|
طعنات من المسافة صفر
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8020 - 2024 / 6 / 26 - 10:25
المحور:
سيرة ذاتية
كنت ومازلت أتعامل مع الناس كلهم بمنتهى اللطف والرعاية، وابدالهم المشاعر الإنسانية الودودة، أساعدهم وأذود عنهم واقف معهم في السراء والضراء، أتعامل معهم بمنتهى الشفافية وكأنهم من أفراد أسرتي. أكرّس جهودي من أجلهم حتى لو لم تربطني بهم علاقة عمومة أو خؤولة أو صداقة أو جوار أو زمالة دراسية أو روابط وظيفية. كلهم أصدقائي بلا استثناء. وهكذا امضيت عمري كله من أجل إرضاء الصغير والكبير. فما فرطت يوماً في ود، ولا نكرت لأحد فضلاً، ولا بدأت عداوة، ولا حتى نويت. لكنني لم أندم على شيء في حياتي بقدر ندمي على صدق مشاعري، وعفويتي المفرطة مع كل الناس من حولي. كنت اعتقد أنني إذا فعلت فوق اللازم سأنال محبتهم واحترامهم، ولكن الحقيقية التي فوجئت بها انني تعرضت للاستغلال وبلا رحمة. اشعر الآن بندم كبير بعدما ادركت متأخراً ان الإفراط في العطاء يعلم الناس إستغلالنا، والإفراط في التسامح يعلمهم التهاون في حقوقنا، والإفراط في التواضع يعلمهم التطاول علينا. لم يكن حظي سيئا بل كانت قراراتي متعجلة بنوايا جادة. . قمة القسوة بحق أنفسنا أن نعيش على إرضاء من حولنا، ليعيشوا هم على كسر كل ما هو جميل فينا. اكتشفت ان بعضهم يحفرون عيوبنا على النحاس، ويكتبون فضائلنا على الماء. . يشهد الله أنني وجدت الحقد في المقربين أكثر مما وجدته في ألف عدو. لم أعد ألوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوأ. عندما استرجع أحداث حياتي اكتشف أنَّ أكثر شخص أنا مُدين له بالاعتذار هو أنا. لم يخذلني أحد. أنا من خذلت نفسي عندما راهنت على أنهم أوفياء. . جميلة هذه العبارة: أن الله إذا أحب عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله، فالحمد لله الذي نطيعه بصفاء النوايا فيجازينا بنور البصيرة. فعند انتهاء العاصفة يبقى معنا من كان متجدراً بقوة، وسيرحل الباقون مع شدة الرياح. . أن أبقى وحيداً أفضل من أن أبني علاقة مع من لا يستحق. هناك أمور غارقة في اعماقنا اكثر بكثير من تلك الموجودة في أعماق البحار. . ختاماً: لن أنسى من كان بجانبي عندما أحتجته، ولن أنسى من تخلى عني وخذلني. ففي الحالتين هناك بصمة لن تُنسى ابداً. حيث لا ينفك الأصيل عن أصالته حتى لو حاولت الدنيا كلها دفعه نحو الدناءة، فأصله يرفعه دائما نحو فضاءات الاخلاق السامية. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جحوش في معسكرات الوحوش
-
موانئ المغرب تحتضن التماسيح
-
اسأل نفسك - وشغّل دماغك
-
لمن ندفع الإتاوات. ولماذا ؟
-
متى يتعلمون ثقافة الارتقاء ؟
-
كيف ولماذا نتنازل عن حقوقنا ؟
-
تحريم التعليم في زمن السرابيت
-
هل اصبحت الاردن ولاية أمريكية ؟
-
تعددت المسميات والرمز واحد
-
الهدهد وبنك الأهداف الاستراتيجية
-
إسرائيل ورؤوسها الشريرة
-
ضفادع فوق الشجرة
-
أوروبا تحت رحمة النووي الروسي
-
نفطنا ليس لنا !؟!
-
أحجار في محراب التدين الشكلي
-
كيف نثق بالمؤرخين ؟
-
أزمات خانقة في غابة القطعان
-
صورة محزنة من البوم طفولتي
-
سيارات يخشاها وزراء الإعلام
-
عودة الدواعش: مشروع عربي - إسرائيلي
المزيد.....
-
-خدعة لن تتكرر-..الأزهر يرد على مخططات ترامب لتهجير الفلسطين
...
-
استخدام الحشيش أثناء الحمل.. مخاطر خفية تهدد صحة الجنين
-
فنزويلا تتهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل القوى
...
-
رئيس وزراء اليابان يؤكد التزام بلاده بإبرام معاهدة سلام مع ر
...
-
مشاورات لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث -تهجير الفلسطين
...
-
-أكسيوس-: روبيو يخطط لزيارة الشرق الأوسط
-
الجيش السوداني يتقدم نحو وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهور
...
-
الولايات المتحدة تصادر طائرة ثانية للرئيس مادورو (فيديو+صور)
...
-
ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي
...
-
العلماء الروس يبتكرون منظومة للتحكم بسرب الطائرات المسيرة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|