أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - دروس من الأردن: كيف بنت كوريا الجنوبية نظامها للبحث العلمي














المزيد.....

دروس من الأردن: كيف بنت كوريا الجنوبية نظامها للبحث العلمي


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 00:00
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في اجتماع عُقد يوم الأربعاء الموافق 5 يونيو 2024 في المملكة الأردنية بمقر الجمعية العلمية الملكية، قدم الأستاذ عدنان بدران، نائب رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، مداخلة علمية مهمة. كان الاجتماع ضمن أنشطة اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، بحضور الأمين العام للاتحاد، فضلا عن عدد من أمناء الروابط العلمية العربية.
في كلمته، أكد الأستاذ بدران أنه في عام 1970، قام الأمير حسن بن طلال في الأردن بدعوة مجموعة من الأساتذة العرب الذين يُدرسون في الجامعات الأمريكية والبريطانية لحضور اجتماع خاص. الغرض من هذا الاجتماع كان مناقشة فكرة تأسيس الجمعية العلمية الملكية في الأردن. وكان السيد عدنان بدران ضمن تلك المجموعة الخاصة، حيث كان في ذلك الوقت عميد كلية العلوم بالجامعة الأردنية. خلال ذلك الاجتماع، تم مناقشة الإطار القانوني والتنظيمي للجمعية العلمية الملكية. وقرر المجتمعون أن تكون الجمعية مستقلة ماليًا وإداريًا وعلميًا، وأن تتعاون مع الحكومة دون أن تكون تابعة لها. وبذلك تم تأسيس الجمعية العلمية الملكية في الأردن.
ومما يثير الاهتمام أن الخبرة الأردنية في تأسيس هذه الجمعية قد لفتت انتباه كوريا الجنوبية، فقد أراد الكوريون معرفة كيف نجح الأردن في إنشاء مؤسسة علمية وطنية مستقلة وفقًا للقانون. وقد أفاد الكوريون كثيرًا من هذه التجربة الأردنية، حيث قاموا بتأسيس KAIST في عام 1971 كأول مؤسسة علمية بحثية في كوريا الجنوبية. بعد تأسيس KAIST، بدأت كوريا الجنوبية في بناء نظام متكامل للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. فقد استفادت KAIST من التجربة الأردنية في إنشاء مؤسسة علمية مستقلة، وطورت هذا النموذج لتصبح محركًا رئيسيًا للابتكار والتقدم التكنولوجي في البلاد.
وقد نجحت KAIST في التشبيك مع الجامعات والمراكز البحثية الكورية، مما مكنها من تعزيز التعاون البحثي والتطويري على المستوى الوطني. كما ساهمت في دعم ومساندة عدد من الشركات رائدة مثل سامسونج، مما أتاح لها الاستفادة من مواردها المالية والتقنية في تمويل ودعم المشاريع البحثية.
وبفضل هذا النهج المتكامل، نجحت كوريا الجنوبية في بناء قطاع بحث وتطوير قوي ساهم بشكل كبير في نمو اقتصادها وتطور صناعتها التكنولوجية. ويمكن القول إن أبرز المفارقات في هذه القصة تتمثل في:
1. التفاوت في التشبيك والتعاون بين الجامعات والقطاع الخاص:
- حيث نرى أن كوريا الجنوبية قد نجحت في بناء علاقات تعاونية وحدائق تكنولوجية بين الجامعات والشركات.
- في المقابل، يبدو أن الأردن لم ينجح في تطوير مثل هذه الشراكات بشكل ملموس حتى الآن.
2. عدم الاستفادة الكاملة من البحث العلمي:
- على الرغم من وجود علماء وأبحاث علمية في الأردن، إلا أنه لا يتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل في تحسين جودة الحياة.
- في حين أن الهدف الأساس للبحث العلمي هو تطبيق نتائجه في الواقع العملي.
3. التركيز على استقطاب العلماء دون تطبيق أبحاثهم:
- يُلاحظ أن الاهتمام ينصب أكثر على استقطاب العلماء وجذبهم للعمل في الأردن.
- ولكن لا يتم التركيز بالقدر الكافي على كيفية الاستفادة من نتائج أبحاثهم وتطبيقها على أرض الواقع.
إن قصة تأسيس الجمعية العلمية الملكية في الأردن وانعكاساتها على تطور البحث العلمي في كوريا الجنوبية تدفعنا إلى البحث عن أسباب نجاح النموذج الكوري وإخفاق النموذج الأردني في تحقيق المطلوب منه في إنشاء الجمعية العلمية الملكية. أعتقد بأنه هناك عدة عوامل مهمة وراء نجاح تجربة التنمية في كوريا الجنوبية مقارنة بالأردن منها :
1. شهدت كوريا الجنوبية استقرارًا سياسيًا نسبيًا مع وجود قيادة قوية خلال فترة التنمية الاقتصادية. بينما عانى الأردن من بعض عدم الاستقرار السياسي المتقطع.
2. نفذت كوريا خططًا إنمائية طويلة الأجل وشاملة، بينما كانت الخطط في الأردن أكثر محدودية وقصر أجل.
3. ركزت كوريا على بناء قطاع صناعي قوي موجه للتصدير، بينما ظل الأردن أكثر اعتمادًا على الزراعة والخدمات.
4. خصصت كوريا استثمارات ضخمة في التعليم وتطوير رأس المال البشري، أما الأردن فلم يستطع تطوير قاعدته التعليمية بالقدر الكافي.

5. قدمت الحكومة الكورية دعمًا سخيًا للقطاع الخاص، على عكس الأردن الذي لم يتمكن من توفير الحماية والدعم الكافي.
في مجمل الأمر، فإن قصة نجاح التنمية الاقتصادية في كوريا الجنوبية مقابل معاناة الأردن تسلط الضوء على أهمية دور الإرادة السياسية الحقيقية والجادة كونها هي العامل الحاسم في تحقيق التنمية المستدامة للبلدان العربية.
إن النموذج الناجح لكوريا الجنوبية يظهر بجلاء كيف أن القيادة السياسية المخلصة والرؤية الاستراتيجية الطويلة الأمد كانت المحرك الأساسي لعملية التنمية والتحديث الاقتصادي والاجتماعي. فالحكومة الكورية قدمت الدعم والحماية اللازمين للقطاع الخاص، وركزت على بناء القدرات البشرية والبحثية، ما مكّنها من تحقيق نهضة اقتصادية متسارعة. بالمقابل، غاب هذا الزخم السياسي والتخطيط الاستراتيجي عن تجربة التنمية في الأردن، ما حال دون تعزيز القدرات البحثية والابتكارية للبلاد. وهذا يشكل درسًا قيمًا للقيادات السياسية العربية بضرورة إنشاء مؤسسات علمية مستقلة، وربطها بالقطاع الخاص، من أجل بناء نظام بحثي قوي يسهم في دفع التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي. إن توافر الإرادة السياسية الحقيقية والالتزام الحكومي الجاد بهذا التوجه هو المفتاح لتحقيق نموذج تنموي ناجح وشامل في البلدان العربية على غرار ما حققته كوريا الجنوبية. وهو ما يجب أن يكون في صلب برامج وسياسات صناع القرار في منطقتنا العربية.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعات الليبية : الأولوية الأساسية : جودة التعليم أم التصن ...
- قراءة نقدية : للمؤتمر الدولي العلمي الأول الموسوم ب( توظيف ا ...
- تحديد مفاهيم الأخلاق الأكاديمية والاخلاق الجامعية وتوجيهها ن ...
- جودة التعليم وقواعد الأخلاق في التعليم الجامعي
- الكلمات لها أيضًا أيادٍ: ربما تربتُ أو تخنق
- قراءة نقدية حول دراسة بعنوان : تعزيز الدبلوماسية العلمية: خا ...
- الابتكار في مناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية: توظيف ا ...
- توظيف منهجية البحث العلمي في علم الجيولوجيا في العلوم الاجتم ...
- طوفان الأقصى: التأثيرات والنتائج على الاحتلال الإسرائيلي
- مفهوم الخرائط الاجتماعية مفتاح لفهم العلاقات البينية بين علم ...
- استعادة محرك التغيير : دور الجامعات الليبية في صناعة السياسا ...
- البحث العلمي وأزمة مدينة زليتن الليبية
- رحلتي من الصمت والهروب إلى استعادة الثقة والانخراط في البحث ...
- الجامعات العابرة للحدود وجودة المخرجات التعليمية
- قراءة نقدية للمؤتمر الإقليمي الخامس للشبكة العربية لضمان جود ...
- أهمية توظيف البحث العلمي في دعم القضية الفلسطينية
- المخترعين والمبدعين في ليبيا - الواقع والتحديات والمسارات ال ...
- الاعتصام ومفارقاته وحلوله في تحقيق مطالب أعضاء هيئة التدريس ...
- غزة تاريخ من الحروب وجغرافية المقاومة
- إفساح الحرية والتعبير في الدول العربية للضغط على السياسة الأ ...


المزيد.....




- انسحاب مرشحين محافظين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبيل ...
- -أبو حمزة-: -كتيبة جنين- تمكنت من تفجير آليتين إسرائيليتين ش ...
- صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية ...
- مرشحون من أصول فلسطينية في الانتخابات البريطانية
- -نتنياهو في مواجهة الجيش الإسرائيلي- - صحيفة هآرتس
- إحصائية: زيادة عدد القادمين إلى ألمانيا عن عدد المغادرين في ...
- ليبرمان: إسرائيل تخسر الحرب والردع تراجع إلى الصفر
- الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يوقعان اتفاقية في بروكسل حول الضم ...
- بالفيديو.. منجم في ولاية إلينوي الأمريكية يتسبب بانهيار أحد ...
- غوتيريش: إصلاح مجلس الأمن الدولي يبدأ من منح إفريقيا مقعدا د ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - دروس من الأردن: كيف بنت كوريا الجنوبية نظامها للبحث العلمي