عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8013 - 2024 / 6 / 19 - 18:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتزايد أعداد من يتجنبون متابعة الاخبار ؛ ويؤثرون الابتعاد عنها ؛ ووسائل نقلها ؛ ويصفونها بأنها محبطة ؛ مزعجة ؛ ومملة ؛ بسبب ذلك الكم الهائل من الاخبار الموثقة بالصور المأساوية لاحداث الحروب الطاحنة ؛ والاوبئة الفتاكة في العالم ؛ ومنها على وجه الخصوص منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ؛ وصلت الى مستويات قاسية جدا ؛ بجانب الاخبار السياسية المقلقة التي تنقل عراك السياسيين ؛ وفسادهم الذي كان سببا في فقد الثقة بالكثير من وسائل الاعلام ؛ وقصصها الاخبارية التي وصفها الناس بالنارية ؛ لانها تثير خطاب الكراهية ؛ والطائفية بين ابناء المجتمع الواحد ..
ان الاتجاه العام أزاء عالم الاخبار ؛ والاقبال عليه لايزال في معدل هبوط حاد ؛ لان ما حفلت بها قائمة الاخبار ؛ كانت صعبا على المتلقي ؛ لذلك يعد ردة فعل الناس في تفضيل الابتعاد عن الاخبار طبيعيا ؛ سواء كان ذلك لحماية صحتهم العقلية ؛ او ببساطة للرغبة في متابعة حياتهم بشكل طبيعي ...
أن نزعة تجنب الاخبار بشكل متعمد ؛ هي في كثير من الاحيان ؛ وليدة الاحساس بالضجر ؛ لعدم سيطرة الناس على الاشياء الهائلة التي تحدث في العالم الخارجي ؛ بعضهم يقعون تحت الضغط ؛ وبعضهم الآخر يصيبهم الارتباك بشكل متزايد ؛ بسبب ذلك الفيض من الاخبار السيئة ؛ وفرط مايرد من هنا وهناك ..
من جهة اخرى ؛ وفي استبيان خاص ؛ تبين ان النساء والشباب كانوا اكثر عرضة للشعور بالارهاق ؛ لدرجة فقدوا فيها الثقة بسوق صناعة الاخبار ؛ ما ادى الى تحول الجيل الجديد لأنتقاء الاخبار عبر الانترنت ؛ او وسائل التواصل الاجتماعي ؛ ومعهم اليوم الاكثرية من النخب المثقفة في المجتمع ...
تبين مما سبق ؛ ان تطبيقات الوسائط الاجتماعية التي ذاعت صيتها بشدة في عصرنا الحالي ؛ لايزال ( فيس بوك ) يشكل الوجهة الاهم في التعرف على الاخبار ؛ المستجدات ؛ والبحث فيها رغم تراجعه احيانا امام ( تيك توك) الذي سجل صعودا ملحوظا في الاونة الاخيرة ؛ وللاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة في مجال الصحافة والاعلام ؛ اذكر زملائي الأعلاميين ومعهم معاشر المثقفين باللجوء الى استخدامات الذكاء الصناعي التي بوسعها ان تكون الاداة التي تدخل مزيدا من الراحة ؛ للظروف والمهام الصحفية التي تجري في الكواليس مثل ؛ النسخ والترجمة لدعمهم بدلا من ان يحل محلهم ...
من هذا المنطلق نرى بروز الفيديوهات كأحد مصادر نقل الاخبار الالكترونية الاكثر أهمية ؛ خاصة لدى الفئات الأصغر سنا في المجتمع ؛ لارتباطها بشكل وثيق بتلك المتغيرات ؛ اي ان الفيديوهات الاخبارية القصيرة تبدو الاكثر جاذبية في هذا المجال ؛ لسهولة الاستخدام ؛ وتزويدهم بسلسلة من المقاطع الاضافية الاخرى المثيرة لاهتماماتهم ...
رغم تلك النقلات النوعية في صناعة الاخبار ؛ تبقى غرف الاخبار مبرمجة على العمل بالصورة التقليدية التي لاتزال متجذرة في اسلوب الماضي ؛ القائم على الاعتماد على المادة المكتوبة ؛ وتكافح للمواكبة وتكييف منتجها ..
للحديث بقية ...
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