أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال محمد تقي - الحرية مدينتي














المزيد.....

الحرية مدينتي


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:52
المحور: المجتمع المدني
    


للحديث شجون وليست ككل الشجون ، ملاعب صباي هي ، وبها صب شبابي ، بها تعلمت وكتبت اول حروف قصيدتي ، بها نضجت ملامحي ، مدينتي يجتاحها وباء لم تعرفه من قبل ، مدينتي غابت عن الوعي وسحنت روحها بدخان يتطاير من نار مجوسية جاء بها من تقنع بوصل قربى لخلافة لا تستخلف من امام او نبي ، يدعي انه من جنده ومن ذويه ، وراح يهتف ان كاظم الغيض قد كتب له كتاب !
اول مافعل هذا المفعول المنصوب دوما ، منع المرور على جسر الائمة حتى يتيه عشاقهم ولا يستدلوا على حبل الوصل بين الكاظم والاعظم !
وباء خبيث يحصد الاخضر واليابس ، وباء حاضنته جحافل الاحتلال والانذال !
الحرية مدينتي
لم يكن واردا ان تميز الناس مذهبيا او عرقيا ، فالجميع يتعايشون ويتشاركون في ذات العادات والتقاليد والاعراف وحتى الطقوس ، في الفواتح يحضر المعزون للحسينيات او في جوادر مخصصة لها قرب بيوت المتوفين ، والاخوة المسيحيون ايضا يحضروها دون اي تكلف ، وعندما يأتي عاشوراء فان الاغلبية تتوق للذهاب مشيا او بالباصات الى الصحن الكاظمي عبر منطقة النواب التي ينتمي اليها الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ، حيث السهر لمواكبة مواكب عزاء الحسين حتى الصباح ، وعندما يحتفل الناس باعراسهم فأنها حفلة مفتوحة لكل الجيران وابناء المنطقة ، فاذا حضرت عرسا للبطاويون فانك ستجد نفسك منهم وستشارك دبكاتهم الفلوكلورية الاصيلة بمتعة لانك تحبها ، الى جانب ان الجميع ينتظر الاعراس ليشاهد الرقص الغجري العراقي الجميل ، واذااراد احدهم الانتقال الى محلة اخرى لرخص الايجار فيها او لانه قد اشترى بيت تمليك فان الاهم من البيت هو السؤال عن الجار والسؤال هنا هل الجيران اوادم ؟ يعني خوش ناس ، يعني سمعتهم زينة ، عندهم خلاق ؟ ام امعضربين ؟ اي كثيري الشجار ، لا احد يسأل عن الانتماء الطائفي او القومي او السياسي قطعا .
من هو الشيعي فيها ومن هوالسني ؟ من هو الكردي والعربي فيها ؟
لم يكن احدا مهتما بهكذا اسئلة .
ساذكر لكم بعضا من الاسماء التي اتذكرها وصنفوها كما تشاؤون ، فاضل البندر البلداوي ، دينار السامرائي ، محمد صادق حسن ، محسن البطاوي ، سعدون جابر ، صاحب خزعل ، ابو ماريا ـ جرجيس ، عباس الهنداوي ، فاضل عواد ، كاظم الساهر ، ابو سلام المشهداني ، المقدم سعد حزام الرماحي التميمي ، العقيد المتقاعد عبداللة سلمان الملقب بعبداللة سينمة ، ام جلوب ، فطم العطارة ، علي ميعة ، ابوخميس ابو الفلافل ، عريفة اكبر ، حامد نجيدي ، عادل العاني ، سهيل الرماحي ، علي احمد السبتي ، ضياء الدملوجي ، صفية الديواني ، رزكار مجيد اربيلي ، ضاري عواد حسون المفرجي عائلة الشيخ كاظم الساعدي !
زيجات كثيرة حضرتها مع اهلي وكانت بين ابناء وبنات عوائل وجيران المنطقة ، حتى كانت هناك زيجات بين بعض من العراقيين وفتيات لاسرفلسطينية كانت تسكن منطقة دور الشؤون ، الزواج المدني هو الشائع ، وليس هناك اهمية سوى لمكانة المتقدم الاجتماعية والاقتصادية وصفاته الاخلاقية ومدى حيازته على احترام الناس .
عندما يختلف بعضهم وخاصة في امور الحسابات المالية والخلاف يكون كبيرا بينهم فانهم يقررون الذهاب لمرقد الامام العباس للحلف بنظافة ذات اليد !
المشهداني واللامي والدليمي والساعدي والاربيلي والدولعي والزوبعي والجنابي والجبوري والفيلي والمفرجي والخزرجي والخزاعي والتميمي مع السامرائي والعماري والديواني والبصراوي والكوتاوي والعاني والخانقيني مع عوائل الدباغ والنجار والعطار والمنجد والبناء والصائغ والقصاب ،هؤلاء جميعا كانوا في بوتقة واحدة هي العيش المندمج تحت سقف الحرية في بغداد والعراق بتعددية رائعة روحها ثقافة عربية اسلامية متطلعة للمستقبل بعيون اجيالها الجديدة التي زادها التعليم ومجانيته والزاميته قدرة اضافية على الانصهار والنمو المندمج .
مدينتي يحتلها الطائفيون والعصبويون بعد ان احتل الوطن كله من قبل جحافل البرابرة الجدد ، مدينتي لم تبايعهم ، مدينتي تقاومهم ، شملوها بما استوردوه للعراق من ماكنات للتفريخ لا تفقس غير الحقد والغل والسادية ، مدينتي تقاوم وتقاوم ، رغم الداء والاعداء ، الحرية لا تغير نفسها ولا اسمها ، والتظاهرات الشعبية فيها ومظاهر الاشمئزاز من عصابات القتل والارهاب الحكومي وشبه الحكومي والاحتلالي خير دليل على ان اهلها غير المستوردين ومن كل المشارب يتوقون لحريتهم التي افقدهم اياها الاحتلال واعوانه من سنة وشيعة واكراد وعرب .
رقصت مدينتي لفوز منتخب العراق لكرة القدم في مباراته الاخيرة في اسياد الدوحة كما رقصت من قبل عندما فاز منتخب شباب العراق على ايران في بطولة شباب اسيا عام 1957 في طهران اتذكر جيدا كيف هب الجميع الى شوارع الحرية وهم يشيدون بمنتخبهم الذي اوجع ابن الشاه غير المعمم !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستخدام المزدوج لوسائل الاعلام
- نجيب محفوظ قبل وبعد النوبل
- دواء العقارب
- الجزيرة اكثر من سلطة رابعة !
- جذور لاتموت
- الحياة في اجازة والعيد جنازة !
- العقل العراقي عصي على الاحتلال
- ثلاثة اذا ذكروا ذهب العراقيون لقضاء حاجتهم !
- خذوا الحكمة من افواه جنود العدو!
- النحس يلاحق حكومة الاحتلال غير الدائمة !
- امريكا تمهد لمرحلة القواعد الدائمة في العراق
- حركة عدم الانحياز مطالبة بالانحياز
- محمود درويش تجاوز النوبل مرتين
- ايران بين مزدوجين
- من يحزر في يد من خاتم بغداد ؟
- نظرتان متقابلتان
- 11 سبتمبرحريق في الرايخشتاغ الامريكي
- البراءة الكبرى
- من يوميات الحب السري في بغداد
- الحرية للكاتبة العراقية كلشان البياتي


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جمال محمد تقي - الحرية مدينتي