المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبريل والله لم يتكلم ابدا جزء 7

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 17:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قمت بتحقيق ونشر مجانا كتاب المرحومة نهى محمود سالم على موقع اكاديميا
https://www.academia.edu/120730302
ويمكنكم الحصول على الكتاب الإلكتروني من
https://www.amazon.com/dp/B0D6L1TJS3
.
وعملت عدة مقابلات معها وعدة حلقات عنها تجدوها في قناتي
https://www.youtube.com/user/samialdeeb
وأنشر هنا فصول هذا الكتاب على حلقات
---------------------------------
.
الفصل السادس
الرد على الإعجاز العلمي في القرآن
.
يوجد سي دي للشيخ الزنداني اسمه: "انه الحق" يُؤكِّد فيه ان القرآن يحتوي على آيات فيها حقائق تتفق مع الاكتشافات العلمية الحديثة.
والحقيقة ان الشيخ الزنداني والدكتور زغلول النجار وغيرهم من علماء المسلمين يحاولون إثبات ان القرآن به إعجاز علمي وان المكتشفات العلمية الحديثة كانت موجودة في القرآن منذ 1400 سنة ويستدلون من ذلك على ان القرآن منزل من الله لان محمد كان اميا ولا يستطيع ان يقول هذا الكلام العلمي.
وفي الواقع ان هؤلاء العلماء يلوون عنق الآيات ويحملون المعنى ما لا يطيق ويخرجون عن المقصود من الآيات ليصلوا الى هدفهم بغير جدوى. وفي الواقع والحقيقة ان القرآن لا يوجد به أي إعجاز من أي نوع لا إعجاز علمي ولا غير علمي. ولو كان هذا الأمر صحيحا لماذا لم يكتشف المسلمون هذه الحقائق العلمية قبل ان يكتشفها غيرهم ولم يذكروا عنها شيئا الا بعد ان اكتشفها الغرب؟ ولو كان هذا الأمر صحيحا لكان المسلمون السباقون واول من اكتشف هذه الحقائق التي هي موجودة في كتابهم منذ الاف السنين.، ولكن الذي حدث فعلا انه بعد ان سخر الغرب العلم والعقل واكتشف هذه الحقائق العلمية المبهرة بحث المسلمون في كتابهم عما يمكن ان يلصقوه بالعلم والحقائق العلمية والآيات أبعد ما تكون عن ذلك.
وهذا رد على الشيخ الزنداني والدكتور زغلول النجار.
الآية: "وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا" (النمل 61).
الآية: "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ" (الرحمن 19-20).
يقولون ان العلم الحديث اكتشف هذا الحاجز وهذا البرزخ بين المياه المالحة والمياه العذبة.
الرد.
الحاجز معناه الفاصل، وفي الواقع لا يوجد أي فاصل بين المياه العذبة والمالحة. لان الحاجز هو الذي يفصل بين شيئين ويمنعهما من الاختلاط، وهذا ما لا يحدث في الواقع. وليس الحاجز الذي ينتج عن اختلاط نوعين من المياه، فاين الحاجز في هذه الحالة والمياه العذبة تختلط بالمياه المالحة؟ وبهذا تتعارض الآية مع الواقع والعلم.
كلمة لا يبغيان بها خطأ علمي اذ انه في الواقع تختلط المياه المالحة للبحر مع المياه العذبة للنهر وتبغى كل منهما على الأخرى وما ينتج من هذا الاختلاط هو هذا الجزء من المياه الذي سماه الزنداني الحاجز.
ومحمد لم ير بحرا في حياته ولا نهرا وانما سمع ان هناك مياها مالحة ومياه أخرى عذبة واوهمه خياله ان الماءين لا يختلطان وهذا بقدرة الله وإعجازه وهو نوع من الفانتازيا والخيال وربما حكى له أحدهم ممن سافر الى مصر عند التقاء النيل بالبحر الابيض او في العراق عند التقاء دجلة والفرات بالخليج العربي واراد ان يحكي قصة مثيرة من وحي خياله عن عدم اختلاط الماءين ووجود هذا الحاجز الوهمي الذي يفصل بينهما فصدقها محمد وصاغها كنوع من الإعجاز وطلاقة القدرة الإلهية. وفي طريقه لإثبات وجود الله وقدرته وقع محمد في خطأ صياغة الأساطير في شكل حقائق وقد تكرر هذا كثيرا في القرآن.
