أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - كيف سننجو من دمائهم ؟















المزيد.....

كيف سننجو من دمائهم ؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 8025 - 2024 / 7 / 1 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف سننجو من دمائهم؟
نصّ غضبي

هدية إلى أطفال غزّة

د.أمّ الزين بن شيخة


كيف سننجو من عيون أطفال اطمئنوا إلينا كما لو كنّا بشرا فإذا بالعالم يزهق أرواحهم قبل أن يعيشوا ونحن على ذلك شهودُ؟ كيف سننجو من أحلامهم التي تمّ قتلها وهي على قيد الابتسامة؟ فهل مازلنا بشرا؟ أم نحن وحوش ما بعد نهاية العالم؟ يا أكلة لحوم البشر، لا شيء بعد غزّة سيبقى متماسكا في قلوبنا..لا ضحكاتنا ولا دموعنا ولا أوهامنا حول أنفسنا..لا الحياة ولا الموت ولا الصلاة ستبقى كما كانت في خشوعنا..حتى الآلهة خابت آمالها فينا بعد أن صارت أراضي الأنبياء فيها إلى مقبرة..لا البراق ولا حائط المبكى ولا الحجر الأسود سيحمينا..إلى أين بعد استحالة المكان والزمان والسماء إلى ورشة لتشغيل القنابل الفسفورية؟وبأيّة لغة سنكتب ذاك الكمّ الهائل من الدماء، وتلك الأماني الكبيرة في قلوب من يتمُّ قصف أرواحهم في كل لحظة هناك.."هناك" في ذاك المكان المستحيل، ذاك الخراب المطلق . يا صنّاع التوحّش، ألم ترتووا من امتصاص الدماء؟ كم من الأطفال عليكم أن تقتلوا حتى تشبعوا وترحلوا ؟ كم من العدم سيزدهر تحت أقدامكم القذرة؟
لقد بات بديهيا منذ اندلاع حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني منذ أشهر، أنّ التوحّش قد صار اختصاصا أساسيّا لهذا العصر. نعم لقد خرج الوحش الكبير الكامن في انسانيّة الحقد والشرّ المطلق، وأطلق العنان لكلّ أشكال الشرور والفظاعة من تقتيل وتنكيل وتدمير لكلّ شيء. هي سياسات الأرض المحروقة قد طفقت تنشر قذائفها وقنابلها الفسفورية وسمومها القاتلة في أرض الآلهة. هناك حيث وُلد الأنبياء والقصص وأينعت السرديات الكبرى، تجري الآن أفظع أنواع المجازر كلّ يوم. لا شيء غير أصوات القصف ولغة الدماء وشريعة القتل وجماليات الفظيع وأخلاق التوحّش. غزّة وجباليا ورفح أضحت مدن الموت والجثامين والأشلاء والمقابر الجماعية.
ومن هناك تتدفّق إلى العالم كلّ ليلة صور القتلى والدماء المهدورة عبثا والأشلاء المنثورة في حي الزيتون والليمون وحقول البرتقال الحزين. فلسطين لم تعد في مكان آخر. لقد احتلّت فلسطين كلّ شوارع العالم، وسكنت في حناجر الأحرار في كلّ مكان. بل فلسطين احتلّت حيّز المرئي العالمي الكبير على نحو مطلق. إنّها اليوم تنبثق في كلّ الشاشات التلفزية والرقمية، كوطن يحتلّ العالم بل يمسك بأحشاء العالم المرئي، شاهرا قتلاه وأشلاء أطفاله، وأحلام شبابه، ودموع نسائه الثكلى في وجه بؤس العالم. لا أحد بقي محايدا أمام صور المذبحة التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب هناك. وحدهم من فقدوا إنسانيتهم وتحوّلوا إلى وحوش أكلة للحوم البشر، يبتسمون في وجه المجزرة.
فجأة تحوّل العالم إلى ركح كبير للمذابح من جهة ومتفرّجين كثيرين من جهة أخرى. بعضهم يصرخ في شوارع المدن وبعضهم يتألّم كبقية الحيوانات البشرية، وبعضهم الآخر يكتفي بالصمت كأضعف درجات الانتماء إلى البشر. لكن للصمت أمكنة أخرى أكثر خطورة وأشدّ ألم. إنّ ركح المذبحة هو ركح معركة وجودية بين الضحيّة والجلاّد. وإن كان الجلاّد مدجّجا بالعساكر مدعوما بدول القهر والخيانة، فإنّ الضحيّة يحمل وطنه في دمائه ويقاوم، بحياته وبحلمه وبألمه وبموته. إنّه هناك من أجل تصحيح مسارات الحقيقة. وإنّه هناك لأنّه وعد شهداءه بحقّ العودة إلى أرضه المغتصبة. وإنّه هناك لإنصاف تلك الدماء المهدورة عبثا منذ أكثر من سبعين سنة.. كيف نكتب هذا التعدّد الهائل من تلك "الهناك" التي ينبثق منها إلينا في كلّ العالم كلّ هذا التدفّق لصور الدماء ؟ كيف يمكن للغة النحو بقواعده المطمئنة إلى معاجمها وطقوسها أن تكتب صمت الدماء؟
"هناك" هو دوما "مكان آخر" أي مكان ليس هو المكان الذي ننظر منه إلى العالم بوصفه مساحة المرئي المتاح لأعيننا. هناك يحدث دوما بالنسبة إلى متفرّج وركح تُصنع فوقه مرئية العالم. إذن فالمكان الآخر هو آخر لأنّنا على مسافة منه بحيث نصير بموجب ظهوره في مجالنا البصري مشاهدين وشاهدين على حدث جلل تنقله لنا الصور. إنّ الصورة تلعب ههنا دورا أساسيا في تشكيل أحداث العالم وتشكيلنا كمنتمين إلى العالم. والعالم هنا هو جملة ما يحدث هنا والآن. أي في نفس المكان الذي يأتي إلينا على محمل بصري هو محمل الصورة.
لكن ماذا تحمل لنا الصور في هذا المكان اليوم؟ إنّها تحمل إلينا العالم نفسه كما يحدث من الجغرافية التي يصنع فيها التاريخ اليوم نفسه في اتجاه أفق مغاير. إنّ العالم اليوم يعلُم أمامنا في أقصى أوجه فظاعته. ربّما فقد العالم قدرته على العالم، لأنّه انهار فجأة بتحوّله إلى خرائب لصناعة الموت. لكن ما يحدث أعلى من مرتفعات اليأس وسوداويّة العدميين والكلبيين. للدماء سياسات صمت خاصّة جدّا لذلك فهي تتطلّب سياسات كتابة خارجة عن قواعد الهندسات اللغوية التقليدية. نيتشه كان يقول : "أنا أكتب بدمي" وأن الفلسفة هي لغة الصواعق وليست لغة التأمّل البارد لكوجيطو كسول. وسلوتردايك يكتب "أنّ الزمن لم يعد يؤوّل بوصفه زمنا، بل بوصفه غضبا، وإنّ السياسة هي مشروع كبير لغضب البشر". وعليه تكون الكتابة الغضبية هي مستقبل الفلسفة التي وجدت نفسها في عالم يعلُم ويعلو صلب الدماء والأشلاء. ولقد كتب بلانشو ذات نصّ :"لست أنت من يتكلّم، دع الكارثة تتكلّم فيك".
أيّها الشاهد على صمت الدماء، والواقف في مجال بصري تؤثثه دموع النساء وأشلاء أطفال قُتلوا قبل أن يعيشوا، ودماء أحلام لشباب قُصفت أرواحهم قبل أن يحلموا.. تمهّل..أيّها المارّ من هنا، من هناك، ذاك "المكان الآخر" الذي فيه يحدث التاريخ في شكل مذبحة وتتمزّق أوصال الجغرافيا، وتسيل دماء أصحاب الحقّ بين الحقول والثنايا، وتحت الركام يولد رضيع ثمّ يموت في جلد القذيفة..أيّها الشاهد على دماء الشهداء تمهّل قليلا، فالعالم لم يعد مكانا صالحا للسكن.. أنت الآن تقف هناك في مكان آخر حيث ينبثق صمت الدماء.. وصمت الأشلاء.. انزع عنك أحذيتك اللغوية المتحذلقة، وضع جانبا نظّارات مناهجك العلمية، واسكن ألم الإنسان الذي فيك جيّدا. لا تفكّر بهندسات خطوط الطول والعرض، ولا بقوانين الطرقات، في مكان تمّ فيه تدمير كلّ الطرق..غيّر وجهة أسئلتك ..كيف يمكن لك الآن أن تكتب عن هذا الكمّ الفظيع من الحزن والدماء؟ هل بوسعك أن تخطّ استعارة جديدة دون أن تشعر بالخجل من أنّك بشر ؟ نعم "الخجل من أنّك بشر..أليست تلك علّة كافية للكتابة ؟" هكذا تساءل ذات نصّ في كتاب النقد والعيادة بعض فلاسفة هذا العصر.
