احمد جليل العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 05:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم الساحة السياسية العراقية المعقدة والمتشابكة، يجد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نفسه أمام تحدٍ كبير يتمثل في الحفاظ على توازن القوى والدعم الشعبي والسياسي. ومن بين أهم هؤلاء الداعمين هو الحاج نوري المالكي، السياسي المخضرم وزعيم حزب الدعوة الإسلامية ، الذي يعتبر الرقم الأصعب في المعادلة السياسية الحالية.
فمنذ بداية مسيرته السياسية، أثبت نوري المالكي قدرته الفائقة على تفكيك وإعادة تشكيل التحالفات السياسية بما يتناسب مع مصالحه ومصالح قوى الإطار التنسيقي. فرغم الانتقادات العديدة التي وجهت له، ظل المالكي رقماً صعباً في المعادلة السياسية العراقية. قدرته على المناورة والتكيف مع المتغيرات جعلته يحتفظ بنفوذ واسع ودعم كبير من قبل قواعده الشعبية ومن العديد من القوى السياسية.
السوداني بين المطرقة والسندان
أما محمد شياع السوداني، الذي يسعى لإحداث تغييرات وإصلاحات في العراق، فإنه يدرك تماماً أن فقدانه لدعم نوري المالكي سيعني فقدانه لدعم شريحة كبيرة من الشارع العراقي، وكذلك دعم أغلبية قوى الإطار التنسيقي. فالمالكي بشخصيته القوية ونفوذه الواسع قادر على تفكيك أي تحالف أو تهديد أي مشروع سياسي لا يتماشى مع رؤاه وأهدافه.
ولعل ما يزيد من أهمية الحفاظ على هذا التحالف هو الاستشهاد بالآيات القرآنية التي تدعو إلى التكاتف والتعاون بين الأخوة. قال تعالى في سورة طه: “سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ”. هذه الآية تعكس أهمية دعم الأقوياء لبعضهم البعض في مواجهة التحديات والصعاب.
في النهاية، على السوداني أن يدرك أن التفريط في نوري المالكي لن يكون خطوة حكيمة. بل على العكس، فإن تعزيز التحالف بينهما ودعم بعضهما البعض سيكون له تأثير إيجابي على الساحة السياسية العراقية، ويساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الذي يسعى إليه الجميع.
#احمد_جليل_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