أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - هل ستستفيق البلدان العربية من سباتها ؟















المزيد.....

هل ستستفيق البلدان العربية من سباتها ؟


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقدر مساحة البلدان العربية بأكثر من(14.45 ) مليون كيلو متر مربع تمتد من شمال أفريقيا إلى الجزء الغربي من آسيا, لديها سواحل بحرية طويلة تطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي . ويمكن لهذه البلدان أن تتحكم بمضايق بحرية دولية مهمة , بدءا بمضيق طارق ومرورا بمضيق باب المندب وإنتهاء بمضيق هرمز ,فضلا عن قناة السويس التي نربط البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر . وهي بذلك تعد مفتاح التجارة البحرية الدولية بين قارات آسيا وأفريقيا وأوربا , وبخاصة ما يتعلق بنقل النفط من مصادره في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وإيران إلى مستهلكيه في أوربا وآسيا وبقية دول العالم .
يقدر إجمالي سكان البلدان العربية بأكثر من (400 ) مليون نسمة بحسب تقديرات السكان لعام 2024. تعد مصر أكثر البلدان العربية سكانا ( 104 ) مليون نسمة , تليها الجزائر ( 46) مليون نسمة والسودان (45) مليون نسمة والعراق ( 41) مليون نسمة , وأقلها البحرين مليون ونصف نسمة .
ولعل من المفيد أن نشير هنا إلى أن معظم البلدان العربية قد حصلت على إستقلالها منذ بدايات القرن العشرين , بينما كانت يومذاك معظم الدول الأفريقية والآسيوية والكثير من دول أمريكا اللاتينية تئن تحت وطأة الإستعمار البريطاني والفرنسي والبرتغالي والهولندي والبلجيكي . نالت مصر إستقلالها عام 1922 , والعراق عام 1932 ونال العراق عضوية عصبة الأمم في العام نفسه , وبذلك يكون العراق أول بلد عربي يحصل على هذه العضوية , ونالت سلطنة عمان إستقلالها عام 1940 , ولبنان عام 1941 , وليبيا عام 1951 , وكل من سورية والأردن عام 1946 . بينما لم تحصل الهند وباكستان على إستقلالهما إلاّ في العام 1947, وماليزيا في العام 1957 ,وسنغافورة في العام 1965. وشهد عقد الستينيات من القرن المنصرم إستقلال معظم الدول الأفريقية والدول الأخرى . تقدمت هذه البلدان وسبقت البلدان العربية كثيرا في جميع المجالات حيث بات البعض منها يصنف عالميا ضمن ألإقتصادات الناهضة سريعة التطور .
والمفارقة الغريبة هنا , أن الإستعمار الذي غادر بلداننا العربية منذ وقت مبكر , مقارنة بالدول الأخرى , عاد إليها مجددا عبر منافذ عديدة , تكبيل بعضها بأحلاف عسكرية ومعاهدات لا تمت لمصالحها بصلة , أو عبر تدخل مباشر بشؤونها وإحتلالها بذرائع شتى بالتعاون مع نفر ضال ممن يحسبون على جنسياتها . وبينما تتقدم بلدان العالم إلى أمام وتحقق رفاهية وتنمية مستدامة لشعوبها ,عبر توظيف معطيات العلوم الحديثة وإبتكارات التكنولوجيا المتقدمة, لتصبح دولا ذات إقتصادات ناهضة بات يحسب لها ألآخرون ألف حساب , وبلداننا العربية غارقة في أحلام يقضة تسلي بها النفوس بالحديث عن ماض عتيد, بينما تعيش شعوبها في حاضر تعيس دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل سعيد .
حضارات البلدان العربية
تعد البلدان العربية موطن حضارات العالم القديم التي عرفها الإنسان وأسهمت بنشر العلوم والمعرفة وأنارت طريق البشرية , ندرج في أدناه أبرز هذه الحضارات :
1.الحضارة الفرعونية في مصر: تعد مصر واحدة من أقدم الحضارات في العالم، حيث امتد تاريخها الحضاري إلى أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. تركت الحضارة الفرعونية آثارًا مهمة مثل الأهرامات ومعابدها الضخمة .
2. الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية في العراق : تعد هذه الحضارات أعرق حضارات العالم القديم , حيث تعزى إليها أعظم الإنجازات البشرية المتمثلة بكتابة الأبجدية وإختراع العجلة محور التكنولوجيا , وسن القوانين والشرائع التي تنظم حياة الناس . كان العراق موطن الأديان السماوية ومهبط الكثير من الأنبياء والرسل .
3.الحضارة الفينيقية في تونس و لبنان : أهم الحضارات التجارية في زمانها حيث كان لها الريادة في التجارة والملاحة في حوض البحر الأبيض المتوسط .
4. حضارات اليمن : تشتمل على الحضارات الصيهدية بدايةً من الألفية الثانية قبل الميلاد حتى القرن السابع ,بعده مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين ومملكة حمير. مرت اليمن بعدة أطر من ناحية الفكر الديني بداية بتعدد الآلهة إلى توحيدها من قبل الحميريين.
5.الحضارة الفلسطينية : تشير الآثار إلى أن الإنسان سكن فلسطين منذ العصر الحجري القديم ( 500 ألف – 14 ألفاً ق.م ) ، كما يشير العصر الحجري الوسيط ( 14 ألفاً – 8 آلاف ق.م) إلى وجود أشكال حياة حضارية عرفت بالحضارة النطوفية الذين حولوا حياة الانسان الاول من الرعي والصيد الى الزراعة وعندما قدم الكنعانيون من جزيرة العرب ( نحو2500 ق.م) أنشأوا ما لا يقل عن مائتي مدينة وقرية في فلسطين، مثل مدن بيسان وعسقلان وعكا وحيفا والخليل وأسدود وبئر السبع وبيت لحم .
6. الحضارة العباسية في بغداد : كانت بغداد عاصمة للدولة العباسية، وهي واحدة من أهم مراكز العلم والفلسفة في العالم الإسلامي القديم. شهدت بغداد ازدهارًا ثقافيًا وعلميًا كبيرًا في العصور الوسطى .
7.الحضارة الأموية في الأندلس: أسهمت الحضارة الإسلامية في الأندلس في إسبانيا في العلوم والفلسفة والأدب والهندسة، ولقد تركت بصمة عميقة في الثقافة الأوروبية .
روابط البلدان العربية
ترتبط البلدان العربية فيما بينها بروابط عديدة تعكس تاريخها وثقافتها المشتركة , أبرزها :
1. للغة :اللغة العربية هي الرابط الأساسي الذي يربط البلدان العربية ببعضها البعض. تُعتبر اللغة العربية لغةً رسميةً في معظم البلدان العربية ووسيلةً للتواصل والتفاهم الشامل بين السكان .
2.الدين : الإسلام هو الدين السائد في معظم البلدان العربية، وهو يشكل رابطًا دينيًا وثقافيًا قويًا يجمع البلدان والشعوب معًا .
3.التاريخ الثقافي: تشترك البلدان العربية في تاريخ ثقافي غني، حيث تشمل مساهمات في العلوم والفلسفة والأدب والفنون، وتواجدت بها حضارات عريقة منذ العصور القديمة .
4.القيم والتقاليد: تتقاسم البلدان العربية قيمًا وتقاليد تربط بين الأجيال وتعزز الهوية الثقافية العربية، مثل الضيافة والتضامن واحترام العائلة والمجتمع .
تحديات الحاضر
تواجه البلدان العربية في عصرنا الراهن تحديات جمة , نوجزها بالآتي :
1.الاستقرار السياسي والأمني
تعاني معظم البلدان العربية من عدم الاستقرار السياسي المستمر والنزاعات الداخلية، مما يؤثر سلبًا على الاستثمار والتنمية الاقتصادية , حيث تعاني بعض البلدان العربية مثل العراق وسورية والسودان وليبيا من صراعات ونزاعات أثنية ودينية وطائفية مفتعلة , لا توفر بيئة آمنة مستقرة لتحقيق تنمية إقتصادية مستدامة لمصلحة شعوبها .
2. الفساد المالي والإداري
الفساد، ونقص الشفافية، وضعف البنية التحتية، وقلة الكفاءة الإدارية، عوامل تحد من التقدم الاقتصادي والاجتماعي .
3. هدر الثروات والموارد الطبيعية
تعتمد معظم البلدان العربية بشكل كبير على الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز، بتسيير إدارة إدارة بلدانها , وقد نجم عن سوء إدارتها توزيع غير عادل للثروات, مما أدى إلى تفاقم الفقروالبطالة والعوز والحرمان وسوء الخدمات الصحية والتعليمية وتعاطي المخدرات وتصاعد معدلات الجريمة .
4. تفشي الجهل والأمية لدى شرائح واسعة من السكان , بحيث تصل نسبة الأمية في العراق نحو (47%) , وفي السودان نحو (40%) , وكل من المغرب واليمن نحو (32%), وفي كل من مصر وسورية نحو (25%) من إجمالي السكان , وبدرجات أقل في البلدان العربية الأخرى .
5.التعليم العالي والبحث العلمي
تحديات في جودة التعليم العالي والتدريب المهني،وعدم مواءمته مع متطلبات سوق العمل وعدم قدرته على تلبية حاجاته , ونقص الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي, مما يؤثر على قدرته بالمساهمة بحل المعضلات التي تواجهها مجتمعاتها .
6. الاقتصاد الريعي
توجه اقتصادي ريعي يعتند على مصدر إقتصادي واحد مثل النفط أو الغاز, يجعل البلدان العربية أكثر عرضة للتقلبات في أسواق السلع الأولية .
7. التصحر وشح الموارد المائية : أدت إلى إنحسار مساحات زراعية واسعة مما يهدد الأمن الغذائي العربي , لذا يتطلب مكافحة التصحر وتحسين إدارة المياه وبذل جهودًا حثيثة للنهوض بالقطاع الزراعي ,تشمل السياسات الحكومية، والابتكار التقني، والتوعية المجتمعية. يعد الاستثمار في مشاريع الحفاظ على المياه وتوسيع استخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد المائية أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والتكيف مع التحديات البيئية في البلدان العربية.
8.التحديات الاجتماعية والديمغرافية
نمو سكاني عشوائي سريع، وارتفاع معدلات البطالة، وتحديات في الصحة والتعليم والإسكان يمكن أن تكون عوامل تحد من التقدم الاقتصادي . تعاني شرائح واسعة من سكان معظم البلدان العربية من حدة الفقر . كانت نسبة الفقر في مصر نحو( 32.5% ) من السكان وفقًا لتقارير منظمة العمل الدولية عام 2018، مع أكثر من( 50% ) من الشباب تحت خط الفقر, وفي كل من المغرب وتونس أكثر من (15%) . والمفارقة هنا أن البلدان العربية تتصدر بلدان العالم في شراء الأسلحة والمعدات العسكرية, حيث بلغت مشتريات المملكة العربية السعودية على سبيل المثال من مشتريات الأسلحة عام 2021 نحو (57,5) مليار دولار أمريكي .
9.التكنولوجيا والابتكار
تأخر في اعتماد التكنولوجيا الحديثة وتطوير الابتكارات قد يقلل من القدرة على تحقيق نمو مستدام وتنافسية عالمية .
وخلاصة القول أن البلدان العربية تملك كل مقومات النهضة والرقي والتقدم من موارد بشرية وثروات طبيعية وطرق ومواصلات وممرات بحرية وبنى تحتية وموقع ستراتيجي في قلب العالم, وأرث حضاري وثقافي ثر , وعلاقات واسعة مع دول العالم المختلفة قديمها وجديدها , تؤهلها لتبوء موقع الصدارة بين دول العالم, لو توفرت لها حكومات رشيدة ذات رؤية ثاقبة تتخذ من العلم والتكنولوجيا لا غير , مسارا لتنمية بلدانها على أساس مصالح بلدانها أولا ؟



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبوة وطن
- ديمقراطية االعراق في الميزان
- المثلث العربي التركي الإيراني ... ركيزة أمن الشرق الأوسط
- أين تقف الدول العربية من ألتكتلات الإقتصادية الدولية ؟
- هشاشة منظومة الأمن القومي العربي
- نظرة في العلاقات العربية الفارسية عبر العصور
- صيانة شرف المهنة الجامعية
- التنشئة الأجنبية لأطفال دول الخليج العربية .. وأثرها في بلور ...
- هشاشة التركيبة السكانية الخليجية ..ومخاطرالتواجد الأجنبي
- الشعوبية تبعث من جديد
- الحقوق تنتزع ولا تعطى
- شيطنة المقاومة الفلسطينية ... لمصلحة من ؟
- القضية الفلسطينية ... قراءة واقعية
- صفقة القرن ... تهجير سكان غزة
- أحزاب سياسية أم إقطاعيات عائلية ؟
- تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني
- أمراض سياسية عربية مزمنة .. لكنها ليست مستعصية
- يا للعار ...أنهم يتراقصون على أشلاء الشهداء
- غزة تستصرخ ضمائركم
- الحق الفلسطيني ثابت لن يسقط بالتقادم أبدا


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل ...
- وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر ...
- إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا ...
- مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب ...
- هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
- 4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية ...
- المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
- بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض ...
- غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
- بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - هل ستستفيق البلدان العربية من سباتها ؟