حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 02:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
البراءة في اللغة تعنى انقطاع وخلوص الشيء من الشيء، ومفارقته، والتباعد عنه ابتداء أو بعد التصاقه به، يقال: برئ وبرأ الرجل من المرض، يبرأ برءا وبرءا بمعنى سلم وعوفي منه، كذلك فالبراءة من العيب والنقص تعنى السلامة منهما.
والبراءة من الدين المالى أوالضمان تؤكد خلو الذمة والعهدة منهما،
وبالتالى فالمراد من (البراءة من المشركين) هو التباعد عنهم، وانقطاع سيادتهم وعصمتهم على المسلمين ، كذلك التباعد عن عقائدهم وتعاليمهم المنحرفة الفاسدة وعدم الاعتراف بشيء منها.
و المقطوع به أنّ البراءة من المشركين بصورتها المطلقة ـ وان لم يتناول الفقهاء حكمها بالذكر ـ لا شك في وجوبها عند عموم الفقهاء، بل لابد أن تكون مسلمة عندهم؛ لوضوح عدم جواز إقرار المسلمين شيئا من عقائد المشركين وتعاليمهم المنحرفة خصوصا بعد اكتمال الدين وتمام النعمة،
قال تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} (التوبة:3)
الأذان يعني: الإيذان والإعلام؛ فالآية أمر للمسلمين بأن يؤْذِنوا المشركين ويُعلموهم، بأن الله بريء من كل من أشرك به، وأعرض عن منهج نبيه، ولم يرض الإسلام دينًا ومنهجًا للحياة.
والمقصود بـ {الناس} في الآية المؤمنين وغيرهم؛ لأن العلم بهذا النداء يهم الناس جميعًا.
وفي تعيين المراد بـ {يوم الحج الأكبر} أقوال للعلماء، أقربها إلى الصواب قول من قال: إنه يوم النحر.
والذي تدل عليه هذه الآية الكريمة، أن إعلان براءة الله ورسوله من المشركين، هو أمر للمسلمين في كل عصر ومصر، بحرمة موالاة من لا يرقبون في المسلمين إلًّا ولا ذمة، ويتربصون بهم كل سوء، وأن من تولى عن ذلك وأعرض فليس بمعجز في الأرض، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