|
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثالث
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 11:13
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
نظرا لما للحركة التي يقودها الفلاحون الفقراء بأوزيوة من أهمية في الصراع الطبقي ، بين الطبقات البورجوازية و الكومبرادور و الملاكين العقاريين و المافيا المخزنية ، و بين الطبقات الشعبية من طبقة عاملة زراعية و فلاحين فقراء و صغار و كادحين ، إرتأيت تقديمة دراسة مستفيضة حول منطقة سوس التي تعتبر فيه تارودانت مركزا حضاريا هاما ، تأسس عبر التاريخ الطويل للإنسان بالمنطقة ، و هي اليوم تعيش تهميشا ممنهجا نتيجة السياسات التبعية للرأسمال المركزي ، إستمرارا لما تم تخطيطه خلال مرحلة الإستعمار المباشر لطمس تاريخ المدينة و تحويلها إلى مرتع للعاملات الزراعيات ، اللواتي يتم استغلالهن بالضيعات الفلاحية و معاملة التلفيف التي أقامها المعمرون الجدد على أراضي الفلاحين الفقراء بسوس.
التشكيلة الإجتماعية بسوس خلال الإستعمار المباشر :
كما تمت الإشارة إليه في الجزأين السالفين تعتبر تارودانت من بين الحواضر الأوائل التي ساهمت في تطور التكوينات الإجتماعية خلال المراحل التاريخية التي شهدها المغرب ، و ذلك نظرا إلى أن كل الدول التي بناها الأمازيغ قد تأسست في جنوب المغرب التذي تمثل فيه تارودانت مركزا هاما من مراكز الطرق التجارية ، و لا غرابة أن تلعب دورا هاما في مرحلة مقاومة المستعمر المباشر في بداية القرن 20 ، عبر المشاركة في ثورة الهبة و احتضانه في 1912 و 1913 بعد هزيمته من طرف الإستعمار الفرنسي بسيدي بو عثمان ، و لم يتم إخضاع المدينة إلا بعد تحالف الإقطاع و الإستعمار ضد مقاومة الفلاحين الفقراء ، و تم فصل المدينة عن البوادي و بالتالي فصل سوس العاليا/ منطقة تالوين بالأطلس الصغير و تفنوت بالأطلس الكبير شرق المدينة عن سوس السفلى / سهل سوس و الأطلس الكبير الشمالي الغربي و الجزء الجنوبي الغربي من الأطلس الصغير و توزيغ النفوذ بين الكلاوي بتالوين و الكندافي بتيزنيت . و هكذا استطاع الإستعمار المباشر السيطرة على حوض سوس حيث تخلى عن المناطق الجبلية و بعض الأراضي في السهل لقادة الإقطاع ، و استولى على الأراضي الخصبة بحوض سوس ، و لبسط سيطرته على المنطقة أنشأ الطريق الرئيسية رقم 32 بين أكادير و ورزازات و التي تقسم السهل إلى شطرين أساسيين ، الأول بالمنطقة الجنوبية للوادي غرب تارودانت حيث منطقتي أولاد تايمة و سبت الكردان ، اللتان أقام بهما الضيعات الأولى الخاصة بالحوامض و البواكر على جانبي الطريق ، و الثانية بشمال الوادي بمنطقة أيت إيعزا و أولاد برحيل و أولوز شرق تارودانت ، التي لم يتم الإهتمام بها من طرف المستعمر و هي عبارة عن أراضي الجموع في أغلبها و التي توجد تحت سيطرة القائدين الإقطاعيين حيدة أميس بأولاد برحيل و الضرضوري بأولوز . و بدأ المستعمر في السيطرة على أراضي الفلاحين الفقراء بمنطقتين سبت الكردان و أولاد تايمة و تحويل الملكية الجماعية للأراضي إلى ملكية فردية رأسمالية ، أقام عليها المعمرون الفرنسيون الضيعات الفلاحية و معامل التلفيف ، و بالتالي تحويل الفلاحين الفقراء إلى عمال زراعيين يتم استغلالهم و خاصة المرأة العاملة ، و ذلك قصد تصدير الحوامض و البواكر في اتجاه الأسواق الأوربية ، و تم بناء معمل فريماسوس إنتاج المواد الأساسية في تصنيع المشروبات الغازية و الكحولية و بذلك نشأت طبقة عاملة كعنصر جديد بالمنطقة في المعامل و الضيعات. و بالموازاة إلى هذه المؤسسات الإنتاجية عمل المستعمر على إنشاء مركزين إداريين أساسيين هما مركز أولاد تايمة و سبت الكردان لإقامة سلطته الإدارية و السياسية ، أولا من أجل بسطة سيطرته و بلورة مفهوم الضبط الإجتماعي للتحكم في مصير المنطقة ، و ثانيا من أجل مراقبة المؤسسات الفلاحية و الصناعية التي أقامها على أراضي الفلاحين الفقراء لضمان تدفق المال على الرأسمال المركزي ، و لخلق إجماع حول مشروعه الإستعمار أقام أوراشا لبناء الإدارة الإستعمارية و ما تحتاجه من مرافق موازية بهذين المركزين ، مما ساهم في إحداث رواج ملحوظ بعد خلق فرص للشغل و بالتالي حركة اجتماعية تضم طبقة عاملة تقيم في التجمعات السكنية الجديدة بالمركزين ، و تتشكل هذه الطبقة من العمال في مجال البناء و التعمير و العمال الزراعيين و خاصة المرأة و الطفل و التجار و الحرفيين . و عمل المستعمر على إقامة أسواق تجارية جديدة لترويج المنتوج الفلاحي بالضيعات التي أقامها ، و الذي يكون غير قابل للتصدير إما بعدم الحاجة إليه أو نظرا لسوء جودته ، و بذلك نشأت حركة تجارية خاصة بأولاد تايمة التي ما زالت تتوفر إلى يومنا هذا على سوق لتجارة الخضر و الفواكه له شأن كبير في منطقة سوس ، كما عمل المستعمر على دعم طبقة البرجوازية التجارية بمنح امتيازات لبعض أعوان الإقطاع بالترخيص لهم بما يسمى " البون " لتجارة بعض المواد الأساسية كالسكر و الشاي و القهوة و الدخان و البنزين و الكحول . و هكذا تم إنشاء مركزين أساسية في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة تارودانت التي عمل المستعمر على تهميشها و ذلك بتحويل مركز سلطتها إلى مدينة أكادير ، أولا لتوفرها على ميناء صالح لتصدير المنتوج الفلاحي الذي يتم إنتاجه بأولاد تايمة و سبت الكردان ، و ثانيا لإمكانية خلق مراكز صناعية و مالية خدمة للرأسمال المركزي ، و أصبحت مدينة تارودانت في المركز الثاني بعد هذين المركزين من حيث الأهمية الإقتصادية و بالتالي أصبحت تابعة لإدارة الإستعمار بأكادير. و في باقي المناطق تم إنشاء مراكز أقل شأنا من الناحية الإقتصادية و أكثر أهمية من حيث الضبط الإجتماعي ، و هي أولاد برحيل و تفتكولت و أولوز و تالوين و إيغرم ، هذه المراكز التي عرفت إزداجية السلطة بين المستعمر و الإقطاع ، و خاصة بتالوين و المناطق التابعة لها ، حيث تم بسط سلطة الكلاوي بعد فصل المنطقة عن تارودانت و إلحاقها إلى سلطة الكلاوي و المستعمر بورزازات ، و فصلها عن أولوز و المناطق التابعة له حيث بسط سيطرة القائد الإقطاعي الضرضوري ، و منطقة أولاد برحيل حيث بسط سيطرة القائد الإقطاعي حيدة أميس . و تحولت تارودانت إلى مدينة معزولة تراوح مكانها داخل سورها تراجع ذكرياتها التاريخية و لم يبق أمامها