حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك فارق شاسع بين تقييم زعماء سياسيين تاريخيين ، وبين نقد من يرون أنهم وحدهم الوكلاء الشرعيون لتلك الزعامات التى رحلت إلى السماء،
وطبيعى أن يرى البعض سلبيات أو إيجابيات لهذا الزعيم أو ذاك، فكل سياسى مصرى خطاء على وجه العموم ، و بعضهم إجتهدوا فأخطئوا أو أصابوا،وبعضهم إرتكبوا جرائم، كما أن هناك إنجازات متعددة لبعضهم مر عليها التاريخ بعلامات إيجابية ،
وفى السياسة والتاريخ لا شيئ مقدس، ورؤيتك أنت مالكها ومسئول عنها، ولو نحينا الثارات التاريخية والعداءات الشخصية وأبعدنا تحكم الهوى الشخصى أو الأيديولوجى، سنكتشف أن جمال عبد الناصر كان زعيما من الزعماء المجتهدين، صحيح أن له أخطائه المتعددة، لكنه يمتلك أيضا العديد من الإيجابيات التى دفعت مفكرا إسلاميا مثل الأستاذ عادل حسين الذى قضى ثلاثة عشر عاما فى سجون عبد الناصر بتهمة الشيوعية يطلق على فترة حكمه بانها فترة استقلال القرار المصرى فى كتابه الشهير ( الإقتصاد المصرى من الإستقلال إلى التبعية) والذى صدر تعليقا على التحول الى سياسة الانفتاح الإستهلاكى بعد وفاة عبد الناصر !
من ناحية أخرى يكفى أن ذلك الرجل إستشهد وهو يناضل من أجل إيقاف المذابح التى كان يرتكبها النظام الأردنى الخائن ضد الفلسطينيين، ويكفيه أيضا انه كان يساند المقاومة الفلسطينية بكل إتجاهاتها ويحاول جاهدا توحيد كلمتها ،
وبالطبع لو كان على قيد الحياة فى الوقت الراهن لقام باستقبال قادة المقاومة فى غزة بالقصر الجمهورى، ولأمر بدعمهم بكل ما يحتاجونه، ولرفض العدوان على غزة كما فعل الدكتور محمد مرسى عليهما رحمة الله تعالى ،
أما عن نكسة يونيه عام 1967 فهى قد وقعت كرد تآمرى غربى على مواقف مصر الصلبة بزعامته ضد المصالح الصهيونية والأمريكية والأوروبية،وهى نكسة تتشابه فى جوهرها مع هزيمة الجيش المصرى فى عصر محمد على نتيجة مؤامرات الغرب نفسه ضد طموحات مصر وازدياد نفوذها ، وكذلك تشبه هزيمة صدام حسين على يد نفس الأعداء بعدما استشعروا خطورة وتعاظم الدور العراقى،
بل يمكن القول أن نكسة يونيه تتساوى مع ماتم ضد نظام حكم محمد مرسى برعاية الخليج وكاترين أشتون؟
فهزيمة عام سبعة وستين كانت استكمالا لسلسلة مؤامرات تستهدف محاولات النهوض العربية الاسلامية، وهى سلسلة لا تتوقف والعدو ذاته يحاول تكرارها ضد ايران وغزة فى الوقت الحالى !؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