أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة















المزيد.....

طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


بين ما أعلنته حماس يوم أكتوبر 2023 وما تطالب به الآن ، في ظل حرب الإبادة التي استهدفت أهل غزة، تختلف المقاربات في تقييم الواقع والوقائع، انطلاقا مما آلت إليه الأمور في غزة وفي الضفة الغربية انطلاقا من المعطيات الملموسة، ومن ثم النتائج التي قررتها المقدمات التي نتجت عن رد الفعل الصهيوني على عملية طوفان الأقصى.
وربما نسي الناس أهداف طوفان الأقصى، فيما تناساها البعض عن عمد في خضم حرب الإبادة على غزة التي كانت محصلتها بعد 264 يوميا، أكثر من 116 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، قلبت حياة الغزيين رأسا على عقب، وهم الذين ظنوا أن عملية الطوفان لن يكون مسرحها النهائي قطاع غزة الذي دمر الكيان الصهيوني بنيته التحتية ومدنه وكل مرافقه. ليعود سكان القطاع إلى سكنى الخيام. وهده الأهداف التي أعلنها قائد كتائب القسام محمد الضيف، وأكد عليها إسماعيل هنية رئيس حماس يوم 7أكتوبر.
لكن يبدو أن حديث البدايات يختلف بشكل جذري عن حديث ما بعد حرب الإبادة التي استهدفت أهل غزة، هذه الاستدارة تشير إلى أن حماس فاجأتها نتائج عملية الطوفان لجهة خسائر العدو، ثم فاجأها توحش رد الفعل الذي استهدف قطاع غزة عندما بدأ حرب إبادة ضد المدنيين ـ باعتبارهم هدفا يجب تصفيته. وكان قائد القسام قد أعلن"بدء عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى".
وأضاف الضيف “العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق وأن حذرناه من قبل”.
وشدد الضيف على أن قيادة “القسام” قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، “وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب”.
ومن الواضح من حديث قائد القسام أن الطوفان جاء كرد فعل على ممارسات العدو تجاه الأقصى، فيما قال إسماعيل هنية "نخوض في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا، “إذ إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك"، وهذا يعني أن العملية عنوانها الأقصى وتبييض السجون كما أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب القسام" الذي قال: "مستعدون لإنهاء ملف الأسرى وثمنه تبييض كامل السجون الإسرائيلية من كافة الأسرى الفلسطينيين". وهذا يعني أن عملية طوفان الأقصى كان هدفها وضع حد لانتهاك الجماعات الصهيونية المتدينة اقتحام الأقصى وتدنيسه. وهو ما شدد علية رئيس حماس عندما قال: “إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك، وبلغ ذروته خلال الأيام الماضية، حيث قام الآلاف من المستوطنين المجرمين الفاشيين بتدنيس مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، وبهذا المعني لم يكن طوفان الأقصى مشروع تحرير وكنس الاحتلال من فلسطين.
ويمكن القول هنا أن طوفان الأقصى كان مبادرة حمساوية للرد على انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى وممارساته صد الفلسطينيين، فسلوك الاحتلال المجافي هو سبب الطوفان، في حين أنه لو لم يكن هناك احتلال لما دنس الأقصى أو مورس القمع والاضطهاد للفلسطينيين، أي أن الاحتلال في ذاته هو المشكلة وتصرفاته من ثم نتيجة.
المفارقة أنه في الوقت الذي كانت فيه حماس تعد بتحرير الأقصى ووضع حد لممارسات الكيان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، كان جيش الاحتلال يدمر غزة ، فيما لجأت حماس للأنفاق وترك أهل غزة يواجهون مصيرهم في مواجهة انتقام العدو بعد زلزال طوفان الأقصى، وعودة جيش الاحتلال إلى كل مناطق غزة ليعيش سكان غزة نكبة جديدة غير مسبوقة، ولتطفو القضية الفلسطينية على السطح في بعديها الإنساني والسياسي نتيجة حرب الإبادة على أهل غزة، ولكن ليس كقضية تحرير وعودة، وإنما ككيان ناقص السيادة وضمن اشتراطات أمن الكيان الصهيوني، وتقود هذا المسار الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت لاعبا مقررا في المسألة الفلسطينية بالاتفاق مع بعض الدول العربية، عبر هندسة مستقبل غزة بعد الحرب لضمان دمج الكيان الصهيوني في نسيج المنطقة.
لكن أن تُقلب حقائق وضع غزة الكارثي بهذا الشكل الصادم فتلك مسألة لها علاقة بالنزاهة في بعديها الفكري والسياسي، وهو يقارب واقع أهل غزة، الذين يفتقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، بعد أن دمر الكيان عن عمد كل شيء، ومع ذلك هناك من يصر على خلط المفاهيم ، فيحول محرقة غزة إلى صمود، وكأن أهل غزة كان لديهم خيار وهم سجناء هذا المعتقل الكبير مقفل الأبواب، يواجهون المحرقة والموت جوعا، فيما حرب شرسة تطال الأرض والإنسان تجري في الضفة ضمن مخطط التهويد وضم الأراضي، ثم يأتي خالد مشعل رئيس حماس الخارج لبقول: أن "طوفان الأقصى غير كل عناصر المشهد التي كانت في حالة سكون وموات، فالعدو قبل السابع من أكتوبر كان يعمل على تطبيق أجندته خاصة في الضفة الغربية والقدس، وتطبيق رؤيته الصهيونية، فضلًا عن خنق غزة وتحويلها لسجن كبير وموت بطيء"، ولا أدري لمن يوجه خطابه خالد مشعل الذي يتناقض حد النفي مع ما يجري في الضفة والمسجد الأقصى، وربما يكون صحيحا أن يكون الطوفان قد غير عناصر المشهد، ولكنه للأسف تغيير باتجاه ما هو أسوأ.
لكن ًإصرار البعض على لي عنق الوقائع نتيجة قراءة إرادوية هي نقيض للواقع لا يطمئن، ليكون السؤال كيف يمكن لأصحاب مثل هذه الذهنية أن يتحكموا في مصير شعب؟ ، والمؤسف أن تسمع إسماعيل هنية، يقول إن "عملية طوفان الأقصى حققت نتائج استراتيجية، بإعادة القضية الفلسطينية لمكانتها، واحتلالها مجددا الأجندات الإقليمية والدولية، لكن هذا الاستخلاص معطوب، فيما الولايات المتحدة عدو الشعب الفلسطيني هي التي ستتولى ما يسمى بمشروع حل الدولتين، بما يعنيه ذلك من أنه تغيير نحو الأسوأ، وإعادة توحيد الأمة على فلسطين وقضيتها بشكل جامع، في وقت يعاني الاحتلال من تصدعات داخلية ستستمر حتى زواله. هذا الاستخلاص يدل على انفصال أصحابه عن الواقع، لأنه ما من دولة مطبعة مع الكيان قررت الانتصار لعزة بقطع علاقاتها معه، بل إن هناك استعداد للتطبيع من قبل المملكة السعودية , فيما قررت أندونيسيا أكبر دولة إسلامية على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني أثناء الحرب على غزة، ليكون السؤال هو: أين هذا التوحيد للأمة الإسلامية؟ ثم أليس الأولى أن تتوحد حماس وفتح قبل ذلك؟
إن ـأجندة أهداف حماس من الطوفان بدلا من تحرير الأقصى وكف يد الاحتلال في الضفة وتبييض السجون، بات هو وقف حربه على غزة, وسحب قواته من القطاع بعد سيطرته عليه وعودة النازحين، الذين هجروا ودمرت منازلهم، ثم الإغاثة وإعادة الإعمار، وتبادل أسرى حقيقي عوض تبييض السجون.
ويبقى دم ضحايا غزة ومصابيها لعنة تطارد من كان السبب، في ظل تهافت منطق حماس التي تقول إن دم الضحايا هو ثمن التحرير، وهو تحرير وهمي يسكن مخيلة من بقول به، في حين أن وضع غزة سيكون أسوأ مما كان عليه قبل 7 أكتوبر، فيما الضفة تعيش حالة حرب حقيقية جراء تغول جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه .. وفي ظني ستبقى دونكوشتية البعض تصور له أنه حقق انتصارات فيما الواقع يقول كلا.. مع أن الكيان يعيش مأزقا وجوديا ارتباطا بأزمته البنيوية التي ترافقه منذ زرعه في فلسطين، وليس بسبب طوفان الأقصى.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتطويق تقرير نافي بيلاي.. حتى لا يوصم النضال الفلسطيني بالإر ...
- ضحايا محرقة عزة.. كثمن لوقف الحرب وليس التحرير!
- الاجتماع العسكري العربي الصهيوني في المنامة.. أي دور؟
- طوفان الأقصى.. بين كونه - تابو- ، وحق النقد
- الطوفان بين حرب التحرير.. ووقف إطلاق النار
- إدارة غزة.. بين شرعية السلطة وبندقية حماس..!
- معبر رفح.. الغياب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة
- الجنائية الدولية..الكيان الصهيوني في قفص الاتهام
- عيد أطفال غزة .. مختلف *
- أمريكا.. لا أقل من صفقة رهائن هذه المرة
- بايدن ونتنياهو: معركة رفح.. نعم بشرط
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/2
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/1
- ذهنية الفزعة.. وترتيب سلم الأولويات الكفاحية
- قرار مجلس الأمن حول غزة..مقاربة مشاكسة ؟!
- قرار طرد حماس من الدوحة.. إرادة قطرية، أم أمريكية؟!
- حرب تجويع غزة.. وسؤال الضمير الإنساني العالمي..!
- تهديد الحريديم بعودتهم إلى ديارهم الأصلية.. وهشاشة الكيان..!
- هدف الرصيف البحري.. تكذبه مرات الفيتو الأربع


المزيد.....




- وزير المناخ لرئاسة حكومة إستونيا بعد تعيين كالاس على رأس الد ...
- السعودية.. البحث عن مواطن مفقود منذ ثاني أيام عيد الأضحى
- مسؤول إسرائيلي: تل أبيب ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح ...
- كاتس: لدينا سلاح يكسر المعادلة إذا قررت إيران واليمن وسوريا ...
- مداهمة مقار لمجموعة تاليس في فرنسا وهولندا وإسبانيا على خلفي ...
- محللون: جيش الاحتلال أدرك أن المقاومة أصبحت واقعا يجب التعاي ...
- خبير عسكري: المقاومة الفلسطينية تستعيد قدراتها وتنفذ عمليات ...
- شرقا وغربا.. المظاهرات المؤيدة لغزة تتواصل في أنحاء العالم
- ترحيل السودانيين من دول الملجئ.. ما هو المصير؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شم ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - طوفان الأقصى.. قراءة مشاكسة