|
قراءة لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود .. )
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8022 - 2024 / 6 / 28 - 22:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في هذا البحث المختصر لحديث الرسول ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر والشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد ) ، سأستعرض شرحا له / من مصدرين مختلفين ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة . الموضوع : 1 . من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأقدم بأختصار شرحا للحديث أعلاه { روى البخاري ، ومسلم من حديث ابن عمر ، قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، يَقُولُ : ( تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي ، فَاقْتُلْهُ ) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ .. إِلَّا الْغَرْقَدَ ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ) . وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على أن قتال اليهود المذكور في هذا الحديث سيكون في آخر الزمان حين يخرج الدجال وينزل المسيح عيسى بن مريم ، فيقتله . " فإن عيسى يغزوه ، ومعه المسلمون ، فيقتله بباب اللد ، باب هناك في فلسطين ، قرب القدس ، يقتله بحربته كما جاء في الحديث الصحيح ، والمسلمون معه يقتلون اليهود قتلة عظيمة ، جاء في الحديث عن النبي أن المسلمين يقاتلون اليهود ، فيقتلونهم ويسلطون عليهم ، ينادي الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي تعال فاقتله ، فيقتل عيسى الدجال وينتهي أمره " } . 2 . ومن موقع / أهل الحديث والأثر - ونقلا عن كتاب " رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين " للإمام الدمشقي ، أنقل التالي ، وبأختصار { .. فهم أخبث أمة من الأمم اليهود ، وهم قوم خونة غدارة لا يوفون بعهد ولا ذمة ولا يؤتمنون على شيء . قبل يوم القيامة يقاتلون المسلمين .. يقتتل المسلمون واليهود فينصر المسلمون عليهم نصراً عزيزاً ، حتى إن اليهودي يختبئ بالحجر وبالشجر يعني يتغبى به ، وبالشجر، فيقول الشجر والحجر :- ينطقه الله الذي أنطق كل شيء - يا مسلم هذا يهودي تحتي فاقتله ،أحجار تنطق وأشجار لماذا ؟ لأن القتال بين المسلمين وبين اليهود ، أما بين العرب واليهود فهذا الله أعلم من ينتصر ، لأن الذي يقاتل اليهود من أجل العروبة فقد قاتل حمية وعصبية ، ليس لله ، ولا يمكن أن ينتصر ما دام قتاله من أجل العروبة ، لا من أجل الدين والإسلام ، إلا أن يشاء الله } .
القراءة : أولا - بداية ، ووفقا للنص القرآني التالي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى䁣 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ 4 / سورة النجم } ، أي أن محمدا يتحدث بما يوحى له ، أي أن الله يوجهه ، ويلقنه عن طريق جبريل .. والتساؤل بهذا الصدد : هل من المنطق أن يأمر الله / الرحيم الرؤوف السلام ، بقتل عباده من اليهود ، بل تصفيتهم بالكامل وفق الآية أعلاه { لا تقوم الساعة .. } . ثانيا - أما بخصوص ورود أسم المسيح في تفاسير وشرح الحديث أعلاه ، فأود أن أقول التالي : أ * لم ترد في الأناجيل الأربعة ، أو في الكتب اللاهوتية أو في رسائل الرسل والتلاميذ / الحواريين ، أي أشارة الى ما قيل عن قتل اليهود ! . ب * أما بصدد قتل المسيح للدجال في اللد في فلسطين بحربة ، فهذا لا يتفق مع فكر ونهج المسيح الذي لم يحمل سيفا ! . ج * الأنكى من كل ذلك ، أن المسيح غفر لصالبيه ، مخاطبا أبيه السماوي ( يَا أَبَتَاهُ ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ / أنجيل لوقا ) فكيف له أن يكون محاربا وقاتلا ، فالمسيح معلما في طريق المحبة والغفران والتسامح ، وليس رجل غزوات. ثالثا - أما بخصوص نطق الحجر والصخر ، فهذا من مخيال وأسطرة الموروث الأسلامي ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، ورد في نص الحديث ، مقولة ( يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ) ، وهذا دليل على أن الحديث ، ينصب على توجيه المسلمين بقتل اليهود ، والحديث ليس له علاقة بأتباع المسيح، والمسيح حشر أسمه في الحديث حشرا. رابعا - أما أستثناء شجر " الغرقد " من النطق ، بأعتباره شجرا لليهود ، فهو أمرا أشكاليا ، لأن الله أنطق كل الحجر والشجر ، أليس بأستطاعته أن ينطق شجر اليهود . وبخصوص الغرقد أورد التالي ، من موقع / قاموس المعاني ( الغرْقد : شجر من الفصيلة الباذنجانيّة أوراقه لحميّة ، وفروعه شائكة ، وثماره مخروطة وسيقانه وفروعه بيض ، طيب الرَّائحة ) . ومن الويكيبيديا أورد التالي ( ذُكِر الغرقد في السنة النبوية الشريفة على أنه شجر يهودي .. ولها رائحة نتنة بعض الشئ ) هنا التقاطع وتشويه الحقائق : ففي قاموس المعاني يبين أن الغرقد رائحته طيبة ، أما الويكيبيديا فيورد أن رائحته نتنة ! .
