|
هواجس ثقافية ـ 219 ـ
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8026 - 2024 / 7 / 2 - 02:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الذين نزلوا إلى الشوارع في فرنسا وحرقوا المكاتب الحكومية والسيارات الخاصة والعامة، والأبنية بدافع الكراهية والعنصرية والحقد، عملهم مدان. إلى هذه اللحظة لا نعرف ما هي مطاليبهم، ماذا يريدون؟ لماذا لا يتركون للقضاء يأخذ حق الطفل المقتول؟ يثبت هؤلاء الهمج أن الديمقراطية لا تليق بهم، ولا تليق بمن حرضهم تحت دوافع دينية وأحقاد متراكمة. هؤلاء الحثالة الهمج، في بلادهم، ينخون أمام أقذر شرطي، يخضعون أمامه كالكلب الجائع. لو أن أحدهم في الجزائر أو المغرب وقتلت الدولة أبوه أمامه سيلحس دمه ويمشي كالفأر. لقد قدمتم اسوأ ما لديكم، أخلاقًا ودينًا وسلوكًا. اعتقد أن الدولة الفرنسية ستأخذ قرارات قاسية بحقكم كما فعلت السويد. بدك تطالب بحقك هذا حق مشروع لك، لكن لا تكن فظًا كارهًا للمكان الذي احتضنك. البارحة تم حرق القرآن في السويد، تعامل المسلمين مع الأمر بصمت، لأنهم يدركون أن هناك تسفير وطرد. إذًا أنتم لا تتصرفون بالحكمة واللين، تحبون السيف فوق رؤوسكم، في تصرفاتكم المخجلة ستدفعون سلطة الدولة إلى إخراج سيفها من غمده وتبدأ ببطشكم. تريدون عودة اليمين يا جاهلين، تريدون تغيير المعايير السياسية في هذه البلاد، تريدون الدولة التي ستبطش بنا وبكم، فهذا سيتحقق على أيديكم.
مصر وأغلبية الدول العربي، الهند والصين نالوا الاستقلال في زمن متقارب. الهند والصين كسروا التبعية، وانتقلوا نقلات نوعية إلى الأمام في أغلب مجالات الحياة خاصة التكنولوجيا. بينما الدول العربية رسخوا التبعية، بل تحولوا إلى أشباه دول كسوريا والعراق ولبنان وليبيا أو دول فاشلة، وربما مصر ستتحول إلى دولة فاشلة في قادم الأيام، والجزائر والمغرب مرشحين للانهيار. وروسيا خرجت من تحت الرماد في العام 1991، إلا أنها رممت نفسها. التبعية والتحرر ليس قدر لا فكاك عنه، أنه إرادة الدولة والمجتمع. نحن قبلنا على أنفسنا أن نبقى في ذيل المجتمعات الإنسانية، تصالحنا مع الفساد ونهج الدولة المهزومة، وأدرنا ظهرنا للعمل من أجل عالم جديد يحتوينا. لقد شرب المجتمع العربي من الميحط إلى الخليج هزائم النظام العربي، المهزوم والعاجز قطرة قطرة إلى درجة الاستحضار أو الأقياء. وعندما انتقلنا إلى الضفة الأخرى من العالم، اشتغلنا بتلك النفسية المهزومة العاجزة: نسرق، نخرب، نبصق على الحيطان، على الناس الذين استقبلونا، نقتل ونغتصب ثم نضحك. نحن هكذا، لا نستطيع أن نتقدم، لأننا أعداء أنفسنا
الحكومة الجزائرية قتلت أكثر من ثلاثة ملايين جزائري في التسعينات. هؤلاء الناس ذهبوا إلى المجهول، بيد أننا لم نسمع إدانة من دولة عربية أو إسلامية. كما لم نسمع شكوى أو إدانة من أي جهة ثقافية أو فكرية جزائرية أو عربية، كما لم نسمع إدانة من أحزاب سياسية عربية. الجميع مشارك في هذه الجريمة. مقتل واحد جزائري حرق فرنسا، لأن دم الجزائري في فرنسا يختلف عن دمه في وطنه، دمه في فرنسا من ذهب بينما دمه في وطنه شينينه أو بول. الأقنية الإسلامية والعربية، كفرنسا كات في فرنسا، الب ب سي في لندن، وأقنية العربان الذين انتجوا إسلامًا جديدًا مسخًا عاجزًا على مقاسهم. لم يقف أحد العربان أمام نفسه أو قال هذا خطأ يا ناس، لا يجوز الحرق والتدمير. الكل مشارك في تلبية نداء الجوع لقتل كل جميل. تصمتون في بلادكم كالفئران وعندما تصلون إلى بلاد الغرباء تتحولون إلى وحوش، لماذا؟ ترمون بأنفسهم في البحر لتصلوا إلى أوروبا ثم تخرجون عفنكم الفاضح في هذه البلاد. لو كان فيكم خير لاصلحتم بلادكم بدلا من التسكع في بلاد الغرباء. بسبب جهلكم وقصوركم تهنا وتفرقنا في بلاد العالم، بسبب نكرانكم لأنفسكم ولنا، لإدارة الظهر لعمل العقل وتفعيله ماتت بلادنا. اليوم أصبحتم أبطال، يا حيف؟
