كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 08:54
المحور:
حقوق الانسان
صدرت منذ ايام تصريحات سعودية رسمية رافضة لتسييس موسم الحج. وهذا ما اكد عليه وزير الحج، وأكد عليه أيضاً المدعي العام (سعود المعجب)، وذلك بدعوى الحفاظ على الامن والنظام والاستقرار. وهذا حق لا خلاف عليه من حقوق المملكة العربية السعودية باعتبارها الجهة المنظمة لشؤون الحج والعمرة. وعلى السياق نفسه يحق لضيوف الرحمن ضمان سلامتهم، وعدم المساس بكرامتهم، وان لا يتحول موسم الحج إلى فخ أو مصيدة لإلقاء القبض على بعضهم، وبالتالي من غير اللائق منح التأشيرات للحجاج والمعتمرين تمهيدا لاستدراجهم والقبض عليهم، أو اعتقالهم وإنزال العقوبات بهم بسبب مواقفهم القديمة المعلنة ضد حكومة المملكة. لأن التخطيط للإيقاع بهؤلاء يدخل في خانة التسييس والمواقف السياسية، ومن ضمنها الكف عن حرمان بعض الكتاب والمفكرين من حقهم المشروع في اداء مناسك الحج بلا منغصات تعسفية وبلا موانع حدودية. .
ففي البلاد الإسلامية لدينا الكثير من الناس الذين لا ينسجمون مع سياسات الحكومة المصرية أو العراقية أو الأردنية والكويتية والسعودية، لكن عدم انسجامهم لا يعني فرض الحصار عليهم، ومصادرة حقوقهم والتربص بهم. .
هناك عدة آيات في القرآن تتحدث عن أمن مكة، كالآية التي تقول بأن مكة هي البلد الأمين، وقيل في أحد الأحاديث أن الملائكة تحرس طرق الدخول للمدينة، وفي ضوء ما تقدم يمكننا الفهم بأن المقصود بأمن مكة هو الأمن المادي الذي يكفله الله سبحانه وتعالى، ولكن مع هذا نشعر بأنه يمكن أن يكون استنتاجا خاطئا، لأنه حدث في الماضي قتال داخل الحرم المكي على يد الحجاج بين يوسف الثقفي الذي اصبح لديه ملايين الاتباع والمريدين في حياتنا المعاصرة، وكان أول من رجم الكعبة بالمنجنيق، وقتل فيها حشد كبيرة من الصحابة والتابعين. ولهذا فإن الاستنتاج الذي يمكن ان نتفق عليه هو ان المقصود بالأمن المذكور في القرآن والسنَّة النبوية المطهرة هو تحريم قتل الناس واعتقالهم وتعذيبهم داخل الارض المقدسة وفي الشهر الحرام. .وليس من العدل، ولا من الحكمة، ولا من السياسة التربص بضيوف الرحمن والإيقاع ببعضهم بذريعة الحفاظ على الامن، فالأجهزة الأمنية اكبر من ان تورط نفسها بالمداهمات الفندقية والمضايقات الشخصية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