الحديث: "ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها واشاعوا بها الا فشا فيهم الطاعون والاوجاع".
يقول الزنداني ان الايدز ظهر في العالم نتيجة الحرية الجنسية (الفاحشة) وهذا إثبات لصحة الحديث.
الرد: تسمية ممارسة الحب بدون زواج بالفاحشة خطأ علمي وعقلاني.
ونحن نرى الآن ان الغرب والشرق قد أعلنوا زواج المثليين والحرية الجنسية وهم يعلنون ذلك ويباهون به ويلومون المسلمين على التَخلُّف الذي يمنعهم من الاقتداء واللحاق بالغرب وحضارته.
ومن المنطقي ان يعاقبهم الله على تحررهم وانفلاتهم وانغماسهم في شهوات الدنيا تمتعهم بكل اصناف وألوان المتعة واللذة التي يحرمها المسلون على أنفسهم ابتغاء مرضاة الله.
والواقع ان الغرب يتمتعون بالصحة والعافية والحضارة والرقي والتقدم ولم يظهر فيهم الطاعون ولا الاوجاع التي بشر بها محمد وهم من اسعد شعوب العالم. اما الايدز الذي ذكره الزنداني فنسبته في الدول المتقدمة أقل من نسبته في أي مكان آخر في العالم نتيجة التوعية والتعليم وارتفاع مستوى المعيشة، واستخدام الواقي الذكري وغيرها من التعليمات والاحتياطات الصحية الوقائية. والغرب يتفوقون على المسلمين ويتحكمون في مُقدَّراتهم. وغني عن القول ان أي مكان خارج العالم الإسلامي اغنى وأكثر تقدما وأكثر رفاهية ونظافة نظام وحضارة ورقي وإنسانية وجمالا وسعادة.
اما موضوع ارتفاع نسبة الانتحار في الدول الاسكندنافية فليس سببه الرفاهية الزائدة او اهمال الطقوس والعبادات الدينية ولا هو تحقيق لهذا الحديث وانما سببه تقدم ودقة الاحصاءات وتسجيل كل حالات الانتحار، والسبب الوحيد الذي جعل نسبة الانتحار في الدول الإسلامية منخفضا هو خوف المؤمنين التعساء الذين يتمنون الخلاص من حياتهم من الكفر والذهاب الى جهنم وانعدام الاحصاءات.
الآية: "أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ" (ق 6).
يستخدم القرآن لفظ البناء لوصف السماء، والسماء في التصور البدائي هي سقف وبناء وهي تحتاج الى أعمدة لرفعها وقد رفعها الله بدون أعمدة لطلاقة قدرته وذلك لبعد السماء عن الإنسان البدائي الذي أحس بضعفه أمام هذا البعيد عن مناله، وآيات أخرى تتحدى الإنسان ان يخترق السماء لنفس التصور انها مغلقة وسد منيع. وتقرر هذه الآية ان السماء ليس بها فروج. وقدد تسبب التلوث في وجود ثقب الاوزون وأصبحت هذه الآية غير منطبقة على الواقع الان وهي تتعارض مع العلم الحديث.
الآية: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" (الأنبياء 30). الصق الزنداني هذه الآية بنظرية الانفجار العظيم والتي يرجح العلم انها السبب في نشأة الكون. والآية تقول ان السماء والارض كانتا ملتصقتين فانفصلتا عن بعضهما بقدرة الله. والآية تكون صحيحة لو انها إشارات الى ان الشمس والارض كانت رتقا، ثم انفصلتا. لان الكون كان كتلة واحدة، ثم حدث انفجار فانفصلت الارض عن الشمس، ثم دارت حول الشمس وبردت في ملايين السنين. وكثير من الآيات القرآنية تذكر ان الله خلق الارض، ثم استوى الى السماء فسواها. وهذا ضد الحقيقة العلمية اذ ان الانفجار اوجد الارض بعد وجود السماء.
