أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - عيد الغدير: أعظم أعياد العلويين(النصيرية)














المزيد.....

عيد الغدير: أعظم أعياد العلويين(النصيرية)


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 01:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الحوار المتمدن 23/06/2024
Lattakia City - Makhous Village 12:42 GMT
تحتفل اليوم، السابع عشر من ذي الحجة وفق التقويم القمري "الهجري"، معظم الشعوب والأمم والقوميات والأعراق والأجناس والجنسيات والإثنيات والجاليات والجماعات والجماهير والعشائر والفرق والملل النصيرية (العلوية) في العراق وسوريا ولبنان، بيوم عيد الغدير، وكذلك أيضاً حيث يتمركزون بشكل اساسي وأكبر في تركيا إذ تقدّر أعدادهم بأكثر من ثلاثين مليوناً، أكراداً وتركماناً وعرباً ومستعربين وغيرهم، وأما العلويون "السوريون" الناطقون بالعربية، عرب ومستعربون، فيتواجدون بشكل رئيس في لواء اسكندرون ومعظمهم من العشيرة الحيدرية أكبر العشائر العلوية، ويذهب كثيرون إلى أن هذا هو السبب الرئيس لسلخ لواء اسكندرون عن سوريا، ذي الأغلبية العلوية، كي لا يصبح العلويون أكثرية في الكيان السوري الوليد وقتذاك، مما قد يؤثر على التركيبة السكانية والتوازنات السياسية القائمة وينسف الترتيبات الاستراتيجية والجيوسياسية التي كانت تعدّ وترسم للمنطقة، بدقة، وأهمها حظر قيام كيانات سياسية قوية، وتأتي سلسلة التطورات اللاحقة لترجح هذا الرأي، فقد أصبحت سوريا، واحدة من أفقر دول المنطقة والعالم ويبدو الكيان السوري اليوم في وضع يرثى له.
ومناسبة الاحتفال بـ"عيد الغدير"، هو اعتقاد العلويين، وقولهم بأن ما حدث في ذلك اليوم كان عبارة عن عملية محاولة لنقل وتوريث السلطة، بشكل سلمي وهادئ، وإدارة المجتمع الجديد من المؤسس لابن عمه وتجلى ذلك في خطبة عصماء، قرب مكان يدعى "غدير خم"، تؤكد الخطبة على عظمة وشرعية وأحقية علي بالخلافة، كما يزعمون، وهي إقرار من المؤسس، نفسه، بالمكانة الدينية والسياسية العالية وتزكية للأهلية القيادية للخليفة الرابع علي بن أبي طالب وتمجيده وتظهر مدى قربه وحب المؤسس الكبير له وثقته بأنه خير من يحمل راية "الرسالة" بعده.
وقد كنت أشهد في سنين عمري الأولى، كيف تتم هذه الطقوس بأريحية وحب وبحبوحة في أيام الوفرة والطفرة، كيف كان أحد الوجهاء يقدّم أكثر من عجلين، مع عدد من الخرفان والماعز (غالباً التيوس الذكور فهم لا يتناولون لحم الأنثى مطلقاً ومحرمة عندهم)، وحيث يتجمهر الناس الأطفال والنساء والشباب والكهلة (أصبحت الجمهرة والتجمعات لاحقاً تابوهاً من المحظورات مع صعود العلوية السياسية) وكانت تتم دعوة شيخ القرية مع مصلين حيث تقام الصلوات ويقدّم الطعام المطهو، غالباً البرغل مع الحمص مع حصة وفيرة من اللحم، في "خضارة" (آنية فخارية)، وعاد ما كان يصطحب المصلون معهم "حصصاً" إضافية للمنزل والعائلة والأولاد الذين كانوا في البيت ينتظرون رب الأسرة ومعه "برغل العيد"، معظم هذه الطقوس العشتارية انتهت وتلاشت تقريباً اليوم ولم يتبق منها إلا شكليات تنم عن البؤس والفقر والقلة والجوع وانهيار أفقي وشاقولي قيمي وبنيوي لكل دعامات هذا المجتمع وأسسه وركائزه القديمة. (اليوم لم يعد بمقدور هذا الوجيه وغير من تقديم صوص او زيغة مع انهيار الطبقات وغياب واندثار الطبقة الوسطى نهائيا واختفائها)...
بالنهاية، عيد الغدير، طقس اجتماعي جميل، وبغض النظر عن بعده وعمقه الديني السياسي ومن دون أدلجته والدخول في تفاصيله، يتمثل في تلك الروح الإيثارية والجماعية والإحساس بالآخر وتوزيع الطعام على الفقراء ومؤازرتهم من قبل ابناء جلدتهم الميسورين وأحيانا متوسطي الحال وبكل ما في ذلك من تمكين للأخوّة وللأواصر الاجتماعية والدينية والروحية التي كانت سائدة قبل انتهاء كل ذلك والقضاء عليه مع صعود العلويين السياسي لسدّة الواجهة وتشكـّل طبقة مليارديرية من العلويين وما رافقها من صراع وفرز ونمو حقد طبقي حاد وعملية إفقار ممنهج عامة في صفوف الطائفة، وغيرها من باقي المكونات، عبر القرارات الاشتراكية الطوباوية الشكلية الجوفاء، وبروز حالة من الاصطفاف والفرز الطبقي بين علويين حاكمين مترفين بالنعمة، محدثي نعمة بشكل عام، وعلويين جياع من قاع المجتمع، وما رافق ذلك من تغير جماعي بالمزاح وانزياح مريع للقيم وغياب تام لتلك الروح من التراحم والتآلف والتوادد وظهور نزعة سلطوية استحواذية تملكية استعراضية جارفة وشرسة ونهم مرضي مرعب لجمع المال وتكديسه بطرق غير مشروعة غالباً لدى بعض أبناء الطائفة النافذين صاحبته روح من التقتير والبخل الشديد والأنانية المفرطة من قبل "العلويين الجدد"، والتنكر التام لكل تلك القيم العظيمة التي سادت في يوم ما ورسخها عيد الغدير الذي بات يأتي باهتاً ويزور البيوت الحزينة مكسورة الخاطر، خجلاً مطرقاً صامتاً، تلك البيوت التي كانت عامرة بالفرح والحيوية والحب والحياة باتت كئيبة خاوية على عروشها تتوشح بالسواد والحداد بعدما فقدت زهرات شبابها وفلذات أكبادها وكل ما لديها وباتت على "الحصير" كما يقال، تنتظر رسالة الرحمة لاستلام أرغفة من الخبز غير صالحة للاستهلاك الآدمي مغمسة بالذل والانكسار وطول الانتظار، وأصبح الصبية الصغار الذين كانوا يتبادلون التهاني والتبريكات والبسمات ويأكلون في يوم غابر ما من نفس "الخضارة" (الآنية الفخارية)، ويتقاسمون قطعة اللحم وحبيبات البرغل بحمّص ، عبوسين، متنافرين، متكارهين متوجسين خائفين من بعضهم، من كيد وسوء إضمار، ومن ألد وأكبر الأعداء.
*الصورة من احتفالات الشعوب النصيرية في الساحل السوري اليوم بهذه المناسبة



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة أمة المليار
- ال DNA وخرافة خلق الله
- الكسوف والخسوف: أكبر دليل على عدم وجود الله
- من هو التكفيري والعنصري إسرائيل أم ثعابين حماس؟
- C/V لمسؤول بدولة فاشلة
- أعياد النصيرية -العلويين- بين الأمس واليوم
- يسقط حكم للعسكر
- روسيا: نمر من ورق
- أيها الجنرالات: كفى عودوا لثكناتكم
- تدشين الحنفية والفشخرة البعثية
- فقعة ضوء: الله لا يرحمك ولا يرحمه
- لغدير: أقدس أعياد النصيرية -العلوية-
- الغباء الوطني والعقل الترللي
- طوني خليفة والمستشار الحردان: كيف يصبح الحذاء عمامة؟
- كذبة وخرافة الوطن العربي
- قراءة اولية في التشكيلة الوزارية التركية
- خرافة الديمقراطية العلمانية بالمجتمعات الدينية
- استنزاف بوتين: تكتيكات واستراتيجيات الحرب
- لهذا السبب لن تندحر الإمبريالية: السقوط الحتمي لعالم الأقطاب
- الإلحاد اولا


المزيد.....




- بايدن يصدم الديمقراطيين بأدائه
- سفينة هجومية برمائية أمريكية في طريقها إلى شرق البحر المتوسط ...
- -ملتي فيتامين-.. هل تقلل حقاً من خطر الوفاة المبكرة؟
- ترامب يكشف كيف تصبح أمريكا صديقة لروسيا والصين وكوريا الشمال ...
- جنوح سفينة محملة بالقمح متجهة من روسيا إلى تونس قرب السواحل ...
- إيران تنتخب رئيسها.. أولويات وتحديات
- كينيدي جونيور: حكومتنا تدار من أشخاص غير معروفين يتحكمون ببا ...
- -كوش-.. دولة إفريقية تعلن حالة الطوارىء بعد انتشار عقار مخدر ...
- اجتماع لوزراء زراعة مجموعة بريكس بموسكو
- أردوغان: مستعد للقاء الأسد


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - عيد الغدير: أعظم أعياد العلويين(النصيرية)