أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار عبدالله - في الطائفية














المزيد.....

في الطائفية


نزار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك ان للطائفية المذهبية جذورها في عمق التأريخ العراقي وبخاصة اثناء الصراع بين الامبراطورية الفارسية الصفوية (التي كانت تتبنى المذهب الشيعي الاسلامي) وبين الامبراطورية العثمانية (التي كانت تتبنى المذهب السني الاسلامي)، هذا الصراع الاقليمي الذي اتسم في الغالب بطابع مذهبي كان يدور رحاه في اغلب الاحوال في الاراضي العراقية.
ولكن ذلك يتعلق بالتأريخ الغابر..
ففي تأريخ العراق المعاصر لم تلعب الطائفية المذهبية والسياسية دورا يذكر في رسم الاحداث السياسية، ومرد ذلك الاسباب التالية:
1/ عقب انهيار النظام الاقطاعي وتفككه وبدء عملية التحول المجتمع العراقي الى مجتمع رأسمالي حديث رافق ذلك انحسار وتراجع الحركات السياسية الدينية سواء كانت شيعية او سنية او غيرها. ولم يشهد العراق المعاصر دورا لتلك الحركات الا عقب سقوط النظام الملكي وتأسيس النظام الجمهوري ومن ثم بدء العد التنازلي لدور الحركات القومية والوطنية واليسارية.
2/ هيمنة القوى اليسارية والشيوعية التي تحدت الاحتلال البريطاني الجديد للعراق على الشارع العراقي، وكذلك هيمنة القوى القومية العروبية التي تصلبت عودها بخاصة مع بدء الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.
3/ تحول المجتمع العراقي المتخلف الاقطاعي الى المجتمع المدني المعاصر الرأسمالي وتشكل المدن الحديثة وتحسن مستوى التعليم وفتح الجامعات و..... غيرها من الانجازات السياسية والاقتصادية والمدنية التي قلصت بشكل كبير من دور رجال الدين في الامور المدنية والسياسية.
4- ضعف وانسحار التدخل الامبريالي في العراق والشرق الاوسط وعدم تمكنها من اللعب بالاوراق الطائفية والمذهبية والعرقية كوسيلة للتمييز والتفرقة وفرض السيطرة والهيمنة.
5....
الا ان صعود وهيمنة الطائفية والعنف السياسي الطائفي في شكلها الحالي البغيض في العراق يمكن فهمها كالآتي:
1/ افلاس الحركة القومية العروبية وسقوطها التام من الناحية السياسية والفكرية والاجتماعية المتمثلة في العراق بالحركة البعثية، فلم يكن البعث الا رمزا من الرموز البارزة في نشأة وتطور وصعود وهبوط النزعة القومية العروبية وافلاسها. هذه الحركة التي لم تتمكن من ادارة المجتمع العراقي الحديث وتقديم وصفة لعلاج الازمة الاقتصادية العميقة التي بدأت تنخر جسده منذ اواسط السبعينات وبعدها. ومع اشهار افلاس تلك الحركة وبدء الحرب العراقية- الايرانية اعتمدت على الدين الاسلامي كسلاح للتضليل والخداع والهيمنة من ناحية وكوسيلة لمحاربة ايران ومايسمى بالصفوية من ناحية اخرى.
2/ تراجع وانحسار الحركة اليسارية والشيوعية وبخاصة بعد ان تلقى ضربات موجعة منذ سنة 1963 وافلاس الحزب الشيوعي العراقي وضعف البدائل اليسارية والشيوعية الاخرى لتحل محله.
3/ زيادة التدخل الايراني في العراق بعد تأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران وتقديم دعم ومساندة للحركات الدينية والشيعية بالتحديد.

ولكن رغم هذا الاطار الانف الذكر والارضية السياسية والاجتماعية التي تحدثنا عنه فان ظهور الطائفية وهيمنتها على الشارع العراقي ازدادت بعد حرب الكويت وفرض الحصار الاقتصادي ومن ثم قمع الانتفاضة الشعبية في الجنوب سنة 1991. كما ان الطائفية رافقت الحرب والاحتلال الامريكي للعراق، ان امريكا ارادت منذ البدء اللعب بالاوراق الطائفية والمذهبية ضد النظام البعثي اولا وكوسيلة للهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعب العراقي بعد احتلاله ولاطالة امده ثانياً. ان تطبيق سياسة فرق تسد والتنسيق والتحالف الامريكي الايراني الفعلي سواء قبل الحرب او بعدها لعبت دورا رئيسيا في اذكاء نار الطائفية واشتعالها. كما ان اعتماد اسلوب المحاصصة الطائفية والمذهبية في تأسيس الدولة العراقية في مرحلة مابعد الاحتلال وتحويل العراق الى ساحة للارهاب الاسلامي الجهادي والتغاضي عن الدور الايراني الخطير ومن ثم دور سوريا والسعودية والاردن فيما يتعلق بتعزيز مايسمى بالمقاومة الاسلامية السنية وغيرها صب الزيت على النار الطائفي في العراق.
في خضم هذه الظروف فان الوحش الطائفي قد ترعرع بفضل التدخل الامريكي والايراني والاقليمي وهو طليق يحصد يوميا ارواح المئات من ابناء الشعب العراقي ويشرب من دمائهم، لقد جعلوا من الطائفية الها جديدا فرضوا على الشعب العراقي عبادته وهو يشرب من غليل ضحاياه ليستمر في كينونته.




#نزار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديات والاولويات الاساسية للحركة اليسارية والماركسية في ا ...
- حوار فضائية الحزب الشيوعي الايراني (كومةلة تى في) مع الرفيق ...
- حوار مع الرفيق نزار عبدالله بصدد انتخابات كانون اول 2005 ونت ...
- الركائز الاساسية للحركات الاسلامية
- حركة انبثاق حزب العمال الشيوعيين-العراق: الـضرورة والهدف
- ملاحظات على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483 الخاص برفع العقو ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار عبدالله - في الطائفية