أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - قراءة دستورية لمناسبة عيد الغدير الاغر














المزيد.....

قراءة دستورية لمناسبة عيد الغدير الاغر


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 20:48
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ان العراق والعالم الإسلامي بشكل عام ما زال يعاني من ازماته الدستورية، ومنها ما يتعلق بشكل الحكم ونوعية الأنظمة التي بموجبها تقاد الشعوب، ويقول احد الكتاب المصريين، الدكتور احمد عزالدين المصري بكتابه الموسوم (الامامة والقيادة، منشورات مركز المصطفى للدراسات الإسلامية، طبعة عام 1997) والمتاح الكترونيا على شبكة الانترنيت، فيقول عن هذه الازمة الدستورية (أن الإسلام له في ذلك نظام محدد لكن الجيل الأول غلبته النفس البشرية، فخالف ما هو مرسوم في هذا الصدد، اقتضاء لما عليه الفطرة البشرية، فارتكب البعض خطأ، وانحرفوا عن الدستور شعرة ثم ما لبث هذا الانحراف أن اتسع وتعاظم حتى أفلت زمام الأمور من أيديهم، وأن التحول السياسي والاجتماعي الذي طرأ على الدولة الإسلامية الوليدة فجعل رأسها مكان أرجلها، إنما وقع تدريجيا نتيجة أخطاء أولية تراكمت عليها أخطاء فأخطاء، وبمرور الزمن أدت هذه التراكمات إلى سقوط الخلافة)،
ويشير ذات الكاتب الى ان الإسلام لم يترك امر الامة بل وضع لها أسسها الدستورية في كيفية إدارة شؤون الدولة والحكم فيها، فيقول (من المستحيل عقلاً وشرعا أن يكون الإسلام وحده من بين أديان البشر قبل الميلاد وبعده، وثنية وثانوية وتوحيدية وتثليثية قد ترك الفصل في القيادة لمزاج الناس، وعصبيات القبائل، وضغائن النفس البشرية) وعلى وفق ما ورد في الصفحة (68) من الكتاب اعلاه، ويؤكد بان الرسول الاكرم (ص) قد وضع هذه الأسس عندما وقف في غدير خم واعلن عن تنصيب خليفته من بعده، وهذه الخطبة متفق عليها من جميع المسلمين، وفيها مواصفات لمن يتولى امامة المؤمنين وقيادة الدولة ويقول الدكتور احمد عزالدين المصري في كتابه اعلاه (ص 171) بان (الدولة الإسلامية في أساسها دولة فكرية وانها تحتاج إلى مرجع يضم في صدره علما يقينياً محدداً، ويعرف تفاصيل الشرع، وتتوافر فيه خصائص العلماء والساسة والزهاد العباد، فيكون أقرب إلى الشخصية الكاملة، شخصية المؤسس) ويقصد بالمؤسس هو الرسول الاكرم (ص) ويستطرد الدكتور احمد عزالدين المصري في طرح مواصفات هذا القائد والامام الذي ترجع اليه الامة بقوله (وهذا المرجع تكون له هيمنة المشرف على شؤون الدولة كي لا يتلاعب بشرعها متلاعب، أو يتأول قانونها متأول، أو يتحلل منه متحلل، هو الفيصل في المنازعات إذا نشبت، والقائل بكلمته إذا الأمور ادلهمت، لما له من علم شامل واسع، وعقل مدبر، وروح شفافة، ولكونه قد شرب مما لم يشرب منه غيره، واختصه النبي المؤسس بما لم يطلع عليه غيره)
ويضيف بان الرسول الاكرم (ص) (قد وجد هذا المرجع فعلاً، وبهذه المواصفات فعلاً، فكان إماماً يسلم الكل بإمامته، ويحتاجون إلى رأيه، ويلجؤون إليه في المعضلات، فقد حفظت لنا كتب التاريخ والحديث رأيهم فيه، وتسليمهم بمنزلته، حتى كان إذا وقع أحدهم في ورطة قال "معضلة ولا أبا حسن لها") وعلى وفق ما ورد في الصفحة (172) من كتاب القيادة والامامة،
ومن خلال ما أشار اليه هذا الكاتب نجد ان في خطبة الغدير إشارات دستورية لكيفية تولى زمام الأمور في أي بلد من خلال توفر صفات القائد التي ذكرها الرسول الاكرم (ص)، ومن ثم ترجمها الامام علي (ع) عند توليه رئاسة الدولة، ويذكر الدكتور احمد عزالدين بكتابه أعلاه في الصفحة (111) (ان الامام علي (ع) رفض مرارا منصب رئاسة الدولة ليثبت لكل ذي عينين أنه لم يختلس الأمر، ولم يسارع إليه، ولم يلفق له الطرق ويخترع الوسائل، وإنما كان اختياره اختيارا حرا من قبل الناس الذين أصروا عليه، فهي بيعة صافية رائقة لا يشوبها غبش)
وبما اننا في رحاب ذكرى عيد الغدير الاغر لابد وان ننبه ونسدي النصح الى قيادة البلاد والقائمين على أمور الحكم فيها بان الدستور الإسلامي الذي وضعه الرسول الاكرم (ص) في خطبة يوم الغدير قد حدد ملامح وصفات من يتصدى لأمور الحكم ومن أهمها ان لا يتلاعب بشرعها وان لا يؤوِل قانونها والامين على أموالها واحوالها،
ومناسبة التذكير بصفات رئاسة البلاد وقادتها، ليس لإنها قد تجلت في الامام علي (ع) فحسب، بل لان من يتولى إدارة بلادنا ممن يتباهى بولائه لعلي (ع) وعززوا ذلك بجعل يوم الغدير يوم عطلة رسمية وطنية، ولابد من التوضيح الى ان ذكرى يوم الغدير، لا تقف عند حدها الإسلامي باعتبارها مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون في كل بقاع العالم، بل انها مناسبة وطنية يختص بها العراق فقط دون غيره، لان من نصب ليكون وصيا للرسول الاكرم هو في العراق وتشرفت ارضه بان تكون الكوفة عاصمة دولته وارض الغري مرقداً لجسده الشريف، فاصبح معلماً عراقياً يحج اليه الملايين من جميع انحاء العراق، وليس لإنه امام لطائفة معينة، فضلا عن ذلك فانه اول من جسد دستور الإسلام في بيان شكل نظام الحكم الذي وضعه الرسول الاكرم (ص)، وهذا ما يجعل من هذه المناسبة وطنية فضلاً عن كونها دينية،
وفي هذه المناسبة الشريفة يجب على كل من يتولى القيادة في البلاد ان يسأل نفسه هل كان يسير على نهج الامام علي (ع) في منهج الحكم، وهل كان حريصاً ومؤتمناً على أموال الشعب ومقدراته، وهل كان يعاقب اقرب الناس اليه ان فكر في الحصول على منافع من بيت المال بوجاهة منصبه، وهل استولى على الأراضي والاملاك، وهل وضع له رواتب ومخصصات تميزه عن عامة الناس، وهل كان يملك أفواج من الحماية، لان تطبيق الدستور يكون بالعمل وليس بالشعار الزائف، فكيف اذا كان الدستور قد وضعه رسول الامة الاكرم (محمد) (ص) المبعوث الى الإنسانية بالرحمة، وجسده عملياً امام المتقين ويعسوب الدين الامام علي (ع)
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم والحج والحواشي
- هل تعتبر جميع دعاوى المحكمة الاتحادية العليا دعاوى دستورية؟ ...
- ماهية انعدام الاحكام والاثار المترتب عنها
- زهرة النرجس بين جمال المنظر وقباحة السلوك
- دستورٌ تحت التجربة (دستور العراق انموذجاً)
- هل المحكمة الاتحادية العليا مختصة بإصدار القرارات الولائية ( ...
- قراءات تحليلية وتعليقات فقهية، في ضوء أحكام القضاء الدستوري
- المانع والممنوع في عمل المحافظين بين النص القانوني والاجتهاد ...
- هل طلب تصديق قرار التحكيم الأجنبي على وفق احكام القانون الوط ...
- عندما يكون السلطان ضعيفاً؟
- ان توظيف القانون لمصلحة حزب او شخص معين بذاته، تجربة فاشلة، ...
- تعريب المصطلح الأجنبي هل هو مسألة قانونية ام مسألة علمية وفن ...
- سيرة القاضي سالم روضان الموسوي بقلم الدكتور درع حماد
- قراءة أولية في قانون تعديل قانون العقوبات المصوت عليه بتاريخ ...
- هل يجوز الطعن بالحكم البات؟ جَدَلٌ بين القانون واجتهاد القضا ...
- معيار تحديد فعل (الإهانة) وأثره في تقييد حرية التعبير عن الر ...
- هل يجوز للمحكمة ان تحل محل إرادة الخصوم تجاه التمسك بشرط الت ...
- حصانة عضو مجلس النواب والقراءات المتباينة لنص المادة (63/ثان ...
- الاقناع والاقتناع بين فن المرافعة واتجاهات الرأي العام
- سجناء الرأي بين خلود السجين وزوال الطاغية، من وحي ذكرى استشه ...


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - قراءة دستورية لمناسبة عيد الغدير الاغر