أيّها الجالس إلى مكتبك في عيادتك الخاصة، أو صالونك الوثير، أو إلى ألمك الخاصّ جدّا، تمهّل وأنت تحدّق بوجوه القتلى، وبلطخات الدماء فوق تلك الصور المتدفقة أمامك في كل الشاشات.. كيف للصورة أن تنقل إليك هذا الكمّ الهائل من واقع مفرط في الفظاعة؟ وهل بوسعك التحديق مليّا في وجه بؤس العالم ؟ نعم إنّ هذه الصور التي تأتينا من مكان آخر، لا تهدف إلى إبقاء هذا المكان آخرا مطلقا. إنّها تجلب لنا المكان نفسه، وتنصّبه لا فقط أمام أعيننا، بل في قلوبنا نحن آخر البشريين الواقفين تحت أسمائنا، والمشرفين من مرتفعات اليأس على أشلائنا.. نحن هناك أيضا.. لأنّ الذين يُقتلون هم أنفسنا أو هم من يقوم مقام أنفسنا، هؤلاء بشر يحملون نفس الدماء ويأكلون الخبز مثلنا ومثلنا كانوا يسيرون في الشوارع، وهم مثلنا كانوا يضحكون ويحلمون وينامون وكان لهم بيوتا وأطفالا ولغة وكلمات وصرخات وقصص حبّ أيضا.
أيّها العابر من بين هذه الكلمات، كيف يمكنك أن تقرأ صور القتلى أو أن تكتب عن الدماء بالدماء ..حذو الدماء ؟ كيف يمكنك التحديق في وجوه الراحلين الذين كانوا قبل حين معنا هنا ..معنا هناك.. معنا.. في أي مكان يتسع لنا؟ لا معنى لأيّة ملكيّة للأمكنة بعد خراب الهويّات. وبعد خراب العالم من الإنسانية.. هذه الصور ليست صورا فقط بل هي أرواح زُهقت، وأجساد قُصفت وأحلام وئدت في المهد.. كيف لك إذن أن تحمل وزر هذه الصور التي تحملك إلى مكان المذبحة؟ كيف لك أن تتحمّل التحديق بأشلاء هؤلاء الذين كانوا معك قبل حين في نفس هذا العالم يقتسمون معك الخبز والنبيذ والهواء والماء والحبّ والغضب والضحك أيضا ؟ نعم تضعك هذه الصور أمام تجارب الفقدان والغياب . إنّها تلتقط الغياب في لحظة كنت تعتقد فيها أنّك إزاء حضور ما. تلك مفارقة كبرى لحياة الصورة أيضا.
تلك هي اقتدارات الصورة كحامل للأمكنة تترحّل بها هنا وهناك وفي كلّ مكان، بحيث لم تعد الأمكنة أقاليم مستقرّة وثابتة، بل صار المكان وجهة نظر تنجزها الصورة التي تمثّل إحداثية جديدة لاختراع وجهة بصرية جديدة وعالما مرئيّا لم نكن ننتبه إليه لولا الصور. لولا الصور التي تحمل إلينا ما يحدث في مكان آخر بعيد عن أنظارنا، لأطبق الصمت على ما يحدث هناك في المجزرة. ليست الأمكنة دوما جغرافيّة وثابتة، بل هي أماكن حيويّة وعاطفية أيضا. وإنّ المكان الذي تنقله الصورة هو مكان آخر لاختراع مشاعر بشريّة جدّا .. إنّ الخرائط التي تصنعها الدول ليست خرائط القلوب وآلام البشر، وما البشر إلاّ أنت كمكان للألم وللحبّ وللغضب.. لكن هل مازلنا بشرا بعد أن صار بعضنا مساحة للأشلاء، وبعد أن أضحى بعضنا قطعا من اللحم تجمّع في أكياس بلاستيكية؟ هل مازلنا بشرا أم نحن قمامة كبرى لزمن يأكل أبناؤه ثمّ ينصّب صناديق الاقتراع في ساحة المدينة ؟
أيّها القابعون على حافة أنفسكم المكلومة، آن الأوان لخطة جديدة من أجل حياة قادرة على الحياة فيكم. وإنّ هذه الخطّة رهينة قدرتكم على نحت أوطانكم من قلوبكم. أنتم مطالبون باليأس من وعود الدول الكاذبة التي تتعشّى فوق نعوشكم، فحذار من براقع التنّين، لن يقدّم لكم غير مقابر جديدة. وتبقى المقاومة هي الإمكانية الوحيدة لأن نتماسك ههنا في خراب هوياتنا ونصوصنا ..ويبقى التمسّك بطفولة الممكن وباحة اللامتوقّع سبيلنا إلى العبور نحو ضفّة أخرى. ومن أجل حياة أقلّ فظاعة بوسعنا التسلّح بالأمل والحبّ لترميم ما تبقى.



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن في جسد
- تحية إلى غزة,,, أو الفلسفة والمقاومة
- الرواية تجربة فلسفية بامتياز
- تأملات فلسفية في الحياة الرقمية
- الفلسفة والمقاومة
- سردية الوهم والدم
- ملاحظات حول السؤال عن الحداثة الجمالية عربيا
- تأملات في فلسفة الرواية المضادة
- الفن في زمن الكورونا
- هل يمكن الحديث عن فلسفة عمومية ؟
- الحب في ثقافة المقاومة
- كيف بإله ينصف حلم السمك ؟
- سياسات العبث ..قد تعمّر طويلا
- لن تجنّ وحيدا هذا اليوم في جمالية الخطاب الواصف
- لا شيء يشجّعك على أن تبقى واقفا - من روايتي -لن تُجنّ وحيدا ...
- حلم يتشرّد ...
- تراود الحرف على التعب ..
- ما الذي يحدث على عتبة - الله الاسلامي - ؟
- أي رحيل يشبه رحيلهم ؟...
- أضناها القرنفل ذات مساء ..


المزيد.....




- -الأدنى منذ عامين-.. مراسل CNN يلقي نظرة على أسعار -مفاجئة- ...
- روجر ووترز: حماس لم تغتصب نساء في 7 أكتوبر وإسرائيل هي من ق ...
- راغب علامة ورقص معجبة بحفله يثير جدلا في تونس.. وقيس سعيد يع ...
- كروس بثقة: مباراة إسبانيا لن تكون الأخيرة في مسيرتي
- دراسة تكشف عن أغرب عذر على الإطلاق لنتائج الامتحانات السيئة ...
- مراسل RT: قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي في محيط مستشفى ناصر ومدرس ...
- -نيويورك تايمز-: بايدن يدرس الانسحاب من السباق الرئاسي
- خلال لقائه بوتين.. أردوغان يعلن استعداد تركيا لوضع أساس لوقف ...
- -100 صاروخ كاتيوشا-.. -حزب الله- يعلن قصف مقرين عسكريين إسرا ...
- تحديث جديد في -تليغرام- يحمل ميزات تهم الكثيرين


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أم الزين بنشيخة المسكيني - كيف سننجو من دمائهم ؟