أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور فهمي - معجزة إلهية..أم خانة فى بطاقة الهوية؟!














المزيد.....

معجزة إلهية..أم خانة فى بطاقة الهوية؟!


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 22:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل سنمتلك يوما، حرية "ممارسة الصدق" أمام الملأ؟!
هل سيسمح لنا هذا المجتمع بأن نكون أنفسنا، دون تردد أو تراجع ؟! هل سيسمح لنا بأن نكون متسقين مع ذواتنا، صادقين مع محبينا وحتى كارهينا؟!
كل منا ولد وقد ورث دين أبيه، فشب عليه دون تمحيص.. تفسير، أو حتى بحث، ثم قرار بكلمة "آمنت"
لم يحاول حتى أن يتعرف على ديانات أخرى ..ومقارنتها بدينه لمعرفة مدى صدق أفضليته.
فرضت عليه أسرته الصغيرة هذا "الدين" أو ذاك، ولم يكن له اختيارا، ولا امتلك قرارا فى أمره!
فإذا قدر الله، ويسر له السبل للبحث والمقارنة، ومن ثم الثبات على دين أبيه ..عاونوه ومجدوا فيه، وإن بحث فلم يقتنع وشكك فيما جاء به، ثم قرر من ثم تبديل دينه.. كان حينئذ المصاب واللعنة التى ستظل تطارده إلى أن يبرح مجتمعه كله!
فالحرية هنا ظاهرية، رمزية؛ كحرية تخيير الأطفال بين صنفين من الطعام!!
بادئ ذى بدء، احترم تماما حرية التعبير عن الرأى..عن الهوية والديانة! عن الأفكار والمعتقدات والقيم..وهذه الحرية تشمل أيضا؛ إتاحة الفرصة للآخرين فى التعبير عن معتقداتهم وأفكارهم وقيمهم، والتى قد تكون؛ عكس تماما ما أؤمن به!!
مع العلم؛ أن هذا الاحترام لا يشمل؛ أى معتقد، أو دين، أو فكر يحض على قتل الآخر، أو النيل منه أو حتى ترهيبه بأى صورة!!
لا احترم أى شخص يتطفل على حياة الآخرين وينصب نفسه إلها؛ يأمر ويحكم ويمنع ويعاقب ويؤنب ..لا احترم هؤلاء الذين؛ دائما وأبدا يبتدعون دينا "موازيا "يخدم مصالحهم الشخصية، ونوازعهم السادية المريضة تجاه الآخرين بصفة يدعون "قدسيتها"!
إن الدين لو لم يكن تعبيرا خالصا عن "علاقة خاصة" بين المرء وربه، مشكوك فى صلاحيته!!
فهذا يعتقد بأن دينه هو الأفضل، وذاك يحاول إثبات العكس..
هذا يرى أن دين الآخر مزيف..محرف.. وذاك لا يعترف أيضا بضلالات الأول!
سيقول هذا؛ أن ربى هو "الأحق باتباعه وعبادته" ..
وسيكذبه الآخر بدليل من دينه ومعتقده !!
وتظل المباراة الآثمة، قائمة فى حق إلهك وإلهه!!
مناظرات وتطاولات، ثم مقارعات وتجاوزات لإثبات كل واحد منهم أنه؛ "الفائز بجنان الله"
وكأن أحدا منهم رأى الجنة، أو حتى مر بتجربة العودة بعد الموت!!
إنها وعود غير مضمونة، غير مأمونة العواقب!!
فالمكسب المراد؛ هو حشد أكبر عدد ممكن من الناس للإنضمام لفريقهم الدينى..بالترغيب حينا، وبالترهيب والعنف أحيانا أخرى!!
فهذا الذى يعتقد أن دينه هو الأفضل، ومن حقه تطبيقه على الكل بشتى الأساليب والطرق، بما فيها فرض السيطرة، والعنف الممارس ضد معتقد الآخر، يهدد بشكل مباشر أمن هذا الوطن وسلامته!!
يعكر صفو نسيجه المتماسك..يشل إرادته الجبارة فى التحضر والرقى!
إن أكبر المزايا لأى دين؛ مدى استطاعته الإرتقاء بالبشر إنسانيا وأخلاقيا ..مدى قدرته على تهذيب النوازع الحيوانية، وزيادة قدرته على الثبات الانفعالى أمام الهزائم والمحن..
وأى صلاة إن لم تكن لأجل سكينة الروح؛ ففراغ هى، وتضييع للوقت.
أى صلاة لا تمنحك تطهيرا للنفس، ومراجعة للضمير لا يعول عليهااا
إن نتائج تبنى الشخص لمعتقد ما، فى سلوكه تجاه الآخر، هى "المؤشر الحقيقى" لصلاحية هذا المعتقد أو فساده!!
فلتؤمن انت بما شئت، وليعتقد هو ما شاء..لن ينفعك أو يضرك سوى سلوكه "الإنسانى" تجاهك..إحسانه إليك..رقيه الأخلاقى..مراعاة الحقوق والالتزام بالواجبات.
فما الذى يجنيه البشر إذا كنت على نفس دينهم، فظلمتهم..آذيتهم، أو اقترفت جرما، لا يغتفر فى حقهم؟!
ماذا يعنيهم، إن وجدوا فى تصرفاتك تجاههم، جفاءا وغلظة وفسادا؟!
إن ظللت تدعى أن؛ "دينك هو الأفضل" ولم يروا منك سوى الجهل والكبر والفشل!!
ما الذى ستضيفه إلى حياتهم إن ظللت تتفاخر بأمجاد أجدادك وقيمهم وسلوكياتهم، إن كنت لا تلتزم بأى من مبادئها؛ بل وأحيانا تمارس "عكسها"، ثم تقف لتعلن مدى عظمتها للخلق!!
تسوق لدينك بدعاية "سلبية"..فتنفر الناس منه؛ بدلا من ترغيبهم فيه!!
تتبارى لأجل دخول الملايين فى دين، أنت شخصيا لا تعرف سوى القليل جدا عنه، ولا تتبع إلا قشوره!
تعظم شكلياته..وتجافى جوهره!!
ماذا يفيد البشرية؛ إن لم تكن أنت تجسيدا "حيا" لعظمة خالقك؛ وأخلاقا تمشى على قدمين؟!
كيف تغنيهم بفضل منفعتك..إن لم تكن
معجزة إلهية "حقة" لا مجرد خانة فى بطاقة الهوية؟!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (اسكندرية كمان وكمان) كما لم تشاهده من قبل
- رواية بطلها -قزم-
- ماكينة صرف-الآباء-
- حصن (الهوية المستعارة)
- القوادة-البكر-
- ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!
- كتابات آخر موضة!
- بين العهر والحج -رحلة-
- الأستاذ -إله-
- ورم الجنس (مقال)
- بردا وسلاما على المبدعين (مقال)
- براءة الرب (مقال)
- علاقة(إحسان عبد القدوس) بمسلسل -أزمة منتصف العمر-
- وجه لا يشبه صاحبه!
- شاهينية الهوى
- (منتهى اللذة..منتهى الألم) مقال
- آيات سينمائية..تلاوة امرأة
- حرية موقوتة (نص نثرى)
- انتحار عارية (قصة قصيرة)
- سمعة الكترونية (قصة قصيرة)


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور فهمي - معجزة إلهية..أم خانة فى بطاقة الهوية؟!