هشام محمد علي
الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل إن الأحياء أموات...(إبن خلدون)
الإستغناء عن التفاخر بالماضي يكون من خلال قدرتنا على تشخيص عللنا فيه وفي الحاضر الذي نعيش، لنتمكن من إصلاح ما يمكن إصلاحه، فيكون المستقبل افضل دون الحاجة لمتنبئ.
سأحاول تحديد خلاصة اسباب فوضى فكرنا السياسي الذي هو بالنتيجة سبب الفوضى الذي نعيش، في النقاط ادناه:
1. هشاشة وتناقض الأرضية التاريخية الصالحة لنشأة فكر سياسي
2. عدم الأستقرار السياسي، بسبب عدم وجود إجماع قط على سلطة حاكمة (والبعض مفاخراً يعيدها إلى الغِلظة)
3. عقم شعوبنا في ولادة الآحاد، و ولادة رجال "قادة" مشوهين
4. التفسير المختلف للتاريخ (فما هو مقدس عند بعض، هو من الكبائر عند اخرين)
5. الرعب من الأفكار الجديدة ومحاربتها انطلاقاً من العرف
6. القمع دائم الحضور، فما الحاجة للنظرية السياسية لأجل حل الخلافات.
7. التربية على اساس من ليس معنا فهو متأمرٌ علينا.
8. لا وجود لمعنى المعارضة السياسية في تاريخنا فالمعارض إما قاتلٌ او مقتول.
9. رفض تاريخ غيرنا، بل ورفضه.
10. ضعف المناهج والنظريات الأولية.
11. تناقض سياسات حكوماتنا الداخلية مع سياسياتها الخارجية.
12. فقدن شعوبنا الثقة بباقي الشعوب وفيما بينها.
13. عدم قدرة الحرية حسب مفهومنا لها على ان تكون اساساً للفكر السياسي.
14. طريقة الموت هو المحور الأساس في تراثنا، الإهتمام بالغيبيات على حساب الظواهر الحية.
15. النظر بالشك والريبة الى كل نتاجات الغرب الفكرية على اساس الأختلاف الحضاري، وعدم لقدرة على إيجاد البديل.
16. السلطات الحاكمة تستمد شرعيها من كونها "ولاة امر" حتى وإن فسدت او افسدت.
17. عدم الأعتراف بوجود كل هذه الخلافات لأجل محاولة البحث عن ارضية مشتركة للأنطلاق من جديد.
فشل جميع المحاولات في الوصول إلى فكر سياسي صالح يقودنا إلى السؤال عن مدى قدرة عقولنا على الإبداع؟ وهل حقاً ان قانون القوة هو أفضل ما يجب إتقانه، إن اردنا السيادة او المشاركة فيها؟ أعتقد حان الوقت لنعرف تاريخنا ونحاول ان نتفهم بعضنا البعض وان نتقبل الأصلح من غيرنا لا على طريقة "فرنسا المضيافة، هذه كلمة جميلة، لكن لنستضف ذوينا اولاً" بل لنستضيف الأصلح، وإلا فلنتمرن على الغِلظة التي ستكون بمثابة القانون الذي سيكون طوق النجاة.
#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