أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - ضفادع فوق الشجرة














المزيد.....


ضفادع فوق الشجرة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 01:54
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


فجأة اصبح عبقرينو وزيرا في وزارة قيادية، وفي يوم من الايام دخل عليه مدير مكتبه. قال له: سيدي ان الرجل الذي حررك من سجنك الانفرادي في الحقبة الماضية، وجازف بحياته من أجل إنقاذك من حبل المشنقة. ينتظر الآن في مكتبي، وارسل بيدي طلبا يروم فيه التعيين بوظيفة بواب أو حارس حتى يقدر على إعالة أسرته الفقيرة. .
انتفض الوزير العبقري غاضباً، وأمسك بالطلب ومزقه، ثم رماه في سلة المهملات، وأمر مدير مكتبه بطرد الرجل الشهم. . قال له: اطرده على الفور لأن شروط التعيين غير متوفرة فيه. .
قرر صاحبنا الشهم الذهاب إلى المسجد ليشتكي لربه من الوزير الذي فقد مروءته، فوجد الوزراء كلهم يصلون في الصف الأول. .
بعض الضفادع في بلدي لم يكملوا تعليمهم الابتدائي لكنهم حصلوا على أرقى الشهادات الجامعية في كل الاختصاصات، ومن دون ان يخضعوا لأي امتحان أو اختبار. وبعضهم كانوا يؤدون الامتحانات الترفيهية في غرفة السيد العميد. ثم يتسلقون سلم المجد المزيف نحو المواقع القيادية العليا، حتى تجاوزوا سرعات السعادين والقردة، وبات من الصعب إنزالهم من فوق الشجرة. ففي الغابات التي تتحكم بها الضفادع القافزة لا يُلام إلا من أوصلهم لتلك القمم العليا. فلا تعجب من انهيار منظومة الخدمات وتصدع البيت الوطني عند تعيين أناس بلا مروءة في مواقع القرار. ولا تندهش عندما تراهم يتكاثرون فوق اشجارنا فتتزعزع دعامات بيوتنا ونفقد الأمل. .
كنت أستغرب من الفراعنة، حينما أراهم يرسمون الإنسان برأس قطة أو برأس سحلية، لكني أيقنت اليوم أنهم كانو أصحاب نظرة مستقبلية ثاقبة. فلا تصارع ضفدعاً في مستنقعه فتتسخ أنت ويستمتع هو، لأن القذاره أسلوب حياته. .
ثلاثة لا تقترب منهم الحصان من الخلف، والثور من الأمام، والضفادع السامة من جميع الأتجاهات. فالرعب الحقيقي الذي يشعر به المواطن هو عندما يخشى على حياته داخل أسوار وطنه، وفي عقر داره. .
فإذا كنت تريد العيش بأمان يتعين عليك أن تؤمن بحكمة الشنفرى، التي يقول فيها: وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى، وفيها لمن خاف القلى متعزّلُ. لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ. سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ. اما إذا لم تكن تؤمن بها فيتعين عليك أن تبقى دائماً مع القطيع، وتنسى نفسك داخل الحظيرة (أعزك الله)، وتعشق الراعي، وتستسلم لنباح كلابه. لأنك عندما تعلم بما يدور حولك فإن الاستغباء يصبح متعة عظيمة. وأن أفضل طريقة لتصفية المياه العكرة هي أن تتركها وشأنها. احياناً نشترك نحن في صناعة الحمقى، ونجعلهم قادة، ثم نسأل انفسنا: من أين جاء الخراب ؟.
يقول ابن خلدون: لابد للصراعات السياسية من نزعات قبلية أو طائفية، لكي يحفز قادتها أتباعهم على القتال والموت، فيتخيلون أنهم يموتون على الحق. .
كلمة اخيرة: لا يؤلمني التقدم بالعمر لأنه محتم بقدر ما آلمتني أمنيات شابت بداخلي، لقد شاخ قلبي قبل عمري. أتظاهر بالقوة لكن الحياة أرهقتني. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوروبا تحت رحمة النووي الروسي
- نفطنا ليس لنا !؟!
- أحجار في محراب التدين الشكلي
- كيف نثق بالمؤرخين ؟
- أزمات خانقة في غابة القطعان
- صورة محزنة من البوم طفولتي
- سيارات يخشاها وزراء الإعلام
- عودة الدواعش: مشروع عربي - إسرائيلي
- جرَّدَ سيفه ثم أعاده إلى غمده
- المراكز الأممية الاولى في النذالة
- زوابع غربية تهدد العراق
- من دخل مكة فهو آمن. أليس كذلك ؟
- امة منشغلة بعمرو دياب
- طاعة الولاة بخطوط الطول والعرض
- رسالة إلى الحجيج
- هل فقد المواطن العراقي حصانته ؟
- راجمات في غزة وراقصات في جرش
- مگاوير للاشتباكات الدموية المرتقبة
- النصيرات: اكشن هوليودي بوجه أسود
- سالفة بيها ربّاط عن الأبقار


المزيد.....




- وصف حرائق لوس أنجلوس بـ-آية من الله-.. مقتدى الصدر يشعل ضجة ...
- -خائف للغاية-.. عم أحد الرهائن في غزة يتحدث لـCNN وسط آمال ب ...
- فلسطينيون وإسرائيليون يعربون عن -تفاؤل حذر- بشأن إبرام اتفاق ...
- حمص تنهض من بين الأنقاض.. جهود مجتمعية تبعث الأمل بعد سقوط ا ...
- وزير خارجية ترامب: الصين غشت لتصبح قوة عظمى
- مسؤول ألماني رفيع يدعو لإحياء -السيل الشمالي-
- الجيش الإسرائيلي: إصابة 3 جنود بتفجير عبوة بمركبة عسكرية قرب ...
- -أمر مأساوي-.. قنصل إسرائيل السابق بنيويورك يكشف سبب قرب الت ...
- بزشكيان يحذر ترامب من -حمام دم-
- عالم: الحياة على الأرض ستختفي حتما بعد 1.6 مليار عام


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - كاظم فنجان الحمامي - ضفادع فوق الشجرة