ابق حيث الغناء ـ السفر إلى عجلون في الطبيعة، يشعر المرء أنه حر دون أن يقول أو يعبر. الطبيعة هي الحرية. كانت الرحلة بالنسبة لي من عمان إلى عجلون نعمة، بهاء وجلال، سحر. المكان أضفى على قلبي الكثير من الجمال والاسترخاء. وبدد الغربة. بل دخلت في مساومة مع نفسي، قلت لها: " انس كل شيء، وابق هنا في أحضان الحياة، وحضرة المكان الجديد". على الجانب الأخر من الطريق، رأينا امرأة كبيرة في السن، ومعها امرأة أخرى أصغر، وفتاة في مقتبل العمر، ودخان خفيف يتصاعد بالقرب من مكان وقوف هؤلاء النسوة. دققت النظر، شاهدت ساجًا مركون على مجموعة من الحجارة الصوان، وإلى جانبه أو بالقرب منه تنور، قلت لنجيب: " قف هنا، دعنا نشاهد ماذا يفعلون، أنا مغرم بالتنور، بشكله وتكوينه وطريقة خبز الخبز، ومشهد وهج النار المتصاعد منه. ورأيت إلى جانب التنور الكثير من الحطب، وعدة الخبز، كالوسادة التي تحمل العجين والوعاء والماء. كوة التنور سحرني، خاصة عندما تدخل الوسادة المحملة بالعجين وتلصق به. في هذه اللحظة الراحلة من العمر الراحل: تذكرت أمي، التنور في الأرياف التي عشنا فيها بسبب عمل أبي، وجع التنقل من مكان إلى أخر، اهتزاز النفس وعدم استقرارها، خاصة لطفل صغير في مقتبل العمر لا يتجاوز الرابعة أو الخامسة أو السادسة، رائحة الحطب على ثياب أمي، ووهج النار المرسوم على ملامحها البيضاء كالحليب، حرائقه على قسماتها، لسعات النار على أصابعها ويديها. وكنت كما كنت، أرى وجه أمي مثل الزمن الأول والفرح الأول. وكنت مغرمًا بالعجين المختمر، والأغطية عليه, وأدرس الانتظار الممل والمتعب، والقلق المرسوم على وجهها وعينها المحدق في أعيننا، والترقب القلق لنضوج الرغيف. كان زمن طفولتنا جميلا، بريئا خاليًا من المتاعب، خاليًا من الهروب المنظم من الطبيعة والبراءة. وكانت سعادتنا كاذبة عندما ودعنا زمن الطبيعة الأمن لندخل في زمن الوحشة والقلق والغربة. وقفنا، وكان هناك بضع سيارات واقفة على حواف الطريق يتبضعون الزمن والطبيعة والحسن والجلال، ويأكلون. قال نجيب: ـ "إنهما يبيعون المناقيش وخبز الساج، انزل، لنرى ونتشوف ونتمتع ونشتري". سار باتجاههن، وتكلم باللهجة الأردني معهن، كن يضحكن، واللطف والجمال على محياهن، بثيابهن العربية الجميلة، ببراءتهن وطيبة قلوبهن. ـ مرحبا يا خالة، هكذا طرح نجيب السلام على المرأة الكبيرة السن. ـ أهلا يا ابن أخوي ـ هل تبيعن مناقيش الزعتر والجبنة والفليفة الحمراء؟ أجابته من الطرف الأخر، المرأة المتوسطة العمر، المسؤولة عن العمل: ـ نعم، ونبيع الخبز العربي الرقيق والخبز العادي السميك. ثم التفت إلي: ـ ماذا سنأخذ معنا لنأكله على الطريق؟ كان الكثير من الزوار أو المتبضعون بالقرب من المكان ينتظرون دورهم أو في محاولة أخذ استراحة أو استنشاق الهواء المعبأ بالحرية، دون إدراك أن الحرية تخترقه وتملأ حياته بالفرح: ـ "وإن ابن المدينة نسيها أو لم يعد يتذكرها لانشغاله بكل شيء إلا بنفسه وروحه". اشترينا قطعتي مناقيش زعتر ومحمرة، وعدة أرغفة ليأخذها إلى أهله، ثم أكملنا طريق سيرنا. وساد صمت أخرس، وفراغ، تخلله شرود رهيب، سرحت مع نفسي، مع الحنين الشقي إلى العوالم البعيدة: "تذكرت أن المرأة غائبة في حياتي، بعيدة، الانقطاعات الطويلة عن الناس والمجتمع جفف منابع الحنين إلى الماء السلسبيل، أو ُجفف بفعل الواقع وقسوته. لقد كانت لغة السجن لغة ذكورية، خشنة، الصوت والصورة والحركة والوجوه، وكذلك الملامح، جافة، والعلاقات جافة، والشوق إلى المرأة يكسره الحنين عندما يصطدم بالجدارن الصلبة الجافة القاسية. أحاديثنا وخطاباتنا كلها كانت ذكورية، وفي لغتنا الثقافية، وفي فكرنا، وفي تفكيرنا، في تناول الطعام والماء، في الشهيق والزفير، وفي مواضيع السياسة والأدب. لا رقة ونعومة، أو دفئ أو كلمات حب. الخشونة في كل شيء. ولم نتحدث عن المرأة إلا في حالات نادرة، خاصة عندما كنا نسمع أغنية أو زقزقة عصفور، ونتذكر أنها الحياة، ودونها انقطاع عن الروح، وأحيانًا نحضرها كأمل مفارق. السجن مأتم، مقبرة، موت، قاتل للنفس. وفيه تجف الدماء في العروق، وضياع وحسرة. وآهات تخرج من النفس والجسد. وقلت في نفسي: "مهما كان الرجل سعيدًا، سيبقى هناك قلق البعد عن المرأة يعذبه، يسبب له الوجع والقهر، ويمزقه. المرأة تبقى راسخة، ساكنة في أنفاسه وصمته وفي لحظات سكونه أو نومه، تنام معه على الوسادة ذاتها وتستيقظ معه، ولا يمكن أن تخرج من خلاياه أو أحلامه. في الحزن موجودة، وفي الفرح موجودة، وفي البعد أو الحضور موجودة، وأنت يا آرام كنت ولا زلت محرومًا من هذه النعمة الربانية اللذيذة. كل رجل بعيد عن المرأة مشوه من الداخل، والعكس صحيح، لأن الحب والسعادة والفرح لا يكتمل الا بوجودهما معًا. فلا جمال لهذا الوجود دونها ولا أحساس به دونها. نستعيدها في كل الأوقات وفي كل الظروف، في الحرب والسجن والغربة، في لحظة الموت الراعش. ولا يمكن للزمن أو العمر أن يغيارا أي شيء فيه، أنها خليته النابضة بالبقاء في عقله وجسده وأنفاسه وروحه. البعد عن المرأة يشوه الرجل أكثر من السجن، يموت الزمن في زمنه، يغادره عمره ويتوه، ويتوه المرء معه، يشعر بالحسرة وراء الحسرة، ويموت الأمل في غيابها. يتوجع في سريره وسريرته: " إن وجود المرأة في حياة الرجل الشرقي تخضع للحسابات الدقيقة، وأنت، المتنقل يا آرام من زمن مغلق إلى أخر، أين سترى زمن المرأة الحبيبة، في السجن، في الزواريب أو البراري أو على سفوح الجبال؟ والعلاقة معها ليست ليس بالأمر الهين على الراحل او الواقف على نصف قدميه. إنها تريده في مكان أمن، في العش، في الاسترخاء والمال والمدينة وفي اعتراف المجتمع. حب عابر لا حب، وعلاقة عابرة لا علاقة، وجنس عابر لا جنس. وأنت يا مكسور، يا وحيد، والكهولة غزت كل مكان فيك، بعد أن سرقها الجلاد منك، وجلس فوق جسدك كصخرة سيزيف، كالقدر الأحمق العابث. إن لغة الحياة، الطبيعة، البرءاة، مختلفة عن لغة المدينة، أنهما على النقيض. وستبقى عاجزًا ما دامت المدينة تريد منك أكثر مما تريد منها. أكلنا في السيارة أثناء قيادة نجيب لها، وكنا نتحدث، وصوت نجاة الآخاذ يصدح في الفلاة المفتوحة، جالسًا على مقعدي اراقب التلال تودع التلال، ووراء الأشجار اشجار أخرى. والشغف يحملني على جناحيه، يأخذني. ـ قلت في نفسي: ـ هل سيأتي ذلك اليوم الآخر، أن أكون في هذا المكان، على هذا الطريق ماشيًا أو راكبًا السيارة برفقة الحبيبة. مع المرأة المتشوقة لمعانقة الذات، مثلي، مشتاقة للحب وتبحث عن ملاقاته؟ هل ستأتي تلك المرأة الحرة، الحلم، سعادتها يكمن في البحث عن الذات دون حسابات جانبية؟ هل سأرى تلك المرأة الكاسرة للقيود وموبقات الدين وقيوده الكريهة. هل سأرى تلك المرأة المتمردة، كاسرة الأغلال عن نفسها، التي رمته عن معصميها وعقلها، وفارقت زمننا المفارق لنا، المثقل بالتشوه كان شغفي أن أرى مدينة عجلون، بيوتها. فالزائر يتمنى أن يرى المجهول، أن يقطف كل شيء بسرعة. ولإن الأرض العربية لا زالت نائمة على وهاد البعد عن المكنة أو الآلة. ولا زالت الطبيعة محافظة على عفتها وعذريتها. ومن الجميل أن لا يأتي من يكسرها أو يمزقها. بدأت ملامح عجلون تتضح، قرية صغيرة تنام على الجبال العالية، ربما في داخلها شارعين أو بضعة شوارع، بيد أن زنارها كان مكللًا بالأشجار. مدينة أليفة، هادئة جدًا، حركة الناس بعد الظهر قليلة، وكنت أحب أكتشاف المكان، البيوت وملامح الناس. أحب أن أرى المدن العربية، وأقارنها مع المدن السورية. قلت في نفسي: ـ المدن السورية أكبر، الناس أكثر، سوريا كبيرة مساحة وحيوية وجمالًا. الأردن له طبيعة بدوية، بينما سوريا أقرب إلى المدينة. سارت السيارة تقطع المكان، تمزقه، ثم صعدنا الجبل العالي وسرنا إلى أعلاه، وعندما وصلنا إلى القمة أخذ نجيب يمين الطريق، وكنت اتساءل: أين يقطن أهل نجيب، معقول في هذا المكان، القريب من حدود فلسطين المحتلة، نهر الأردن، وطني الحبيب سوريا. كيف يستطيع المرء أن يعيش إلى جوار عدوه. لم أكن استسغ وجود إسرائيل بالقرب منّا، بيد أن الواقع سيف، هو الشارط لكل شيء. كان على الجبل مكان صغير، مساحة صغيرة مستوية، لا تتجاوز الألف متر مربع، مكان لوقوف الناس والسيارات والتنقل. وقفنا بالقرب من بيت أهل نجيب، بيت جميل وكبير، وبالقرب منه بيت خاله وخالاته وأولادهم. قلت له: ـ أين نحن؟ ـ هذا بيت أهلي، أنظر إلى هناك، وأشار إلى فلسطين، هناك قلعة شامخة نائمة على ذلك الجبل المزين بالأشجار، هذه هي قلعة عجلون، سنزورها إذا وقتنا سمح بذلك. رحت أمعن النظر، اتمعن، أنظر إلى عجلون وطبيعة عجلون باستغراب شديد: هل يوجد في الأردن مثل هذه الطبيعة الساحرة؟ لماذا لم أعرف أي شيء عن هذا البلد العربي الساحر؟ يا إلهي على هذا القدر الجميل، الذي جاء بي إلى نجيب وبيت أهل نجيب؟ وقلت لنفسي: ـ الانتماء إلى المكان هو جزء من جدلية الحياة والموت والبقاء. بيني وبين هذه الأرض جاذبية غريبة لا يمكن تفسيرها، أريد أن أقبض على الدهر، لأبقى ماسكًا هذه الأرض لأكون فيها. واستمر فيها، بيد أنها السياسة، الوحش، إنها تلملم الوحشة، الفراق والافتراق، تقود إلإنسان إلى التمزق الذاتي والعملي، تشوهه، تفككه، تحوله إلى وحش كاسر، متوحش، يأكل الحجارة والبيوت والتراث والبراكين وحيتان المحيطات وأسماك السلمون والقرش. عندما تحول الإنسان إلى كائن مسيس أصبح عدو الذات، عدو البقاء على هذا الوجود، وعندما بدأ يأكل، بدأ بأكل نفسه وتمزيقها، ثم انتقل إلى أكل الطبيعة كلها، ولن يقف إلا بفناء ذاته: "ما أقسى أن يفكر الإنسان بمنطق أعوج"
لا يستطيع الجاهل أن يبقى دون صنم. بيد أن الصنم يغربه، ولا يمنحه اليقين لا تولد الأصنام المجردة أو المحسوسة في الطبيعة، أنها تولد بإرادة الإنسان ورغبته، وهي نتاج هوسه بحب نفسه، ونتاج أنانيته ورغبته المريضة في تبديد خوفه. الصنم الأول هو الله، الصنم الثاني الأنبياء، الصنم الثالث الاتباع المهووسين في حب الانبطاح.
المعلم أفاك كان خبيرًا حقيقيًا، يعرف عمله بدقة شديدة، مثل سانتياغو في رواية الشيخ والبحر للروائي الأمريكي أرنست همنغواي. كان يدير المصلحة التابعة للدولة في المناجير، ورش الميكانيك، اللحام بأنواعه، لحام أوكسيجين، لحام نحاس، دوزان سيارات، تصويج، كهرباء سيارات، لحام دواليب كبيرة وصغيرة، تصليح تركتوارات وحصادات، باختصار، كان الرجل سيد المكان، ضابطه، وكان مكروهًا من العمال لأنه كان يعرف شغله تمامًا، بينما الأخرين يميلون إلى الكسل. المعلم أفاك ضخم الجسم، ربما وزنه يتجاوز ال 120 كيلو غرام، يتنفس بصعوبة، وكبير في السن ربما في السبعين من العمر، بيد أنه نشيط في عمله ومنطوي على نفسه في أوقات الفراغ، لا يضحك ابدا، وجه صارم يميل للجدية الزائدة، قليل الكلام، يتقن الأنكليزية والأرمنية والتركية، بيد أن لغته العربية كانت مكسرة، حلبي المنشأ. يحب عمله إلى درجة العشق. كان يحب والدي كثيرًا، لكنه لم يكن يتركه يرتاح دقيقة واحدة عندما يراه قادمًا من رحلته إلى المدن السورية، كان يقول له: ـ المعلم كرابيت، أريدك أن تأخذ هذا التريكس إلى الزهيرية، هذا التراكتور إلى حماه، هذه السيارة الشاحنة إلى دمشق، يرد علي والدي: ـ أنا جاهز، نحن بخدمة المصلحة العامة يا معلم أفاك. ـ هؤلاء كسالى، يشير إلى العمال، يهربون من الواجب. يهز والدي رأسه ويصمت. كانت العلاقة بينهما علاقة عمل وتقدير. لم يكن في المناجير أفران، لهذا كانت والدتي تعجن وتخبز على يديها على التنور، على الحطب. إحدى المرات، وضعت والدتي رغيف ساخن في يدي ويد أختي أنجيل، وقتها لم تكن أمي سوى امرأة شابة لا يتجاوز عمرها 23 سنة، قالت: ـ خذوا هذا الرغيف للمعلم أفالك. أخذنا الرغيف وركضنا إلى أن وصلنا إلى بيته، دقينا على الجرس، خرج المعلم الخبير: نظر إلينا مليًا، رأى الخبز في أيدي الأطفال الصغار، مستغربًا، سأل: ـ أولاد من أنتم؟ قلنا بصوت واحد: ـ أبو آرام. نظر إلينا نظرة فاحصة مريحة جدًا، أخذ الرغيف مترددًا، قال لنا: ـ لماذا عذبتكم أنفسكم؟ ـ الوالدة أرسلته لك. التفت إلى الوراء، حمل في يده كيس وزنه كيلو قضامة سكرية، مختوم، ألوان القضامة، أزرق أبيض وأحمر. أخذنا الكيس وعدنا ركضًا بهذه الهدية التي لم تخطر على البال.
أنا من صنع الكثير من التماثيل، وجسدها على أرض الواقع، وبثثت فيها الحياة، علهم يرتقون إلى مصاف الجمال والحرية والنور. بهذه اليد، والأظفار نحت الصخر أيام وليالي، لأخرجهم إلى الضوء والشمس. كنت سعيدًا بنفسي وبهم، بالألوان التي كانت تشع من وجوههم وأيديهم، بالشموع المزينة بالنار المشتعلة بالقرب منهم. كنت أعمل بلا كلل أو ملل أو تعب، في عقلي وقلبي هم أن أرى أمامي وجوه جميلة مملوءة بالحياة والأمل والحب والحرية. لم انتبه عندما انتهيت من الصنع، أن أغلبهم عاد إلى نفسه، وتحول إلى حجارة صماء بسرعة البرق. الكسر الذاتي مزقهم إربا، وتناثرت أجزاءهم إلى قطع صغيرة فأصغر. سألتهم: ـ من الذي حولكم إلى حجارة، وقبل لحظات كنتم تنطقون بالحيوية والعطاء؟ قالت إحدهن: ـ لم نتحمل ثقلنا. إنه القيد الداخلي الذي منعنا. لسنا مهيئات لحمل هم الجمال والحياة والفرح. نحن مجرد حجارة صماء لا يمكن لرعشة الحياة التي بثثتها فينا أن تصنع الحياة في الميت. بكيت عليهن وعلى نفسي. وقلت لنفسي: ـ إن إرادة الإنكسار والهزيمة لديهن أقوى من الحرية والحياة. عدت أدراجي حزينًا مهزومًا دون إرادة الهزيمة في داخلي. حزينًا من هول الموت والرغبة فيه، في هؤلاء التماثيل الحية.
الأصنام تولد بإرادة الإنسان. لا توجد أصنام في الطبيعة.
روح الرجل في المرأة. كذاب ومنافق من يحنط المرأة، ويخيطها على مقاسه. هؤلاء الذين يريدون تقييد المرأة، مجرد دونيون، عجزة، مكسورين من الداخل، لديهم عقدة النقص، يخافون من عينها، نبرة صوتها، الجمال الصارخ الخارج من نبضاتها. الرجل الذي يريد احتكار المرأة بالقانون يعرف أنه ذليل، وضعيف وغير مرغوب فيه، وبمجرد أن تنال حريتها ستتركه، سترحل عنه، وتلغيه من نفسها وحياتها. لهذا جاء من يقونن جسدها، ويضفي عليه صفة القداسة، لتخضع بالكامل، ثم يأتي الوحش، ليأكل من جمالها ورونقها، من جسدها الغض البض. ويأكل ثوبها والملمس الناعم في طراوة جلدها، وعندما ينتهي منها يرميها، لأنه وصل إلى مرحلة التخمة. إنه الأبلق، القاطع، يبصق في الصحن ذاته الذي أكل منه.
إن تكون من النخبة في المجال الفكري والفلسفي والسياسي أو في بقية المجالات الإبداعية فهذا شيء جميل، فعملك المثمر يشير إلى ذلك. أما أن تطرح نفسك كنخبة وتتمايز اجتماعيا وإنسانياً وسلوكيًا على غيرك، وتترفع على الجميع، وتنظر إليهم باحتقار وفوقية، كأنك شمس والأخرين مجرد نكرة، وبقايا بشر، فأسمح لي أن أقول لك: ـ أنك لم تتخلص من ثقافة الاستبداد وعقلية الإنسان المقهور. من شروط الانتماء إلى الحياة والجمال والحب هو التواضع. التواضع هو الجانب الوحيد الذي يحررك من العقد النفسية والسلوكية والأمراض العالقة بك. الغرور مرض يا صديقي، مرض قاتل. ولا يمكن للمغرور أن يعطي ويمنح الحياة دفئًا، ويمنح المفاهيم التي تتعلق بالجمال والحرية قيمة حقيقية تلامس حقائق الحياة.
المعارضة السورية هي الأغرب على مدار التاريخ، لا لون لا طعم ولا رائحة. معارضة خارج الأحداث، جالسة في الخارج في احضان العدو، مع راتب وجاه يأتيها من الدول التي تكره الثورات في العمق والسطح، كالخليج. دولة كاملة دمرت ولم نسمع منهم تفسير أو بيان عن ما يحدث وبيد من؟ ومن يوجه الأحداث وإلى أين. لا بيان، لا تبرير، لا تأنيب الضمير، لا محاسبة أو اعتذار. معارضة مغتربة عن وطنها، باعت نفسها بأقل من ثمن حذاء يوضع في قدم طفل. حتى المسخ له شكل ولون، إلا هؤلاء الذين جلسوا في الفنادق الخمس نجوم وسافروا إلى دول صنع القرار دون أي مهمة، وعلى نفقة العدو. كان النظام قبيحًا فجاؤوا وغطوا على قباحته ووقاحته وإجرامه، وأعادوا إنتاجه بشكل أكثر قذارة لقد كرهوا الناس بكل شيء اسمه ثورة ووطن ونضال ومعارضة. لقد غيروا العلم دون أي سبب، وطرحوا برنامج إسقاط السلطة دون رغبة في اسقاطه. ولم نسمع كيف سيتم اسقاطه؟ ومن سيسقطه؟ وما هي الأدوات لذلك؟ لم نسمع من أحدهم اعتذر أو قال أنا غلطان، أو أن الطرف الفلاني أو العلاني مولنا ماليًا وبالسلاح. أو ماذا نقبض كمعارضة مأجورة ورخيصة الثمن. وجميعم أمنوا على عائلتهم وأقرباءهم ومحاسيبهم، وبقوا في الخارج معززين مكرمين، لديهم أموالهم التي سرقوها. وقطعوا علاقتهم بوطنهم نهائيًا لا حياء في وجوه هؤلاء الذين تنطحوا لهذه الثورة وخذلوها. ولم نسمع من رموز الثورة في السابق واللاحق أي إشارة إلى علاقاتهم المشبوهة مع الدول، وماذا أعطوا من وعود وماذا أخذوا، ولماذا خذلوهم؟ تبًا لكم ما أوقحكم. أنتم مجموعة شراشيح يا شراشيح. القدر يعري، فعرى من كنا نظنهم على مستوى المسؤولية الأخلاقية والوطنية والإنسانية والسياسية، وعشنا لنرى هذا الذل كيف ركبهم واستوطنهم تمامًا. مع الأسف أنهم لا يخجلون من عارهم، بل يتفاخرون فيه، والبارحة استطاعوا أن ينتخبوا أقذر واحد فيهم هو، أنس العبدة وسنرى سهير الأتاسي نائبًا له لأنه زوجته أو عشيقته، في الحقيقة لا أعرف بالضبط ماذا تكون له، وكمان لا يهم، بيد أن كلاهما أقذر من بعض. القذر في السياسة قذر في كل مجالات الحياة
السلعة هوية عالمية. بمعنى لم تعد محلية صرفة. تختزن ثقافة عالمية عابرة للأوطان والحدود والمحليات. هذه السلعة موضوعية، ثقافة مكثفة، تعبير عن الحداثة الرأسمالية التي قربت القيم والسلوك والأخلاق، بمعنى أنها ليست حيادية. إنها تغيرنا وتبدلنا سواء أردنا أو لم نريد. عندما تشتري سيارة جديدة، تفرح بها، وتسعد، وتتغير، وتنفصل عن ماضيك الجميل وأحلامك البراقة، وتعيش حاضرك دون وعي منك. إن مقاومة الحداثة يحتاج إلى واقع موضوعي آخر، أكثر موضوعية من الحداثة ذاتها، أي الحالية، ومتوافقة مع مصالح ومزاج ورغبات الناس. سقط الاتحاد السوفييتي تحت الضربات السياسية الأمريكية، بيد أن هذا السقوط موضوعي حتى لو طال الزمن. البديل هو ابن المستقبل، ابن الثقافة الإنسانية، بعيدًا عن الايديولوجيات المريضة، العاجزة. إن إنتاج الحاضر والمستقبل ما زال في صراع مع الماضي في السطح والعمق، جوهره البحث عن عالم متطابق بين ما يجب أن يكون، وبين وما هو كائن، بين الحقيقة والزيف.
ليس لدي الكثير لأقوله. فما قلته قلته سابقًا: ـ إن من أعاد إنتاج هذا النظام هو ذاته من تستر عليه في السابق. تستر على جرائمه وهمجيته وقدرته على سحق سوريا كلها وتمزيقها إلى قطع. وهذا هو المطلوب. وهذا النظام الأسدي جاء إلى السلطة قاطعًا علاقته مع المجتمع السوري قطعًا أبديًا. ربما أغلبنا يعلم أن أزالة هذا النظام، والنظام الإيراني من سابع المستحيل، لهذا كان على من تنطح على مقاومته أن يكون أمينًا لسوريا مبدئيًا مسلحًا فكرًا وسياسة وعلمًا وقدرة على أحداث أختراق في جوفه. من تنطح له في السابق واللاحق مجرد أولاد، عيال صغار، يحبون السكاكر والألعاب ولا يملكون ألف باء السياسة في الحرب الباردة والحرب الداعشية الحالية الممولة من قبل النظام الدولي كله بدءًا: بالولايات المتحدة وصبيها بوتين وحكام أوروبا الأطفال، وإيران وتركيا والخليج، والأحزاب المنضوية تحته كالمنظمات المسلحة المأجورة التي جاءت إلى سوريا ممولة من قبله وحزب الله وحماس.
