أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - وفاة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي 1935-2024















المزيد.....

وفاة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي 1935-2024


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8026 - 2024 / 7 / 2 - 01:39
المحور: سيرة ذاتية
    


وتوفي أخي ، وصديقي ، وزميلي منذ نصف قرن الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي الحلفي المؤرخ العراقي الكبير .
قبل ايام تمنيت له الشفاء لكن القدر والموت حق ؛ فقد توفي اليوم الاثنين الاول من تموز - يوليو الجاري 2024 . أمر محزن ان يغادرنا المؤرخ الكبير المتخصص بتاريخ العراق المعاصر والذي عمل منذ نصف قرن على تقديم الدراسات والبحوث والكتب والوثائق التي كشفت عن كثير من خفايا وخبايا تاريخ العراق المعاصر . أُعزي اولا نفسي ، وأُعزي اهله ، واولاده الاستاذ عمار والاستاذ بشار والدكتور انمار ، واعزي زملاءه وتلاميذه ومحبيه بوفاته انا لله وانا اليه راجعون .
ستقام الفاتحة في قاعة الكرار - سريع حي العامل -الملحانية مجاور مسبح الرافدين اعتبارا من يوم غد 2-7-2024 ولمدة يومين واعتبارا من الساعة 3-7 مساء .
كتبتُ عنه اكثر من مرة منها هذا المقال المنشور ونصه:
الدكتور جعفر عباس حميدي المؤرخ الحصيف الثبت
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
جعفر عباس حميدي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتمرس في جامعة بغداد ، الصديق العزيز ، والزميل الكريم .. زميل العمر ، والدراسة ، والمهنة. ....الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي مؤرخ عراقي حصيف ، وممثل متميز وأمين للمدرسة التاريخية العراقية المعاصرة المعروفة برصانتها ، وتمسكها بالمنهج العلمي التاريخي الصارم ، وتأكيدها على العودة الى الاصول ، والوثائق ، والمستندات الرسمية الصحيحة .وفوق ذلك ؛ فكتاباته تتميز بالعلمية ، والموضوعية ، والدقة .
وقد خدم تخصصه : تاريخ العراق المعاصر أجل خدمة . ولا اعتقد ان ثمة من يخالفني في هذا .
اشتركت ُمعه في مشاريع مشتركة منها :كتابنا في " تاريخ العراق المعاصر " ، فعرفته مؤرخا امينا ، شجاعا صادقا ، ذو مروءة منصفا درس تاريخ العراق المعاصر منذ سنة 1921 وحتى سنة 1968 وذلك في سلسة من الكتب منها كتابه :"التطورات السياسية ف العراق 1941 -1953 "وكتابه :"التطورات والاتجاهات السياسية الداخلية في العراق 1953-1958 " وكتابه "تاريخ العراق المعاصر 1921-1968 ".
قيمه المؤرخ السوري الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور نور الدين حاطوم فقال : إنني وجدت في كتابات الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي تفسيرا لبعض حوادث العراق المعاصرة ما وجدتها ابدا في أي كتاب آخر ...فالدكتور جعفر ، إستطاع بجهده ، وحسن تأنيه ان يتغلب على كثير من المشاكل ، وهو يؤرخ للعراق المعاصر ، ويعالج بعض الاحداث بروح المؤرخ ، وبشيء من الحذر المرغوب ، وبما امكن جمعه من مصادر ومادة علمية وان يخلص الى ما امكن استخلاصه من تفسير .
الدكتور جعفر عباس حميدي في كتابته لتاريخ العراق المعاصر حذر ، ويقظ ، ودقيق ، وحريص . لايطلق الكلام على عواهنه ، ولايستخدم أي مصطلح ، أو مفهوم من المفاهيم إلا إذا وجد ان هناك ما يدعمها من الاحداث التاريخية .ويمكن ان اشير الى انه تحفظ على استخدام وإطلاق مفهوم ( الثورة ) على أحداث في تاريخ العراق المعاصر اطلق عليها مسمى ( ثورة ) وكان يقول ان (الثورة ) تعني التغيير الجذري الشامل في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . وكثيرا من الاحداث التي وقعت في تاريخ العراق المعاصر لاتستحق ان يطلق عليها ثورة لانها لم تحدث تغييرا جذريا ، ولم تكن متوافقة مع سير حركة التاريخ وكانت اشبه بالانقلاب وتغيير الوجوه واعتقد انه فقط يستثني (ثورة 14 تموز 1958 ) والتي احدثت التغيير الجذري في تاريخ العراق المعاصر .
يقول ان المرحوم السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه (تاريخ الوزارات العراقية ) وضع (الثورة ) عنوانا لاحداث صغيرة احدى عشرة مرة منها على سبيل المثال ثورة السماوة الاولى والثانية ، وثورة سوق الشيوخ ، وثورة بني ركاب ، وثورة الاكرع وغيرها .
ثم يبني على اساس هذا ما قيل عن ثورة 8 شباط 1963 ، فما حدث يوم 8 شباط سنة 1963 لم يكن ثورة وانما انقلابا وهكذا .
يعطي الدكتور جعفر عباس حميدي للمذكرات الشخصية أهمية الا انه يتعامل معها بحذر شديد ، ويقارن بين ما يرد فيها وما حصل عليه من مصادر ووثائق ويحاول اعادة تشكيل الحدث ويقدمه في صورته الكاملة قدر الامكان ، وهو مطلع نشط على ما يصدر من جديد في عالم الكتب والمذكرات والدراسات والبحوث في حقل تخصصه وهو تاريخ العراق المعاصر .
ومع ان رسالته للماجستير تعرضت للقرنصة من مدع انه حصل على الدكتوراه وهو (اسماعيل ياغي ) ، الا انه ظل هادئا وواثقا من ان تلك القرنصة ستكون وبالا على صاحبها الذي نشرها في العراق وبكل وقاحة وقد التقيت به في جامعة الملك سعود بالرياض – لسعودية ...كان يعمل هناك وهو فلسطيني ، وكنت يومها أعمل رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية بجامعة الموصل 1980-1995 فقال لي انه يرغب في ان يعمل في جامعة الموصل بعد انتهاء عقده في جامعة الملك سعود فقلت له كيف يمكننا ان نتعامل مع سارق، فسكت ولم ينبس ببنت شفة .
كان الدكتور جعفر عباس حميدي ، يرى ان تاريخ العراق المعاصر ليس جزرا منفصلة ، بل هو تاريخ متواصل ومستمر وحلقاته الواحدة تكمل الاخرى .
لم يكن يؤرخ للسلطة ، بل يؤرخ للناس للشعب للجماهير ..كان يلاحق سير الحركة الوطنية العراقية من خلال احزابها ومطالبها في تحقيق الحكم الدمقراطي ...طبعا كان يكتب مصطلح اليموقراطية وكذلك افعل انا مثلما كان يكتبها استاذنا استاذي واستاذه مشرفنا الاستاذ الدكتور فاضل حسين يكتها هكذا (الدمقراطية ) .
كان مؤرخا منصفا ، شجاعا امينا لايخاف لومة لائم ولا يقول الا الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة ، وكانت عباراته مثل عبارات استاذه قصيرة ، وواضحة ، وبليغة .
ومع انه يعطي للوثائق الرسمية ، ووثائق الاحزاب السياسية اهتماما كبيرا الا انه يعمل على مقارنتها بغيرها من المصادر المتداولة، ويعرف ان الوثيقة قد تعبر عن رأي موظف او سفير وقد لاتمثل رأي الدولة او الحكومة . ولم ينس الصحف كان يراها مصدرا مهما من المصادر التاريخية ، وخاصة في الحصول على التعليقات ووجهات النظر حول هذا الحدث او ذاك .
اسمح لنفسي اليوم ، ونحن ننعي هذا المؤرخ الثبت ان اذيع سرا مضت عليه سنوات طويلة وهو ان الدكتور جعفر عباس حميدي من اوائل المؤرخين العراقيين الشباب الذين عملوا لفترة طويلة في نبش الوثائق العراقية الرسمية وخاصة وثائق وزارة الدفاع ووثائق وزارة الداخلية ووثائق البلاط الملكي ووثائق وزارة الخارجية ووثائق الامن العامة وبخاصة وثائق مديرية أمن بغداد ووثائق الحركة الوطنية المتمثلة في بيانات الاحزاب ونشراتها المختلفة ولا ابالغ اذا قلت انه اطلع على اغلب ما صدر منها وفي دوائر مختلفة وتحت عناوين لاتمت الى مواضيعها بصلة .
كان يتعامل مع تلك الوثائق بحرفية شديدة ، وبنظر فاحصة دقيقة وفيما يتعلق بوثائق الحركة الوطنية العراقية فقد اطلع عليها وواجه مشاكل وعقبات كثيرة بسبب ذلك خاصة ، وانها كانت موجودة في ملفات كثيرة تقدر بالعشرات وعمد الى موازنتها وهي المدونة بروح وطنية جياشة وبإسلوب يستهدف إظهار معايب النظام الملكي لشحذ روح المقاومة له لدى الجماهير ..عمد الى موازنتها بما تيسر له من مصادر ووثائق اخرى .
للاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي اعمال كثيرة في تاريخ العراق المعاصر ، واغلبها وثائقية لكن مما جلب انتباهي الكتاب الوثائقي الضخم الذي صدر عن ( مؤسسة بيت الحكمة ) ببغداد سنة 2002 ، وضم قرابة (1000 ) صفحة وحمل عنوان : ( التطورات السياسية في مصر في وثائق الممثليات العراقية في القاهرة 1930-1942 ) .
هذا العمل الكبير ، القيم فيه إضافة نوعية للمكتبة التاريخية العراقية والمكتبة التاريخية المصرية وللمكتبة التاريخية عموما ، وفيه يؤرخ للعلاقات العراقية – المصرية وللشؤون المصرية في فترة مهمة من التاريخ المعاصر وكانت اول وثيقة للقنصلية العراقية في القاهرة متوفرة في ملفات (دار الكتب والوثائق ) العراقية تحمل الرقم (47 ) ومؤرخة في 3ن كانون الثاني –يناير سنة 1929 وتتحدث الوثيقة عن تقديم القنصل العام لأوراق إعتماده الى وزير الخارجية المصرية وعن كيفية تعيين موعد له لمقابلة الملك فؤاد وحديث الملك فؤاد الاول مع القنصل عن العلاقات العراقية –المصرية وطلب نقل تحياته للملك فيصل الاول ملك العراق .وقد قدم للوثائق بمقدمة تعريفية غاية في الدقة وبعنوان (مقدمة تعريفية بالتطورات السياسية في مصر في ضوء وثائق الممثليات العراقية 1930-1942 ) .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤرخ التونسي الكبير الاستاذ الدكتور الحبيب الجنحاني 1934-2 ...
- من ذاكرة البيبون ......................نصوص شعرية للشاعر الم ...
- السيد محسن أبو طبيخ 1878-1961 رمز الوحدة الوطنية العراقية
- ماجد مصطفى الوطني العراقي والقومي الكردي 1896-1974
- وعن النزعة الانسانية أحدثكم
- ثمار الفواكه ..............صحتك بين يديك ............في كتاب
- الكاتب والروائي الروسي مكسيم غوركي في الذكرى ال 88 لوفاته
- العالم اللغوي والكاتب التراثي الاستاذ بنيامين حداد ......... ...
- النقد الادبي والثقافي كما يجب ...كتاب (خريف المثقف) للدكتور ...
- سعد الدين إبراهيم المفكر المصري الليبرالي 1938-2023 ودعوته ا ...
- الطارق على النحاس الفنان الاستاذ يحيى قاسم الحاتم 1944-2008 ...
- في رحيل الشاعر والصحفي الاستاذ سامي مهدي ..........كلمات صدق ...
- لا ... بل دفاع عن ثورة 14 تموز 1958 في العراق
- العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي الع ...
- عكاز من قش ..............نصوص ماجد حامد محمد
- ابو العلاء المعري ...........الشاعر الفيلسوف
- حوار تاريخي بين المؤرخ والكاتب والصحفي هربرت جورج ويلز والزع ...
- الممثل العراقي الكبير الاستاذ عبد الستار البصري 1947-2024 .. ...
- وسقط القلم من يد الكاتب والمؤرخ والباحث الفولكلوري الاستاذ ب ...
- قصيدة عمرها 80 سنة للشاعر الكبير شاذل طاقة عندما كان طالبا ف ...


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - وفاة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي 1935-2024