أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - تَحريفُ الحَياةِ بِتَخريف














المزيد.....

تَحريفُ الحَياةِ بِتَخريف


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8019 - 2024 / 6 / 25 - 05:33
المحور: الادب والفن
    


(النصُّ هو رأي شخصي)..
ثمَّ إنهم قد سألوا ربَّ عملِهم بمكرٍ خفيف، وبلحن حرفٍ طفيف، وكانوا قد ظنّوا به أنه ربٌّ عملٍ جشغُ طموعٌ كسيفٍ غيرُ وليف:
"أنّى لك أن تُربيَ الأولاد بينما أنتَ تمكثُ سبعَ عشرةَ ساعة كل يومٍ في ميدان العمل ألا يا ايها المثابرُ الشريف؟! فردَّ عليهم بردٍّ حقيقٍ ظريف، وثيقٍ لطيفٍ، رقيقٍ غير عنيف:
" قد تركتُ فيهم عينَ أمٍّ راصدةٍ ودودٍ رصينةٍ حصينةٍ وحنونٍ أليف. وتلكم عينٌ لن تُخفيَ عنيَّ شيئاً، سواء أكان الرصدُ مؤلماً وللوجعِ يميلُ وغيرَ عفيف، أم كانَ مؤنساً طريفاُ وللبهاء يكيلُ وعليه يُضيف ، وتركتُ كذلكَ فيهم عينَ أمِّ أبِيهم، وإذ هي الرصدٌ على ذاك الرصدِ الحنون الأليف. ثم إني سائلكم ذاتَ السؤال المُخيف، وبلا مكرٍ رجيفٍ وبلا وحيف:
" "كيفَ لكم أن تُربوا الولدان بينما أنتَم حاضرونَ مع أعينكم الراصدة بين يديَّ كل يومٍ في ذا ميدان ثماني ساعاتٍ وماكثون بتوظيف"؟!
كاتب السطور لا يدري بمَ ردَّ السائلونَ على مديرِهم الطموعِ الكسيفِ أو هو الطموحِ الشريف، ولكن في الأعم والأغلب انهم قالوا بريقٍ يصارعُ التجفيف:
" قد تركناهم عند جَدَّتِهم ذي السبعين سنة وببصرٍ كاد يكونُ شبهَ كفيف، أو تركناهم وحدهم في الدار بصمتٍ رهيبٍ كصمتِ أفراخِ العشِّ بلا زقزقةٍ وبلا رفيف، أو رميناهم في حديقةٍ مُسيَّجةِ يُسمونها الناسُ إفكاً وزوراً {رياض أطفال} تحت زعمِ الترفيهِ والتثقيف، أو رُبَما عند عمَّتهم المتينة الكارهةِ لوسائلِ التنظيف، أو عند خالةٍ لهم ما فتأت متأوِّهةً بتأفيف" .
بيدَ أنَّ كاتبَ السطورِ يدري بل يعلمُ أن جندَ "إبليسَ" قد دخلوا مساكننا كلها كمثلِ ريحٍ صرٍّ عصيف، تحتَ غاياتِ تنعقُ بتزييفٍ وتحريفٍ وبتخريف، بأنَّ للمرأة حقَّ المساواة وما هي بكائنٍ تابعٍ ولا هي بوصيف، ولئن سألتَ أهلَ الدارِ ليقولنَّ: ألم ترَالى (خولة بنت الأزور) كيفَ كانت مع ضرارَ بالجوار وليس برديف، وهكذا لقَّنهمُ ابليسُ تلقيناً ذاتَ ردٍّ بليدٍ بلا تجذيف، كي يردُّوا به على مَن سألَهم بتعريف، ففتحوا أبوابَ الدارِ للشيطانِ وجندِهِ ليجتثوا منها عينَ الرصدِ الودودِ الرصينِ الحصينِ والحنون الأليف، وتركوا الجّدَّةَ ذي السبعين سنة وذاتَ البصر شبه الكفيف، تضربُ الكفَّ بالكفِّ بحَزَنٍ مُخيف، وتنظرُ للجنودِ وكيف في الدارِ قعدوا وأقعدوا الولدانَ في أحضانهم يربُّونَهم ويُشكلونهم كما يشاءُ السفيهُ "إبليس" ببوقِ إعلامهِ الشيطانيِّ الخادعِ السخيف.
ثمَّ..
إتَّكأ "إبليسُ" وجنودُهُ من بعدُ يضحكونَ مستهزئين بقولِ الله ﷻ: {يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ} بتكليف، ولسانُ حالهم يقولُ لربِّ آدمَ: "نظنُّ أنَّ الآوانَ قد آنَ كي تُصَححَ الآيةَ ولحرف (ألف المثنى) أن تُضيف، فهلّا جعلتَها: ( فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَيا) بتوظيف.

وأوَّاهٍ يا نحنُ بنو آدمَ!
ما أضيقَ معايشُ الحياةِ اليومَ ويا لضيقِ هِذي الفلاة بتخصيف! بعدما نبذنا وراءَ ظهورِنا ملةً ذاتَ ذكرٍ حكيمٍ بحرفٍ غيرِ ذي عوجٍ بل معجز رهيف، واتَّبعنا ثُلَّةً ذاتَ ترهاتٍ مُتهتِّكةٍ مُتَبَتِّكةٍ مُتفذلكةٍ بتخاريف.
ثم إنَّهُ الآن وحسب، قد فَهِمَ كاتبُ السطور ووعى بجلاءٍ دقيقٍ معانيَ ذلك الحديث النبوي الشريف: (لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ). ذاك أنه حديثٌ يبدو للسامع انه متضاد مع التفاؤل بتوقيف، ومع وقائع الأزمنة المتتابعة متناقضٌ بتصريف، فزمانُ "عمر بن عبد العزيز "كان خيراً من أزمنةِ خلفاء قد سبقوه بتصنيف، غيرَ أنَّ نبينا الأكرم ﷺ كانَ يتنبأُ مُحذراً الأفئدة من تفلُّتٍ ذميم، وما كان ليتنبأ بما سيكون في الأصعدةِ من ندرةِ طعامٍ على المائدة أو من كثرةٍ من رغيف، وما ينبغي لنبينا الوسيمِ القسيمِ ﷺ أن يتَنبَّأ بتحذيرِ وتسليةِ الأجسادِ من ضيقٍ عيشٍ وعُسرٍ كثيف، لأنهُ ﷺ ما بُعِثَ إلّا لتزكيةِ الأرواحِ والأولاد والأحفاد من كلِّ تحريفٍ للحياةٍ بتخريف.
(أكرر: رأي شخصي)



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إي وَرَبِّي؛ مَكةُ لَيسَ كَمثلِها دَار
- بَغْلُ الدِّيرَة
- شُعاعٌ حَذوَ مِحرَابِ الإيمان
- لا تَثريبَ على حَيوانِ -الكَسول-
- مِن حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ
- قَرفَصَةُ الهِّرَّةِ الحَامِل
- عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة
- وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ
- بَقيةٌ مِن سِيجار
- همسةٌ في رمضانَ معَ -أبي عدنانَ-
- اسبينوزا الحَنين
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي


المزيد.....




- ترددات قنوات الكرتون .. تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على ...
- اطلع على موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 165 مترجمة عبر ق ...
- أغنية مصرية للأطفال تحقق مليار مشاهدة (فيديو)
- أثارت جدلا.. ليلى عبد اللطيف تتوقع مصرع فنان وتورط ممثل عربي ...
- إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية م ...
- الليبي سعد الفلاح يهزم البلجيكي ساجورا بالضربة الفنية القاضي ...
- غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر ...
- مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي ...
- شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا ...
- شوف أحلى برامج الأطفال .. تردد قناة توم وجيري نايل سات 2024 ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - تَحريفُ الحَياةِ بِتَخريف