديقتي
- هيا نصنعُ الغد … ونكملُ مسيرةَ البناء


المزيد.....




- اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا: المسلمون يساعدوننا في ترمي ...
- رغم قيود الاحتلال.. 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ...
- مدينة سنجة السودانية.. مدينة المروج والمراعي والصوفية والتنو ...
- سيدة بريطانيا الأولى.. يهودية متدينة ولديها عائلة في إسرائيل ...
- الصورة العامة لستارمر تخفي -حقيقته-.. ملحد وزوجته -يهودية- و ...
- كيف انتهى المطاف ببعض رؤوساء إيران أثناء فترة حكم الجمهورية ...
- مشاهد للإعلام الحربي في المقاومة الاسلامية تعرض لأول مرة
- فيديوخاص: قائد الثورة الإسلامية يدلي بصوته في الجولة الثانية ...
- السعودية.. السديس يعلق على اختصار الوقت بين الأذان والإقامة ...
- نزلها الآن لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سا ...


المزيد.....

- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - فتحُ الكنائس للمذاكرة… هل ثمرة المُحبّ جريمة؟!!