أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة .. في رفض أم هانئ الزواج من الرسول















المزيد.....

قراءة .. في رفض أم هانئ الزواج من الرسول


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8007 - 2024 / 6 / 13 - 02:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا المقال المقتضب ، سأبحث في رواية خطبة محمد بن عبدالله لأبنة عمه " أم هانئ " - وقد تم رفض طلبه ، كما سنرى فيما يلي ، ومن ثم سأسرد قراءتي للرواية .
الموضوع :
1 . من موقع / المكتبة الشيعية ، أنقل رواية الخطبة ، وبأختصار ( فقال محمد مخاطبا عمه أبي طالب : " يا عم أزوجت هبيرة وتركتني ؟ " ، فقال : " يا ابن أخي ! انا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم ". . فولدت لهبيرة هانئا ويوسف وجعدة . ثم أسلمت ففرق الاسلام بينهما . فلما جاء الاسلام خطبها النبي إلى نفسها . فقالت : " أن كنت لأحبك في الجاهلية فكيف في الاسلام ! ، ولكني امرأة مصبية ، وأكره ان يؤذك ". فقال : " خير نساء ركبن المطايا نساء قريش : أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده "... ) . 2 . فمن هي أم هانئ ( هي فاختة ، بنت أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب ابنة عم النبي ، وأخت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وجعفر وعقيل وطالب وجمانة ، وأمها فاطمة بنت أسد ، وقد عرفت فاختة بكنيتها ( أم هانئ ) ، وقد اختلف المؤرخون في اسمها فقيل إن اسمها " فاطمة ، وقيل هند وقيل عاتكة " ، وقال أغلبهم إن اسمها فاختة ، وهو المرجح والمشهور وهي أشهر بكنيتها " أم هانئ " / نقل بأختصار من موقع المكتبة الحسينية المقدسة ) .

القراءة :
* أول أشكال في الرواية ، هو رد عم الرسول / أبا طالب ، على محمد في سبب رفضه ، وقوله " الكريم يكأفئ الكريم " ، هنا التساؤل : فهل قياس الكرم عند أبا طالب هو الغنى ، أم هو غنى النفس والأخلاق ، وكيف لمحمد لم يكن مكافئا ل فاختة ، وهي أبنة عمه ، ومن ذات الأصل ، جدا ونسبا وقبيلة ! .
* تساؤل أخر ، أن أبا طالب ، تولى محمدا بعد وفاة جده / عبد المطلب ، ولكن بعض الروايات أشكالية ، منها : ( ولمَّا أرادَ أبُو طالبٍ أن يَخرُجَ في تجارَةٍ إلى الشَّامِ ، وتَهيَّأَ للرَّحيلِ ، تَعلقَ بهِ رَسُولُ اللهِ ، فرَقَّ لهُ أبُو طالبٍ وقَالَ : واللهِ لأخرُجَنَّ بهِ مَعِي، لا أفارِقُهُ ولا يُفارقُنِي أبدًا . انظر : "الرحيق المختوم" (ص58-59)... / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . وهنا يوجد تقاطع في الحقائق ، فمن جانب ، أن عمه / أبا طالب ، لا يترك محمدا وحيدا ، ويأخذه معه ، في حله وترحاله ، ومن جانب ، أخر يرفض زواجه من أبنته فاختة ! ، وهو المتعلق به .
* ولكن هذه العلاقة القوية بين محمد وعمه أبو طالب / رعاية له قبل النبوة وحمايته أثناء الدعوة .. وبالرغم من كل ذلك ، فأن أبن عمه عليا أسلم ، ولكن أبا طالب / أبا علي ، لم يسلم ! ، وتقول الرواية ( لمَّا حضَرتْ أبَا طالبٍ الوفَاةُ ، دخلَ عَليهِ النبيُّ ، وعندَهُ أبُو جَهلٍ وعبدُ الله بنُ أَبي أُمَيَّةَ ، فقَالَ : أَي عَمِّ ، قُلْ : لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، كَلِمَةٌ أحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنَد اللهِ . فقالَ : أبُو جهلٍ وعَبدُ اللهِ بنُ أَبِي أُمَية : يَا أبَا طَالِبٍ ، أتَرغَبُ عَن مِلَّةِ عَبِد المُطَّلِبِ ؟ فَلَم يَزَلْ رسْولُ يَعرِضُها عَليهِ ، ويَعودَان لهُ بِتلكَ المقَالَةِ ، حتَّى كانَ آخرَ مَا قَاَلَ : عَلى مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ .. وبعدها نزلت الآية " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " / 56 سورة القصص - نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . وهنا التساؤل : كان أبا طالب يرعى محمدا في صباه ، ومن ثم سندا له في دعوته ، ولكن من جانب أخر ، كيف يدافع أبا طالب عن محمد في دعوته للدين الجديد ، وهو لم يؤمن بهذا الدين ! ، حيث أنه ، رفض الشهادة وهو يحتضر ، فمات على دين الجاهلية ! .
* أشكال أخر في الرواية ، أن أبا طالب رفض زواج أبنته / فاختة ، من محمد - وفاختة باكر لم تتزوج بعد ، والأمر يتكرر ، حين أسلمت فاختة - 8 هجرية / وفصلت عن زوجها ، وطلبها محمد ، فرفضت أيضا ، بحجة - قولها : " أن كنت لأحبك في الجاهلية فكيف في الاسلام ! ولكني امرأة مصبية ، وأكره ان يؤذك " .. وهذا السبب منطقيا ، غير مقنع للرفض ، ومحمد رسول الله ، والنساء يرغبن به ! .

خاتمة :
1 . رجل كان فقيرا وحيدا متكلا على عمه في معيشته ، ومن ثم صار راعيا للغنم ( فأول ما أتجه إليه من العمل هو رعي الغنم في بني سعد مع إخوته من الرضاعة ثم رعاها في مكة . وعمل نبينا برعي الغنم ليس أمراً خاصاً به دون الأنبياء ، بل كان ذلك له ولإخوانه من الأنبياء جميعا . عن أبي هريرة أن النّبي ، قال: ما بعث الله نبيّا إلّا رعى الغنم ، فقال أصحابه : وأنت ؟ فقال : نعم ، كنت أرعاها على قراريط - جزء من الدينار .. / نقل من موقع أسلام ويب ) . لم يكن كلام محمد صائبا بخصوص أن الأنبياء كانوا رعاة غنم ، فالمسيح / مثلا ، لم يرعى غنما ، بل كان الراعي الصالح لأتباعه - وتأكيد ذلك ، أنقل ما يلي من موقع / الأنبا تكلا التالي ( قال السيد المسيح عن نفسه: " أنا هو الراعي الصالح . والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف " ( أنجيل يوحنا 10: 11) وأعتبر السيد المسيح أن الخراف هي رعيته ؛ أي خرافه الخاصة التي يعرفها بأسمائها ويدعوها باذلًا نفسه من أجلها ) ، وهنا المسيح ليس راعيا للغنم ، بل هو تشبيه مجازي لرعايته لأتباعه .
2 . ورجوعا الى أن محمدا كان راعي غنم - عند خطبته فاختة بنت عمه .. ففي هذا الوضع ، ممكن أن يرفض طلبه ! ، لأنه كان راعيا ، ومدخوله مجرد قراريط ! . ولكن بعد أن بسط محمد دعوته ، وفرض سيطرته على القبائل وحصوله على الغنائم - من المال والأماء والعبيد ، وفق الآية ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ .. / 41 سورة الأنفال ) ، وكذلك كانت النساء تعرضن أنفسهن عليه ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا 50 سورة الأحزاب ) ، فكيف لرجل كهذا أن يرفض طلبه ! .
3 . أليس هذا الأمر يثير التساؤل ! / أن يرفض طلب رجلا بهذا المكانة والقوة والسلطة ، من أبنة عمه مرتين ، أرى هناك سببا أخرا للرفض - لا يتعلق بكل ما ذكر ، قد خباءه الموروث الأسلامي ! ، وما روي كان ترقيع الفقهاء للرواية .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسخ الأولى للمصحف بين الحقيقة والواقع
- المخفي والمعلن .. بين دحية الكلبي والوحي جبريل
- أضاءة ل رمي الجمرات في مناسك الحج
- مهزلة وطنية حول قبول المسيحيين بالنوادي الرياضية في مصر
- قراءة للآية 176 من سورة النساء .. مع أضاءة للفتاوى
- ما روي في الموروث الأسلامي عن مدة الحمل عند المرأة
- قراءة لحديث - شق صدر رسول الأسلام -
- قراءة في واقعة - محاربة الملائكة مع محمد في معركة بدر -
- بطانة السلطة بين العدالة وبين الظُّلْم
- وجهة نظر مغايرة .. للناسخ والمنسوخ
- قراءة نقدية للآية { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ / 195 سورة ا ...
- قراءة في - مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ -
- كلمة حول .. هجوم موسكو - كروكوس سيتي -
- بين ضرورة تطور المعتقدات وبين جمودها .. الأسلام كمثال
- قراءة : مكانة المرأة في الأسلام .. بين الحقيقة وبين الرواية
- قراءة للآية 56 من سورة القصص
- قراءة في حديث الرسول ( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيه ...
- أضاءة .. للمطحنة البشرية في غزة
- قراءة للآية 219 من سورة البقرة
- تساؤلات .. هل نهب أرث الرسول !


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة .. في رفض أم هانئ الزواج من الرسول