حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يحاور صحيفة التآخي الصادرة في بغداد، يوم الخميس 19/06/2003 – العدد 4012:
اهم قضية يحتاج اليها العراق هي.. ملء الفراغ السياسي..
نتعامل مع امريكا على وفق ما يريد شعبنا
لانجد مبررا موضوعيا لتأخر توسيع الهيئة القيادية للمؤتمر الوطني
حاوره: حسب الله يحيى
قطع الحزب الشيوعي العراقي 69 عاماً من عمره المديد، وهو يواجه قوى الطغيان، ويقدم قوافل الشهداء فداء لوطن وقضية ومبدأ.
وعلى الرغم من كل العقبات والصعاب التي واجهت مسيرته، بقي الحزب الشيوعي يناضل من اجل
( وطن حر وشعب سعيد ).
وفي العراق الجديد صارت للحزب الشيوعي مقرات عمل تعلن عن نفسها وتبوح بما لديها من برامج وتوجهات. وبهدف الوقوف عند هذه البرامج التقت ( التآخي) بالسيد حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وجرى هذا الحوار.
* اين هم الشيوعيون العراقيون الان.. في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق؟
- الشيوعيون العراقيون موجودون في الموقع الصحيح الذي اختاروه لانفسهم وهم يسعون دائما لترسيخه وتثبيته.. ذلك اننا مع مصالح الشعب ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
* ما هو المعيار الذي تعتمدونه في التعامل مع الولايات المتحدة، وانتم طوال تاريخكم النضالي على نقيض مع سياستها؟
- نحن لا نعادي الشعب الامريكي فهو شعب عظيم انجزخطوات كبيرة في مسيرة البشرية الحضارية وقطع اشواطا في التقدم والتكنولوجيا، ولكننا لا يمكننا السكوت ولاي سبب كان عن الممارسات والسياسات الخاطئه للادارة الامريكية ازاء الشعوب الاخرى او ازاء شعبنا.
* هل هذا هو المعيار الاساسي لتحديد علاقتكم مع امريكا الان ؟
- نعم.. ذلك اننا ننطلق في مواقفنا في التعامل مع السياسة الامريكية.. ونحن على الضد من هذه السياسة اذا كانت تتعارض مع مصالح شعبنا وشعوب المنطقة والعالم..
* اذن كيف تنظرون الى الوجود الامريكي في العراق؟
- هذا الجواب يحدده الامريكان انفسهم، فهم الذين قالوا بأنهم في وضع المحتل، فلماذا نشغل البال بحوارات لا اساس لها فيما يقرر صاحب الشأن ويسمي طبيعة فعلته؟
* ولكن امريكا ساهمت مساهمة فعالة في انقاذ شعبنا من حكم قمعي دكتاتوري.
- نعم.. تمكن الشعب العراقي في ظل الحرب الاخيرة ، ان يتخلص من نظام دكتاتوري وحشي.. وهذا مصدر فرح عارم لايمكن تجاهله او اغفاله، ولكن هل في اجواء الحرب وقرقعة السلاح والفوضى يتم نسيان نضال الشعب العراقي الذي قدم الاف الضحايا على مذبح الحرية لاسقاط الدكتاتورية. وهل كان بامكان الغزو العسكري ان ينجز مهمته بهذه السرعة التي فاجأت الجميع لولا موقف ملايين العراقيين من النظام وعدم استعدادهم للدفاع عنه.
* ولكن النظام كان هيكلا فارغا.
- نعم.. كان نظام الطاغية منخورا من الداخل.. ولكنه يمتلك في الوقت نفسه الاسلحة والقوى القمعية والاموال..
* في الوقت نفسه لا يلقى مساعدة من الشعب.
- هذا هو الواقع.. وهو ما يفسر سقوط النظام بسرعة.
* وكيف سيكون البديل بعد سقوط الطاغية؟
- نحن كحزب، كنا وما زلنا نعتقد بان السقوط هو خطوة او وجه معين لعملية التغيير، ولكي يتم التغيير لابد من البديل.
ان عملية التغيير لم تنطلق من تغيير وجه صدام فهو كريه في كل الاحوال.. لقد انطلقت من الرغبة في اسقاط النظام وضرورة أقامة بديل ديمقراطي- فدرالي – تعددي، يهنأ فيه الشعب بحريته ويعيد فيه بناء البلد بما يضمن سعادته ورفاهه وتقدمه.
* هل كان من الممكن تغيير حكم الطاغية صدام دون وجود قوة تماثل امريكا ، هل كانت الكراهية وحدها كافية لاجراء هذا التغيير!
- كنا نهدف الى تغيير النظام الدكتاتوري بنظام ديمقراطي يحفظ للناس امنهم وسلامهم ويقدم خدمات للشعب ويحترم حقوق الانسان الفردية والجماعية. وهذه العملية لم تتم بعد.
وكانت الوسيلة التي تم اختيارها هي طريقة الحرب التي نرفضها اجتماعيا وسياسيا فضلا عما كنا نتوقعه من مضاعفات.
لقد طرحنا بديلا لذلك وهو وحدة القوى الوطنية والاعتماد على الجماهير وعلى القوات المسلحة في عملية التغيير دون تجاوز او تعال على ضرورة الدعم المادي والمعنوي والسياسي والاعلامي الخارجي.
وكنا ولانزال نقدر اهمية وضرورة الدور الخارجي او الدولي، ولكن عن طريق اخر ، وحين جرت الحرب تعطلت ا لاولوية في ان يلعب الشعب دوره. وحصلت نتائج اخرى مرافقة للحرب ووقعت مآس كثيرة..
ان التقييم والخبرة يختلفان تماما مع منتجات الحرب وفي شق منها الاحتلال.. وهذا هو الموضوع الاساسي.
* اعتقد ان تغيير النظام سلميا كان مسألة مستحيلة.
- العملية لا يجري تقييمها بطريقة ميكانيكية. نحن نتحدث عن الافضل والاجدى، ولكن ذلك الموقف الذي ينطلق من مصلحة الشعب ، لا يعني اننا نتجاهل الوقائع والحركة الملموسة للاحداث.
لقد كنا نطرح رؤية بديلة، ولكننا كنا نتابع السياسة الامريكية وتطورها منذ 11/9/2001 وقد اعتبرنا احتمال اختيار الحرب هو الخيار الاكثر احتمالا، والارجح في السياسة الامريكية ازاء النظام العراقي، وان السياسة الامريكية تملك كل القوى لتحقيق اهدافها ولديها المحفزات التي تدفعها لذلك. ولكن هذا لايجبرنا نحن العراقيين على اعتبار الحرب انها الافضل حتى لو تحول ذلك الى واقع.. انه صراع بين الافكار ووجهات النظر..كل يسعى للطريق الافضل.
* كيف يمكن ازالة هذا الالتباس والخلط بين الموقفين.. خاصة ان الشعب العراقي كان يريد الخلاص من النظام باية طريقة كانت وكانت دعوة الشيوعيين للحل السلمي لا تلقى الرضا..لان الخصم شرس وعنيد ودموي.. كيف عالجتم الموقف؟
- هذا سؤال مهم واشكرك على صراحتك..
لا بد من ازالة الالتباس والخلط بين شيئين: بين الحرب التي شنتها قوى خارجية، والشعب في ممارسة الكفاح المسلح ضد السلطة وطغيانها..
نحن لم نطرح طريقا واحدا لتغيير النظام، وهذا يمكن الاستدلال عليه من كفاحنا مع القوى والاحزاب الكوردستانية لسنوات طويلة ، ولم نسقط من حسابنا استعمال مختلف الاساليب النضالية لاسقاط الدكتاتورية.. وارجو ان يكون هذا واضحا . لقد كنا نريد ان نقول ان الشعب والقوات المسلحة يمكن ان يقوما بانتفاضة، بثورة لا تتردد في استخدام السلاح .. كل ذلك من منطلق فاشية النظام البائد.
الحرب الخارجية شئ وثورة الشعب شئ اخر، والتغيير من قبل المجتمع الدولي شئ اخر ايضا. هنا لم ندع للتغيير سلميا.. هذه مسألة مستحيلة.. وفي ادبياتنا كنا ندعو الى استخدام كل اساليب النضال لاسقاط الدكتاتورية.
* ولكنكم دخلتم في جبهة مع النظام الدكتاتوري في مطلع السبعينيات .. مما جعل هذا التعاون يشكل نقطة سلبية ازاء الكورد.. فما ترون؟
- عدم التنسيق مع الشيوعيين اثناء تطبيق بيان 11 أذار في ظل الجبهة الوطنية كان احد العوامل التي ساعدت على انتكاس المسيرة الوطنية في العراق وتمكين السلطات البعثية من الانفراد بكل طرف على حدة وسرقة البلاد ووضع الوطن امام الطريق الوعر الذي عاشه طوال 35 عاما.. واعتقد ان تعاون القوى الوطنية كان سيمكن الجميع من التعامل القوي..ولكن هذه الامور صارت في ذمة التاريخ، هي فترة مظلمة ارتكبت فيها اخطاء كثيرة وعلى جميع القوى ان تستفيد من هذه التجربة.
* تجربة الانتفاضة الشعبية التي عمت العراق في اذار عام1991 ما مدى مساهمة الحزب الشيوعي فيها.. ولماذا كانت تلك العفوية التي رافقتها في مدن العراق كافة؟
- كنا في صميم تلك الانتفاضة.. وقدمنا الكثير من الشهداء .. والاجهزة الامنية تعرف ذلك والدليل على مشاركتنا الفعالة ما نشر في مذكرات الرفاق والمنظمات الحزبية واحاديث الناس.
* ولكنها انتفاضة عفوية.. هل تختلفون معي في هذا الطرح؟
- نعم كانت عفوية.. ولو كانت لها قيادة سياسية في توجهاتها لكانت اتخذت مساراً اخر.
* لنعد الى شعار الحزب ( المنجل والمطرقة) والى ندائكم ( يا عمال العالم اتحدوا ) اليس من الاجدر في هذا العصر وفي ظل المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم ان تغيروا هذا الشعار وكذلك دكتاتورية البروليتاريا.
- اعمال الحزب تقـيم بالمنجز وليس بالشعار. لقد جرت تغييرات كثيرة، من الضروري اخذ الشعار بتكامله في المرحلة الراهنة ، الا وهو ياعمال العالم ويا ايتها الشعوب المضطهدة اتحدوا. نحن ضد تفرد اي طرف او قوة عظمى في زمن العولمة.. وعندما ندرك هذا نتبين ان هذا الشعارمفهوم اكثر من اي وقت اخر. ليس العمال وحدهم مدعوين للاتحاد ولا الفلاحون وحدهم كذلك. اننا ندعو شرائح وفئات اجتماعية اخرى للاتحاد من اجل حماية مصالحها.. لابد من جعل عملية العولمة الموضوعية لخير جميع البشرية وليس فقط لمجموعة رأسمالية واحدة في دولة واحدة هذا يعني ان للاتحاد ضرورة موضوعية وهو ليس شعارا خاصا بهذا الحزب او ذاك.
يبدو ان متابعة ما جرى ويجري في الحركة الشيوعية وفي مواقف حزبنا ضعيفة ، ولو عدتم الى وثائق الحزب منذ عام 1993 فلن تجدوا مصطلح (دكتاتورية البروليتاريا).
* اعرف هذا.. وكنت على الضد منه منذ اعوام طويلة.. وقد جاء هذا التغيير متأخرا جدا.. فلا الدكتاتورية مقبولة بوصفها استبدادا ايا كان من يمارس الاستبداد. كما يمكننا رفض البروليتاريا بوصفها طبقة تهيمن على طبقات اخرى.. فكيف اذا كانت هذه الطبقة متواضعة في ثقافتها اذا واجهت ثقافات يمكن وصفها بالبرجوازية؟
- ان التغيير لا يأتي الا بعد مناقشات وشروحات .. ولو كنتم على تماس بأدبيات الحزب لتبينتم ان تغييرات كثيرة سياسية وفكرية قد طرأت في خطابه وفي ممارسته.
ان شعار (دكتاتورية البروليتاريا) كان في فترة تاريخية صحيحا وقد جرى التعامل معه في زمن لينين وبطريقة تكشف عن الرغبة في قيام سلطة الطبقة العاملة.
انه مصطلح فلسفي وليس مصطلحا سياسيا يوميا. ولا يتطابق مع مفهوم الدكتاتورية بمعنى حكم الفرد او الاستبداد.
*ارى انكم تدافعون عن شعار وصلتم الى قناعة في تغييره.
- لقد اردت التوضيح فقط ، واريد ان اشير الى ان مياها جديدة قد جرت....فبينما كانت هناك قوى تحرم الفكر الاشتراكي العلمي .. نجد هذا الفكر يلتزم بوجوده ومصدر قوته ومواكبته الحياة بكل ما تحمله من تطورات..اننا نعيش العصر بروحية منفتحة، في وقت نواجه قمعا لكل تغيير.. لقد طرأت في العالم متغيرات عديدة وثقافة جديدة وسياسة مختلفة. ولم تعد هناك حاجة للتمسك بذلك المصطلح. فما كان صحيحا لفترة تاريخية ، قد لايبقى محتما حين تتبدل الظروف والاحوال.
* ان الحزب الشيوعي العراقي يطرح الان وبصراحة شعاره نحو الديمقراطية والتعددية. وتداول السلطة.. فما هي الاسس المعتمدة لهذا التغيير ؟
- اننا نعتمد اساليب واليات للتعامل مع ارادة الشعب، فما تقرره الاغلبية دون تجاهل راي الاقلية هو الذي يقدم الكلمة الفصل في هذه المسألة او تلك. نحن مع الحرية الكاملة والاختيار المعبر عنه في صناديق الاقتراع النزيه.
نحن نؤمن بشكل عميق بان ما يرفضه الشعب، يجب الامتثال اليه، وليس التشبث بشئ لمشاكسة ارادة الشعب.
* ما مدى تأثير الشارع العراقي على سياسة الحزب الشيوعي العراقي ؟
- نحن على معرفة واحتكاك بكل الاراء، ونحن على تماس مباشر بالشارع العراقي ، ان حزبنا ليس بوسعه ان يعمل خارج ارادة الناس.
ولكن ينبغي التمييز بين المزاج العفوي المنطلق من ردة الفعل العاطفية وفي ظل غياب الحرية وغياب الفرص للاتصال والشرح.. وبين الممارسة الديمقراطية بوصفها الممارسة الصحيحة والمنظمة.
* الديمقراطية مرهونة بالحرية.. وعندما تغيب الحرية، تغيب كذلك كل الممارسات الديمقراطية.. اليس كذلك؟
- بالتاكيد .. فنحن مثلا عندما نتحدث عن الانتخابات وديمقراطيتها ، لابد قبل كل شئ من ضمان حرية الناس في التنظيم والتبشير باراءهم ، واحترام قناعاتهم والعمل بدون انفعال وردود فعل سلبية.
* قبيل االحرب، تفرد الشيوعيون برؤيتهم.. فلقد اراد الناس تغيير الدكتاتور بأي شكل من الاشكال.. وكان الحزب الشيوعي يدعو الى التغيير سلميا.. وهذا مستحيل على حكم طاغية استمد قوته من تصفية خصومه بحزم.. فما هو قولكم في هذه المسألة ؟
- الشيوعيون كانوا على معرفة صميمية ومفتوحة للخريطة السياسية العراقية. الشيوعيون لم يكونوا وحدهم في هذا التوجه، لقد كان حزب الدعوة الاسلامية وقوى وطنية وقومية وشخصيات ديمقراطية كثيرة ترفض الحرب وهم جميعا في الوقت نفسه من اشد المناضلين لاسقاط الدكتاتورية.. ورغم هذا الخلاف والتباين حول اسلوب اوخيار التغيير.. الا انه لم يكن عاملا للفرقة والاحتراب بين الاحزاب والقوى الوطنية العراقية.
* ولكن هذا هو السبب – كما اعتقد – في عدم التوحد في عمل جبهوي واحد.. ولم يعد هناك قطار واحد يؤدي الى بغداد الحرية.. اليس كذلك ؟
- هذا صحيح.. ولكن في الوقت نفسه لم يكن بين القوى جفاء او فقدان للود، بل بقيت هناك علاقات التحالف الثنائي ومتعدد الاطراف بين كثير من الاحزاب والقوى السياسية.. وكان هناك تعاون في اكثر من ميدان ملموس واحترام للاراء رغم اختلافها.
* هذا مصدر قوة ومؤشر ممتاز للحركة الوطنية العراقية.
- بالتأكيد.. ذلك اننا نسعى للانطلاق منه في اللحظات العصيبة التي يمر بها الوطن لتوحيد الجهود بعد ان لم تستطع القوى التي رفضت الحرب كخيار للتغيير من ايقاف الحرب وتداعياتها وتحولها الى احتلال اوحكم عسكري اجنبي, هذا الذي رفضته ايضا القوى التي صاغت وثائق لندن وصلاح الدين.
ان تجربتنا المشتركة تضع الشروط والمقدمات الموضوعية لتجديد النشاط من اجل توحيد القوى على اساس برنامج يسعى لانقاذ الوطن من المأزق الذي هو فيه، والتوجه لتشكيل الحكومة الوطنية المستقلة التي تعيد الامن والاستقرار واعادة المؤسسات الحكومية واعمار البلاد وتشريع قانون انتخابات حرة تحت اشراف الامم المتحدة واعداد دستور والعمل بالاستفتاء العام والبدء بالمفاوضات مع سلطة المحتل لمعالجة قضية الاحتلال وتحديد الالتزامات.
* ولكن .. الا ترون ان اي محتل .. ليس من السهل ان يخرج من البلد الذي يقوم باحتلاله بالقوة ؟
- انا لم اطرح المسألة انياً وفوراً.. وهذا ليس من منطلق حب الاحتلال او الرغبة في بقائه ابدا ولا يتنافى مع رغبة الحزب ورغبة الملايين في ان يجدوا نهاية سريعة للاحتلال.
نحن ننطلق من الواقع السياسي تحديدا .. فبعد انهيار الدكتاتورية لم تنهر السلطة فقط ، وانما انهارت الدولة بكل ما تعنيه.
* الان لا سلطة في العراق.. فما العمل ؟
- نعم هناك غياب واضح للسلطة. هناك مجموعة سلطات محلية في العراق ، اقواها سلطات الحلفاء.
* وماذا ستكون النتيجة لو غادر الحلفاء العراق .. الا ترون ان انفلاتا امنيا مدمرا سيواجه البلاد ؟
- نعم لو تركت قوات الحلفاء العراق الان ورحلت لدبت الفوضى بشكل واسع. الحلفاء مسؤولون الان عن حفظ الامن الداخلي.. المهم مرحلة الانتقال.
هناك سلطات متنوعة وبقايا نظام ظالم ، وعدم توحد القوى والاحزاب الوطنية في صيغة شاملة.. كل هذا يفتح بابا خطيرا امام البلاد، لذلك نحن لدينا اولويات اهمها ملء الفراغ بتشكيل الحكومة العراقية المستقلة المؤقتة.. وهذا هو المدخل لانهاء الاحتلال.
* ولماذا لا تتشكل جبهة وطنية من الاحزاب والقوى الوطنية الان ؟
- حينما تتغلب المشاعر الذاتية او النزعات الاستئثارية والوصاية التي تضعف نزعة الدعوة الى التجميع عند هذه القوى او تلك، تظهر العراقيل.
هناك معوقات حقيقية وعراقيل تبدد الجهود المضنية التي تبذل لتوحيد الصفوف. نحن الشيوعيين لا نجد مثلا مبررا موضوعيا لتأخر او تلكؤ توسيع الهيئة القيادية لجماعات السبع او تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر وطني واسع التمثيل.
* اين يكمن الخلل في هذا التلكؤ ؟
- هناك خلل ذاتي يتعلق بدرجة الشعور بالحاجة الى خطوة جريئة وملحة. نحن نعتقد ان الوحدة ضرورية وتحتاج الى ضغط جماهيري على قيادات الاحزاب لدفعها للارتقاء في مسؤوليتها التاريخية التي تساعد على الخروج من المأزق.
*هل تم اتخاذ قرار من قبل الجماعات السبع لتوسيع قاعدتها؟
- نعم .. هناك دعوات من : الديمقراطي الكردستاني ، الاتحاد الوطني الكردستاني، المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، الدعوة ، المؤتمر الوطني، الوفاق.. لعقد مشاورات واتفاق اولي .. ولكن لم يتخذ قرار بعد لضم خمسة احزاب هي: الشيوعي، التجمع ، الديمقراطيون المستقلون، الاسلامي العراقي، الحركة الاشتراكية، ممثل عن الكلدان، الحركة الاشورية، الحركة التركمانية.
* ولكن.. جرت مناقشات لتوسيع هذه القاعدة ؟
- نعم جرى الاتفاق على توسيع العمل ولم يعلن عن هذا التوسيع رسميا. . ونحن مع كل الجهات والفصائل الوطنية المتآلفة التي تهمها خدمة العراق وشعبه.
* هناك مؤشرات لتشكيل هيئة قيادية،، فما رأيكم ؟
- نعم هناك مشاورات للقوى والاحزاب والشخصيات الوطنية العراقية في ان يمارسوا نشاطهم السياسي كعراقيين.. وان يقيموا علاقات فيما بينهم انطلاقا من شأنهم.. الضرورة تقتضي ترتيب البيت العراقي.
* من يرتبه اذا كانت هناك انقسامات داخل هذا البيت ؟
- البيت العراقي يرتبه اهله من القوى السبع زائدا الست وقوى وشخصيات وطنية اخرى.. العراقيون يجب ان يبادروا ويرتبوا بيتهم ليدخلوا في التفاوض مع الادارة الجديدة. اما الشئ الثاني فيتعلق بقرار مجلس الامن 1483 الذي ينص على تشكيل سلطة المحتل زائدا ادارة استشارية عراقية، تتعلق بموضوع المجلس السياسي والمجلس الدستوري والاستماع الى المقترحات والتصورات الامريكية والبريطانية وردم الفجوة لايجاد حل وسط بين فكرة انشاء الحكومة العراقية المستقلة وواقع الادارة الامريكية المباشرة ، والنقاش والحوار مع الاحزاب والاطراف والجهات الامريكية مستمر حاليا.
* واين تضع الموقف الراهن للحزب الشيوعي ؟
- نحن على استعداد للتعاون وبذل كل الجهود التي تستهدف اعلاء كلمة العراقيين وابراز دورهم في تقرير مصير بلادهم.
ولو توحدت هذه القوى وصممت على صياغة مشروع جاد فعندئذ يمكن رفعه الى الامم المتحدة وهي تتمتع بافضلية في اسناد دور لها.
ومثل هذا الدور يلقى ترحيبا من الشعب ، فضلا عن اسناد ودعم اقليمي واوربي رسمي وشعبي .. مما يؤثر على الادارة الامريكية.
* ما هو رأيكم بنموذج الحكم في كوردستان ؟
-انه يحمل ملامح جيدة جدا ويمكن الاستعانة بها في رسم ملامح الوضع والتجرية العراقية القادمة.
* الحزب الشيوعي .. حزب مثقفين اكثر منه حزبا للعمال والفلاحين.. فعلام تواصلون تقاليد ثابتة في برانامجكم الحزبي؟
- نعم نحن نواصل برنامج عملنا ويشرفنا في الوقت نفسه ان يكون حزبنا موضع اعتزاز وتقدير المثقفين .. وهي مسألة نعتز بها ونحرص عليها وعلى ادامتها.. وفي الوقت نفسه نسعى لتطوير حياة العمال والفلاحين ونسعى للدفاع عن مصالحهم والتبصير بها. وهذا لايتناقض في ان يكون حزبنا ممثلا لمطامح كل طبقات الشعب ، ويعمل من اجل الجميع.
وفي ختام حديثه تقدم السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي بخالص تحياته للتأخي وبارك لها دورها المرموق في تقرير مسيرة التآخي العربي الكوردي والقوميات الاخرى لبناء عراق فدرالي جديد.. عراق الحرية والديمقراطية والضمانات الاكيدة لحقوق القوميات جميعا.