أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم جبران - مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فلسطين؟














المزيد.....


مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فلسطين؟


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


افتتح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الإثنين 11 كانون الأول 2006 المؤتمر العالمي حول المحرقة اليهودية في أوروبا (الهولوكوست) في طهران.
وقد استجلبت ايران لهذا المؤتمر عدداً كبيراً من الباحثين الأوروبيين والعرب والمسلمين إلى هذا المؤتمر الذي تعده إيران إنجازاً كبيراً من إنجازاتها.
وربما لزيادة الإثارة دعت الإدارة الإيرانية عدداً من اليهود الأصوليين المتطرفين من أوروبا والولايات المتحدة، ممن يعتقدون بأن "المحرقة اليهودية" كانت عقاباً لليهود على تركهم طريق الله، وممن يعتقدون أن الحل هو في القيامة التي تعيد لليهود دولة داوود وسليمان.
أشعر بالأسى والأسف لأن كثيراً من وسائل الإعلام العربية القومجية المتطرفة والإسلامية الأصولية، تشارك في الترويج لهذا المؤتمر"العلمي" المهزلة، الذي يضر فلسطين، ويضر العرب والمسلمين عالمياً، أكثر مما ينفعهم.
لنسأل أنفسنا أولاً: هل المحرقة اليهودية في أوروبا كانت فعلاً، أم هي "خرافة"؟ وهل النظام النازي في ألمانيا صاغ نظرية عِرقية عنصرية متكاملة للبرهنة أن اليهود هم عرق منحط أم لا؟ وهل النازية اعتبرت اليهود فقط عِرْقاً مُنْحطاً، أم أن كل الشعوب السامية في نظر العنصرية الألمانية الآرية-هي شعوب منحطة؟!!
إن النازية الألمانية "اصطدمت" مباشرة مع اليهود في ألمانيا، ولكن لنسأل أنفسنا: لو أن دول المحور انتصرت في معركة "العلمين" وتدفقت الجيوش الموالية للنازية إلى شرقنا، هل كان مؤكداً أن مصير العرب في الشرق لن يكون مثل مصير اليهود في أوروبا؟
من حيث الأعراق، ومن حيث موقف النازية العنصرية في ألمانيا، لم يكن هناك أي فرق بين اليهود (الساميين) وبين العرب، الساميين أيضاً.
هذا من حيث المصلحة العربية المباشرة، ولكن علينا أن ننظر إلى المسألة نظرة إنسانية عامة، حضارية. هل يحق لشعب، أي شعب إذا كان إنسانياً وحضارياً، وليس ساقطاً وبهيمياً، أن يقف موقف اللامبالاة أو الارتياح، إزاء المذابح الرهيبة التي نفذها الوحوش النازيون ضد اليهود في أوروبا، بشكل جماعي؟
هل إذا عدنا إلى النظرية القبيحة "عدو عدوك-صديقك" وأخذنا موقفاً غير إنساني من الكارثة اليهودية في أوروبا نكسب أم نخسر؟ هل موقفنا هذا يكون موقفاً "حضارياً" أم موقفاً غير إنساني؟
في خلال الحرب العالمية الثانية كان بعض القادة الفلسطينيين والعرب (الحاج أمين الحسيني مثلاً، ورشيد عالي الكيلاني في العراق مثلاً) ممن تعاطفوا مع النظام النازي. فهل جلبوا تضامناً عالمياً مع الفلسطينيين أم شَّوهوا حضارية الشعب الفلسطيني ونضاله القومي العادل للاستقلال؟
هل إذا أخذنا نحن الفلسطينيين والعرب عموماً، موقفاً كهذا نكسب دعماً عالمياً، أم نعزل أنفسنا بشكل حاد ومهين؟
إن القتل هو قتل. والقتل إجرامي سواء كان المقتول فرنسياً أو بريطانياً أو هندياً أو عربياً، أو يهودياً. ليس هناك قتل مرفوض وقتل "مقبول". خصوصاً عندما يدور الكلام عن إبادة جماعية لشعب، أي شعب.
إن تاريخ الإنسانية مليء بأعمال إجرامية جماعية ضد شعوب وأعراق في التاريخ القديم. وأما في التاريخ الحديث، فإن عملية تصفية السكان الأصليين في القارة الأمريكية (الهنود الحمر) وعملية تصفية الأرمن في تركيا في أوائل القرن العشرين، وعملية تصفية اليهود في ظل النظام النازي هي صفحات سوداء ومرعبة في التاريخ الإنساني.
كل المحاولات السابقة من قوميين متطرفين ومن متدينين ظلاميين لقبول أو تفهم إبادة اليهود، جلبت لشعبنا الفلسطيني الضرر الفادح، بالإضافة إلى أن القبول أو التفهم هو بلادة رهيبة في المشاعر وسقوط خطير عن مقاييس القيم الإنسانية.
إن الشعب العربي الفلسطيني هو شعب ذو قضية وطنية وإنسانية عادلة ومن مصلحته أن يأخذ موقفاً إنسانياً راسخاً من كل قضية إنسانية. والصراع الفلسطيني- اليهودي يجب أن لا يمنعنا أن نقف بكل قوة وحزم مع اليهود حين كانوا ضحايا النازية الإبادية، وضد كل عتصرية لا سامية معادية لليهود الآن أيضاً، في أوروبا وفي كل مكان من العالم.
إن الحركة الوطنية الفلسطينية منذ الستينات من القرن الماضي أخذت موقفاً صحيحاً وساطعاً من هذه المسألة في أدبيات "فتح" و"الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديمقراطية" وفي موقف الحزب الشيوعي الفلسطيني، وهو موقف إنساني ساطع ضد النازية وجرائمها وهذا لا يتناقض مع النضال الوطني الفلسطيني والصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي.
المفكر والكاتب الفلسطيني الخالد، الدكتور إدوارد سعيد، صاغ لشعبنا موقفاً وطنياً وحضارياً من هذه المسألة. ونعتقد أن الموقف الذي ليس حضارياً هو موقف غير وطني أيضاً. إدوارد سعيد كان خصماً سياسياً حازماً ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان عدواً لدوداً للنازية واللاسامية وكل أشكال العنصرية في الغرب المعادية لليهود.
إننا، بمثابرتنا في الموقف الإنساني العام، مبدئياً لا مزاجياً، نكسب احترام شعوب العالم ونكسب احترام القوى الإنسانية والديمقراطية بين اليهود في إسرائيل وفي العالم.
المبادرة الإيرانية لعقد مؤتمر إنكار "الهولوكوست" هي مبادرة بائسة ومرفوضة، تنطلق من تعصب ديني أصولي أعمى، وتنطلق من حقد ليس فقط ضد الصهاينة، بل ضد اليهود. ومثل هذا المؤتمر لا يلحق الضرر بالصهيونية بل يجند يهود العالم حول السياسة الإسرائيلية.
إننا من قلب فلسطين، ومن قلب مأساتنا القومية والإنسانية كشعب، لا نقبل أن ننزلق إلى مواقف غير إنسانية بل لا إنسانية، لا باسم فلسطين، ولا باسم القومية ولا باسم الإسلام.
نحن شعب، جزء من العائلة الإنسانية العالمية، وقيم الإخاء الإنساني وحقوق الإنسان غالية علينا وتهمنا. ونأخذ موقفنا تجاه قضيتنا الوطنية وتجاه كل قضايا العالم، من هذا المنطلق الإنساني الوطيد والراسخ.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...
- الدفاع عن سيادة لبنان الديمقراطي دفاع عن كل المستقبل العربي
- لمواجهة قوى التطرف الديني والاستبداد
- لا قيمة للإنسان وحياة الإنسان
- ربيع الثورة يعم أمريكا اللاتينية
- -أدولف ليبرمان يدعو إلى ..تنظيف- إسرائيل من العرب
- تقول إنك قومي ماذا تقصد؟
- لماذا يقرر كل متطرف متخلف أنه إمام فينا
- المهاجرن العرب إلى الغرب.. غيتوات مغلقة..أم شركاء في المجتمع ...
- البطل غير قابل للتدجين
- جامعات أم مصانع
- الدين سماء لا زنزانة
- الطريق للخروج من المأزق واللحاق بالتقدم الإنساني العاصف
- لبنان بتجربته الحضارية أكبر بكثير من مساحته
- الشعب لا يأكل أوهاماً
- - العرب الجيدون - - العرب الساقطون في خدمة نظام القمع الاسرا ...
- الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل تعيش أزمة قيادة غير مسبوقة
- دور المثقف في نظر إدوارد سعيد


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم جبران - مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فلسطين؟