أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 50 / ملازمة الشر لبني البشر














المزيد.....


مقولة وتعليق / 50 / ملازمة الشر لبني البشر


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 21:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ومما جادت به قريحة الشاعر العراقي الشهير ابو العتاهية , قوله :
وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا *** وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ
وقد ايد الشاعر اللبناني جبران خليل جبران ؛ شاعرنا الكبير , وانشد قائلا :
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا *** والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا
وقد اعتبر شاعرنا المتنبي ان الظلم شيمة متأصلة في النفوس البشرية , اذ قال :
والظلم من شيم النفوس فإن تجد *** ذا عفةٍ فلعلّةٍ لا يظلمُ
فهؤلاء وغيرهم من الشعراء والفلاسفة والكتاب ؛ قد ذهبوا الى أن الأصل في الإنسان هو الشر ؛ والظلم هو السمة الغالبة عليه , الا ان العلة التي قد تخفيه احيانا ولا تظهره للعلن , ايمان المرء بالأيدولوجيات الميتافيزيقية او الدعوات الدينية او المنظومات الاخلاقية والقيمية والانسانية او خوفه من القانون وردة فعل المجتمع ... الخ .
حتى الذين ذهبوا الى ان الانسان يمزج بين الخير والشر في سلوكه , أكدوا على ان الغلبة تعود للشر غالبا , وقد خص الفيلسوف جان جاك روسو الشر بالإنسان فحسب ؛ فقد اعتبر ان الكون خالي من الشر مطلقا , انما الشر ما يفعله الانسان فقط , ليؤكد ان كل الشرور في الكون مصدرها الانسان لا غيره .
فالإنسان ان لم يكن شريرا بطبعه فلا اقل هو محكوم بالشر ومحاط به , ولعل هذا الشر يتجلى بعدة سمات وصفات وسلوكيات , ومنها : الحسد والحقد والتنمر والاستهزاء بالآخرين , والانتقاص من الغير وانتقادهم والتطفل عليهم , فضلا عن مشاجراتهم والاعتداء عليهم وغمط حقوقهم , والاستهانة بإنجازاتهم ونجاحاتهم والتقليل من شأنهم ... الخ ؛ وهذه السمات تدل على مدى الشر القابع في نفوس البعض ؛ بحيث اضحوا لا يستطيعون كبح جماحه او اخفاءه ...!!
وفي اغلب الاحيان يضطر المرء الى اخفاء شره , بل وادعاء النبل والخلق الكريم والرحمة والعطف ؛ لمسايرة طبعه الاجتماعي ومصالحه الشخصية ، او خوفا من القانون وردة فعل الجماعة , ولعل السبب الابرز في نشوء هذه الصفة وملازمتها للإنسان ؛ طبعه الاناني ونرجسيته وسعيه خلف مصالحه الشخصية وشهواته وملذاته الذاتية , وتفضليها على مصالح وشؤون الغير , فهو يطلب تحقيقها وبغض النظر عن الوسيلة او مدى الاضرار التي تلحق بالآخرين جراء اشباعه لغرائزه وشهواته ومصالحه .
وقد يتضاعف هذا الشر ويصبح اشد خطرا ؛ اذا استطاع الفرد اخفاءه والتستر بالخير , حتى اتيانه للخير وفعله للمعروف انما يصب في صالحه ويتماهى مع مخططه الشرير للضحك على الذقون وخداع الناس الابرياء والايقاع بهم فيما بعد , ومن ثم يصبح هذا الخير شرا في الأصل وتظهر حقيقته للعلن , ولكن بعد فوات الاوان .
وقد صدق الفيلسوف توماس هوبز عندما قال عبارته الشهيرة : (( الإنسان ذئب لأخيه الإنسان )) وان دلت هذه العبارة على شيء فإنما تدل على الانسان قادر على فعل الاسوأ والاشنع دائما , وذلك بسبب الشر القابع في هذا الكائن المعقد ، والذي قد يؤدي الى ان يفتك المرء بأقرب الناس اليه احيانا .
وعليه عزيزي القارئ لا تستغرب من هجوم البعض عليك من دون سبب وجيه او معرفة مسبقة , ولا تتبرم من حسد المقربين وحقدهم , ولا تستاء من كلمات الاساءة والشتم التي تصدر من البعض , ولا تعجب من الصاق التهم العجيبة والجرائم الغربية بك من خلال سلسلة كاملة من الافتراءات والاكاذيب والتدليسات والمسرحيات , ولا تنفعل بسبب مراقبة الاخرين لك ورصدهم لكل حركاتك وسكناتك ؛ فهذه طبيعة قد جبلوا عليها , والمرء يتصرف طبقًا لأصله وعنصره ؛ لذا قيل : كل إناء بالذي فيه ينضح .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- من هموم المواطنين (1 )
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- عطاشى سبايكر
- لا يتحقق الاصلاح السياسي في العراق الا بالعفو عن الارهابيين ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- ظاهرة الرجل الملثم
- تفليش بلا تعويض ..!!
- تعارض الآراء و الارادات وتصارع القوى والسلطات في العراق .. ا ...
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (3-4)
- اين اموال الموازنة الثلاثية ؟!
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (1-2)
- مقولة وتعليق / 48/ شظايا الكلمات وكلمات الرصاص
- ادعياء المثالية المزيفة
- الشعبة الخامسة بين الترفيه والتذكير..!!
- عيد الغدير و رمزية الامام علي العراقية


المزيد.....




- بريتني سبيرز تقول إنها أمضت أفضل عيد ميلاد في حياتها لهذا ال ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن الأهداف التي قصفها للحوثيين ...
- لماذا تجند فرنسا جماعات متطرفة بالجزائر؟
- خطوة إسرائيلية -مفاجئة- بعد توغل عسكري كبير في ريف محافظة در ...
- علويون يدعون للتهدئة بعد حرق مقام الخصيبي
- عبد المنعم أبو الفتوح.. التحقيق في قضية جديدة للمرشح الرئاسي ...
- خليجي 26.. السعودية تفوز على اليمن بثلاثة أهداف مقابل هدفين ...
- عودة 18 ألف سوري إلى بلادهم عبر الحدود الأردنية، ولبنان يتطل ...
- أقل من نصف السوريين بألمانيا لديهم عمل: فما فرص بقاء الآخرين ...
- بيربوك تقترح تعليق عملية انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 50 / ملازمة الشر لبني البشر