أضاءة : الحديث أعلاه له صدى ماضوي ، وهي واقعة قتل يهود بني قريظة ، في السنة الخامسة للهجرة ( وبعد حصار دام 25 يومًا استسلم بنو قريظة ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا .. ) ، ويؤشر الحديث أيضا لنظرة مستقبلية ، بأَن اليهود فانون لا محال ، والتساؤل : لم هذا السلوك الدموي تجاه اليهود ، هل لأن اليهود لم يؤمنوا بمحمد ! ، أم هناك أسباب أخرى ! ، ولكن من جانب أخر ، أن النص القرآني يشير بأن محمدا ، كان رجلا رحوما ( مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ سورة الأنبياء:107 ) ، فكيف لرسول ألهي ، أرسله الله رحمة للعالمين ، يريد ذات الرسول ، أفناء مكون ديني بكامله من الحياة الدنيا ! .. أن هذا هو التناقض بعينه ، بين الرحمة والفناء في الموروث الأسلامي ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في تقبيل الحجر الأسود
-
قراءة .. في رفض أم هانئ الزواج من الرسول
-
النسخ الأولى للمصحف بين الحقيقة والواقع
-
المخفي والمعلن .. بين دحية الكلبي والوحي جبريل
-
أضاءة ل رمي الجمرات في مناسك الحج
-
مهزلة وطنية حول قبول المسيحيين بالنوادي الرياضية في مصر
-
قراءة للآية 176 من سورة النساء .. مع أضاءة للفتاوى
-
ما روي في الموروث الأسلامي عن مدة الحمل عند المرأة
-
قراءة لحديث - شق صدر رسول الأسلام -
-
قراءة في واقعة - محاربة الملائكة مع محمد في معركة بدر -
-
بطانة السلطة بين العدالة وبين الظُّلْم
-
وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ
-
قراءة نقدية للآية { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ / 195 سورة ا
...
-
قراءة في - مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ -
-
كلمة حول .. هجوم موسكو - كروكوس سيتي -
-
بين ضرورة تطور المعتقدات وبين جمودها .. الأسلام كمثال
-
قراءة : مكانة المرأة في الأسلام .. بين الحقيقة وبين الرواية
-
قراءة للآية 56 من سورة القصص
-
قراءة في حديث الرسول ( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه
...
-
أضاءة .. للمطحنة البشرية في غزة
المزيد.....
-
إضراب مفتوح للمحامين المغاربة احتجاجا على -الردة التشريعية-
...
-
فرحي أطفالك نزلي تردد قناة طيور الجنة بيبي بأعلى جودة بعد ال
...
-
“أغاني ممتعة طول اليوم” بجودة HD استقبل تردد قناة طيور الجنة
...
-
إشارة قوية ومحتوى جديد .. خطوات استقبال قناة طيور الجنة بيبي
...
-
هاريس تغازل المسيحيين والعرب في ختام حملتها
-
زمان يسرائيل: الفجوة الصحية بين العرب واليهود في إسرائيل مثي
...
-
لبنان: نازحون مسيحيون من القرى الجنوبية يأملون بالعودة سريعا
...
-
أغاني منوعات وأناشيد للبيبي على تردد قناة طيور الجنة 2024
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة هامعلاه بصلية صار
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة يسود هامعلاه بصلي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|