أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شفان شيخ علو - المؤمنون بالنور














المزيد.....

المؤمنون بالنور


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 21:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


 
من يؤمن بالنور، يعيش في النور بقدر ما ينفتح عليه، والذي يعيش في النور، يكون واضحاً، معروفاً بقوله وفعله، كما أنه يتمتع بالتوازن النفسي والروحي.
والنور معروف منذ قديم الزمان بمعناه وقيمته أيضاً. النور يعرّفنا بالمقدس، لأن فيه الصفاء والطهارة وحتى المقدس بالذات نبض النور، وما الأبيض إلا التعبير المباشر على النور الذي يذكّرنا بالشمس، وهذه نعرفها على أنها ضرورية جداً للحياة، فلولا الشمس لما كانت الحياة .
وقد عرِفت الأديان كثيراً من خلال تمسّكها بالنور، وليس الظلام، فهذا يمنعنا من رؤية الأشياء، ويسمح لمن يريدون النيل منا إيلامنا، فهو بالمقابل يدل على الظلم والاستعباد والذل.
وفي ديانتنا الإيزيدية، يكون للنور قيمة كبيرة، حيث إنه يدل على الطهارة وهو لون خالق الكون، ويدل على الصحة والعافية، وبذلك مع الديانات التي نعرفها فيما بيننا: اليهودية المسيحية والإسلامية والتي تربط النور بخالق الأرض والسماء. وقد جرى ربط الآلهة القديمة بالنور منذ قديم الزمان.
لماذا الحديث عن المؤمنين بالنور؟
لأن اليقين الفعلي بالنور، يعني أن الذي يؤمن به، يكون مقصده الوحيد، وتأكيده الأكبر على فعل الخير، والخير في أصله موصول بالنور، ففيه الصحة والسلامة  والهدوء والسكينة والاستقرار.
كثيرون ينسون حقيقة العلاقة بين النور والحياة السعيدة، والسلام الأهلي في المجتمع .
في الإيزيدية، حتى لباسنا الأبيض يشدنا إلى هذا النور، إلى السلام الداخلي، ومراكز العبادة لدينا محاطة بالنور، ومنبع للنور معاً، ما دامت الغاية الأساسية من النور هي في كيفية تجنب الشرور، والبحث عن الأمان، والعلاقات السليمة وجوهرها المحبة مع الآخرين .
النور الذي يعمر القلب، هو أصدق شهادة على أن صاحبه مؤمن حقيقي، وهدفه الوحيد هو في كيفية التعايش مع الآخرين واحترامهم، بمقدار ما يريد منهم التصرف بالمثل.
وحين يقول أحدهم لغيره" عليك نور " فهناك أكثر من معنى لهذا القول: عليك السلامة والسَكينة. فيكون صريحاً، وواضحاً، وليس من لف ودوران في كلامه، ولا مراوغة في سلوكه، هناك طريق واضح يصعد به إلى حيث يكون الخير، والدخول في عالم القيمة الكبرى: الخير محط كل القيم من صدق وتسامح وأمان واحترام الآخر.
ولأن هذا النور الذي يشدنا إليه، دال على خالقنا جميعاً، وكأننا في إيماننا نعلن عن قربنا من خالقنا، ولا نريد الابتعاد عنه، ونتمنى من غيرنا التصرف بالطريقة نفسها، وهي الطريقة الأسلم لنفهم بعضنا البعض، ونحسن التعامل مع بعضنا في أعمال مختلفة، نبني من خلالها مجتمعنا، ونتمكن من الارتقاء به، ليكون مجتمع الحرية والسعادة والمحبة وليس الكراهية البغضاء .
في عالمنا هذا، ما أكثر الحالات التي نرى فيها النور: نور الكهرباء، نور مصطنع، وكأن النور الآخر والمهم، ليس مهماً، وهو ما يبقينا بعيدين عن مطلب النور الأساسي، وهو أن يكون منيراً قلوبنا، لنكون أهلاً للحب والمحبة، وفي روحنا لئلا نخرج عن طريق الاستقامة .
وهذه الأنواع من الشرور، ومشاهد القتل والمخاوف الكثيرة تعبّر إلى أي درجة نكون مصابين بالعمى الداخلي رغم وجود نور مشع، ولكنه في الخارج، وليس من الداخل والذي يرتبط بأعمالنا أو أفعالنا وأقوالنا، ولهذا تكون أهمية العقيدة كبيرة، حين تدفع بنا دائماً إلى النظر عالياً، وعدم نسيان من يكون مصدر النور في الأعلى، لتكون نفوسنا بالمقابل مضاءة، ونعيش في حياة آمنة وكريمة.
نعم، الأديان تعلّمنا أن نؤمن بالنور، لنكون معروفين لبعضنا البعض، كما هي عقيدتنا مراكز عبادتنا التي تسبح بالنور، لنتغذى من خلالها بكل ما هو نوراني، أي  قادرين على القيام بكل ما هو خيّر دائماً طبعاً. لنبق في النور إذاً، وليس في الظلام، إن أردنا حياة خيّرة لنا ولأطفالنا ومن يأتي بعدنا..
دمتم ودام الجميع، أينما كنتم وكانوا في النور...!
 
 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوروبا والإيزيدية
- نحن نعرف مَن نكون
- غداً عيد الأضحى المبارك
- البروفيسور الدكتور: عصمت محمد خالد
- الإيزيدية وآمالها
- فلنتعلم من أخطائنا
- قدَر الإيزيدي
- استقبال الرئيس أردوغان من قبل الرئيس مسعود بارزاني في أربيل
- نحن وعيد رأس السنة الإيزيدية
- عيد الفصح المجيد
- ماذا وراء تجويع الشعب الكوردي ؟
- آذارنا الكوردي
- معسكر الهول
- ماذا يريدون منا؟
- حكايتنا جميعاً
- الكورد بين القومية والدين
- من يثير المشاكل في العراق؟
- المثقف العراقي والإيزيدية
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة


المزيد.....




- الإمارات.. إليكم فرق سعر الوقود عن الشهر الماضي بعد إعلان أس ...
- الرئيس السيسي يلقي كلمة في ذكرى ثورة 30 يونيو
- إصابة 4 من موظفي وزارة الطوارئ الروسية في قصف أوكراني على مد ...
- بعد موجة الاحتجاجات.. إقبال كثيف على الاقتراع في كاليدونيا ا ...
- انتخابات فرنسا.. فتح صناديق الاقتراع وسط مخاوف من صعود اليمي ...
- سياسي ألماني يحذر أوكرانيا من -ضربة قد تأتيها من حليف وثيق- ...
- جولة ثانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية بين إصلاحي ومحافظ
- تواصل عملية فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الموريتانية
- كم يوما تحتاجه للتوقف عن الرغبة في تناول السكريات؟
- مظاهرات وسط برلين لمطالبة الحكومة بوقف دعمها لإسرائيل


المزيد.....

- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شفان شيخ علو - المؤمنون بالنور