أنت تخاف أن تهتز قناعاتك, أن تبقى على أرض جرداء دون ستر أو غطاء أو سماء أو ماء. أعلم أنك حزين وأنا متضامن مع هذا الحزن الحزين, بيد أن الأمر لم يعد بيدي ويدك. إننا صناعة الزمن وأقداره, لهذا أقول لك أنه زمن عاري وقاسي وفاضح, لم يعد مستعجلا على تعريتك أو تعريتي, أنه في الطريق إلينا إن لم يكن اليوم فغداً, لهذا جهز نفسك فالرياح الحمراء ثقيلة جدا وتجرف في طريقها كل الأغطية والستائر والسواتر. إننا ذاهبون إلى عالم مفكك لا ينذر بالفرح والسعادة والجمال, ولم يعد الوقت يتسعنا لالتقاط الأنفاس, فالغيلان الخرافية السوداء على أطراف أبوابنا وشبابيكنا أعرف أنك قضيت حياتك في قوقعة ضيقة, ومرتاح فيها, وجاء من يفتح لك بالقوة ذلك الغطاء المتكلس الذي لفك. بيد أن السؤال: هل تخاف على الكلس أم على القوقعة, في عالم لا ينذر على خير؟
القضية الأرمنية طرحت في المزاد او سوق المزودات السياسية من قبل بريطانيا وفرنسا. بمعنى, استخدم الاوروبيون القضايا العادلة في تحديد سعر استثماراتهم الاقتصادية في السلطنة, كمشاريع السكك الحديدية والمرافئ والمناجم وشركات التبغ. كما نعرف, علاقة التبعية بين المركز والأطرف أقوى من اية قضية إنسانية أو عادلة خاصة فيها مليارات الجنيهات أو الليرات أو الفرنكات الموظفة في السلطنة. الموضوع مصالح اقتصادية عميقة جدا, رشاوي, بيع وشراء ذمم. بتقديري ان السلطان عبد الحميد ومن بعده مصطفى كمال تصرفا ببرغماتية مع النوع البرغماتي ذاته أي الغرب. وهناك رجال على مستوى عالي جدا في كل الاطراف, وكلاء, بنوك, تجار, وزراء, مسؤولين كبار يتقاضون ثمنا لكل حصة اقتصادية من جهة السلطنة المأسورة بتبعيتها الكاملة للغرب, كعمولة.
في قرية المناجير المطلة على الخابور، سكنا مدة عامين، كنت في الخامسة من العمر. كان هناك عامل في المزرعة التابعة للدولة لديه هواية الصيد، وكان دائمًا يصيد بكميات كبيرة من الأسماك. إحدى المرات صاد سمكة كبيرة جدًا ربما طولها متر وثمانين سنتمتر، لكنه أخذ على نفسه عهدًا أن يعطي كل الناس الموجودين في المناجير نصيبه من هذا الصيد. وقرر أنه لن يحرم أي إنسان ذهبت مثل كل الناس ووقفت أمام السمكة الكبيرة المعلقة في السقف مستغربًا من حجمها الكبير، وكيف كان يقطع ويوزع كل قطعة كبيرة من اللحم على الناس. نظر إلي بتمعن، قال لي: ـ أنت أبن أبو آرام؟ قلت: ـ نعم. قطع قطعة كبيرة وأردفها بأخرى، وقال: خذها لأهلك، وكلوها بالعافية. اليوم تذكرت ذلك الرجل، أسمه آرام، أول مرة أتذكره بعد هذه المسافة الزمنية الطويلة. قلت في نفسي: يعتقد الإنسان أن من يمروون في حياته سيبقون على قيد الحياة، لن يرحلوا ابدًا. عمليًا ما زال هذا الرجل باقيًا في أعماقي، بالتأكيد لن يرحل ما حييت رغم مرور قرابة الستين سنة على هذه الحادثة. وسألت نفسي: ـ ترى متى مات هذا الرجل الكريم، ولماذا يموت الكرماء؟
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ـ 218 ـ
-
هواجس ثقافية وفكرية وسياسية 217
-
هواجس فكرية وسياسية 216
-
هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ـ 215 ـ
-
هواجس ثقافية وسياسية واجتماعية ـ 214 ـ
-
هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية 213
-
هواجس ثقافية 212
-
هواجس ثقافية وسياسية وأدبية ـ 211 ـ
-
هواجس ثقافية وسياسية 210
-
هواجس ثقافية وسياسية وأدبية ــ 209 ــ
-
هواجس ثقافية وأدبية 208
-
هواجس ثقافية وسياسية 207
-
هواجس ثقافية وسياسية 206
-
هواجس ثقافية ـ 205 ـ
-
هواجس ثقافية 204
-
هواجس ثقافية 203
-
هواجس ثقافية وسياسية ـ 202 ـ
-
هواجس ثقافية 201
-
هواجس ثقافية وأدبية ـ 200 ـ
-
هواجس ثقافية وسياسية 199
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|