وكان القدماء يظنون ان السماء بناء مستقل بذاته يخافون ان يقع على الارض الى ان اكتشف العلم ان السماء ما هي الا طبقات من الغاز.
وسبب هذه الآية وهذا التصور البدائي ان هناك أسطورة كانت منتشرة في هذا الزمن ان السماء والارض كانتا شيئا واحدا وشقها أحد الإلهة بالسيف فانشقتا الى جزئين جزء علوي وهو السماء وجزء سفلى وهو الارض.
الآية: "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ" (الحديد 25).
يحتجون بهذه الآية على توافق القرآن مع العلم الذي أثبت ان الحديد لم يوجد على الارض وانما جاء مع النيازك من السماء. وكلمة أنزلنا في القرآن معناها اعطينا ولا يقصد القرآن انه نزل من السماء.
والدليل على ذلك الآية: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ" (الاعراف 26). فهل معنى ذلك ان الله انزل اللباس والريش من السماء ايضا. ولكن العلماء يلصقون المعنى الذي يريدونه ليتوافق مع العلم عنوة.
الآية: "وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا" (نوح 14).
فسروا هذه الآية بالأطوار التي يمر بها الجنين في بطن أمّه وهي النطفة 40 يوما، ثم العلقة 40 يوما، ثم المضغة 40 يوما، ثم العظم، ثم اللحم، ثم الخلق الآخر. وكلمة اطوار أبعد ما تكون عن الحقيقة العلمية لتطور الجنين ونموه. والقرآن يذكر ان الجنين يمر بمراحل منفصلة كل مرحلة تستغرق 40 يوما وهذا خطأ علمي فادح فقد أكّد العلم ان الجنين يتغير كل ثانية داخل الرحم ولا يظل على حال واحدة لمدة 40 يوما على الاطلاق. ولا يوجد في علم الأمبريولوجي (علم الاجنة) ما يسمى 40 يوما على الاطلاق. وهكذا أثبت العلم خطأ وصف الاطوار في نمو الجنين.
الآية: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" (الصافات 6). المقصود هنا بالكواكب النجوم.
وهذا خطأ علمي فادح فان النجوم لا توجد في السماء الدنيا انما هي تبعد عن الارض ملايين السنوات الضوئية وما نراه هو الضوء فقط اما النجوم نفسها فقد انطفأت وخبت، والعرب كانوا يجلسون في الصحراء في الليل وينظرون الى السماء فيرون النجوم فيعتقدون انها قريبة وإنَّها في السماء الدنيا ولم يكن هناك كهرباء ولا يوجد في السماء غير النجوم والقمر.
الآية: "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ" (النور 40) واللجة هي الماء المتلاطم وهي ما ينطبق على التيارات البحرية في الساحل الشمالي حيث اسبح كل صباح.
اتذكر هذه الآية كلما سبحت في البحر الأزوردي الازرق في الساعة السابعة صباحا وانا في أقصى درجات المتعة والسعادة، واعترض عليها لأنها تعكس وجهة نظر البيئة العربية الصحراوية في البحر، فالبحر في الوعي الصحراوي ارتبط بالملوحة وخطر الغرق والظلمات المتراكمة والمعاصي والذنوب التي يرتكبها من لم يجعل الله له نورا وارتبط في آيات أخرى بالسمك واللؤلؤ والمرجان، ولطالما تساءلت عن عدم ذكر السباحة في البحر في الجنة وهي من اوليات الرفاهية والمتعة والرياضة في حياتي. والبحر الذي يعنيه محمد في الآية هو البحر الاحمر ويميل لونه الى الغمقان لاحتوائه على الشِعَب المرجانية، اما البحر الابيض المتوسط فهو فاتح اللون يتراوح بين الازرق الفاتح والأزوردي والاخضر الفاتح.
