أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - نقاش هادئ مع الصديق القاص والمسرحي الجزائري طارق لحمادي حول مقالي: ما فعله الإسلام السياسي في شعوبنا العربية















المزيد.....


نقاش هادئ مع الصديق القاص والمسرحي الجزائري طارق لحمادي حول مقالي: ما فعله الإسلام السياسي في شعوبنا العربية


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 22:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طارق لحمادي
صحة عيدك سي الطيب.. لما تزيد تكبر شوية سوف تعود إلى قراءتك ببسمة من يشفق على نفسه من ماضي معارفه، وكأنك تقول: واش كنت ندير؟!.. يجب أن تتخلص من كراهية المخالف حتى تتضح رؤاك. أنت تتحامل على الدين ومظاهر التدين لأنك تبغض هذا الوجه في حياتك، وتتهم الدين رغم أنه لم يحكم منذ قرون، وأنت وأنا والقارئ يعرف أن من يحكم في كافة البلاد العربية هم العسكر، وكلاء الغرب، أو مرياع الغرب في بلادنا. والأزمة ليست أزمة قميص وحجاب والبحث عن مجتمع مبردل بل هي أزمة عقل لا يعرف كيف يفحص وكيف يقرأ وكيف يستقرئ ويستنبط. سي الطيب التنوير لا يعني التحرش بالدين والمتدينين، والتنوير ليس العري ولا احترام المثلية ولا مناصرة كل ما يحاصر الدين ومظاهره.. وفهمك كفاية صديقي، أرجو أن ينورك ربي بالحق تاع الصح.. سلام
لا اعتقد انني انطلق من عواطف..لا أكره المتدين..بل احترمه..مالا احبذه هو أن ينصب هذا المتدين نفسه وصيا على الناس ومتكلما باسم الله ،ومعتبرا من يخالفه في الرأي كافرا..هذا اولا..
ثانيا ،لم أتحدث عن الدين في مقالي..تحدثت عن الفهم السائد للدين ووضحت مظاهره..وهي مظاهر سلبية في عمومها ،وتشكل المخيال الجمعي لشعوبنا..
ثالثا ،شخصيا افرق بين الدين والفكر الديني الذي هو فهوم الناس للدين..ونقدي من هذا المنطلق موجه أساسا للفهوم لا للدين ..
رابعا،من قال بأن نقدي للفهم السائد للدين يعني تشجيعي على العري والمثلية الجنسية..الخ..يا صديقي،كل ما اريده هو بناء مجتمع تكون السيادة فيه للعقل ،وينفتح على ثقافات وتجارب الشعوب الاخرى ويستفيد منها،بدل الانغلاق والتعصب والاقصاء ورفض المختلف ومحاربته ،والهروب الى الماضي والانكفاء على الذات خوفا من الٱخر..الخ..
خامسا ،من قال بأن الانظمة التي تحكم عالمنا العربي ليست اسلامية..قارن بينها وبين الانظمة التي حكمت عبر تاريخ العرب المسلمين بدء من حكم بني امية ثم بني العباس..الخ..كلها قديما وحديثا كانت توظف الدين بشكل أو بٱخر..
اضيف هنا: الدين،اي دين،عندما ينزل الى الواقع يكون حتما فهوما له..وفي الغالب فهم المتنفذين هو الذي يسود ويتحكم..
لا بأس ،ما الفرق بين برامج الاحزاب المسماة اسلامية والاحزاب التي تحكم في الجانب الاقتصادي مثلا؟..لا اعتقد ان هناك فرقا ،واذا وجد فهو طفيف جدا..في الحالتين هو اقتصاد السوق..
في الجانب التشريعي ،الشريعة المسماة اسلامية هي التي تطبق في شؤون الاسرة..الحدود فقط هي التي لا تطبق.كحد قطع يد السارق ورجم الزانية والزاني او جلدهما..ونحن في عصر معولم تتداخل فيه العلاقات والمصالح بين الدول وتفرض شروطها..
عموما،ما اريد التركيز عليه هو العقلية الاجتماعية العامة التي يتحكم فيها الدين كفهوم متخلفة تسود واقعنا ،وتتحكم حتى في مشاعر الناس وتجعلهم ينظرون بعين الريبة لكل من يخالف السائد العام..وقد يناصبونه العداء و ..و..
شكرا لك اخي طارق وعيدك اسعد..
طارق لحمادي
الأنظمة العربية أنظمة عسكرية خادمة وخانعة للقوى الكبرى، ولا علاقة للإسلام لا بحكمنا ولا بواقعنا. التنوير هو خلق سؤال العقل المواتي لنهضة حقيقية بعيدا عن تهمة الدين والمتدين.. ربي ينورنا.
الطيب طهوري
الدول لا تبنى بالنيات الحسنة للأشخاص..تلك الدول تنتهي بموت اولئك الأشخاص..الدول تبنى بالمؤسسات المستقلة الفاعلة..هكذا هي الحال في واقع اليوم..الدول التي تبنت الديمقراطية بما تعنيه من حرية راي وتعبير ،وبما تعنيه من وجود مؤسسات مستقلة فاعلة ،وعلى راسها مؤسسة القضاء،وبما تعنيه من قوانين تطبق على الجميع دون تمييز،هي الدول التي امكنها أن تكون فاعلة مؤثرة ،ومساهمة في تقدم البشرية..الدول التي رفضت الديمقراطية وتبنت الانظمة الحاكمة فيها الديكتاتورية،بقيت دولا متخلفة خاضعة لارادة الاقوياء في هذا العالم..
خضوع الضعيف للقوي حالة تاريخية..دول اسلامية تصارعت مع أخرى اسلامية واستعانت بالقوى الاجنبية وخضعت لها..دول غير اسلامية حدث لها نفس الشيء..لا ابرر للانظمة التي تحكمنا،عسكرية كانت أو ملكية وراثية..
كيف نخرج من حال الخضوع هذه؟..انت ترى طريق الخروج تتمثل في الدولة الاسلامية؟..بأي شكل ،يا ترى؟..في الجزائر تتعدد الاحزاب التي تقول بانها اسلامية وتسعى للحكم لتكون الدولة الاسلامية..لا بأس..حماس حزب اسلامي..الفيس حزب اسلامي..حزب بن قرينة اسلامي..نهضة بن جاب الله اسلامية..
ايها يا ترى هو الذي يمثل الإسلام ؟..لا بأس أيضا ،وصول اي منها للسلطة يدفع الاحزاب الاخرى الى المزايدة..المزايدة تؤدي في النهاية الى التشدد..ما المؤسسات التي تسير شاننا العام بها ؟..هل تكون ديمقراطية أم ترى الديمقراطية ليست من الاسلام؟..نقيض الديمقراطية هو الديكتاتورية..هل يوجد خيار ثالث ؟..ما هو؟..الخ..الخ..
طارق لحمادي
يصورني تعليقك كأني ضد الديمقراطية والدولة المدنية يا الطيب أنا مش زي رسمك يا صديقي.. ثم إنك تشرق كثيرا كثيرا وتغرب كثيرا كثيرا.. فقط قلنا مصيبتنا في العسكر أما الإسلام أو الإسلام السياسي فلم يحكم منذ قرون.. فكك من محاربة الدين والتدين وابحث في صراعك مع الأنظمة التي تسعى لتجهيل وتسطيح وتتفيه الإنسان.. تحياتي
الطيب طهوري
لم أقل، بالمرة، انك ضد الدولة المدنية ..لكنني اتساءل باي حالة تكون تلك الدولة،والتي تريدها انت اسلامية؟..هل هي الدولة المدنية الديمقراطية التي تقتضي تعايش كل المختلفين مع بعض في اطار الاحترام المتبادل والعمل معا من أجل خدمة البلاد وعبادها،ودون اي تمييز ديني او عرقي او ايديولوجي،كما هو موجود اليوم في كل العالم الديمقراطي شرقه وغربه.؟..أم هي الدولة المدنية الدينية؟ ..في هذه الدولة الاخيرة تطرح الكثير من الأسئلة..ملكية وراثية تكون تلك الدولة،على شاكلة الدولة الاموية والدولة العباسية والدولة العثمانية مثلا؟ ام جمهورية على شاكلة الدولة الاسلامية الايرانية؟..في الاولى وصل الامر الى حد قتل الاخ اخاه من أجل الحكم..الى تمثيل العباسيين بالامويين ..الخ..الخ..في الثانية،نعرف التشدد في الحكم والخناق المفروض على المعارضين، ونعرف ديمقراطية الواجهة الشكلية..هذا في الحكم..في الاقتصاد،هل يكون اقتصاد سوق،اقتصدا حرا تنافسيا ،كما هو اليوم في معظم دول العالم ؟..أم اقتصادا تتحكم فيه الدولة ،اقتصدا اشتراكيا؟..أم خليطا بينهما؟..في الاخير،سيسير الاقتصاد تدريجيا نحو اقتصاد السوق،وذلك بفعل الخواص وسيطرتهم تدريجيا ايضا على التحكم في السوق وفي السياسة وشرائهم لذمم السياسيين...
في الثقافة كيف ستكون الحال.؟..هل سنكون منفتحين على ثقافات الٱخرين متفاعلين معها؟ ام منغلقين على أنفسنا ،نخاف من الٱخر وثقافته؟.. كيف نواجه ثقافة الاستهلاك المعولمة..الخ..الخ..
الدولة الاسلامية ،عنوان جذاب وجميل في عمومه..لكن،كيف سيكون الأمر في التفاصيل ؟..
طارق لحمادي
صديقي الطيب.. لا توجد دولة تتخلّى عن مرجعيتها الدينية، حتى إسرائيل فهي اليوم تحتلّ وتحارب وتقتل وتبيد باسم العقيدة، في الأمس القريب كانت أيضا الحروب الصليبية أداة اقتتال مع الإسلام. حين احتل الغرب بلادنا العربية كان الملهم والحافظ والباعث على التحرر هو العقيدة، العقيدة يا أخ الطيب إن كنت لا تعرف هي جوهر قوة في الكائن وفي تاريخ الكائن، هي الروح التي تحفظ وتحرّك وتوجّه، الغرب يحسب ألف حساب لعقيدتنا، لقد فهموا وذاقوا وعرفوا معنى هذه العقيدة يوم دكّت هذه العقيدة الفرس والروم بما لهم من قوة وعتاد وتاريخ، لذلك فغاية سعيهم هو تقديم إسلام جديد في مخابر بحثهم، إسلام بلا أنياب ولا مخالب، هو الإسلام المديّث، المتصالح المتسامح مع قتلهم واغتصابهم لنا. الأمر ليس بغاية الصعوبة يا صديقي، أن تحيا في كنف دولة ديمقراطية مدنية (غير عسكرية، غير ديكتاتورية، وأيضا غير مبردلة تمجّد العري وتؤمن بالحرية حتى لو كانت المثلية والشذوذ، متفسّخة، متهتّكة، منطلقة، لا ضابط لها إلا الحرية، وأنت تعرف وأنا أعرف أن لا حرية دون ضوابط ولا قيم). المشكلة يا أخ طهوري أنك تكحّل على مثل هذه الدولة، دولة الحريات التي لا ضابط لها، تاع اطلق واسرح وامرح، وغايتك إلى ذلك الوجه الأول هو مقتك وكرهك وتحاملك على المتديّن والدين، والوجه الثاني هو مراوغاتك التي يحسبها القارئ من الفكر والتنقيب والبحث والدفاع عن دولة المواطنة، وهي والله ليست كذلك.. قلت لك قبل هذه التعليق إنّ مشكلتنا هي في أنظمة حكمنا الديكتاتورية الموالية للآخر.
هل ينفي الإسلام التعايش والاحترام والعمل وفق ضوابط الأخلاق والقيم والمحبّة؟ روح اقرأ يوحنا النقيوسي قبطي "مصر والعالم الجديد" كتب عن فتوحات عمرو بن العاص وكيف استنجد الأقباط بعد أن اقتتلوا فيما بينهم بالمسلمين، اقرأ أيضا مقدمة طه حسين في كتابة الفتنة الكبرى عثمان وإشكالية الحكم التي لم ينته البشر إلى الرضا فيه إلى اليوم. ثم إنك يا صديقي تحدّثني وكأن الجزائر معمّرة بمن هم على غير ملّتنا؟ وإن جئت للمقارنة مع الآخر، فالآخر يتعامل بما في شريعتنا السمحة، من أمانة وصدق وتجويد في العمل وثقة ومحبّة وتعاون ونبذ للمحاباة (هذا في ما بين شعوبه)، وأما قولك إن العالم يتعامل دون تمييز ديني أو عرقي أو ايديولوجي كما هو موجود في شرقه وغربه فوالله لست مصيا في هذا يا صديقي، بدليل أنّ العالم الذي تنتصر له هو عالم الاحتلال والسرقة ونهب الشعوب.. عدد ورايا أمريكا أبيد هنودها، أستراليا سرقت من شعبها، إفريقيا نهبت ثرواتها إلى اليوم وسرق عبيدها، الحروب العالمية هي من عمايلهم تدمير الدول والشعوب وسرقة ثرواتهم هي نزعة تمييز عرقي وديني وايديولوجي ابن حلوفة تمارسه تلك الدول.
نعود الآن إلى الدولة المدنية الديمقراطية التي يكون مرجعها عقيدتنا لا لأننا نريد لهذه العقيدة أن تكون مرجعنا، بل لأنّ هذه العقيدة عقيدتنا ونحن أولى بها وأحقّ بها من غيرنا، إن قيم التسامح والخير والعفّة والحرية المضبوطة بشروط القيم والعدل والإيمان بحقوق الآخر وقبول التنوع وحماية الآخر وإباحة حتى الكفر للآخر هي من شيم هذه العقيدة، وهي أيضا قوة إيمان تفلّ حتى الحديد يوم يجد الجدّ. وعلى كل حل فطروحاتك ليست بعيدة عن طروحات سيد القمني والبحيري والهبلاوي ومن لفّ لفهم، وهؤلاء عجزوا عن قراءة موروثهم لمعرفة خير ما فيه مقابل انبهارهم بكذبة الغرب الخاطفة التي لا تقول غير القشور الخادع مقابل جوهر فاسد.. تعلّم من هذه يا سي الطيّب.. " الغرب (فرنسا مثلا) التي تبيح لك بناء مسجد على أرضها ومراقبته (واللي تشوفها أنت تسامح وحرية وووواووو) تأخذ مقابل ذلك خير أجيال شعبها من أرضك السمراء.
الطيب طهوري
اتهامات بالجملة تكيلها لي،يا طارق..
هل تعني الديمقراطية بالضرورة العري والمثلية الجنسية؟..أعتقد أن العري والمثلية الجنسية،في وجودها او عدم وجودها في المجتمعات مرتبطة اساسا بثقافاتها..ماليزيا واندونيسيا دولتان ديمقراطيتان وليس فيهما عري ومثلية جنسية مكشوفة للعيان..ثم،لماذا كل هذا التركيز على هذا الجانب وحده.؟..لماذا لا نرى الامور الاخرى كحرية التفكير والتعبير والتنظيم واحترام القانون والعمل والوقت..الخ..ثم،من قال بأن مجتمعاتنا تخلو من المثلية؟..الفرق بيننا والمجتمعات الديمقراطية اننا مجتمعات نفاق تغطي على سلبياتها،بينما كل شيء واضح ومكشوف عندهم..ولا اعتقد ان تاريخنا يخلوا من هذه الممارسات..
مقالي لا ينتقد الإسلام ولا يحمله وزر ما نحن فيه..مقالي يتعلق بالفكر الاسلامي السائد في واقعنا،وبالكيفية التي وضحتها وبينت تأثيرها السلبي على شعوبنا..ولا اعتقد ان الديمقراطية بالكيفية التي تحدثت بها عنها تحرم المجتمع من عقيدته..ومثلما انتصر العرب المسلمون وهم يحاربون بعقيدتهم انهزموا أيضا..انتصروا وهم مسلمون وانهزموا وهم مسلمون..وهذا يعني أن الانتصار او الهزيمة مرتبط كل واحد منهما بعوامل كثيرة متداخلة ومعقدة..تفسير الانتصار او الهزيمة بعامل واحد لا يكفي..الفيتناميون انتصروا ..الروس انتصروا..وقبلهم الروم انتصروا والفرس انتصروا..والاثنان انهزما..المغول انتصروا وانهزموا..وهكذا هي حركة التاريخ،يوم لك ويوم عليك..ليس هذا هو مدار مقالي..مقالي يركز على كيفية جعل شعوبنا العربية المسلمة تبني عقولها لتفكر بها وتبني دولها لتكون دولا تشجع على حرية التفكير والتعبير،وتفتح المجال واسعا للابداع الفكري والعلمي والفني،وتعطي الامل للناس ليحبوا الحياة ويعملوا على جعلها اكثر جمالا،بدل اليأس والقبح اللذين نعيش في اطارهما اليوم..
تتهمني بانني اكره الدين والمتدين.. أنت في واد وأنا في واد.. أنا لا أكره الدين ولا المتدينين..في مقالي اتحدث عن مخيال عام يشكل عقول ومشاعر وسلوك شعوبنا،وهو مناخ يستعمل فهما متخلفا للدين يركز على الافراط في الشكليات،فيما يغيب ما يجب ان يكون من المعاملات الايجابية،والتي تمثل الفهم المتقدم للدين..لقد صار مجتمعنا العربي المتدين مجتمعا مليئا بالنفاق والمظهرية والغش و..و..مجتمع يأكل الناس فيه بعضهم بعضا ويكثرون من العبادات طمعا في أن يمحو الله ذنوبهم..
العلاقات بين الدول مبنية على المصالح أساسا،وكل قوة تسعى الى التوسع و الهيمنة،هذا هو دأب التاريخ..حتى العرب المسلمون عندما كانوا أقوياء سعوا إلى التوسع والهيمنة..وما نأمله اليوم كلنا هو الخروج من هذه الحال والدخول في حالة جديدة لا توسع فيها ولا حروب،وحيث تعيش البشرية كلها في إطار الاخاء والمحبة..ما يحدث في غزة الٱن يظهر لنا اننا ما زلنا لم نخرج بعد من وحشية الغاب..لكن الشعوب في الدول الديمقراطية هي التي تتحرك الٱن رافضة ما يقوم به الصهاينة في فلسطين بعد أن اكتشفوا زيف السردية الصهيونية وكيف كانت تتحكم فيهم فكرا ومشاعر وتصورات ومواقف..علينا أن ندرك بأن اللوبي الصهيوني باستراتيجية مدروسة وفعالة امكنه أن يتحكم في إعلام واقتصاد وسياسة الكثير من الدول الغربية وينشر سرديته ويؤثر بها في الناس..في المقابل،لم نفعل نحن العرب المسلمين شيئا..كنا نتفرج،لا أكثر..
كيف نصير فاعلين مؤثرين على الرأي العام العالمي بما يخدم مصالحنا؟ ذاك سؤال يؤرقني كثيرا..الإجابة عنه،لا يمكن أن يتحقق ذلك الا ببناء دول عربية يصير الناس فيها مواطنين حقيقيين مسؤولين،لا رعايا خاضعين..وهي الدولة المدنية الديمقراطية،في تصوري..
تنسب القيم الايجابية في الغرب الى الاسلام..جميل..لكن الحقيقة ان تلك القيم قيم بشرية توجد في كل مكان،وبنسب متفاوتة..كل البشرية تنشد المحبة والعدل والرحمة واحترام الوقت والعمل والقانون..الخ..الشعوب التي بنت دولها ليكون الناس فيها مواطنين تتميز بانتشار تلك القيم اكثر..الشعوب التي عجزت عن بناء دول المواطنين تتميز بقلة انتشار تلك القيم..هذا كل ما في الأمر..
تقول بأن طروحاتي ليست بعيدة عن طروحات القمني و..و..
واقول لك،قد التقي في بعض افكاري بافكارهم..هكذا هو الفكر،يحاور بعضه بعضا ياخذ من هنا ومن هناك..ويختلف احيانا..هذا ليس عيبا..الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها أخذها..ما يهمني أساسا انني أدافع عن حرية الرأي والنقد والتفكير للجميع،من أقصى اليمين الى أقصى اليسار..ولست وصيا على احد..كما أنني لا افرض رأيي على أحد..
وفرنسا او أمريكا او بريطانيا ليست هي الدول الديمقراطية الوحيدة..الديمقراطيات موجودة في كل العالم شرقه وغربه..امريكا مع اسرائيل لأن اللوبي الصهيوني فيها وصل إلى قمتها وصار يفرض رجاله في الحكم.. إسبانيا مع حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته..الكثير من شعوب الغرب في امريكا وبريطاتيا وفرنسا تقف الٱن مع الفلسطينيين وحقهم في بناء دولتهم المستقلة..وهكذا..
و..لن اتهمك،اخي طارق بشيء..
طارق لحمادي
سي الطيّب خويا لن أطيل عليك هذه المرة. خذ هذه فقط وقس عليها وجه اختلافنا. أنت تقول مثلا: (من قال بأن مجتمعاتنا تخلو من المثلية؟..الفرق بيننا والمجتمعات الديمقراطية اننا مجتمعات نفاق تغطي على سلبياتها،بينما كل شيء واضح ومكشوف عندهم..ولا اعتقد ان تاريخنا يخلوا من هذه الممارسات..) يا صديقي الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيني وبينك، وهو التالي أننا مجتمعات تعتبر المثلية مرض ونشاز وانحراف جنسي نفسي وظاهرة فاسدة يجب أن تحارب وتعالج وتحاصر ويحدّ منها بينما هم يعتبرونها حقّ مجموعة وجب حمايته، ومراعاته، وسنّ القوانين له، واعتبار زواج الرجل من الرجل والمرأة من المرأة حقّهم الطبيعي وحريتهم الشخصية التي يكفلها القانون والدستور. هذا هو الفرق بيننا وبينهم، ومن هذا قس ما بيننا من اختلاف يا صديقي، فأنا أطلب الدولة المدنية الديمقراطية بمرجعية عقيدتي السمحة، لأنّ الدين هنا يا صديقي ليس للسياسة وفقط بل للحياة قاطبة، وإسلامي الذي حمل مجموعة من الحفاة العراة، يعيشون على الغزو والنهب والسلب والتناحر إلى بناء دولة وحضارة عاش في كنفها الاختلاف في الألسنة والعقائد والأعراق هو ما أباهي به غيري وأتمناه بوصلة سير وهدي، لأنّ الغرب الذي نحسبه أم التمدن والتحضّر، يتعامل في حقيقته بروح عقيدتنا (في ما بين شعوبه). هدانا الله وإياكم إلى الحقّ
الطيب طهوري
اولا، لا تعني الديمقراطية بالضرورة العري والمثلية الجنسية ،وليس كل الغرب يقبل بالمثلية..هناك رفض لها من جهات عديدة..
ثانيا،ثقافات الشعوب فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والامور الجنسية تختلف من شعب الى ٱخر..وعندنا ما يزال الكثير،ومن المتكلمين باسم الدين أساسا، يؤمنون بمجتمع السادة والعبيد،ويتحدثون عن حدود عورة الحرة والعبدة..
ثالثا،سلعت الراسمالية المعولمة الإنسان،ذكرا وانثى،في العمل والاشهار،وصارت مئات الملايين من الأسر تعيش بذلك التسليع..
رابعا،في مجتمعاتنا العربية المسلمة،حيث القدرة الشرائية ضعيفة عموما،باستثناء دول الخليج،وحيث الزواج مكلف كثيرا،يعيش الشباب حرمانا جنسيا مهولا،خاصة وهو يرى الافلام والفيديوهات والاشهار بجمال المرأة وجسدها..وفي الغالب ينجر وراء هذا العالم ويتحول الى متحرش ..وقد يحقد ويياس ويغيب في المخدرات او التدين المفرط المنغلق..وهكذا..ومن كل ذلك تكون المطالبة بالدولة المدنية الديمقراطية العادلة ضرورة حياتية في مجتمعاتنا العربية..
أخيرا،كل شعوب المعمورة تقريبا مرت بمرحلة الحفاة العراة وبنت نفسها..وتقدمت..والغرب قبل حداثته وخروجه من قيود الاقطاع والكنيسة كان اغلب الناس فيه يعيشون حفاة عراة..
خلاصة القول،اخي طارق،اخوك الطيب لا يريد الا بناء الدول العربية التي تعامل أفرادها كمواطنين محترمين ومسؤولين،لا كرعايا خاضعين ..
وشكرا كثيرا لك على تدخلاتك التي أثرت الموضوع ونبهت إلى نقاط كان لابد ان تناقش ونبدي فيها،انا وانت،الرأي،وبكل احترام..
تقديري ومحبتي..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما فعله الإسلام السياسي لشعوبنا العربية
- بين اليابانيين ونحن العرب.. سر تقدمهم وأسباب تخلفنا
- في الرد على مغالطات ( الشيخ) عبدالله رشدي في حديثه عن مؤسسة ...
- حوار مع الشاعر والقاص الجزائري الطيب صالح طهوري
- عن علاقة الفكر الديني الإسلامي السائد اليوم بأخلاق المسلمين ...
- فتاة عين الفوارة..نحن..الصهاينة..والديمقراطية هناك وهنا
- حدث في رمضان هذا
- الفنون التشكيلية..ماهيتها وعلاقتها بالواقع
- عن تراثنا والعولمة..أين نحن منهما؟
- عن العقلية العربية
- لماذا نحن هكذا؟
- كيف تكون كاتبا مؤثرا؟
- عن مثقفينا وكرة القدم
- تمدين ودمقرطة المجتمعات المخرج الوحيد لمواجهة الأزمات
- عن الجزائر الجديدة
- أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها
- كورونا..بين الرأسمالية والتعداد البشري المهول
- عن حرية الإبداع ..عن مشاعر صائمي رمضان
- في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟
- بيان مثقفين جزائريين


المزيد.....




- الرئيس الايراني يهنئ قادة العالم بذكرى ميلاد السيد المسيح وح ...
- رئيس مجلس الشورى الاسلامي يستقبل وزير خارجية عمان
- رغد صدام حسين تنشر مقتطفات من مذكرات والدها بعد صدور قرار إع ...
- مجلس الشورى القطري يدين جرائم الاحتلال في غزة واقتحام المسجد ...
- جنود الاحتلال يعتدون بالضرب على مدير المسجد الابراهيمي في ال ...
- أشهر وزير يهودي للمخابرات بجنوب أفريقيا: إسرائيل تحاول جر إي ...
- الرئيس الايراني: نتطلع لتوسيع العلاقات مع الدول الاسلامية وا ...
- كيفية تنزيل تردد قناة طيور الجنة 2025 واستمتع بأجدد الأغاني ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الاقصى في خامس أيام عيد -الانوار الع ...
- منع المعارض البارز هيثم المالح من إلقاء كلمة في الجامع الأمو ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - نقاش هادئ مع الصديق القاص والمسرحي الجزائري طارق لحمادي حول مقالي: ما فعله الإسلام السياسي في شعوبنا العربية