أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - توصيات جيمس بيكر : هل العراق حقل تجارب ومختبر فيران ؟














المزيد.....

توصيات جيمس بيكر : هل العراق حقل تجارب ومختبر فيران ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكل سمع بتقرير بيكر ـ هاملتون الذي صدر قبل أيام ، والخاص العراق ، متضمّنا جملة من التوصيات لإنقاذ العراق .. واعتقد أن وصف الرئيس بوش للتقرير بالقساوة ،لأنه يعيد الولايات المتحدة الأمريكية إلى نقطة الصفر وكأن لم يحدث شيئا في العراق ، وكأن العراق حقل تجارب أو مختبر فيران !! ربما يتفق العراقيون حول التقرير ، أو يختلفون فهذا شأنهم وبيدهم سيكون القرار في نهاية المطاف .. وربما اتفق مع جيمس بيكر في بعض توصياته ، ولكنني أقول له بأن تقريره لا ينفع العراق لأنكم ستنقلونه إلى تجربة فاشلة أخرى والى نقطة الصفر !
إن العراقيين يعرفون حق المعرفة بأن الفشل قد أصاب تجارب أخرى عالجتها الولايات المتحدة بمثل هذا الأسلوب الذي لا يراعي مصالح الشعوب والذي لم تتخل عنه أبدا .. كنت أتمنى على جيمس بيكر أن يشرك معه بعض المختصين العراقيين ، لا أن يعتبر العراق قد خلا من الناس ، أو كأن أهله مجرد قطيع تحركهم الإرادة الدولية أو تعبث بهم دول الإقليم .. أو كأنهم ذبابا وحشرات أمام جيمس بيكر !! صحيح انه تهّمه مصالح أمريكا أولا وأخيرا ، .. طيب ومن سحق العراق ومؤسساته والبنى التحتية ؟ لماذا قتل العلماء ؟ لماذا هاجرت البنى الفوقية ؟ وهل سترتكب الولايات المتحدة الأمريكية جنونا من نوع جديد وهي تعمل بتوصيات بيكر الذي لم يتنازل قليلا ليسأل أهل العراق ومن تبّقى من حكماء العراق عن أفضل الصيغ التي يمكنها أن تعالج هذا العراق !
وهل يا ترى يعتقد بأن العراق شأنه شأن أفغانستان ؟ ألا يعتقدون أن العراق قد سحق نسيجه الاجتماعي منذ أزمان ، وان الوجود الأمريكي قد سبّب للعراق مشكلات داخلية وإقليمية .. ثم هل يعقل أن يغدو العراق بكل انسحاقاته مجالا للمساومة مع جارين لم يقصّرا أبدا في تدخلاتهما من اجل أبعاد شبح الامتداد الأمريكي عن ترابهما وفضاءاتهما ؟ أليس من العهر أن يساوم الدم العراقي بالمشروع النووي الإيراني ؟ أليس من السذاجة أن يقايض الأمن في العراق بتسوية هضبة الجولان السورية ؟ وهل إسرائيل ستوافق بمثل هذه السهولة على أوهام بيكر ؟ وهل العراق حالة منفصلة عن متغيرات لبنان الصعبة حاليا ؟ وعن التبدلات الفلسطينية وتناقضاتها ؟
هناك رفض عراقي كبير لهذا التقرير وتوصياته ، ليس لأنه لم يقّدم شيئا ، بل لأنه سوف لا يحّل مشاكل العراق التي لا يتخيّلها أحد ! كنت أتمنى على جيمس بيكر في توصياته أن يوصي العراقيين بالخروج من هذا المخاض الذي ابتلوا به على أيدي الأمريكان ومن دون أن يلتفتوا إلى الوراء أبدا .. فما كان قد مضى قد انقضى اجله وان المتغيرات السياسية لم تعد تجدي نفعا بالصورة الساذجة التي كتب عليها التقرير ..
إن العراقيين لابد أن يدركوا اليوم بأن لا سبيل أمامهم إلا أن يتفقوا على حل مشاكلهم في ما بينهم .. واعتقد أن جيمس بيكر لا يدرك عشر معشار تلك " المشكلات " التي تفاقمت بحيث طبعتها أحقاد وكراهية وتحلل نسيج وتبادل تهجير وخطف بشر وقتل مجتمع .. !! لقد حّلت كل البشاعات في ارض وادي الرافدين بشكل لا يمكن أن يصدّقه عقل لأسباب تتحمّل الولايات المتحدة الأمريكية منها الكثير ..
