أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حميد كشكولي - فوائد الهجرة















المزيد.....


فوائد الهجرة


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 8006 - 2024 / 6 / 12 - 02:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تصدر المنظمة الدولية للهجرة (IOM) تقريرًا سنويًا عن الهجرة العالمية. توفر هذه التقارير نظرة ثاقبة على أحدث اتجاهات الهجرة الدولية، وتقدم تحليلات حول القضايا الرئيسية التي تواجه المهاجرين والبلدان التي ينشؤون منها ويتجهون إليها.
لقد شهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في الهجرة الدولية خلال العقود القليلة الماضية. فوفقًا لتقرير الهجرة العالمية لعام 2022، كان هناك 281 مليون مهاجر دولي في عام 2020، أي ما يعادل 3.6٪ من سكان العالم. وهذا الرقم أعلى بكثير من عام 1970، عندما كان هناك 84 مليون مهاجر دولي فقط. و لا يزال النزوح القسري يشكل تحديًا كبيرًا. فاعتبارًا من نهاية عام 2022، كان هناك 117 مليون شخص نازح قسريًا في جميع أنحاء العالم، وهو أعلى رقم قياسي تم تسجيله على الإطلاق. و هذا الرقم يشمل اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخليًا.
تأتي الدوافع الرئيسية للهجرة من الصراعات والعنف والاضطهاد، والظروف الاقتصادية المتردية، وتغير المناخ، والبحث عن فرص تعليمية أفضل.
و يمكن أن يكون للهجرة آثار إيجابية وسلبية على البلدان المصدرة والبلدان المستقبلة. تشمل الفوائد المحتملة للمهاجرين البلدان المستقبلة زيادة القوى العاملة وتنوع المهارات والتحويلات المالية. ومع ذلك، يمكن أن تواجه البلدان المصدرة نقصًا في القوى العاملة وتسرب الأدمغة وتأثيرات اجتماعية واقتصادية أخرى. وهناك اهتمام متزايد بالحوكمة الفعالة للهجرة. تعمل المنظمة الدولية للهجرة مع الحكومات والمنظمات الدولية الأخرى لتطوير وإدارة سياسات وبرامج هجرة منظمة وعادلة وإنسانية.
ومن المهم ملاحظة أن تقارير الهجرة العالمية للمنظمة الدولية للهجرة هي موارد قيمة لفهم الهجرة الدولية، لكنها ليست المصدر الوحيد للمعلومات حول هذا الموضوع. فهناك العديد من المنظمات الأخرى التي تنشر بيانات وتحليلات حول الهجرة، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وبنك الدولي.

الهجرة والتحويلات المالية: مساهمة المهاجرين في بلدانهم الأصلية
تلعب التحويلات المالية من المهاجرين دورًا هامًا في دعم الاقتصادات في البلدان النامية إذ تشير التقديرات إلى أن التحويلات المالية قد تجاوزت المساعدة الإنمائية الرسمية والاستثمار الأجنبي المباشر كأكبر مصدر للتمويل الخارجي للعديد من البلدان النامية.
وفيما يلي بعض التفاصيل الإضافية حول مساهمة التحويلات المالية:
• حجم التحويلات المالية: في عام 2022، بلغت التحويلات المالية العالمية 782 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 5.1٪ عن عام 2021. تشكل هذه التحويلات 2.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و18.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان النامية.
• البلدان الأكثر تلقيًا للتحويلات المالية: تتلقى البلدان النامية في آسيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي أكبر قدر من التحويلات المالية. في عام 2022، كانت أكبر خمسة مستفيدين من التحويلات المالية الهند والصين، والمكسيك والفلبين والبرازيل.
• استخدام التحويلات المالية: تُستخدم التحويلات المالية من المهاجرين غالبًا لتلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم، مثل الغذاء والتعليم والرعاية الصحية. ومع ذلك، يمكن أيضًا استخدامها للاستثمار في الأعمال التجارية أو العقارات أو الأصول الأخرى.
• الآثار الاقتصادية للتحويلات المالية: يمكن أن يكون للتحويلات المالية تأثير إيجابي كبير على الاقتصادات النامية. يمكن أن تساعد في تحفيز النمو الاقتصادي، والحد من الفقر، وخلق فرص العمل، ودعم الاستقرار المالي.
• التحديات: على الرغم من فوائد التحويلات المالية، إلا أن هناك بعض التحديات المرتبطة بها. تشمل هذه التكاليف المرتفعة لإرسال التحويلات المالية، وإمكانية إساءة استخدام التحويلات المالية، والاعتماد المفرط على التحويلات المالية كسند للاقتصادات النامية.


يوضح تقرير الهجرة العالمية لعام 2024 للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن هناك ما يقرب من 281 مليون مهاجر دولي حول العالم، وهو ما يمثل 3.6٪ من سكان العالم. هذا الرقم أعلى بكثير من 84 مليونًا في عام 1970 و 153 مليونًا في عام 1990.
يؤكد التقرير أيضًا على استمرار اتجاه ازدياد الهجرة في المستقبل. وتشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن العوامل الثلاثة الرئيسية وراء هذا الارتفاع هي:
• الحروب والصراعات: تُجبر الحروب والعنف الناس على الفرار من ديارهم بحثًا عن الأمان. تشير التقديرات إلى أن النزاعات المسلحة كانت السبب وراء أكثر من نصف حالات النزوح القسري في العالم اليوم.
• التدهور الاقتصادي: تدفع الأزمات الاقتصادية والفقر وعدم المساواة الناس إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل لأنفسهم وعائلاتهم.
• تغير المناخ: تشرد تغيرات المناخ والكوارث الطبيعية المتزايدة ملايين الأشخاص، مما يجبرهم على النزوح داخل بلدانهم أو عبور الحدود الدولية.
بالإضافة إلى هذه العوامل الثلاثة، تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن العوامل الديموغرافية، مثل شيخوخة السكان في البلدان المتقدمة، وتزايد عدم المساواة، والتقدم التكنولوجي، تلعب أيضًا دورًا في اتجاهات الهجرة العالمية.
الآثار المترتبة على الهجرة:
للهجرة العالمية آثار كبيرة على البلدان المصدرة والبلدان المستقبلة على حدٍ سواء. تشمل بعض التأثيرات الرئيسية:
• البلدان المصدرة: قد تواجه البلدان المصدرة نقصًا في القوى العاملة وتسرب الأدمغة وتأثيرات اجتماعية واقتصادية أخرى. ومع ذلك، يمكن أن تستفيد أيضًا من التحويلات المالية التي يرسلها المهاجرون إلى عائلاتهم في وطنهم.
• البلدان المستقبلة: قد تواجه البلدان المستقبلة تدفقات من الوافدين الذين يحتاجون إلى خدمات مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان. ومع ذلك، يمكن أن تستفيد أيضًا من مساهمات المهاجرين في الاقتصاد، بما في ذلك مهاراتهم وخبرتهم ورأس المال.
ومن المهم إدارة الهجرة بشكل فعال لضمان فوائدها لكل من المهاجرين والبلدان التي ينشؤون منها ويتجهون إليها. وأن تعمل المنظمة الدولية للهجرة مع الحكومات والمنظمات الدولية الأخرى لتطوير سياسات وبرامج هجرة منظمة وعادلة وإنسانية.
وإن الهجرة قضية معقدة ذات أبعاد إنسانية واقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة. ومن المهم فهم اتجاهات الهجرة وعواملها وآثارها من أجل تطوير سياسات وبرامج هجرة فعالة تفيد المهاجرين والبلدان التي ينشؤون منها ويتجهون إليها.

