|
قياديون من كوكب غير مأهول
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8026 - 2024 / 7 / 2 - 14:50
المحور:
سيرة ذاتية
نتكلم هنا عن فئة من النرجسيين الذين يعيشون بيننا، وظلوا يمتلكون السلطة والوجاهة والمكانة الاجتماعية المرموقة حتى يومنا هذا. لا ندري من اين جاءوا ؟، وكيف طفحوا فوق سطح المشهد السياسي العراقي ؟. . كيف ولماذا ومتى ؟. لا أحد يعلم. كل ما نعرفه عنهم انهم من كبار القياديين. لم نقرأ لهم مقالة واحدة، ولم تكن لديهم مؤلفات منشورة، ولم يشاركوا في الندوات أو المؤتمرات. . نعم. . كنا نشاهدهم في الصفوف الاولى لمعظم الاجتماعات لكنهم لا يتكلمون، ولا يبتسمون، وربما لا يتنفسون. . لا لون لهم، ولا طعم. لا ينفعلون ولا يشتعلون ولا يساعدون على الاشتعال. وهذه صفات الأوكسجين إلا ان الفرق بينهم وبين الأوكسجين انه أساس عملية التنفّس الخلوي عند الإنسان والحيوانات، ويدخل في عملية التركيب الضوئي عند النباتات. . اللافت للنظر انهم لا يشاركون في التعليق على صفحات مواقع التواصل، بل ليست لديهم مواقع، ولا نعرف ارقام هواتفهم. يرفضون مجالسة الفقراء ويستنكفون من التحاور معهم. يصرّون على السير في المقدمة، والصلاة في المقدمة، والجلوس في المقدمة، والتنقل بعربات فاخرة وحديثة. . شاهدت احدهم يظهر على شاشة التلفاز في بعض الحالات النادرة. يجيب على الاسئلة بطريقة ميكانيكية متشنجة، ينظر إلى سقف الاستوديو. يتكلم همسا. لا يرمش ولا يحرك لسانه إلا عندما تضطره الحروف الحلقية. يذكرني هذا وامثاله بقول الاخطل شعراً: قومُ اذا استنبحَ الاضيافُ كلبهَمُ. قالوا لإمهم بولي على النارِ. فضيّقت فرجها بُخلاً ببولتها. فلا تبول لهم الا بمقدارِ. . نرجسيون ومتغطرسون ومتعجرفون، يتمحورون حول ذاتهم بشكل واضح وصارخ في سلوكياتهم الثلجية الباهتة، يستغلون الآخرين، ويحرصون على أن يجعلوا الناس عبيدا لهم. لا يرتاحون عندما يتحركون خارج مسارح الأضواء والشهرة. قد يمكنك التعايش معهم، ما دمت لا تشكل تهديدا واضحا لتطلعاتهم، لكن الأمر يختلف تماما عندما تصبح هدفا لهم. وربما يصبحون سببا في تدمير كل من يقف في طريقهم. . يميلون إلى المماطلة بالأمور التي تتطلب منهم الالتزام بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم. يحاولون إخفاء ارتباكهم من خلال التظاهر بعدم الفهم. وربما لا يفهمون، ولا يحبذون القراءة والكتابة. . حقيقة الأمر: معظم الناس يصنعون من الحمقى قادة ثم يسألون انفسهم: من اين جاء هذا الخراب ؟. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدوان على جابر بن حيان
-
هل صار (جدعون) بطلاً للجدعنة ؟
-
ما تعليقكم على هذه التنازلات ؟
-
العربان ومتلازمة الخذلان
-
مناظرة بين اثنين من كبار السفهاء
-
ما الذي تغير حتى الآن يا عراق ؟
-
العراق: تحت الوصاية منذ عام 2003
-
فعلوا ما لم يفعله العرب
-
تصدعات في جدران (روبمي)
-
نفطهم يكفيها لعشرات السنين
-
مقاولات دولية بمعاول انقلابية
-
معارضة ؟. أم جوقة مهرجين ؟
-
طعنات من المسافة صفر
-
جحوش في معسكرات الوحوش
-
موانئ المغرب تحتضن التماسيح
-
اسأل نفسك - وشغّل دماغك
-
لمن ندفع الإتاوات. ولماذا ؟
-
متى يتعلمون ثقافة الارتقاء ؟
-
كيف ولماذا نتنازل عن حقوقنا ؟
-
تحريم التعليم في زمن السرابيت
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|