إلا الإنزواء و الزهد بين مساجدها و أضرحتها المتعددة ، و ذلك عبر التشبث بتراثها التاريخي الذي يمثل أنفة الإنسان الروداني ، الذي عكف على ممارسة الحركة الحرفية و التجارية البسيطة و استغلال الأراضي الفلاحية بالجنان المجاورة للمدينة و معاصر الزيتون و العرائس داخل المدينة ، دون أن ننسى الإهتمام بالثقافة العربية في المدارس العتيقة و المساجد الكثير بالمدينة إلى جانب الثقافات الشعبية و على رأسها الدقة الرودانية و الملحون . و تعرف المآثر التاريخية بالمدينة تهميشا ملحوظا بل تفوية غريبا حيث تم تفويت دار البارود بما تمثله من معلمة تاريخية هائلة و ما فيها من جنان لأحد الإقطاعيين / الوزاء السابقين و تحويل معلمة تاريخية أخرى بالقصبة إلى فندق ، و يعرف سورها إهمالا خطيرا مما عرض بعض مناطقه أطرافه للسقوط و تشويه البعض الآخر بالبناء العشوائي ، و تبقى العائلات الرودانية العريقة ذات الأصول الأمازيغية و التي تم استعرابها تعيش على أمجاد تاريخ تارودانت في ظل حصار تحالف الإستعمار و الإقطاع ، و تحولت المدينة إلى مرتع للطبقة العاملة الرخيصة خاصة المرأة و الطفل. و كان للحركة الفلاحية بالضيعات و الصناعية بالمعامل أثر كبير في بروز الطبقة العاملة الفلاحية بأولاد تايمة و سبة الكردان ، مما فتح المجال أمام مزيد من استغلال هذه الطبقة بعد توسيع مجال استغلال الأراضي و حاجة المعمرين الفرنسيين للعمالة الرخيصة ، فوفد على المنطقة جماهير العمال و العاملات من المدن المغربية للبحث عن العمل مما فتح المجال أمام الباطرونا للتملص من تطبيق قوانين الشغل الفرنسية ، و ذلك عبر انتشار العمل الموسمي و المؤقت الذي يزكيه ظهير 1936 التي يحرم على العمال المغاربة حق الإنتماء النقابي ، و ظهير 1938 الذي يجرم الإنتماء النقابي بالنسبة إلى الطبقة العاملة المغربية ، و هكذا تم تكبيل أيدي العمال و العاملات الزراعيين من طرف الدولة الفرنسية المستعمرة لتسخير الطبقة العاملة المغربية للباطرونا الفرنسية. بالإضافة إلى ما تعرض له الفلاحون الفقراء ا من استغلال بشع من طرف الإستعمار الفرنسي فإن أراضيهم التي يتم مصادرتها تكون هي المستهدف الأساسي بهذا الإستغلال ، و ذلك عبر وضع قوانين تسهل الإستيلاء على خاصة قوانين التحفيظ و المياه و الغابات التي تستهدف شرعنة السطو على ممتلكات الفلاحين الفقراء ، من خلال محاولة ضرب مشروعية الوثائق التاريخية التي يمتلكون بواسطتها هذه الممتلكات ، سعيا وراء ذلك طمس تاريخ المنطقة العريق و تفريغه من مضمونه الثقافي و التشريعي و بالتالي نشر ثقافة المستعمر بقوة القوانين المجحفة ، فأصبحت الخصوصيات المحلية بدون معنى و لا موقع يصون كرامة الإنسان و احترام ثقافاته ، و كذلك طبيعة النظام الرأسمالي باعتباره نظاما تناحريا لا يسود إلا على أنقاض الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء ، كيف لا و مرحلة الرأسمالية الإمبريالية هي التي بواسطتها تم تركير نمط الإنتاج الرأسمالي بسوس . و لم تسلم شجرة أركان باعتبارها من الخصوصيات المحلية من الإستغلال البشع للرأسمال المركزي الذي يقوده الإستعمار الفرنسي بسوس ، حيث تم القضاء على غابات شجرة أركان بحوض سوس من أجل إقامة الضيعات و المعامل ، دون اعتبار مكانة هذه الشجرة باعتبارها إرثا إنسانيا يجب احترامه بل حمايته و المحافظة على ظروف نموها الطبيعي ، إنها مفارقة كبيرة بين بلاد عصر الأنوار و المفاهيم البورجوازية الرنانة التي بشرت يوما بالحرية و الديمقراطية و العدالة و الرخاء ، و قاد اليوطي حفيد نابليون هذا تلك الحرب على الفلاحين الفقراء من أجل الإستيلاء على أراضيهم ، و القضاء على 200 ألف هكتار من شجرة أركان دون اعتبار مكانتها البيئية و التاريخية ، عذع الشجرة التي تعمر أزيد من قرنين و تقاوم الجفاف و تحافظ على الفرشة المائية و تمنح الإنسان الحياة بموادها التي تفرزها عبر زيوتها. بعد سقوط جبل سغرو سنة 1934 ساد هدوء نسبي في سهل سوس ذلك هو الهدوء الذي يسود بعد عاصفة هوجاء ، تلك هي راحة المحارب الفلاح الفقير الذي هب في فجر الإستعمار للمقاومة كعادته لكن شراسة المستعمر كانت أظلم ، و لم يزل المستعمر يبسط نفوذه بالسهل حتى اندلعت شرارة المقاومة من جديد ليلتحم تنظيم الفلاحين الفقراء / جيش التحرير ، الذي كان من بين قياداته أبناء سوس مجموعة شيخ العرب و عمر دهكون ، و تنظيم الطبقة العاملة / المقاومة الفعلية بالمدن و على رأسهم أبناء سوس إبراهيم الروداني و رحال المسكيني ، و كان لتحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء أثر كبير في هزم المستعمر في مرحلة تاريخية عرف فيها المغرب جدلية السياسي و النقابي في ظل دعم حركة التحرير الوطنية. تارودانت في : 12 دجنبر 2006
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثاني
-
الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الأول
-
في الذكرى الخامسة لتأسيس الحوار المتمدن
-
حملة التضامن مع مناضلي جمعيات الجتمع المدني بأوزيوة بتارودان
...
-
من سيطرة الدين على الدولة إلى تسخير الدين أيديولوجيا
-
النهج الديمقراطي : الإنتخابات أم التجذر وسط الطبقات الشعبية
-
تارودانت / حاضرة سوس و معقل حركة الفلاحين الفقراء في مواجهة
...
-
دور التحولات الكمية لوسائل الإنتاج في التحولات الكيفية للطبق
...
-
حركة المجتمع المدني بتارودانت في مواجهة الملاكين العقاريين ا
...
-
الملاكون العقاريون الكبار بتارودانت و الإستغلال المزدوج للمر
...
-
ظاهرة الحركات الإجتماعية الإحتجاجية المطلبية بالمغرب
-
تداول السلطة السياسية بين المرأة و الرجل في ظل المجتمعات الإ
...
-
-السيد -جاك شراك- بتارودانت بالمغرب من منتجع - الغزال الذهبي
...
-
النهج الديمقراطي و الإشتراكي الموحد بتارودانت نضال مشترك مع
...
-
حتى لا ننسى محاولات تمطيط الملفات الحقوقية بتارودانت
-
جبهة دعم الحركات الإجتماعية و محاولة عرقلة أنشطتها النضالية
-
البرنامج النضالي لجبهة دعم الحركات الاجتماعية
-
حملة ضد المحاكمة الصورية لمعتقلي تماسينت الإثني عشر يوم الثل
...
-
عريضة تضامنية مع الحقوقي و النقابي امال الحسين
-
الحركة الاجتماعية الاحتجاجية بتماسينت بالريف بالمغرب في ظل ت
...
المزيد.....
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|