|
الكلاب البشرية أو ظاهرة الاستكلاب
حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8026 - 2024 / 7 / 2 - 16:42
المحور:
المجتمع المدني
كرم الله الإنسان على سائر خلقه ومن جملتها البهائم , وجعله خليفة له في الأرض وجهزه لأجل هذه المهمة بالعقل والتقويم الأمثل وأناط به التكليف الذي جاءت به الشرائع، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فقد فضّل الله الإنسان على سائر الحيوانات بأمور خلقية طبيعية ذاتية، مثل: العقل والنطق والصورة الحسنة والقامة المديدة، ثم الله عرضه بواسطة ذلك العقل والفهم، والأخلاق الفاضلة، فالأول هو التكريم والثاني هو التفضيل. الله سبحانه وتعالى جمّل صورة الإنسان وأحسن خلْقته، إذ لا يوجد جنس في المخلوقات أحسن منه صورة، مصداقا لقول الله سبحانه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)، ثم كرمه بأن نفخ فيه من روحه على وجه الاختصاص، فلم ينل هذا الفضل أحد سوى الإنسان فالعقل ما يميز الانسان عن الحيوانات وليس الذكاء، لان الحيوانات تنساق وراء غرائزها أما الإنسان العاقل فهو لا يستجيب للمؤثرات المحيطة به كاستجابة رد الفعل المبرمج وإنما يمنع نفسه من التصرف كحيوان.
ان ظاهرة الكلاب البشرية مصطلح يستخدم لوصف سلوك غير سوي لبعض الأشخاص الذين يتصرفون كما لو كانوا كلابا، وقد يشمل هذا السلوك ارتداء زي الكلاب، التصرف بطريقة مشابهة للكلاب كالنباح، وحتى التواصل باستخدام لغة جسدية تشبه لغة الكلاب. بدأ ظهور الكلاب البشرية في شوارع بريطانيا في تسعينات القرن الماضي، إذ شهدت الطرقات سير مجموعة من الناس يصطحبون بشر مثلهم ولكن على هيئة كلاب يسيرون على أربع مثل الحيوانات ويقومون بالنباح والجري، وربما تلتف سلسلة حديدية حول عنقهم صُممت للكلاب. توجد هذه الظاهرة في بعض الأوساط الخاصة، وغالباً ما تكون جزءاً من مجتمع الفتيش أو اللعب بالأدوار (role-playing). يمارس هؤلاء الأفراد هذا السلوك في سياقات محددة وغالباً ما يكون بموافقة جميع الأطراف المعنية. هذه الظاهرة قد تكون مثيرة للجدل وغير مفهومة على نطاق واسع، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يشاركون فيها، فإنها قد توفر لهم شكلا من أشكال التعبير عن الذات أو الراحة النفسية. تشمل هذه الممارسة أيضا تجمعات ومناسبات حيث يجتمع الأشخاص الذين يمارسون هذه الظاهرة للتفاعل والمشاركة في الأنشطة المشتركة، البعض يعتبر هذه الظاهرة كوسيلة للهروب من ضغوط الحياة اليومية والاستمتاع بشعور الحرية والبساطة حسب تفكيرهم وهذه الظاهرة تحديدا انتشرت في أمريكا واستراليا وكندا وبريطانيا.
■ انتشار ظاهرة الكلاب البشرية في أوروبا
بالنسبة اغلبية الناس يعتبر عالم غريب لا احد يعرف عنه شيء والبعض يطلق عليها طقوس العالم السفلي إلى العلن ظاهرة مخيفه انتشرت في أوروبا وخاصة في بريطانيا، حيث يمارس عدد من الرجال حياة الكلاب، يرتدون أزياء الكلاب المصنوعة من اللاتكس والجلد ولديهم علاقات مع عمال من البشر، اما المتحمسين يبررون ذلك انهم يريدون فقط أن يعيشوا حياة الكلاب، ووصل عدد المنخرطين بهذه الظاهرة في بريطانيا وحدها 10 آلاف فرد بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.
يقول أحد المنضمين لهم في تصريحات لصحيفة "جارديان" البريطانية": "تعيش الكلاب حياة مريحة بشكل لا يصدق حيث ليس عليهم أن يذهبوا إلى العمل أو يتألمون بسبب كل أنواع المشاكل الإنسانية، ليس لديهم حتى إحساس بالمستقبل، ان كلبي ينام 16 ساعة في اليوم، أنا محظوظ إذا تمكنت من تجاوز بضع ساعات دون أن أكون مستيقظا من بعض القلق الكامن - ولا أحد يفرك بطني عند الطلب".
من الممكن جدا أن أكثر المنضمين لهذه الظاهرة هم ممن تعرضوا لمشاكل في صغرهم سواء تنمر أو عدم ثقة في النفس للبحث عن حياة جديدة ترتكز على الخضوع، وبالتالي باتوا يعيشون الحياة بطريقة الكلاب، وقد بدأت الظاهرة في الانتشار منذ سنوات قليلة. ويحاول هؤلاء الرجال في تلك الظاهرة أن يعيشوا حياتين بنفس الوقت ما بين حياتهم الطبيعية بالإضافة إلى حياتهم بعد العودة من عمل بعضهم بطريقة الكلب ليتلذذوا بما يشعرون به من ذل خلال ممارستهم تلك الظواهر.
يقول علماء النفس ان الكلاب البشرية أُناس عاديون قرروا أن يسلكوا نهج الكلاب في كل شيء، فعلى سبيل المثال يتوجهون للأقفاص مثلهم، يأكلون ويشربون مثلهم، يسيرون في الشوارع بأطواق على رقبتهم ويجرهم أصحابهم مثل الكلاب، كما ينبحون في الشوارع وفي المنازل، رغبة في عيش الحياة كاملة مثل الكلاب تماما يرتدي هؤلاء الأشخاص زياً خاصا يشبه الكلاب ويتبعون سلوك الحيوانات الأليفة مثل اللعب والنباح والطاعة. حيث يشعرون بالانتماء والسعادة عندما يكونون كلابا بشرية وأنهم يجدون مجتمعا داعما من أشخاص مثلهم. هناك رغبة عند البعض أن يجسدوا حياة الكلاب رغبة منهم في تحويل حياته بالكامل إلى حياة “الكلب”، فهو يرأى أن الكلب يعيش حياة مرفهة بعيدة تماماً عن ضغوطات الشغل أو أي مشاكل في الحياة، مما تسمى ظاهرة insult syndrome ” متلازمة إهانة الذات”، أو ظاهرة الاستكلاب البشري وفيها يرفض الشخص العيش كانسان.
بعد زيادة الأعداد بهذا الشكل أصبح وجودهم أمراً واقعاً على مجتمعاتهم، مما دفع إلى عمل محلات لبيع مستلزمات خاصة بهم ووجود مدربين لهم يوفرون لهم العيش كالكلاب، كما لم يقتصر الأمر على هذا الحد وإنما وصل إلى مسابقات للنباح ومسابقة أوروبية على مستوى القارة ستكون تحت اسم مستر أوروبا لأفضل كلب بشري. وأصبح عدد المنخرطين بتلك الظاهرة يأخذ بالازدياد، وذلك بسبب تبادل الثقافات بصورة كبيرة مهما كان حجم السوء بها، من الممكن قد نرى الأمر اعتيادياً مستقبلاً ويبدو ان هذه الظاهرة بدأت بالانتشار مؤخراً في بعض الدول العربية.
■ أسباب ظهور الكلاب البشرية في المجتمعات
▪︎ يعتبر بعض لأشخاص في هذه الممارسة وسيلة للهروب من ضغوط الحياة اليومية وتخفيف التوتر. ▪︎ التعرض للتنمر في الطفولة ▪︎ عدم الثقة بالنفس ▪︎ المعاناة من اضطراب الشخصية التجنبية والمازوخية ▪︎ توفر هذه الممارسة شعورا بالانتماء إلى مجموعة أو مجتمع يشاركهم نفس الاهتمامات والهوايات. ▪︎ يعتبر البعض أن هذا النوع من النشاط هو شكل من أشكال التعبير عن الذات ▪︎ تكون هذه الممارسة مرتبطة بالرغبات الجنسية الفيتشية. ▪︎ يجد البعض في تقليد الكلاب نوعا من الترفيه والتسلية.
- أكدت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، أخصائي نفسي لصحيفة الوطن "أن الله عز وجل عندما خلق الإنسان كرمه وأعطاه حياة مستقلة وتفكير منطقي، وتلك الظاهرة المثيرة للاشمئزاز، حسب تعبيرها، تنافي القيم الاجتماعية والأخلاقية، وللأسف الظاهرة زادت في أوروبا خلال الفترة الأخيرة ووصل المبلغ اللي يأخذه ممارس دور الكلب لـ 70 ألف دولار شهريا."
■ ما المعالجات للحد من ظاهرة الكلاب البشرية؟؟
▪︎ من الضروري أن يخضع الشخص الذي يظهر هذه السلوكيات لتقييم نفسي شامل لتحديد السبب الجذري، مثل الاضطرابات النفسية أو الضغوط الاجتماعية. ▪︎ يمكن أن تكون الاستشارة والعلاج النفسي مفيدين، إذ أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) قد يساعد في تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها. ▪︎ تنظيم حملات وورش لنشر الوعي حول الصحة النفسية وتثقيف المجتمع حول هذه الظاهرة. ▪︎ تحفيز المشاركة في الأنشطة البدنية والرياضات يمكن أن تساعد في تحسين الحالة النفسية والتخفيف من السلوكيات غير الطبيعية.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحرش الجنسي
-
بناء الإنسان
-
ظاهرة الكلاب السائبة
-
الماكينة البشيرية وصناع المحتوى
-
الذباب الالكتروني .. طريقة عمله وتأثيره
-
الإنتحار و تداعياته على المجتمع
-
المخدرات .. أضرارها وكيفية الوقاية منها
-
آفة الطلاق في المجتمع .. الاسباب والحلول
-
التصحر والتغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه المجتم
...
-
الابتزاز الإلكتروني ومدى تأثيره على المجتمع
-
سقوط طائرة رئيسي؛ اسباب وخفايا غامضة‼️
-
زعماء وملوك دولة العراق منذ التأسيس والى اليوم
-
اليوم العالمي لحرية الصحافة
-
بلوگرات وفشنستات الدولة العميقة
-
انجاب بدون وعي
-
مهرجان الربيع رسالة محبة واشراقة حضارية
-
تنهيدات رمضانية
-
حكومة خدمات ام بروباگندا ‼️
-
هل ستستمر عجلة التوسعة ام توقفها المصالح السياسية؟؟
-
توعية مجتمعية
المزيد.....
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
-
مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
-
الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
-
تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة
...
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|