|
( حام حول الحمى / إن شاء الله والجبرية / بايدن وترامب ونهاية عصر / ليس للسيسى نظير )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8026 - 2024 / 7 / 2 - 17:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : ( من حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه ) هذا الحديث يقوله دائما إمام المسجد عندنا . بالنسبة لى لا يهم ان كان هذا حديث أم لا . لكن يبدو معناه مقبول . فهل يتفق مع القرآن ؟ إجابة السؤال الأول : 1 ـ هو حديث تم إختراعه فى العصر العباسى الثانى . لم يذكره مالك فى الموطأ ولا الشافعى فى ( الأم ) . نسبوه للنعمان بن البشير وصنعه البخارى ومسلم وأحمد ، وبصيغة تقول : ( الحلال بين، وحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهة، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم، أو الأمر، فهو لما استبان له أترك، ومن اجترأ على ما شك، أوشك أن يواقع ما استبان ، ومن يرتع حول الحمى، يوشك أن يواقعه ). ورواية أخرى مماثلة تقول : ( ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَعاصِيْه، فمَن حام حولَ الحِمَى يوشِكُ أن يُواقِعَه ) وثالثة تقول : ( الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ، ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ.). 2 ـ الحديث بكل رواياته يعبّر بصدق عن الثقافة المتواضعة لصانعيه ، وجهلهم بالاسلام والقرآن الكريم . 2 / 1 : فالتشريعات الاسلامية واضحة قرآنيا ، لا محلّ فيها للشّك والمشتبهات . وهى : الفرض الواجب ، والحرام المنهى عنه ، وبينهما المُباح . ثم هناك النوافل الزائدة على الفرض مثل قيام الليل . والحرام المنهى عنه واضح ، وهو ينقسم الى سيئات من الصغائر وكبائرالإثم . ومن إجتنب الكبائر غفر الله جل وعلا له السيئات الصغائر . قال جل وعلا : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31) النساء ). 2 / 2 : وهم أيضا يجهلون مصطلحات القرآن ، فالقلب هو الفؤاد والنفس ، وليس مضغة من لحم . والمشبهات التى زعموا أنه لا يعلمها كثير من الناس ـ تخالف المقصد التشريعى فى الاسلام ، فكيف يكون هناك تشريعات يجهلها كثير من الناس ثم يؤاخذون بها . والله جل وعلا لا يؤاخذ على الخطأ والنسيان ، وما جعل علينا فى الدين من حرج .
السؤال الثانى من الاستاذ كريم الاندلسى : مقولة ( إن شاء الله ) هل هي صحيحة ؟ أم أنها من عقيدة الجبرية ؟ لاحظت أن الجبرية يتجردون بها من المشيئة فلا مشيئة للعبد عندهم وإنما هو مجبر ومسير . شرحنا موضوع الجبرية فى مقال منشور هنا عن ( السياسة الأموية والفلسفة الجبرية ). ونوجز الاجابة على السؤال فى الآتى : اولا : الحتميات المقدرة لا هروب منها ، وهى الخاصة بالميلاد والموت والمصائب التى تحدث بلا تدخل من الشخص إن خيرا أو شرا ، والرزق . قال جل وعلا : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد ) . وللبشر بعض تدخل فى هذه الحتميات ، ولكنهم يتصرفون بإرادتهم ولا يعلمون الغيب . الله جل وعلا لن يحاسبنا على الحتميات ، ولكن على ما نفعله بحريتنا ومشيئتنا . ثانيا : عن ( إن شاء الله ) 1 ـ أمرنا الله جل وعلا أن نقولها فيما يخصُّ المستقبل الذى لا نعلم عنه شيئا . قال جل وعلا : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) (24) الكهف ) 2 ـ وفى نفس سورة الكهف 2 / 1 :فى قصة صاحب الجنتين المغرور بهما قال له صاحبه المؤمن : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً (39) الكهف ). هذا تنبيه على ما كان عليه ان يفعله . 2 / 2 : فى قصة موسى مع العبد الصالح ـ ذلك النبى مجهول الاسم . قال له موسى : ( قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (69) الكهف ) . هنا ( إن شاء الله ) تتعلق بالمستقبل . ولم يلتزم بها موسى . 3 ـ وفى قصة ابراهيم وابنه اسماعيل ( الذبيح ) : نقرأ قوله جل وعلا :( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) الصافات ). هنا وعد بالمشيئة يتعلق بالمستقبل . 4 ـ وفى قصة يوسف حين إستقبل والديه واخوته عند الدود المصرية : ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) يوسف ). المشيئة هنا تتعلق بالمستقبل ، مع إنه كان وقتها عزيز مصر. 5 ـ فى قصة ذبح البقرة قالوا لموسى : ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) البقرة ). وهذا عن المستقبل ، وتحقق . 