ياعلي ادركنا

احمد جليل العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 8015 - 2024 / 6 / 21 - 17:07
المحور: المساعدة و المقترحات
    

يا أمير المؤمنين، يا وصي رسول الله، يا علي بن أبي طالب عليك مني سلام الله . أكتب إليك من قلب العراق الجريح، ومن صدره المليء بالألم والأسى، لأعاتبك بما يفعله بعض من ينتمون إلى مذهبك ويتسمون باسمك ويتشدقون بولائك وهم بعيدون كل البعد عن عدلك وإنصافك.

يا علي، كيف أُقنع نفسي وأبناء مذهبي بأن من يدعون محبتك واتباع نهجك يقتلوننا ببطء؟ لقد قربوا الإرهابيين وقتلتنا، وأطلقوا سراح اللصوص، وعفوا عن كل سارق كبير، وتركوا فقرائك يعانون. نراهم يومياً يقربون السارق والمارق والقاتل الإرهابي، ويسرقون خيرات بلادنا، وملأوا جيوبهم بمال الفقراء والمساكين. أليست هذه الأرض التي دافعت عنها بدمك ونفسك؟ ألم تكن أنت من قال “الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن”؟ فكيف حالنا الآن وقد أصبحنا غرباء في وطننا، نعيش في فقر وذل؟

يا علي، أين ذهب العدل الذي كنت تنشده؟ أين ذهب الإنصاف الذي كنت تطبقه؟ ساسة الشيعة اليوم يتحدثون باسمك، يرددون خطبك وكلماتك، ولكنهم في الواقع يتاجرون بدينك ومذهبك لتحقيق مصالحهم الشخصية. لقد باتوا أداة في يد الغرباء، ينفذون مخططات لا تعود على شعبنا إلا بالخراب والدمار.

يا علي، نحن نعيش في زمن أصبحت فيه القيم والمبادئ مجرد شعارات تُرفع في المناسبات، تُستخدم لتبرير الظلم والاستبداد. نحن في حاجة إلى عدلك، إلى حكمتك، إلى نهجك القويم الذي كان يحفظ الحقوق ويُقيم العدل بين الناس. أين ذلك الإمام الذي كان يقول “ما ترك لي الحق من صديق”؟ نحن اليوم نبحث عن حقنا في العيش بكرامة وأمان، ولكننا لا نجد إلا الخيانة والغدر.

يا علي، قلوبنا مثقلة بالألم، نرى وطننا يتهاوى بين أيدينا، نرى أبناءنا يهاجرون بحثًا عن مستقبل أفضل، ونرى الفساد يستشري في كل زاوية من زوايا حياتنا. نحن بحاجة إلى روحك، إلى شجاعتك، إلى نزاهتك. نحن بحاجة إلى قادة يتبعون خطاك ويعملون من أجل مصلحة الشعب، لا من أجل مصالحهم الشخصية.

يا علي، نحن نرفع صوتنا إليك، نطلب منك العدل والإنصاف. نريد أن نعيش في وطن يحترم حقوقنا، يحمي كرامتنا بعيدا عن الدونية ويضمن لنا حياة كريمة. نريد أن نرى ساسة يتبعون نهجك، يعملون من أجل مصلحة الشعب، ويحققون العدالة والإنصاف.

يا علي، نحن نحتاج إلى هداية، إلى قيادة تنبع من قيمك ومبادئك. نحتاج إلى أن نرى في قادتنا صدقك وإخلاصك، نحتاج إلى أن نشعر بأننا نعيش في وطن يحترم حقوقنا ويصون كرامتنا. يا علي، نحن نرفع صوتنا إليك، نطلب منك أن تتدخل، أن تنقذ وطننا من الفساد والظلم. نحن بحاجة إلى عدلك، إلى حكمتك، إلى روحك التي كانت تقيم الحق وتُحافظ على العدالة.

يا علي، يبذخون المال من أجل تحسين صورتهم، ولكنهم ينسون أن الصورة الحقيقية تُبنى بالعدل والإنصاف، وليس بالمال والبذخ.

يا أمير المؤمنين، نحن نثق بأنك ترى ما يحدث، نثق بأنك لا ترضى عن هذا الظلم والفساد. ندعو الله أن يبعث لنا من يتبع نهجك، من يقيم العدل بين الناس، ومن يعمل بصدق وإخلاص من أجل مصلحة الشعب والوطن.

#احمد_جليل_العتابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات