|
المقاربة الجيوحضارية للعالم: مصر والعراق والذات الحضارية المتصالحة
حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)
الحوار المتمدن-العدد: 8011 - 2024 / 6 / 17 - 16:30
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
عقد مؤخرا بالقاهرة في يوم 8 يونيو الجاري؛ المؤتمر الدولي لـ"المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد"، وقد شهد المؤتمر مشاركة واسعة للغاية وجهدا تنظيما مركبا وممتدا، لتنعقد الجلسة الافتتاحية في القاهرة ومعها الجلسات البحثية الأربع في مصر، وبالتوازي عُقدت الجلسة الافتراضية الأولى للباحثين من العراق، وبالتوزاي أيضا عقدت الجلسة الافتراضية الثانية من الدول العربية الممشاركة في المؤتمر (تونس- اليمن- ليبيا)، ثم جلسة الختام وقراءة بيات توصيات المؤتمر في القاهرة.
تصور جيوحضاري جديد عمل تنظيمي وعلمي ضخم امتد لأكثر من عام كامل، وباحثون تصدوا لمجال بحثي تأسيسي "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"، وخطوة عملاقة لمشروع "المشترك الثقافي العربي" في دورته الدولية الثالثة، ليطرح فلسفته الثالثة: "فلسفة الذات الحضارية المتصالحة"، ويقدم قراءة جديدة للتاريخ والمسار الحضاري للبشر من خلال تصور جيوحضاري جديد. يربط هذا التصور الجيوحضاري الحضارة بالجغرافيا، بالثقافة القومية للجماعات البشرية، مفاد هذا التصور أن هناك نمط حضاري أول ظهر في جغرافيا مواتية، وهذ النمط الجيوحضاري الأول قائم على فكرة التصالح مع الذات ماديا ومعنويا، ماديا بمعنى أنه متصالحا وراضيا بموارده الطبيعية المرتبطة بالماء وما حوله، ومعنويا بمعنى انه متصالحا ومكتفيا ذاتيا ببنيته الاعتقادية والثقافية والروحية، وليس في حاجة للصدام مع أحد كي يحصل على اعتراف بنفسه. وأطلق التصور الجيوحضاري الجديد على على هذا النمط "الموجة الحضارية الأولى" للحضارات المتصالحة والتي نشأت في جغرافيا كل من: (مصر- العراق- الصين- الهند) بشكل أساسي.
الحضارات الطامعة: الموجة الحضارية الثانية وفي الوقت نفسه رصد هذا التصور الجيوحضاري ما أسماه "نمط الحضارات الطامعة" أو "الموجة الحضارية الثانية"، وهي الجماعات البشرية التي نشأت على الهضاب والجبال والسواحل والصحاري، المجاورة لحضارات الموجة الأولى والتي أصبح عندها طمعا ماديا ومعنويا تجاه الآخر المتحقق والقائم قبلها، وهي الحضارات التي قامت بالأساس في بلاد الفرس مجاورة للحضارة العراقية القديمة، وفي اليونان التي تطل على البحر المتوسط وحضارة مصر، حيث على كتفي الفرس واليونان سينشأ متن الحضارات الطامعة في الآخر ماديا ومعنويا، أي ستطمع في موارده وستطمع في الانتصار على معتقداته وثقافته واعتداده بذاته.
إلهام إنساني بديل للصدام وفي ظل سيادة تصورات "الصدام الحضاري" التي يروج لها الغرب وأمريكا في اللحظة التاريخية الحالية، يطرح هذا التصور الجيوحضاري الجديد مقاربة تسعى لرفد وإلهام الروح البشرية المعاصرة من خلال استعادة إلهام "الذات الحضارية المتصالحة" في مصر والعراق، والبحث عن عالم يقوم على العدالة والتكامل والطوعية والتعاون، لا على الصدام والفرض والجبر والطمع في الموارد والسعي لفرض التصورات الثقافية.
مشروع المشترك الثقافي العربي ويعد مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد" هو المؤتمر الثالث، والفعالية الخامسة لمشروع "المشترك الثقافي العربي" ومجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" المصاحب له، ذلك المشروع الطموح الذي ظهرت إرهاصاته وبشائره عام 2020م وتبلورت بوضوح أولى ملامحه عام 2022م مع المؤتمر الأول، حيث في 22 مارس 2022م عُقد المؤتمر الأول "المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال"، وفي 11 فبراير 2023م عُقد المؤتمر الثاني "المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة لاستعادة المتون العربية". وقبلهما في مرحلة الإرهاصات والبشائر عُقدت المائدة المستديرة حول "المشترك الثقافي بين مصر والسودان" والوثيقة الشعبية الصادرة عنها في سبتمبر 2021م، وقبلها بعام في سبتمبر 2020م كانت البذرة مع ملف "الظاهرة الحضارية"، الذي طَرحتُ فكرته وتبنيت اختيار مواضيعه وتوزيعها وقمت بتحريره ليصدر في عدد خاص من مجلة "الفكر المعاصر"، ثم أًصدرناه في شكل كتاب مجمع وطبعة جديدة عام 2023م بعنوان "في فلسفات التدافع والتعايش الحضاري: الذات العربية والدرس الثقافي المقارن للظاهرة الحضارية".
الفلسفة الثالثة: الذات الحضارية المتصالحة في المؤتمر الثالث؛ "المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد"؛ نطرح الفلسفة الثالثة للمشروع، في طموح لأن نراكم نسقا معرفيا وفلسفيا متصلا ومدرسة علمية عربية جديدة تتواشج ويكمل بعضها بعضا، وهذه الفلسفة التي يطرحها المؤتمر هي فلسفة "استعادة الأنماط الحضارية الأولى" الممكنة والكامنة في "مستودع الهوية" العربي وبطبقاته الحضارية المتراكمة والمتجاورة عبر آلاف السنين، بعدما طرحنا في المؤتمر الثاني فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" لاستعادة متن عربي جديد والسعي لبناء سردية عربية ثقافية جديدة وجامعة، وبعدما طرحنا في المؤتمر الأول فلسفة "المشترك الثقافي" ذاتها والتأسيس لمجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة"، ومنهج الدرس الثقافي وفق فلسفة جديدة تتصالح فيها المتون مع الهوامش (وفق التوصيفات والمسميات الغربية)، بعيدا عن فلسفة الدرس الثقافي الغربية وفلسفتها القائمة على الصدام بين المتون والهوامش.
البديل لذات الصدام الحضاري لب الفلسفة الجديدة التي يطرحها مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد"، تقوم على طرح "فلسفة الذات الحضارية المتصالحة" ماديا ومثاليا التي ظهرت في مصر والعراق ضمن الموجة الحضارية الأولى المبكرة التي شملت (مصر- العراق- الهند- الصين)، بديلا لذات الصدام الحضاري ونظرياتها التي يطرحها الغرب حاليا، والتي تقوم على الفرض والجبر والشمولية وتعدي الذات للآخر الحضاري بغرض تنميطه وجعله تابعا لها مثاليا أو ماديا، بحجة أن الغرب وصل لذروة الحضارة ونهايتها المطلقة المثالية (المسيحية التي طرحها هيجل الطبقي/ الرأسمالي)، أو الحضارة المطلقة المادية (العلمانية التي قدمها تلميذه ماركس اللا طبقي/ الشيوعي تمردا عليه)، أو الشكل الحالي للحضارة الغربية بعد تفكك الماركسية وسقوط الاتحاد السوفيتي، وتحول فكرة الحضارة المطلقة التي اخترعها هيجل إلى نظريات "الصدام الحضاري" عند كل من: هينتنجتون وفوكوياما وبرنارد لويس.
ممكنات النمط الحضاري الأول أي أن الفلسفة التي يطرحها مؤتمر "المشترك الثقافي بين مصر والعراق.. حضارات الموجة الأولى في عالم جديد"؛ لتنتظم إلى جوار فلسفة المؤتمر الأول المؤسس حول "فلسفة المشترك الثقافي" ذاتها ومجال "الدراسات الثقافية العربية المقارنة" نفسه، والمؤتمر الثاني حول "فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" لبناء "متن عربي" جديد يتوافق فيه المتون والهوامش...، هي فلسفة تقوم على قدرة النمط الحضاري الأول الذي نشأ قديما في مصر والعراق والذي قام على الذات المتصالحة مع ظروفها المادية وبالأساس حول الموارد المائية، ومع مُثلها وثقافتها المرتبطة بنمط حياتها، على أن يكون مثالا ونموذجا يصلح للاستعادة والترويج له في عالم جديد، عالم يقوم على تصالح جميع الحضارات الإنسانية وكل دول العالم مع وجودها المادي وموارده، ومع وجودها المثالي ومعتقداته.
ثلاثة مبادئ حضارية عالمية جديدة (الطبيعية- الطوعية- التأمين) من خلال ثلاثة مبادئ مستقاة من النمط الحضاري الأول في مصر والعراق وفلسته للتصالح مع الذات ومع الآخر، وهي مبادئ: (الطبيعية- الطوعية- التأمين)، أي "الطبيعية" والتنوع في علاقة المادي بالمثالي وليس الصدام الحدي والصفري كما قدمت الحضارة الغربية، و"الطوعية" في إجراء العلاقات والتبادلات الثقافية في المثل والقيم بين المجموعات الحضارية والدول المعاصرة دون فرض أو ادعاء بوجود نمط حضاري نهائي ومطلق أو شمولي وتعميمي، و"التأمين" لمسارات التجارة والحدود المستقرة بين الدول دون محاولات للهيمنة أو الاعتداء من طرف ضد آخر. وهذه المبادئ الثلاثة مستمدة من فلسفة النمط الحضاري الأول المتصالح مع ذاته في مصر والعراق، كما سيتبين في الورقة البحثية الأولى التي ستؤسس لفلسفة المؤتمر العامة بعنوان: "فلسفة استعادة الأنماط الحضارية الأولى: الجدل بين الذات المتصالحة وذات الصدام الحضاري.. مصر والعراق القديمتين نموذجا".
الذات العربية وحضارات الموجة الأولى ومن ثم تتضح فلسفة المؤتمر ومحوره العام في استلهام "المشترك الثقافي بين مصر والعراق"، وقدرة "حضارات الموجة الأولى" التي هي طبقة عميقة من طبقات "مستودع الهوية" العربي وقيمه الكامنة والمختزنة والمتراكمة المتجاورة في ذاكرته الحضارية، وبوصف "الذات العربية" هي ذات ثقافية مختارة يمكنها رفد اللحظة الحضارية الراهنة ومنحها قبلة الحياة، بعدما استهلكتها المتلازمات الثقافية وإشكاليتها المرتبطة بالنمط الحضاري الغربي والمسألة الأوربية القديمة، وخرافة أنها وصلت للنمط الحضاري المطلق والنهائي والمركز الذي يجب أن تفرضه على الجميع. والحقيقة أن فلسفة "الذات الحضارية المتصالحة" بمبادئها الثلاثة، مع فلسفة "المشترك الثقافي" وتفعيل دوره، مع فلسفة "إدارة التنوع وتفكيك التناقضات" لبناء متن وسردية جديدة، يشكلون معا جزء من نسق معرفي متكامل يسعى مشروع المشترك الثقافي بهدوء وأمل وعزيمة لوضع لبناته واحدة تلو الأخرى.
خاتمة: العرب بين الجيوحضاري والجيوثقافي هناك علاقة بين التصور الجيوحضاري للعالم بمعناه الذي يرصد كيف نشأت الحضارات الأولى وما وبعدها وفق محددات وعوامل جغرافية بالأساس، وبين التصور الجيوثقافي للعالم بمعناه الذي هو العوامل الثقافية الأساسية الحاكمة للجماعات البشرية وقدرة هذه العوامل على ضبط الوجود العام في محيطها الجغرافي. لو أننا طورنا تصورا علميا يجمع بين محددات النشأة الجيوحضارية والجغرافيا المؤسسة لها، وبين الثوابت الجيوثقافية التي تكونت بعد ذلك، لأصبح من الممكن شق طريق لاستعادة وعي الحضارات الإنسانية الأولى بمصيرها الواقعي وكيف يمكن أن توظف الجيوثقافي لاستعادة الجيوحضاري والتكامل بينهما. يمور العالم بمتغيرات شتى ةمقاربات طاحنة تسعى لتأكيد المكانة او استعادتها، ولابد للذات العربية من أن تطور وعيها بمقوماتها الجيوحضارية التاريخية المؤسسة، وبثوابتها الجيوثقافية الراسخة التي وحدها لها القدرة على التمدد في محيطها الجغرافي ومنحه سمته الحضارية التاريخية. ولابد للعرب من الوقوف بقوة في وجه محاولات السحق الحضاري والثقافي التي يمارسها الاخر الغربي/ الأمريكي وتناقضاته الإقليميىة التابعة له، من هنا تاتي أهمية الوعي بالمحددات الجيوثقافية والجيوحضارية الجديدة، وضرورة التقدم للأمام لن البديل سيكن الانسحاق للخلف.
ويبقى الأمل واسعا عريضا لا يضيق ولا ينفد
#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)
Hatem_Elgoharey#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر ومقاربة ما بعد الشرق أوسطية: حقيقة الحرب في رفح
-
سيرة ذاتية- حاتم الجوهري
-
مصر ومعاهدة السلام: بين الالتزام الدولي والرؤية الاستراتيجية
...
-
محددات التراشق الخشن والناعم بين مصر وإسرائيل.. مقاربة صعود
...
-
زيدان ومؤسسة تكوين: خطاب الاستلاب في مرحلة حرب غزة
-
الحرب واستجابات الصدام الحضاري: روسيا والصين وإيران.. والدرس
...
-
رفح: ما بين التكتيكي والاستراتيجي تصعد وتخفت الأمم
-
البيان الشعري لصدور ديوان: -نساء الممالك البعيدة-
-
السردية الإسلامية وتعالقات الحضارة المطلقة: المعضلة العربية
...
-
حقيقة حرب غزة: سيناريو صفقة القرن الخشن
-
في ضرورة إزاحة جيوثقافية مصر فيما قبل 7 أكتوبر
-
عملية رفح الباردة: سياسة حافة الهاوية بين الاسترتيجي والتكتي
...
-
الصهيونية وتعالقات الحضارة المطلقة: الماركسية والليبرالية وا
...
-
حرب غزة: بؤرة الصدام الحضاري الثالث وأفق المستقبل
-
فلسطين والأفريقانية: بين جنوب أفريقيا التحريرية وأثيوبيا الع
...
-
مبدأ الجيوثقافية المستدامة: البدائل السياسية للعرب فيما بعد
...
-
الأزمة والمسارات: محور المقاومة وسؤال اللحظة الاستراتيجية
-
تناقض الاستراتيجي والتكتيكي: 2024م وتفاقم أزمة الجغرافيا الث
...
-
توزان الرسائل الأمريكية: ضرب الزوراق وسحب حاملة الطائرات
-
التوازن الجيوثقافي للحرب: حتمية تراجع أمريكا والممكن العربي
المزيد.....
-
إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي
...
-
الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش
...
-
تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر
...
-
مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية
...
-
نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
-
زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
-
موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|