واعتقد أن المنطقة كلها قد تأثّرت بما هو واقع في العراق منذ سنوات ، فالأمر لا يمكن أن يعالج بمثل هذه التوصيات السهلة التي ستقلب الطاولة على كل ما جرى في العراق منذ سقوطه بأيدي قوات التحالف .. إن العلاج لا يتمّ إلا على أيدي العراقيين ، والتجربة الفاشلة تثبت مدى عجز الأمريكيين في السيطرة على العراق ! لقد انقسم العراقيون اليوم على أنفسهم بين معارض للتوصيات وبين من تأّمل خيرا في عدد كبير من البنود .. ولكن هذا لا يعني أن يبقى الوضع مأساويا في العراق وأهل العراق لا يساعدون أنفسهم ، بل وان العراق هو العقدة المميتة ليس لدول جواره حسب ، بل لكل دول الشرق الأوسط ، وليس عبثا أن يذهب قول احد زعمائه السابقين إبان المشهورين انه " إذا عطس العراق أصيبت المنطقة كلها بزكام ! " والعراق لم يعطس بسهولة ، إذ غدا جاذبا للإرهاب وطاردا له في آن واحد !
لقد كّنا قد نبهّنا العراقيين مرارا وتكرارا أن لا يستغرقوا طويلا في أحلامهم ، وان يتريّثوا قليلا في مسائل شائكة ، وان يقوموا بإصلاحات الدستور ، وان يحصروا مشكلاتهم في ما بينهم ، فلا يذهبوا بها إلى الآخرين .. وإذا كان العراقيون قد صفقوا لما فعله الأمريكان .. فليس من حقهم اليوم انتقاد أصفيائهم . إن مشكلة العراقيين اليوم أنهم قد انقسموا على أنفسهم وشرذموا سياسيا كي يبدأ المجتمع نفسه بالتفسّخ على أيديهم ، فتمارس بحق الناس كل البشاعات والشناعات ولا يعرف من هو المجرم الحقيقي ! فإذا كانت الحكومة العراقية عاجزة عن السيطرة، فليس من العقل أن ينتظر العراقيون سنوات وهم يسيرون من سيئ إلى أسوأ !
وأخيرا : ليس من الإنصاف أن يتحول التفسّخ الطائفي إلى كارثة حقيقية ! والكل اقتنع اليوم بأن مفاتيح المنطقة كلها بيد العراق ، فإذا استقر العراق ، فهو مركزية حقيقية للشرق الأوسط والمنطقة برمتها .. وإذا بقي على حاله ينتقل من كارثة إلى أخرى ، فستغرق بمعيته المنطقة كلها .. السؤال الآن : هل تستطيع توصيات بيكر أن تفعل شيئا ؟ هذا ما سنعرفه في الأشهر القادمة من العام 2007 إن شاء الله .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفيلية الإعلامية تفترس الثقافة الديمقراطية !!
- متى يفهم الرئيس جورج بوش الحقيقة ؟؟
- منطقتنا: خرائط طرق مشتعلة !!
- مانفيستو جديد للعراق : من اجل ستة مبادئ وطنية !
- الحرّة ترفع الستارة عن تاريخ المسرح العراقي
- خطوط التصدّع تصيب حياتنا العربية !!
- متى يبدأ التحديث والتغيير الحضاري ؟
- هل يتغّير العالم نحو الأفضل !؟؟
- فضائيات عدم الاحتراف !!
- الفيدرالية العراقية: سكّة سلامة أم عربة ندامة !
- العراقيون يتساقطون مثل أوراق الشجر !!
- متى يتوّحد العراقيون على مشروع محّبة !؟
- صورة ( وطن عربي ) يتبعثر !!
- حيوية مجتمعاتنا بين انشداد الزمن وكسل التاريخ !
- الشرق الأوسط وهواجس التفكك الداخلي !!
- العراق والتقاسيم : عشّاق وملالي ومجانين !!
- هل ينزلق العراق نحو حرب أهلية ؟؟
- َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟
- بلاد الأساطير تنحرها البشاعات !!
- نهاية العراق من دون شهادة وفاة !! كتاب يطالب بشهادات ميلاد ل ...


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - توصيات جيمس بيكر : هل العراق حقل تجارب ومختبر فيران ؟