أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة الأعياد .














المزيد.....

مقامة الأعياد .


صباح حزمي الزهيري .

الحوار المتمدن-العدد: 8012 - 2024 / 6 / 18 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


مقامة ألأعياد :
يقول ابراهيم البهرزي : (( شِئت َ أو أبَيت , لكل وردة ٍ جرح ٌ خفيٌّ , نحن لا نشمُّ إلا دمعة الدم , الجمال ُ مقتول ٌ شئتَ أو أبيت, وأنت لا تدري , وانت تنتشي وتمضي , وانت مقتول ٌ شئت َ أو أبيت)) .

كتبت الست الفاضلة ولاء العاني موضوعا بعنوان : (( أعيادنا وأعيادهم ....)), تناولت فيه عادات الشعب الألماني في العيد ,حيث يتبادلون الهدايا, والعيدية تكون على شكل هدية تتغير وتكبر مع الشخص واهتماماته , ولأنهم من الشعوب التي تخطط لكل شيء في حياتها بدقة , لهذا تبدأ العوائل بتجهيز الهدايا منذ وقت مبكر جدا لكي لاتثقل كاهلهم , ويتم تبادلها بين الأهل فقط , وان ولائم الطعام وكذلك الزيارات عائلية بحتة .
وفي التعليق دعوت لها بمثل دعاء "الجاحظ" الذي يقول فيه: ((جنّبك الله الشّبهة, وعصمك من الحيرة, وجعل بينك وبين المعرفة نسبًا, وبين الصدق سببًا, وحبّب إليك التثبّت, وزيّن في عينك الإنصاف, وأذاقك حلاوة التقوى , وأشعر قلبك عزّ الحقّ, وأودع صدرك برد اليقين وطرد عنك ذلّ اليأس , وعرّفك ما في الباطل من الذلّة, وما في الجهل من القلّة)).
حروف كلماتك مكتوبة بروح نقية, كقشدة الحليب الدافيء , التي يحتسيها العابرون الى الصباح, لينسوا انهم نكثت بهم العهود, وتاهوا مع الهجران في نأي تلو نأي.
يقول شاعرنا الريفي : ((يتشابهن بالضوك ملحك وملحي.... بس أنه فوك الزاد وانته اعله جرحي )) , كما الفرق بين اعيادنا وأعيادهم يتشابهن بالتسمية ويختلفن بالتفاصيل , هم يخططون كما تفضلت , ونحن نقضي أعيادنا بالمقابر.

في وطني تؤسس الأحزاب بأسم الله , ويدخلون الأنتخابات بأسم الله , وحين يصلون الى المجلس , يفضون الشراكة مع الله , فالسياسة لديهم فن الممكن , وعندما نتلفت , نرى هؤلاء الصينيون الجدد, يحملون كتاب ماركس بيد, ومؤشر وول ستريت بالأخرى , نحن ماذا نحمل ؟ نبقى ننتظر الى ماشاء الله الوعد القائل : ((كلُ ساقٍ سيُسقى بما سقى)) .

قال الاصفهاني: ((اجتمع متكلّمان , فقال أحد هما : هل لك في المناظرة؟ فقال: على شرائط أن لا تغضب, ولا تعجب, ولا تشغب, ولا تحكم , ولا تقبل على غيري وأنا أكلمك , ولا تجعل الدعوى دليلا, ولا تجوز لنفسك تأويل آية على مذهبك إلا جوزت إلى تأويل مثلها على مذهبي , وعلى أن تؤثر التصادق , وتنقاد للتعارف وعلى أنّ كلامنا يبني مناظرته على أن الحقّ ضالته والرشد غايته)), هل لدينا هكذا اصحاب كلام ؟ أم تنتفخ الاوداج وتشرأب الاعناق , و غالباً ما تظهر حكاية المهدي وقت اليأس وانكسار الشوكة, الى ما بعد النزع الأخير, لنشرب الألم منه الذي يجيء بالإفاقة والأنكسار.
من الفروقات بيننا وبينهم : ان الغموض بالنسبة للعلم تحدٍّ, وبالنسبة للخرافيين فرصة, اتعرفين بانهم العلمانييين ونحن جماعة الخرافة ؟ يقول عبد الرحمن منيف : (( يقضي الكثير منا حياتهم في الركض وراء النجاح والكسب المادي , وينسون أن هناك لحظات جميلة لا تتكرر أبدا سرقت منهم بدون أن يشعروا)) , عشوائية الخرافة أكلت أعمارنا بعد ان سقتنا مورفين التخدير , ويعود عبد الرحمن لينصحنا : ((اذا لم تكن سارقا جيدا, سوف تضيع بين يديك الحياة)) , ثم يتوقع لنا : (( تأكّدت أكثر من قبل أنّ هزائم جديدة تنتظرنا, طالما لم نعرف كيف نفهم بعضنا, ولم نستطع أن نتحمّل خلافاتنا أو نتوصّل إلى حلّها, خاصّة وأنّنا في مراحل معيّنة, ارتضينا أن يكون الحَكَم بيننا خصومنا)) .

دعوة لنتحرر من هذا القيد الذي تقيدت أنفاسنا وروحنا فيه, لنحاول أن نتحرر من الأثقال الذي وضعونا فيها, لننطلق إلى الحياة دون حمولات الماضي اللاسعيد, فكل ما فعله الأقدمون , أنهم زرعوا أمراضهم في عقولنا, أمراض البقاء على الأرض , واجترار ذواتنا المتحجرة دون أمل بالخروج من النفق , علمونا أن نخاف من التحليق في السماء, من السباحة في هذا الفضاء الواسع , أن لا نطير في هذا العالم المترامي الأطراف, لنفك أنفسنا من هذا القيد الثقافي الخبيث , من كل هذه التعاليم التي ترسخت في ذاكرتنا , التي جاءت من أجل أن يتسيد مطايا ألأحتلال وندمائه والمنافقون الوطن , وليتمتعوا به وحدهم.



#صباح_حزمي_الزهيري_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الخيال الفائق : دانتي والمتنبي.
- مقامة حمال الأسية.
- مقامة حمال ألأسية.


المزيد.....




- انطلاق مهرجان RT للأفلام الوثائقية
- ألسنة وتكنولوجيا.. غوغل تضيف الأمازيغية لخدمة الترجمة
- تقرير: إعدام شاب كوري شمالي بسبب -موسيقى أجنبية-
- -أيام الثقافة الإماراتية-.. ريابكوف لـRT: نتلمس الثقافة العر ...
- -تتجوزني يا كاظم-.. ضجة في مواقع التواصل على جواب كاظم السا ...
- مشاهدة مسلسل لعبة حب الحلقة 54 مترجمة ديلي موشن
- -حداء الإبل-.. حكايات ومرويات التواصل مع الجمال بالجزيرة الع ...
- الندرة والترجمة وموت المؤلف.. كتّاب ونقاد يحللون إشكالية الن ...
- قصيدة (فراق امي)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- انطلاق أيام الثقافة الإماراتية بموسكو


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة الأعياد .