6 ـ وفى زواج موسى قال له والد الفتاة : ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (27) القصص ). وتحقق الوعد . ثالثا : فالمؤمن يعلق ما سيفعله مستقبلا على مشيئة الرحمن جل وعلا ، وقلبه مطمئن بالايمان . أما الكافر فهو يرتكب الكبائر زاعما إنها مشيئة الله جل وعلا . 1 ـ قالوا هذا فى الماضى وجاء الرد عليهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) النحل ). 2 ـ وسيقولونها فى المستقبل وجاء الرد عليهم : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) الانعام ) السؤال الثالث : فى رأيك من سيفوز فى الانتخابات الأمريكية : بايدن أم ترامب ؟ إجابة السؤال الثالث : 1 ـ لا يهم من سيفوز منهما ، هما بين سىء وأسوأ . 2 ـ المهم إن أمريكا الآن والعالم معها على موعد مع تغييرات هائلة فيما تبقى من هذا العام . أمريكا : تحتاج الى هجرات بعشرات الملايين ولكن البيض المتعصبين ضد الهجرة ، ويتزعمهم ترامب الذى يهدد بحرب أهلية إذا لم يفُز . وأمريكا تحت حكم بايدن فقدت بوصلتها الأخلاقية فى قتلها أطفال غزة ونسائها وشيوخها ، وبدأت الشروخ فى علاقتها بأوربا ، علاوة على الصراع فى أوكرانيا ، والاحتكاك بالصين ومواجهة إيران وأذرعها فى سوريا ولبنان والعراق واليمن ، وهذا فى عصر تطورت فيه الأسلحة بالمسيرات ( الدرونز ) ومقدرتها على مواجهة أعتى السفن البحرية من المدمرات وحاملات الطائرات . وإسرائيل ( القاعدة المتقدمة للغرب وأمريكا فى الشرق الأوسط ) تدخل فى حرب إستنزاف طالت وميئوس منها داخل منطقتها ، وإعترف بعض قادتها باستحالة هزيمة حماس ، لأنها قائمة على ( فكرة ) ولا يمكن قتل الأفكار بالسلاح . وهذا ما قلناه مع بداية ما يسمى بطوفان الأقصى . ولا أحد يسمع أو يستفيد . هو غرور القوة والذى وصل الى العجز والفشل ، ومع ذلك يهدد الفاشل الفاشى المجرم نيتنياهو بمواجهة مع حزب الله . و( مصر ) ميزان الشرق الأوسط أصبحت مثل جمهوريات الموز ، لا حول ولا قوة . وبقية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤهلة للسقوط ،. والعالم كله على فوّهة بركان ينذر بحرب عالمية ثالثة ، حيث يقوده زعماء فى السبعين من العمر وأكثر ( السيسى / سلمان السعودى ، نيتينياهو ، بايدن ، ترامب ، خامئنى رئيس الصين ورئيس روسيا ) والأمم المتحدة لم تعد بهيكلها القانونى صالحة للتعامل مع وضع إختلف تماما عن السنوات التى شهدت ميلادها . أخشى أن أقول إن ما تبقى من هذا العام 2024 قد يحمل أخبارا سيئة للبشرية .. 3 ـ هل إقتربت الساعة ؟ علم ذلك عند ربى جل وعلا . السؤال الرابع : هل هناك فى التاريخ المصرى فرعون أسوأ من السيسى ؟ إجابة السؤال الرابع : ليس للسيسى فى الحقارة نظير ولا فى كتب الأساطير .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن : أثر التصوف في الشعر في العصر المملوكي : فى الإنكار ( ال
...
-
عن ( الليل والنهار فى البرزخ / ثبت ثباتا )
-
عن : أثر التصوف في الشعر في العصر المملوكي : فى الاغراض
-
عن أثر التصوف فى الأدب المملوكي : فى النثر والقصّة
-
عن ( التراب / يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
-
تعليم ( إقراء ) الأطفال فى المؤسسات الصوفية فى مصر المملوكية
...
-
عن الترادف والبيان فى القرآن الكريم
-
عن اثر التصوف فى المكتبات المملوكية
-
عن ( الحج هذا العام / التخاطب فى البرزخ / الظهار / قصد السبي
...
-
عن ( فلسطين واللصوص / مواخر / أتراب / خيانة السيسى / الأرحام
...
-
شيوخ الصوفية والتعليم المملوكى : ( المؤلفات العلمية للطلبة /
...
-
عن شيوخ الصوفية والتعليم المملوكى : ( المناصب / الميعاد / ال
...
-
عن ( لا نهتم بهم / الحشرات من تانى / كفر ابليس وفرعون / معنى
...
-
عن التعليم ومؤسسات الصوفية : فى : الأزهر والزوايا والرباط وا
...
-
عن : التعليم ومؤسسات الصوفية : ( مدخل / التعليم فى : المدارس
...
-
الفقهاء الحنابلة يرفضون الأحاديث الصوفية المشهورة فى العصر ا
...
-
عن : طائفة من ( الأحاديث) الصوفية المصنوعة فى العصر المملوكي
-
عن ( التخاطب بين أهل الجنة وأهل النار / مستطر / رحم الله رجل
...
-
عن : تقديس البخارى فى العصر المملوكى : نقد حديث ( من عادى لى
...
-
عن ( إبليس ( المؤمن ) مقام )
المزيد.....
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
-
ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر
...
-
ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين
...
-
قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|