من ينصف المظلومين

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التصريح الذي ادلى به نائب رئيس الوزراء لشؤون الامن والخدمات سلام الزوبعي حول زج عدد كبير من المواطنين الابرياء في السجون والمعتقلات بسبب دعاوى كيدية من قبل المخبرين السريين خطير للغاية ولكنه جرئ ويرقى الى مستوى المسؤولية التي يجب ان يتحلى بها كل مسؤول يتولى منصبا يلامس أمن الناس وحياتهم .فالدعاوى الكيدية احدثت شرخا في الجدار العراقي وعمقت الخلاف بين الاطراف المتصارعة على السلطة وأخذ جانب التبليغ السري شكل الثار والانتقام وتصفية الحسابات واحيانا استغلاله لبث الفرقة والعنف الطائفي .وللاسف الشديد ان تصريحات المسؤولين السابقين لم ترق الى مستوى المسؤولية كونهم ساهموا بشكل أو باخر في زيادة الشق وتعميقه في الجدار العراقي من خلال تصريحاتهم بأن هناك كما هائلا من المعلومات تتسلمه الاجهزة الامنية يوميا وابتدأت من أزمة تلعفر حين اعلن بعض المسؤولين في الدولة بان هناك طلبات من عشائر في المدينة يطالبون بتحريرهم من الارهابيين وهذا التصريح خلق بداية التهجير والعنف الطائفي في تلك المنطقة لتمتد نيرانها الى مدن اخرى حتى وصلت الى البصرة المدينة التى كانت على مر العصور مدينة التآخى والتلاحم الانساني بعيدا عن المذهب والقومية أو الجنس .ان على الحكومة واجبا وطنيا وأخلاقيا بحيث لاتكتفي بأعلان هذه الحقائق وأنما ملاحقة المخبرين السريين الذين زجوا بمئات الابرياء في السجون والمعتقلات وعدم التهاون معهم وأن التهم التي توجه لهم لاتقل عن من يمارس الارهاب ، فهذاهو الارهاب بعينه ، وأن هؤلاء هم من يريدون اشعال نار الفتنة وبث الطائفية بين مكونات الشعب .ليكن القضاء حازما مع كل من أساء لمواطن برئ وأذاق عائلته مر الحياة وقساوتها ويتم أطفاله ، وأن من حق كل معتقل برئ أن يطالب بالتعويض المادي والنفسي والجسدي وأن يرد لهم الاعتبار بأيداع كل من أخبر عنهم زورا في السجون والمعتقلات ليروا قسوة الحياة وظلم الدنيا في تلك المعتقلات .لقد قلناها مرارا بأن المجرمين العتاة لايعترفون بسهولة بينما المواطن المسكين يعترف بجرائم لم يرتكبها لمجرد رؤيته أدوات التعذيب أو صفعة من شرطي أو مخبر سري ، وما تصريح الزوبعي بوجود معتقلين كانوا ضحية دسائس ومؤامرات اجبرتهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها ، وأن الحال وصل ببعضهم الى الاعتراف بقتل اشخاص مازالوا على قيد الحياة الا دليل على ماطرحناه في كتاباتنا ولكن يبدو أن اكثر المسؤولين لايقرأون وربما لايجيدون القراءة .

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات