أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد رباص - فرنسا، المغرب العربي والانتصار الكاسح لليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوربية














المزيد.....

فرنسا، المغرب العربي والانتصار الكاسح لليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوربية


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8009 - 2024 / 6 / 15 - 23:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قد يكون القول إن بلدان المغرب العربي لن تكون مبالية بصعود اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا بمثابة خطإ في التحليل والتقييم. بخلاف ذلك، تتابع بلدان شمال أفريقيا باهتمام كبير عواقب ما سماه إيمانويل ماكرون "الرياح العاتية" التي تهب على القارة الأوروبية والتي تهيئ العقول لقبول حتمية السيطرة القصوى على السلطة.
إذا كانت هذه الانتخابات الأوروبية تمثل فرصة ضئيلة لتغيير التوازنات الكبرى داخل البرلمان الأوروبي، مع تغيير الرؤى والاستراتيجيات، فإنها تمهد الطريق لموقف كاسح لليمين المتطرف الذي ستكون شهيته للسلطة أكبر في الأيام التي ستعقب هذه الانتخابات.
تتابع الرباط ونواكشوط والجزائر وتونس العاصمتان هذه التطورات باهتمام شديد. وتكتشف كل دولة على حدة المخاطر والفرص بطريقتها الخاصة. بالنسبة لبلد مثل الجزائر، ما يزال اليمين المتطرف يحافظ على هذا الإرث النوستالجي الذي لم يقبل أبدا استقلال البلاد. وستكون مصالحة الذاكارتين التي دعا إليها إيمانويل ماكرون تحديا بعيد المنال بالنسبة لمارين لوبان.
الطريقة التي تستعد بها العواصم الأوروبية بقلق لاحتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل، هي بالفعل نفس الطريقة التي تتعامل بها العواصم المغاربية وإفريقيا نفسها مع السيناريو الذي يستطيع فيه اليمين المتطرف الاستيلاء على الإليزيه في عام 2027.
بالنسبة للمغرب، إذا التزمنا فقط بالتصريحات والمواقف التي صدرت عن قادة اليمين المتطرف في ما يتعلق بالقضايا المغربية الحيوية، فإن وصولهم المحتمل إلى السلطة يمكن أن يكون من الناحية النظرية نعمة سياسية كبيرة.
وكذلك بمناسبة النقاش الفرنسي حول سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية وحملة التشهير التي شنها البرلمان الأوروبي ضد المملكة، فقد أراد زعماء اليمين المتطرف أن يميزوا أنفسهم عن غموض السلطة الحالية من خلال اختيار معسكراتهم بوضوح.
صحيح أن أيديولوجيي اليمين المتطرف، في علاقاتهم التي ما تزال متوترة مع الجزائر، سيعاكسون تلقائيا الخيارات السياسية والعسكرية للنظام الجزائري، من خلال وضع أنفسهم في المعسكر غير المواتي لها (الخيارات).
لكن هل لا يزال الوصول المحتمل لليمين المتطرف إلى فرنسا يمثل صفقة جيدة بالنسبة للمغرب؟ ليس هناك ما هو أقل يقينا. على الرغم من مستوى الواقعية السياسية الذي ستفرضه بنيات الدولة الفرنسية العميقة عليه حتماً، فإن اليمين المتطرف الذي يسيطر على ينابيع السلطة في الإليزيه والجمعية الوطنية سوف يقع تلقائياً وبحكم الإرث العنيد تحت إغراء سياسة سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بمصالح المغرب.
داخليا، يمكن أن يتحول هاجس الهجرة لهذا اليمين المتطرف، على المدى الطويل، إلى إدارة عنيفة لهذه الأزمة إلى حد ضرب ثاني أكبر جالية مهاجرة في فرنسا، المكونة من المغاربة. من غير المرجح أن يؤدي الترميز المهووس على العبادة الإسلامية إلى تهدئة علاقات فرنسا تحت تأثير اليمين المتطرف مع إحدى الدول المغاربية المهمة مثل المغرب.
خارجياً، لن يخدم إصرار هذا اليمين المتطرف المتضمن في برنامجه لمراجعة الشراكات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط ​​مثل المغرب، مصالح المغرب على المدى الطويل. يقوم اليمين المتطرف عادة بحملات لبناء الحواجز الجمركية. ونظراً لتدفق التجارة بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الميل إلى الحمائية قد يشكل فرصة سيئة جدا للمغرب واقتصاده المجاور القائم على التصدير.
إن فرضية وجود يمين متطرف في الإليزيه، في أعقاب فوز دونالد ترامب، ليست صفقة جيدة لا للفرنسيين ولا لحلفائهم. بالنسبة للبعض، سيكون هذا سيناريو كارثي، حيث سيتم طرح العديد من الأسئلة، وهو ما تنبأت به معظم معاهد الاقتراع على نطاق واسع. أولئك الذين يشككون في جدواه يتهمون بعض الدوائر بالتهويل عمدا من الأمر في محاولة للتعبئة ضد إمكانية حدوثه.
ويجب على المغرب، مثل العديد من البلدان التي تربطها علاقة خاصة بفرنسا، أن يستعد لهذا الاحتمال. إنه يقترب أكثر فأكثر من هذا الواقع الذي يخشاه الكثير، مع فكرة أن جميع أنواع التمزقات والتسارعات قد تكون حتمية. وأنواع الاستجابات والتكيفات لدعم هذا التغيير يجب ألا تخضع لأي منطق ارتجالي.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جسد السلطة إلى سلطة الأجساد: الجسد، الفرد والذات عند فوكو ...
- من جسد السلطة إلى قوة الأجساد: الجسد، الفرد والذات عند فوكو ...
- عمر هلال يدعو المجتمع الدولي والشعب الجزائري إلى أن يكونوا ش ...
- الاشتراكي الموحد يعرض في ندوة صحفية مقترحاته التي ضمنها مذكر ...
- بوزنيقة: تضامنا مع فلسطيني غزة وقفة سلمية تدعو إلى إسقاط الت ...
- الدكتور حسن نجمي في ضيافة برنامج -مملكة الثقافات- على شاشة م ...
- الدكتور حسن نجمي في ضيافة برنامج -مملكة الثقافات- على شاشة م ...
- جواد مبروكي: الفايد رمز المشعوذين وإيقونة الدجالين
- سماء النظرية وبساط الميتالغة والفرح المشاع
- تصاعد حاد في درجة الغضب الشعبي المناهض للتطبيع في المغرب
- الدكتور حسن نجمي في ضيافة برنامج -مملكة الثقافات- على شاشة م ...
- جمال العسري يلقن عمر بلافريج درسا في السياسة والأخلاق
- بلاغ الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان حول انتخاب د. ا ...
- فرنسا: أخبار سارة للمهاجرين غير النظاميين
- إقليم طاطا: حرمان أزيد من 20 عاملا بمشروع شلال العتيق السياح ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند هوسرل: تجاوز الفكرانية الفلسفية
- لمدرسة الخصوصية في المغرب فضاء للتمييز بين المتمدرسين
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحز ...
- كلمة الدكتور حسن نجمي في افتتاح مؤتمر الاتحاد العام للأدباء ...
- إمانويل ليفيناس وإدموند راسل: تجاوز الفكرانية الفلسفية (الحز ...


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد رباص - فرنسا، المغرب العربي والانتصار الكاسح لليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوربية