أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفية ؟















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفية ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8017 - 2024 / 6 / 23 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم ما صيت الاعلام العربي , فان معركة الفلوجة الثانية لم تكن معركة طائفية بين السنة والشيعة , ولم يكن في خلد من اشترك من العراقيين في هذه المعركة انه يقاتل من اجل حماية مذهبه , وانما كل من شارك من العراقيين الشيعة كانوا جنودا يـأتمرون بأوامر وزارة الدفاع وقادتهم الميدانيين , وهو امر تكرر في معركتي مدينة النجف وكربلاء حيث اشترك جنود الشيعة مع الامريكان لمجابهة التيار الصدري فيهما , وفي حينها لم يتهم التيار الصدري الجنود الشيعة المشاركين في العملية العسكرية خونه او خارجون عن الملة او أعداء السيد مقتدى الصدر, رغم محاولات الاعلام العربي تصويرها على انها حرب شيعية – شيعية .و في صولة الفرسان التي قادها السيد نوري كامل المالكي ضد قوات جيش المهدي في البصرة , لم يتهم التيار الصدري جنود الشيعة الذين شاركوا في العملية , وانما وجه اللوم والاستنكار الى شخص السيد المالكي والذي ما زال الكره بينهما قائما الى يومنا هذا .
شارك جنود عراقيون القوات الامريكية في الهجوم على مدينة الفلوجة في المعركة الثانية في 8 تشرين الثاني 2004 , من اجل تحريرها من المسلحين والذين اصبحوا يشكلون خطرا جسيما على النظام العام متبعين قرار القائد العام للقوات المسلحة العراقية والذي يعتبر من القوى العلمانية في البلد ولم يكن يوما محسوبا على حزب شيعي وكذلك وزير دفاعه السيد حازم الشعلان الذي كان غير صديق للقوى السياسية الشيعية ووزير الداخلية السيد فلاح النقيب ,وهو الاخر محسوب على القوى العلمانية . وعلى الرغم من قلة عدد الجنود العراقيين الذين شاركوا في معركة الفلوجة , وذلك لحداثة تشكيل القوات المسلحة العراقية بعد ان قرر بول بريمر الحاكم المدني في العراق الغاء وزارة الداخلية والدفاع وتسريح جميع منتسبيها , ولكن خبر مشاركتهم في المعركة ازعج بعض رجال الدين في بعض المدن العراقية , الامر الذي دعاهم الى كتابة رسالة غير لائقة برجال دين الى المرجع الديني الشيعي السيد على السيستاني يطالبون فيها إصدار فتوى تحرم القوات العراقية المشاركة في المعركة , على أساس ان المعركة معركة اسلام وصليبيين .
ان معركة الفلوجة الأولى والثانية لم يكونا لحماية الإسلام من الصليبين او كان هناك خطر على الدين الإسلامي او على المذهب السني في العراق . القوات الامريكية التي دخلت الفلوجة كانت قوات ليس هدفها تخريب مساجدها وقيمها الدينية , وانما دخلوها في المرة الأولى من اجل القاء القبض على قتلة المقاولين الأربعة . وفي الثانية من اجل تحريرها من المسلحين الذين اصبحوا يشكلون خطرا على العملية السياسية وعلى امن المواطنين .
ولهذا السبب لو اصدر المرجع الديني السيد السيستاني فتوى تمنع مشاركة القوات المسلحة العراقية في معركة الفلوجة لما استجاب احد من العراقيين للفتوى . الدين لم يكن في خطر والمذهب السني لم يعتدي عليه احد . الفتوى سوف تترك ولا يتبناها احد , خاصة وان التغيير الجديد انتظره العراقيون بكل مكوناتهم , وكل واحد يقف ضد النظام الجديد سيعد غير مرغوب به . العملية السياسية الجديدة جاءت على اعقاب نظام ديكتاتوري شمولي فرض القوة في تعامله مع شعبه فكانت ضحاياه مئات الالاف . لهذا السبب استقبل اغلب الشعب العراقي التغيير السياسي بالترحاب , خاصة وان من اهداف النظام الجديد هي الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والتي غابت عن العراق فترة طويلة جدا. الأهداف لم تتحقق بالكامل كما بشرت بها نظريات السياسة والعلاقات الدولية , الا ان الوقت كفيل بتحقيقها . التطبيقات الديمقراطية ليست سهلة وتحتاج الى وقت طويل , كما شاهدته جميع الديمقراطيات في العالم .
الاعلام العربي صور للعالم بان المقاومة في العراق هي مقاومة وطنية تريد اخراج المحتل من العراق ومعاقبة كل من وافق ودعم التغيير . ولكن لا يوجد عراقي واحد يقبل باحتلال بلاده وجنوده يجوبون شوارعه . وهذا ما جرى في العراق . القوات المحتلة لم تستقبل بالورود والزغاريد , وانما استقبل النظام الجديد بالورود والزغاريد , لان العراقيون سأموا من ممارسات النظام القديم وتعامل أنصاره معهم . والعراقيون سأموا اكثر من التفجيرات العشوائية ضدهم والتي صبغت شوارع المدن بالدماء باسم " محاربة المحتل". في هذه الاثناء أي شخصية تدعوا الى التساهل مع المسلحين تعد دعوة ضد بقاء الحياة في العراق. وبذلك كان من حق المرجعية الدينية في النجف تجاهل رسالة رجال الدين وعدم الاخذ بها , على الرغم من تطاولها الضمني على المرجعية .
نحن نعلم انه كان هناك مجموعة من المسلحين قد خرج من اجل الجهاد ضد المحتل ولا يروم الا وجه الله وجناته , ولكن الحركة المسلحة في العراق غلب عليها التطرف والغلو بأبشع صوره , حتى وصل الامر الحكم بقتل كل من يزور كربلاء والنجف وهو قادم من بغداد . بل ان القتل شمل حتى الموتى , حيث كان المسلحون بعد ان يقتلوا أصحاب الجنائز , يرمون الجنائز في النهر. واكثر من ذلك , خرجت من النافق أبو مصعب الزرقاوي فتوى تحلل قتل ومال الشيعة , وتصف زعيم الملة السيد علي السيستاني ب " راس الكفر". فهل من المعقول ان يطلب من " راس الكفر" فتوى تحرم قتال الزرقاوي و أنصاره ؟
الغريب , كان الاعلام الغربي يضع اللوم على أبناء المكون الشيعي على ما كان يجري في العراق , ويترك جانب المسلحين الذين اوغلوا بدماء العراقيين الأبرياء . واصبح الاعلام يتحدث عن قتلى أبناء المكون السني , ولا يتحدث عن قتلى المكون الشيعي . لقد قتل الشيعة وهم في مواكب عزاء الحسين , في مجالس الفاتحة , وحتى في حفلات زواجهم .
زعماء المسلحين وقادتهم نظروا الى جميع المكونات العراقية نظرة شك وكراهية , وبذلك لم ينجى مكون واحد من ارهابهم . لقد قتلوا الكرد وهم يتبادلون التهاني في يوم عيد الأضحى , وقتلوا الشيعة وهم يشاركون رسول الله بذكرى استشهاد ولده الحسين , وقتلوا التركمان في تلعفر , وفجروا الكنائس على رؤوس المصلين فيها . ولو كان مركز للصابئة في بغداد لما تركوهم احياء . وبذلك فان من كان يطالب حماية الوحدة الوطنية العراقية وعدم ترك الساحة العراقية ساحة للقتال الطائفي من قبل بعض الكتاب العرب , انما كان بعيدا جدا عن حقيقة ما كان يجري في العراق .
المسلحون او قادتهم اخذوا قرار اما نحنو او هم , ولم يتركوا منطقة رمادية للحوار . قادة المقاومة كسبت قليل من الأصدقاء وكثيرا من الأعداء داخل البلد , والسبب هو غياب الخطاب الوحدوي الذي يتبنى القواسم المشتركة بين جميع مكونات الشعب العراقي. ولو اختاروا الحوار لكان خيرا لهم وللعراق. اقل تقديرات قتلى معركة الفلوجة الثانية هو 1200 قتيل من اهل الفلوجة , تلك المدينة التي لا يزيد عدد سكانها 300 الف نسمه. وبعد هذا القتل هرب احد ابرز قياداتهم عبد الله الجنابي وقتل علي حديد , فيما ترك الزرقاوي الفلوجة قبل المعركة. بالمختصر الشديد , لا دخل للطائفية في معركة الفلوجة الثانية , ومن دخل الفلوجة هي قوات امريكية وما كانت مشاركة افراد من القوات العراقية معهم الا بأوامر الحكومة العلمانية التي كان يقودها الدكتور اياد علاوي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير راديكالي لظاهرة التضخم المالي
- من ذاكرة التاريخ : كيف علق قادة السنة في العراق على تمرير قا ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف مررت القراءة الأولى لمشروع قانون الفي ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف انهارت قيمة الدينار العراقي ؟
- من ذاكرة التاريخ : نظام العقوبات الذكية ضد العراق
- من ذاكرة التاريخ :لماذا لم تستطع العقوبات الاقتصادية اسقاط ن ...
- من ذاكرة التاريخ : الأمم المتحدة تمنع دخول شحنة مواد تكفين ا ...
- من ذاكرة التاريخ: عقوبات الدمار الشامل على العراق
- ما هو السوبر دولار ؟
- الكلفة الاقتصادية للفساد الإداري الحكومي
- سقوط دعوات الاتهامات ضد العولمة
- لماذا الخوف من العجز المالي ؟
- معاناة ازقة بغداد من انبعاثات المولدات الكهربائية
- عراقيون يختارون العشيرة على القانون
- نقص انتاج القهوة عالميا , مثل اخر على غضب الطبيعة
- أمريكا تعلن الحرب على محكمة الجنايات الدولية
- مشكلة التوافقية في السياسة والإدارة
- من فضلك لا تشتم العرب
- السبب الحقيقي وراء العنوسة في العراق
- ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفية ؟