صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8022 - 2024 / 6 / 28 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مسار منطقي واضح، لا يقبل الجدل والشك، لتقسيم بلد نحتاج فقط لتشكيل دولة دينية طائفية ميليشياتية، تقوم بضخ الفكر والطقوس الدينية، مراكمة لعدة سنوات، ثم لتبدأ بإعطاء هذه الطقوس والمناسبات الدينية صفة رسمية، وتفرضها على كل المجتمع، فهي تعتاش عليها وتستمد ديمومة وجودها منها.
وبما ان البلد مقسم طائفيا وقوميا، فالأخر-الذي في السلطة- يريد أيضا فرض مناسباته وطقوسه، يبدا بتجييش جماهيره وتحفيزهم وحقنهم بالمخدر الديني والطائفي، حتى يوازي ما يفعله الآخر الطائفي، ومن خلال هذا التراكم وفي لحظة سياسية محددة ينفجر الوضع.
تدخل البلاد حرب أهلية قاسية، ضحاياها هم من المفقرين والشغيلة والعمال، هذه الحرب تغذيها أطراف إقليمية ودولية لها مصالحها في هذا البلد، وتريد انتصار هذا الطرف على ذاك، او الحفاظ على حدود معينة، ترى فيها بعدا تقسيميا في المستقبل.
هذه الحرب الاهلية لا يمكن لها ان تسكت الا بترسيم حدود جديدة، خصوصا وأن ملوك الحرب الاهلية السابقة 2006 هم ذاتهم باقون، وإذا كانت المرة الماضية لم يصار الى تقسيم -وهو كاد-، فأن الوضع مختلف كثيرا هذه المرة، فالرئيس الأمريكي الحالي بايدن هو صاحب فكرة تقسيم البلد على أساس قومي-طائفي أيام حكم أوباما.
عندما ترى سيارات وزارة الداخلية وهي تتزين لمناسبة دينية، عندما ترى الاهازيج و"الهوسات" الدينية بشكلها الطائفي البغيض، عندما ترى من يدفع الناس للإحتفال بشكل مبالغ فيه في مناسبات دينية-طائفية، عندما تشاهد كل ذلك فأن هناك سيناريو مظلم يلوح في الأفق.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