أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على العالم














المزيد.....

البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على العالم


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8020 - 2024 / 6 / 26 - 04:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اعتبر الشعب الأمريكي ان دخول بلده عالم التجارة العالمية , انما جاء من اجل ادخال العالم الى العصر الحديث واستبدال الفقر بالتنمية الاقتصادية , ولكن الحقيقة كانت ليست هذه . الاقتصاد الأمريكي مر بكساد طال عشرة سنوات عام 1890 , وكان على الإدارة الامريكية التفكير بالتخلص من الإنتاج الفائض في اسواقه وفي نفس الوقت الحصول على المواد الأولية الرخيصة الثمن والعمالة الأجنبية . وبمرور الزمن زادت التجارة الخارجية بشكل كبير بين تسعينيات القرن التاسع عشر وستينيات القرن العشرين فقد صدرت الولايات المتحدة الامريكية سلع مصنعة غالية الثمن واستوردت مواد أولية رخيصة تحتاجها في صناعاتها المحلية , إضافة الى تصديرها رأسمال ( الاستثمارات الخارجية ) الذي توفر لها عبر التاريخ . ففي عام 1880 كانت الاستثمارات الخارجية الامريكية تعادل 1.6 مليار دولار , صعدت الى 175.2 مليار دولار عام 1978.
وفيما كانت الولايات المتحدة الامريكية تتوسع في تجارتها واستثماراتها الخارجية , كانت أروبا متعبة بعد ان دخلت حربين عالميتين . وبحلول الستينيات من القرن الماضي وصلت الولايات المتحدة قمة اقتصادها وقوتها التجارية . ففي عام 1950 , كان الإنتاج المحلي الأمريكي يعادل انتاج العالم بأجمعه . انتاج بريطانيا كان لا يساوي اكثر من 13% من انتاج أمريكا , فيما كان انتاج فرنسا وألمانيا الغربية واليابان يساوي 10%, 8% , 4% على التوالي . خلال الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة المصدر الرئيسي للأسلحة , المخزن العالمي للذهب , و زعيمة الاستثمارات الخارجية .
كانت صادراتها تمثل ثلث صادرات العالم , واكثر من ربع العالم من البضائع المصنعة . مشروع مارشال وان ساعد أروبا الوقوف على قدميها ولكن في الأخير أصبحت مساعدات هذا المشروع أداة للسيطرة الاقتصادية والسياسية عليها , بعد تأسيس حلف الناتو الذي تزعمته الولايات المتحدة الامريكية وبذلك أصبحت أروبا كوكب يدور حول أمريكا .
وبنفس الوقت , استطاعت الولايات المتحدة الامريكية توسيع علاقاتها مع دول العالم الثالث , وأصبحت الكثير من المستعمرات التي كانت تحت سيطرة اروبا , ضمن الكوكب الأمريكي , وذلك عن طريق تقديم المساعدات العسكرية والقروض المالية لدول معروفة بفسادها المالي والسياسي ,وبذلك أسست الولايات المتحدة نظام استعماري جديد , ولكن بدون احتلال على الطريقة الاوربية .
وبدخول الستينيات من القرن الماضي أصبحت الولايات المتحدة , القس المقدس , مفروض الطاعة والولاء له وأصبحت أروبا الغربية , اليابان , ودول العالم الثالث تحت السيادة الامريكية . وحتى الوكالات مثل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي , والأمم المتحدة يد أمريكا في تعاملها مع العالم , تجاريا وسياسيا. وفي مثل هذا الواقع سيكون ليس من المدهش ان يكون الدولار سيد العملات العالمية والعجز التجاري لا يشكل مشكلة بعد ان خرج العالم من قاعدة الذهب.
الاستفراد بالعالم لم يعش طويلا , عناصر داخلية وخارجية ادتا الى تقويض الهيمنة الامريكية على العالم ومنها :
أولا. التحدي السوفيتي لم ينتهي بنهاية الحرب العالمية الثانية وانما استمر اقتصاديا وسياسيا واصبح أداة لتصدع التحالف الأمريكي الغربي.
ثانيا. تمكن الاقتصاد الأوروبي بالوقوف على قدميه وبنمو سريع في ستينيات القرن الماضي . بدخول 1972 اصبح الإنتاج المحلي لأوروبا واليابان اكبر من حجم الإنتاج الأمريكي . وبالمقابل فان حصة الولايات المتحدة من السوق العالمي تراجعت بقوة . ما بين 1950 و 1972 تراجعت حصة صنع السيارات من 82% الى 29% , وكذلك انتاج الحديد من 55% الى 20% , وصناعة الطاقة من 50% الى 33% . وفي نفس الوقت استطاعت الدول الصناعية الأخرى اخذ حصة اكبر من الأسواق العالمية . ازدادت استيرادات الولايات المتحدة الى 300% بين عام 1965 و 1970 , فيما كانت صادراتها من السلع بنسبة 80% خلال نفس الفترة.
ثالثا . الهيمنة الامريكية على العالم الثالث تراجعت أيضا , بعد ظهور حروب التحرير ودول جديدة تريد الاستقلال وترفض الهيمنة الأجنبية . الولايات المتحدة لم تستطع التعامل مع عقوبات اوبيك ضدها عام 1972, ولم تستطع التعامل مع الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 .
رابعا. ظهور الشركات المتعددة الجنسية . هذا الظهور قلص حجم رأسمال المتوفر في أمريكا وكذلك فرص العمل لعمالها , وادى الى توسع الإنتاج في دول خارج حدود الولايات المتحدة وادى الى توسع فجوة التجارة الامريكية الخارجية , فظهر العجز التجاري لأول مرة في ميزان مدفوعاتها عام 1971.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفي ...
- تفسير راديكالي لظاهرة التضخم المالي
- من ذاكرة التاريخ : كيف علق قادة السنة في العراق على تمرير قا ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف مررت القراءة الأولى لمشروع قانون الفي ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف انهارت قيمة الدينار العراقي ؟
- من ذاكرة التاريخ : نظام العقوبات الذكية ضد العراق
- من ذاكرة التاريخ :لماذا لم تستطع العقوبات الاقتصادية اسقاط ن ...
- من ذاكرة التاريخ : الأمم المتحدة تمنع دخول شحنة مواد تكفين ا ...
- من ذاكرة التاريخ: عقوبات الدمار الشامل على العراق
- ما هو السوبر دولار ؟
- الكلفة الاقتصادية للفساد الإداري الحكومي
- سقوط دعوات الاتهامات ضد العولمة
- لماذا الخوف من العجز المالي ؟
- معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية
- عراقيون يختارون العشيرة على القانون
- نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة
- أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق


المزيد.....




- بعد إلغاء المعاهدة مع الولايات المتحدة.. بوتين يدعو إلى استئ ...
- أكبر 7 شركات مُصدرة لبطاقات الائتمان وأذكى 7 طرق للتعامل معه ...
- التحدي الاقتصادي يتصدر أولويات الرئيس الإيراني الجديد وسط تض ...
- أسهم أوروبا تتكبد خسارة فصلية وسط ترقب للانتخابات الفرنسية
- إنتاج النفط الأميركي والطلب عليه عند أعلى مستوى في 4 أشهر
- خروج ملياري دولار من البورصات الأوروبية قبل الانتخابات الفرن ...
- سهم مجموعة ترامب الإعلامية يقفز بعد مناظرته مع بايدن
- وارن بافيت يتبرع بأسهم في -بيركشاير- بقيمة 5.3 مليار دولار
- ارتفاع أسهم شركة -ترامب ميديا- عقب المناظرة الرئاسية
- سهم مجموعة ترامب الإعلامية يقفز بعد مناظرته مع بايدن


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على العالم