وهذه الآية تستخدم في إثبات الإعجاز العلمي للقرآن، ويُؤكِّد المفسرون تفسيرا قسريا ان العلم الحديث اكتشف ان الموج في البحر طبقات عليا وطبقات سفلى وان الآية ذكرت هذا قبل الاكتشاف الحديث وهذا دليل على ان القرآن كلام الله وليس كلام محمد.
ولو كانت هذه الآية كلام الله فعلا وليست كلام بشر ما احتاجت لدليل علمي ولا لاكتشاف حديث لإثبات انها إلهية ولكان الكلام الإلهي معجز من تلقاء نفسه ولا يحتاج الى تأكيد او إثبات او مناقشة.
الآية ببساطة تعني ان الموج يتحرك ويأتي فوقه الموج الذي يليه، ففسرها الزنداني (عالم يحاول الصاق الإعجاز العلمي) ان القرآن يعني التموجات التي اكتشفها العلم حديثا والتي تكون تحت السطح وهو تحميل للمعنى فوق ما يطيق، وبالآية خطأ لغوى ومنطقي اذ انه استخدم نفس الكلمة (من فوقه) ليعبر عن مسافتين مختلفتين تماما والفرق بينهما شاسع اذ ان المسافة بين الموج والموج أقل بكثير من التي بين الموج والسحاب، فما علاقة الموج والسحاب؟ والصورة غير دقيقة اذ ان السحاب مرتفع ولن يكون فوق الموج مباشرة ولذلك من يخرج يده في هذه الحالة فسوف يراها نتيجة وجود الضوء الذي بين السحاب والموج. وهذا يُؤكِّد عدم دقة وصف الآية للظلمات. وهي لا تعدو ان تكون صورة ركيكة من صور التعبير ليصل في النهاية الى الفكرة غير العقلانية التي تؤكد ان الهداية بيد الله وانه من لم يجعل الله له نورا ويهديه فلن يهتدي إذا ابدا. والسؤال العقلاني المنطقي البديهي: ما ذنب الذي لم يهده الله ولم يجعل له النور؟ وقد سمع محمد من أناس يركبون البحر ان الموج كثير وانه فوق بعضه وان الغيام يصنع ظلاما في البحر فقال هذه الآية وليس بها أي إعجاز.
الآية: "أَلَمْ نَجْعَلِ ... وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" (النبأ 6-7).
احتج الزنداني بالجزء الذي تحت الارض من الجبل لإثبات تشابه الوتد مع الجبل وفي الصورة يظهر الجزء الذي تحت الارض من الجبل مستطيل الشكل وممتد بشكل افقي تحت الارض ولا يشبه الوتد بأي حال من الاحوال فالجزء المغروس في الارض من الوتد يكون مدببا ويكون متجها الى أسفل وهذا لا ينطبق على الجبل اطلاقا. والآية تذكر ان الجبال جعلت اوتادا في الارض لكيلا تميد بالإنسان وهذا لا يحدث فان الجبال لا تمنع حدوث الزلازل والارض تدور وتتحرك وتميد فعلا واحتمال ان المعنى المقصود في الآية هو شكل الجبل الخارجي المدبب من الاعلى المشابه للوتد.
والان صنعت الاوتاد في اشكال مختلفة ولا تشبه الجبال في أي حال أي ان هذه الآية أصبحت لا تنطبق على الاوتاد الحديثة.
حديث صحيح الحبة السوداء شفاء من كل داء.
ولو كان هذا الحديث صحيحا لأغلقنا المستشفيات وكليات الطب وعيادات الأطباء والمعاهد البحثية العلمية ولأكتفينا بالحبة السوداء لتعالج جميع الأمراض. وهذا الحديث غير علمي وغير واقعي.
وكل ما أثبته العلم ان الحبة السوداء تزيد من كفاءة المناعة وتقويها وهذا بالطبع غير كاف لشفاء جميع الأمراض، وكانت هذه المعلومة الطبية البدائية معروفة في هذا الزمن نتيجة التجارب والخبرات التي اكتسبها المجتمع البدوي عبر الاف السنين وتتوارثها الأجيال وحتى يومنا هذا ينتشر في المجتمع البدوي أساليب العلاج والشفاء البدائية المتوارثة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة الصحراوية البدوية والاعشاب التي تنمو في الصحراء، كما اشتهر البدو بمهارتهم على رد المفاصل المخلوعة الى اماكنها والفقرات المريضة بالانزلاق الغضروفي والتي تسبب آلاما مبرحة نتيجة العصب المضغوط بين الفقرات والمسمى بـ (عرق النسا) أي العصب المنسي وهو ما يعرف بالمجبراتي. وقد يكون المجبراتي بخبرته الطويلة ومهارته أقدَر على تخفيف الضغط على العصب وتخفيف الآلام وبأرخص التكاليف وبدون المشاكل الجسدية والنفسية الناتجة عن الجراحة المعقدة.
وبهذا يتضح جليا ان ذكر محمد ان الحبة السوداء شفاء من كل داء بعيد عن الواقع وليس دليلا على إعجاز وانما ناتج عن خبرة حياتية وبيئية.
الآية: "ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت 11).
يحتج الزنداني بكلمة الدخان انها السديم الكوني الذي قرر العلم انه أصل المجموعة الشمسية.
وهذا لا ينطبق على الآية على الاطلاق فالنظرية العلمية تؤكد ان السديم الكوني او الدخان كان موجودا قبل وجود المجموعة الشمسية، ثم تجمع عبر ملايين السنين وكون الشمس والنجوم الأخرى، ثم حدث انفجار كوني فانفصلت الكواكب عن الشمس ودارت حولها وبردت في ملايين السنين.
وهذا عكس ما تقرره الآية ان السماء والارض كانا موجودين في نفس وقت وجود الدخان وهذا غير صحيح علميا. والآية تستخدم الاسلوب الأسطوري الذي يصور الجمادات تسمع وتتكلم مما يطلق عليه حيوية الطبيعة أي اضفاء الصفات الحية على الظواهر الطبيعية وهي اسلوب للتفكير البدائي غير العلمي.
الآية: "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ" (المؤمنون 14).
هذه الآية تتناقض مع علم تطور الجنين وقد شرحت هذا الأمر بالتفصيل في شرح حديث بنفس المعنى. والقرآن يستخدم في وصفه للجنين الألفاظ التي تصف الشكل الخارجي فقط وهذا يعتمد على الرؤية بالعين وهي الوحيدة التي كانت متوفرة في هذا الزمن.
الآية: "إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" (يوسف 4).
يقول الدكتور زغلول النجار ان عدد كواكب المجموعة الشمسية 11 كوكبا وبهذا يكون هناك إعجاز علمي فلكي في القرآن وقد اكتشف العلماء الكوكب الحادي عشر سنة 2003.
وفي الواقع ان.
1- كلمة كوكب في الآية لا تعني الكواكب التي تدور حول الشمس في المجموعة الشمسية وانما تعني النجوم المضيئة والدليل على ذلك الآية: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" (الصافات 6). والزينة هي النجوم التي تكون مضيئة وشكلها جميل مرصعة في السماء مثل الماس كما يراها الصحراوي البدائي في ظلام الليل ولم يكن هناك كهرباء.
2- كلمة رأيت في الآية تؤكد هذا المفهوم لان الذي يرى بالعين المجردة هي النجوم وليست الكواكب.
3- "الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ" (النور 35).
هذه الآية تؤكد ان المقصود بالكوكب هي النجوم وليست الكواكب المظلمة لان دُري تعني الضوء اللامع.
4- قرنت الآية بين 11 كوكب وبين الشمس والقمر وهذا يُؤكِّد ان المقصود هي النجوم لان كلهم يرى بالعين المجردة.
5- وهذا يُؤكِّد ان جميع المعلومات في القرآن تعتمد على الرؤية العينية والمشاهدة الحسية بالعين المجردة والكواكب السيارة حول الشمس لا ترى بالعين المجردة وليست هي المقصودة في الآية.
6- وهذا اسلوب كل من يحاول ان يثبت الإعجاز العلمي في القرآن ان يخرج الآية عن معناها المقصود ليثبت الإعجاز دون جدوى.
الآية: "يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" (الأنعام 125).
يستدلون بهذه الآية على الإعجاز لان نسبة الأكسجين تقل في طبقات الجو كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وهذه المعلومة لا تدل على أي إعجاز لان بلاد العرب كان بها الكثير من الجبال المرتفعة وقد لاحظ العرب ان من يصعد الجبل المرتفع يضيق تنفسه ويصبح أصعب من حال وجوده على سطح الارض، وهذا يدل على ان المعلومة القرآنية قد استمدها محمد من التجربة العملية الشخصية. وقد أكّد لي أشخاص كانوا يعملون بالسعودية وكانوا يعانون من ضيق في التنفس ونقص في الأكسجين نتيجة ارتفاع المدينة فوق سطح البحر ارتفاعا كبيرا.
الآية: "وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ" (الواقعة 21). يحتجون بهذه الآية على إعجاز القرآن لان العلم الحديث أثبت ان تناول الفواكه قبل تناول اللحوم يساعد على الهضم الصحيح وعدم الاصابة بعسر الهضم لان الفواكه والخضروات تهضم بطريقة أفضل عندما تكون المعدة خالية لأنها تتطلب وقتا وعملا أكبر من العصارة المعدية وتناولها في بداية الوجبة يسهل الهضم ويجعلها تمر سريعا ولا تسبب اضراب الهضم، واعتبروا ان ورود الفاكهة في الآية قبل اللحوم أي الترتيب دليل الإعجاز.
والرد ان هذا الطعام ورد تناوله في الجنة حيث من المفترض انه لا يوجد عسر هضم ولا مشاكل المعدة فترتيب تناول الطعام غير ذي قيمة في الجنة ويستطيع الموهوم بالجنة ان يأكل اللحم اولا، ثم الفاكهة بلا مشاكل لان الجنة ليس بها مشاكل. وبذلك ينتفي الإعجاز. والملاحظ ان الجنة الوهمية تعد الضحايا السذج الذين يُصدِّقون الخرافات بنفس ما يأكلونه في الدنيا وعندما اعترض العقلاء على ذلك أضاف الوصف مزيدا م ن الاحلام والاوهام ان في الجنة مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكل ذلك مجرد احلام يقظة ولا وجود واقعي ولا حقيقي للجنة ومن يريد الجنة الحقيقية الفعلية الواقعية الوحيدة الملموسة يحاول ان يرضى ويقنع بالمتاح وان يتمتع باللحظة واليوم فقط. ويا ليت كان فيه جنة لكن انا آسفة جدا لا يوجد غير المتاح واهيب بالناس ان ترضى بالواقع المؤلم أفضل من العيش في الأساطير. وآسفة جدا ايضا لحرمان البسطاء والمحرومين من الأمل الكاذب والوهم الجميل.
وهذه الآية مثل من أمثُل لي عنق الآيات وتحميلها فوق معناها لتوافق مكتشفات العلم الحديث.
الحديث: "لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب بساتين وانهارا كما كانت".
يقول الزنداني ان العصر الجليدي قادم مرة أخرى الى الجزيرة العربية وهذا سيعيد لها البساتين. والعصر الجليدي القادم سيأتي بعد ملايين السنين. وهذا يتناقض مع الحديث الذي يُؤكِّد ان قيام الساعة قريب ولو صح الحديث فان القيامة ستقوم قبل ان يأتي العصر الجليدي الثاني. ومحمد كان يعتقد ان قيام الساعة قريب لدرجة انه كان يحذر أصحابه انهم يمكن ان يدركوها.

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات