|
آفة الطلاق في المجتمع .. الاسباب والحلول
حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8019 - 2024 / 6 / 25 - 17:39
المحور:
المجتمع المدني
يعرف الطلاق بأنه عملية إنهاء العلاقة الزوجية أو الارتباط الزوجي. عادة ما يستلزم الطلاق إلغاء أو إعادة تنظيم الواجبات والمسؤوليات القانونية للزواج وبالتالي فسخ روابط الزواج بين الزوجين بموجب القانون في بلد معين. تختلف قوانين الطلاق بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، ولكن في معظم البلدان يتطلب الطلاق تدخل محكمة أو سلطة أخرى في الإجراءات القانونية والتي قد تنطوي على قضايا توزيع الممتلكات وحضانة الأطفال والنفقة وزيارة الأطفال، أو الوصول إليهم والوقت المخصص للأب والأم لرؤية الأطفال وتقديم الدعم للطفل مع تقسيم المصاريف.
كل يوم المجتمع تبتلعه دوامة أكبر من ذي قبلها تفتك به تشتت أفراده تعبث بحياتهم تستل جزء من أجزائهِ كل وقت تتفكك الأُسر و تنهار أركانها نتيجة الطلاق والكارثة المبكية أن الأطفال لهم النصيب الأكبر من هذه المعضلة فيُحرمون من حنان أحد الأبوين و غالباً ما يصبح مستقبلهم رماداً تذروه الرياح أما الحالة النفسية فتنهار أمام هذه المشاكل التي لا ذنب لهم بها نتيجة زواج مبكر فاشل أو حالة مادية منهارة أو أنترنت بائس يقتص منهم. آفة الطلاق تفتك بالمجتمع إلى حدٍ كبير فهدمت أركانه، بعثرت كيانه و اجتثت أفراده فأصبحوا تائهين في ضمار الحياة التي التهمتهم بأنيابها القاسية، لا شك إن الطلاق حلال في الشريعة الإسلامية ولكن بنفس الوقت هو أبغض الحلال عند الله وحتى الإسلام وضعه كحل أخير للزوجين عندما تغلّق الأبواب بوجههما فلا مناص إلا ذلك ولكن يجب يسبق ذلك حلول تُطرح من قبل إحدى الأطراف سواء من المقربين من أهل الزوج أم الزوجة. إن ظاهرة الطلاق انتشرت كالنار في الهشيم، فما أن تدخل إلى أروقة المحاكم تجد حالات الطلاق بنسب كبيرة و ما أن تسأل قاضي .. يقول أثقلت كاهلي دعاوى الطلاق.
كشف مجلس القضاء الأعلى، في 21 نيسان 2024، عن إحصائية مقلقة بعدد حالات الطلاق خلال شهر اذار من عام 2024 حيث بلغت عدد الزيجات الجديدة في شهر اذار الماضي 24088 حالة زواج، فيما بلغ عدد حالات الطلاق 6222 حالة، وهو ما يعني حصول 207 حالة طلاق يومياً في المحاكم العراقية، وبالتالي أكثر 8 حالات في الساعة الواحدة. ويعتبر هذه ارقام مخيفة ومدمرة للمجتمع
يقول الأستاذ فاضل الغرواي رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، إن الاشهر الاربعة الأولى من عام 2024 سجلت اكثر من 25 الف حالة طلاق.
■ هل تسائلنا يوماً عن سبب هذه الظاهرة الخطيرة التي نخرت المجتمع و فككت روابط الأُسر ؟
▪︎ ظاهرة الزواج المبكر التي غالباً ما تؤول إلى الفشل في ظل ظروف العيش الواهنة ▪︎ قلة الوعي لدى الزوجين فهما لم يبلُغانِ سن الرشدِ بعد ولم يُدرِكا حقيقة الحياة ▪︎ الواقع الاقتصادي السيء الذي تعيشه اغلب الأسر ▪︎ ضحالة فرص العمل و الوظائف ▪︎ قلة الثقافة الزوجية وعدم التفاهم بين الزوجين ▪︎ العنف الاسري والتدخلات من قبل الاهل والاصدقاء وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية ▪︎ الاستخدام السيء للاتصالات والانترنت بالدرجة الاساسية وسائل التواصل الاجتماعي ▪︎ اسباب صحية عند الزوجين والتي تؤثر على الانجاب قد يؤدي الى حدوث الطلاق وخصوصا إذا كانت الزوجة هي سبب عدم الانجاب اوجود حالات مرضية مستعصية ▪︎ ضعف الوازع الديني الاقدام على تعدد الزيجات ▪︎ ضعف منظومة القيم المجتمعية والتفكك الاسري ووجود اكثر من عائلة في بيت واحد مما يزيد المشاكل. فهذه من أهم الأسباب التي وَلَدتْ ظاهرة الطلاق ولادة طبيعية سَلِسة
■ مساوئ الطلاق على المجتمع جمّة و الأنطِباعات السلبية التي تترك أثر كبير في نفوس الأفراد ومنها :-
▪︎ القلق و الإكتئاب و الأرق و العُزلة النفسية للمرأة التي تتمثل بعدم القدرة على مواجهة الناس من حولها و نظرة المجتمع الى المرأة المطلقة على إنها هي المخطئة كل هذا سيجتاح حياتها و يؤثر على صحتها ▪︎ الرجل كذلك تتلقفه حالات من الإكتئاب و فقدان الثقة بالنفس و بالأخص إذا كان السبب خيانة من أحد الطرفين وكل ذلك سينتج الكثير من التبعات السلبية على الزوجين كما ذكرت آنفاً أما الأطفال فغالباً ما يكون مستقبلهم في ضياع ويثقل كاهل الأم في تربيتهم ونشأتهم بمفردها وهذا بحد ذلك يُزيد في إرهاقها و تلف أعصابها وفي بعض الأحيان ونتيجة قلة الاهتمام يسلك الاطفال طرق غير شرعية تؤثر على مستقبلهم و على المجتمع أيضاً. ▪︎ الطريق نحو تعاطي المخدرات (الأطفال) وبعدها يأخذون دور الترويج لها والسرقة وارتكاب جرائم القتل والابتزاز وما شاكل ذلك وغالبا ما يكون ارتكاب الجرائم من قبل أشخاص نشأوا في عائلة منفصلة حيث تكون لديهم ميول نحو ارتكاب الجريمة بسبب غياب الوعي وقلة الرعاية التي يحتجهما اي طفل لينشأ في بيئة سليمة سلوكيا، كذلك نقص حنان الأم الذي يحتاجه الطفل فمتى ما فقد هذا الحنان يؤثر ذلك على سلوكياته مستقبلا ليجعله اكثر عنفا وحتى دور الأب مهم جدا في رعاية الابناء ووضعهم على مسار الفطرة السليمة فكل ذلك ينتج لفقر المتابعة وعدم توجيههم الجادة الصحيحة في الحياة، فمهما كانت متابعة الأم لأبنائها قوية بالتأكيد ليست بمثابة رعاية الأب لهم
■ ما الحلول لمنع حدوث حالات الطلاق ومعالجتها؟؟
▪︎ الدور الكبير يقع على عاتق المؤسسات الإصلاحية و الدينية في تثقيف الناس و توعيتهم و توضيح سلبيات الطلاق على الحياة الإجتماعية و بالأخص التشديد على ظاهرة الزواج المبكر التي بدأت تنخر أساس المجتمع وكيان الأسرة ▪︎ التواصل الجيد والحفاظ على مبادئ الزواج وأساسياته ▪︎ إشعال العاطفة والحفاظ على المشاعر العميقة بين الزوجين ▪︎ عدم القاء كل اللوم على الطرف الاخر ▪︎ التعامل اللطيف مع شريك الحياة الزوجية ▪︎ الاحترام المُتبادل بين الزوجين احد الاسباب الرئيسية في الحياة الزوجية ▪︎ التفكير في الأمور الإيجابية في الطرف الآخر ▪︎ اعطاء حق العلاقة الجنسية لشريك حياتك ▪︎ الاهتمام والتواصل المستمر بين الزوجين مهم جدا في العلاقة الزوجية ▪︎ التسامح واعطاء الفرص بين الزوجين بغض النظر عن الأخطاء فكلنا بشر ▪︎ الاستعانة بوسيط بين الزوجين لمساعدتهما واستعادة التوازن الأسري، عن طريق طلب المشورة والنصيحة من قبل الوالدين، أو أحد الأشخاص المُقربين لهما، أو اللجوء لاستشاري العلاقات الزوجيّة الذي يُقدم لهم حلولاً مُناسبة وطُرق جيّدة لمُعالجة مشاكلهما
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التصحر والتغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه المجتم
...
-
الابتزاز الإلكتروني ومدى تأثيره على المجتمع
-
سقوط طائرة رئيسي؛ اسباب وخفايا غامضة‼️
-
زعماء وملوك دولة العراق منذ التأسيس والى اليوم
-
اليوم العالمي لحرية الصحافة
-
بلوگرات وفشنستات الدولة العميقة
-
انجاب بدون وعي
-
مهرجان الربيع رسالة محبة واشراقة حضارية
-
تنهيدات رمضانية
-
حكومة خدمات ام بروباگندا ‼️
-
هل ستستمر عجلة التوسعة ام توقفها المصالح السياسية؟؟
-
توعية مجتمعية
-
رمضان طاعة، عطاء وليس هوليوو الطعام الباذخ
-
أمنيات المعلمين في في عيد المعلم
-
عندما نزرع الشَّوْكُ
-
سيناريوهات ما بعد طلاق العم سام !!
-
إلّا التفاهة أعيَت من يداويها
-
التحية العسكرية في العراق الى اين .. ‼️
-
تعديل سلم رواتب موظفي الدولة مطلب شعبي
-
ماكدونالدز تتبرع بـ 4 آلاف وجبة يوميا لجنود الاحتلال
المزيد.....
-
المرصد: إيقاف المسؤول عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا السور
...
-
واشنطن: سعي هونغ كونغ لاعتقال معارضين يهدد السيادة الأميركية
...
-
بزشكيان: دعاة حقوق الانسان يبررون الجرائم التي يرتكبونها
-
الأمم المتحدة: النازحون السوريون يواجهون ظروف شتاء قاسية
-
الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير المزيد من ا
...
-
-قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه
...
-
عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة
...
-
وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م
...
-
قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
-
الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|