إنّ تأثير تجارة الأسلحة على النزوح مركّب ومتعدد الأوجه، إذ تُسهّل حصول الجماعات المسلحة، بما في ذلك الدول المتحاربة والجماعات المتمردة، على الأسلحة والمعدات، ممّا يُؤجّج الصراعات ويُطيل أمدها. كما تُغيّر تجارة الأسلحة ميزان القوى في مناطق النزاع، ممّا قد يُشجّع على بدء الحروب أو تصعيدها. و تُغذي تجارة الأسلحة دافع الربح لدى الشركات المصنّعة للأسلحة والتجار، ممّا قد يُؤدّي إلى دعمهم للحروب والعنف لتحقيق مصالحهم المالية.
تُؤدّي الحروب والعنف المسلّح المُغذّى بتجارة الأسلحة إلى مقتل وإصابة المدنيين، ممّا يُجبرهم على الفرار من ديارهم. وتُسبّب الحروب دمارًا واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل، ممّا يُجبر الناس على النزوح. وقد يُستخدم العنف المسلّح المُغذّى بتجارة الأسلحة كأداة للقمع والاضطهاد، ممّا يُجبر الأقليات والمجموعات المُستضعفة على الفرار.
الأمثلة:
أدّت تجارة الأسلحة إلى تأجيج الصراع في سوريا، ممّا أدّى إلى نزوح ملايين الأشخاص داخليًا وخارجيًا. واستُخدمت تجارة الأسلحة لقمع الروهينغا في ميانمار، ممّا أدّى إلى نزوحهم الجماعي إلى بنغلاديش. و أدّت تجارة الأسلحة إلى تفاقم الصراع في أوكرانيا، ممّا أدّى إلى نزوح ملايين الأشخاص.

الجهود المبذولة للحدّ من تأثير تجارة الأسلحة على النزوح:
• المعاهدات الدولية: توجد معاهدات دولية تهدف إلى تنظيم تجارة الأسلحة والحدّ من انتشارها، مثل معاهدة التجارة الدولية للأسلحة.
• المبادرات الإقليمية: هناك مبادرات إقليمية تُعنى بالحدّ من تجارة الأسلحة، مثل مبادرة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
• المنظمات غير الحكومية: تعمل العديد من المنظمات غير الحكومية على فضح مخاطر تجارة الأسلحة والدعوة إلى الحدّ منها.
وختاما، إنّ تجارة الأسلحة لها تأثيرٌ سلبيٌّ كبيرٌ على النزوح والهجرة. من المهمّ اتّخاذ إجراءات دولية وإقليمية لتنظيم تجارة الأسلحة والحدّ من انتشارها، ممّا قد يُساهم في الحدّ من النزاعات والهجرة القسرية.

العمل غير الرسمي والبطالة والهجرة: التحديات والآثار
يُعدّ العمل غير الرسمي والبطالة والهجرة من التحديات الرئيسية التي تواجهها العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، إذ إن لها تأثيرٌ سلبيٌّ كبيرٌ على الأفراد والمجتمعات والاقتصادات.
يشير العمل غير الرسمي إلى العمل الذي يتم إجراؤه خارج إطار القوانين واللوائح الرسمية. يشمل ذلك العمل بدون عقد، والعمل لساعات طويلة في ظروف خطرة، وعدم الحصول على الحد الأدنى من الحماية الاجتماعية أو الفوائد. وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن حوالي 58٪ من القوى العاملة العالمية - أو ملياري شخص - يعملون في القطاع غير الرسمي. وتشمل أسباب العمل غير الرسمي الفقر، ونقص الفرص في القطاع الرسمي، والقيود المفروضة على التوظيف، وضعف إنفاذ القوانين.
يُؤثّر العمل غير الرسمي على العمال من خلال حرمانهم من الحماية الاجتماعية، والتعرض لظروف عمل خطرة، وعدم الحصول على أجور عادلة، وإمكانية استغلالهم. كما أنه يُؤثّر على الاقتصادات من خلال تقليل الإيرادات الضريبية، وإعاقة النمو الاقتصادي، وتشويه المنافسة.
البطالة:
تُعرّف البطالة بأنها حالة الشخص الذي يكون قادرًا على العمل وراغبًا فيه، لكنه لا يستطيع العثور على وظيفة. فقد بلغ معدل البطالة العالمي 5.7٪ في عام 2023، وفقًا لمنظمة العمل الدولية. ومع ذلك، تختلف المعدلات اختلافًا كبيرًا بين البلدان والمناطق.
و تشمل أسباب البطالة نقص الفرص في العمل، وعدم تطابق المهارات مع متطلبات سوق العمل، والتمييز، والقيود المفروضة على التوظيف، والكوارث الطبيعية، والصراعات.
و تُؤثّر البطالة على الأفراد من خلال تراجع الدخل، وفقدان الثقة بالنفس، وتزايد الاعتماد على المساعدات الاجتماعية، وزيادة مخاطر الصحة العقلية والجسدية. كما أنها تُؤثّر على المجتمعات من خلال زيادة التوتر الاجتماعي والجريمة، وتقليل الإنتاجية والنمو الاقتصادي.

تلعب تحويلات المهاجرين دورًا حيويًا في دعم الاقتصادات في الدول النامية. تُعدّ هذه التحويلات بمثابة شريان حياة لعائلات المهاجرين ومجتمعاتهم المحلية، حيث تُساهم في تمويل الاحتياجات الأساسية، وتحفيز الاستثمار، وتعزيز النمو الاقتصادي.
وفقًا لتقرير حديث للمنظمة الدولية للهجرة، شهدت تحويلات المهاجرين ازديادًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة. فقد ارتفعت من 128 مليار دولار أمريكي في عام 2000 إلى 831 مليار دولار أمريكي في عام 2022، أي ما يعادل زيادة بنسبة 650٪.

تلعب تحويلات المهاجرين دورًا هامًا في دعم اقتصادات الدول النامية. تُعدّ هذه التحويلات مصدرًا رئيسيًا للدخل بالنسبة للعديد من الأسر، حيث تُستخدم لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية. كما تُساهم تحويلات المهاجرين في تحفيز الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم، ممّا يُساعد على خلق فرص عمل وتشجيع النمو الاقتصادي.
تجاوز الاستثمار الأجنبي:
تُشير التقديرات إلى أن تحويلات المهاجرين تفوق الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدات الإنمائية الرسمية مجتمعة في العديد من الدول النامية. على سبيل المثال، في عام 2022، وصلت تحويلات المهاجرين إلى الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى 647 مليار دولار أمريكي، بينما بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدات الإنمائية الرسمية 200 مليار دولار أمريكي و 135 مليار دولار أمريكي على التوالي.
التأثير على الناتج المحلي الإجمالي:
تشكل تحويلات المهاجرين جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول النامية. على سبيل المثال، في عام 2022، شكّلت تحويلات المهاجرين 29٪ من الناتج المحلي الإجمالي في قرغيزستان و 23٪ في طاجيكستان و 22٪ في نيبال.
التحديات:
على الرغم من الفوائد العديدة لتحويلات المهاجرين، إلا أن هناك بعض التحديات المرتبطة بها. تشمل هذه التحديات:
• ارتفاع تكاليف التحويل: لا يزال المهاجرون يواجهون رسومًا عالية لتحويل الأموال إلى بلدانهم الأصلية.
• قلة الوصول إلى الخدمات المالية: يفتقر العديد من المهاجرين إلى الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية، ممّا يُجبرهم على استخدام قنوات التحويل غير الرسمية التي قد تكون أقل أمانًا وكفاءة.
• عدم استقرار تدفقات التحويلات: قد تتأثر تدفقات التحويلات بعوامل اقتصادية خارجية مثل الأزمات المالية والتقلبات في أسعار العملات.


تحويلات المهاجرين: أداة فعّالة لمكافحة الفقر في الدول النامية
تسليط الضوء على دور تحويلات المهاجرين:
تُؤكد الدراسات التي أجراها البنك الدولي على أهمية تحويلات المهاجرين كأداة فعّالة لمكافحة الفقر في الدول النامية. وتشير هذه الدراسات إلى ميزتين رئيسيتين تميز تحويلات المهاجرين عن أشكال المساعدة الخارجية الأخرى:
1. توزيع أكثر عدالة:
• تختلف تحويلات المهاجرين عن الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تتركز عادة في الدول النامية الأكبر حجمًا وفي قطاعات محددة قد لا تُساهم بشكل مباشر في تحسين حياة أفقر فئات المجتمع.
• تُوزّع تحويلات المهاجرين بشكل أكثر توازناً، حيث تصل إلى الأسر والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلدان النامية، مما يُساهم في الحد من عدم المساواة وتعزيز التنمية الشاملة.
2. تأثير مباشر على الفقر:
• تُظهر الدراسات الاستقصائية للأسر المعيشية أن تحويلات المهاجرين لها تأثير مباشر على خفض معدلات الفقر في البلدان النامية.
• على سبيل المثال، أدت تحويلات المهاجرين إلى خفض معدلات الفقر في غانا بنسبة 5٪، وبنجلاديش بنسبة 6٪، وأوغندا بنسبة 11٪.
• تُعدّ هذه التحويلات بمثابة شريان حياة للأسر الفقيرة، حيث تُستخدم لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية.
• كما تُساهم في تمكين الأسر من الاستثمار في مشاريع مدرّة للدخل، مما يُساعد على تحسين سبل عيشها على المدى الطويل.
أمثلة ملموسة:
• المكسيك: تُعدّ تحويلات المهاجرين أحد أهم مصادر الدخل في المكسيك، حيث تُساهم في تمويل ما يقرب من 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
• الفلبين: تُعدّ تحويلات المهاجرين ثاني أكبر مصدر للعملات الأجنبية في الفلبين بعد الصادرات، حيث تُساهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة.

تُعدّ تحويلات المهاجرين أداة قوية لمكافحة الفقر في الدول النامية. فهي تُساهم في توزيع الدخل بشكل أكثر عدالة، وتحسين مستويات المعيشة، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل. من خلال دعم المهاجرين وتمكينهم من إرسال تحويلاتهم بأمان وبكفاءة، يمكن للبلدان النامية الاستفادة بشكل أفضل من هذه الموارد الهامة لتحقيق التنمية المستدامة.
المعاملة غير العادلة للمهاجرين: ضرورة التحول في المنظور

يُساهم المهاجرون بشكل كبير في الحد من الفقر وبناء الثروة في المجتمعات التي يستقرون فيها. ومع ذلك، غالبًا ما تتم معاملتهم بشكل غير عادل، حيث يتمّ تجريمهم وإهمالهم من قبل الدول التي ينتمون إليها. تُظهر البيانات أنّه يجب إعادة تقييم أولويات الاستثمار، مع التركيز على تحويلات المهاجرين بدلاً من "الأموال الساخنة" من الشركات المتعددة الجنسيات.
يُواجه العديد من المهاجرين ظروفًا خطيرة وسوء معاملة أثناء رحلاتهم، ويتمّ احتجازهم في ظروف غير إنسانية، ويُواجهون خطر الترحيل. تُهمل الدول المستقبلة احتياجات المهاجرين، وتُقدم لهم دعمًا غير كافٍ، وتُفشل في حماية حقوقهم.
تُساهم تحويلات المهاجرين في دعم أسرهم في بلدانهم الأصلية، ممّا يُساعد على رفع مستويات المعيشة وخفض معدلات الفقر.
و يُساهم المهاجرون في اقتصادات البلدان المضيفة من خلال مهاراتهم وعملهم وأعمالهم التجارية.

تُظهر البيانات أن تحويلات المهاجرين أكبر حجمًا وأكثر تأثيرًا على المجتمعات المحلية من "الأموال الساخنة" التي تستثمرها الشركات المتعددة الجنسيات.
تُساهم تحويلات المهاجرين في تمويل مشاريع تنموية مستدامة تفيد المجتمعات المحلية على المدى الطويل.
يجب على الحكومات إعادة تقييم أولوياتها الاستثمارية، مع التركيز على تحويلات المهاجرين كمحرك رئيسي للتنمية.
يجب على الحكومات دعم المهاجرين وتمكينهم من إرسال تحويلاتهم بأمان وبكفاءة، وخلق بيئة مواتية لاندماجهم في المجتمعات المضيفة.
• التعاون الدولي: يجب على الدول التعاون لضمان حماية حقوق المهاجرين وتعزيز مساهماتهم في المجتمعات العالمية.
إنّ معاملة المهاجرين غير العادلة تُعدّ ظلمًا يُعيق التنمية ويُهدد الاستقرار الاجتماعي. حان الوقت لإعادة تقييم أولويات الاستثمار والتركيز على تحويلات المهاجرين كأداة قوية للحد من الفقر وبناء مجتمعات أكثر ثراءً واستدامة.

قوة المهاجرين الهائلة: فرصة ضائعة
يشكل المهاجرون، الذين يبلغ عددهم 281 مليونًا على مستوى العالم، قوة هائلة. لو عاشوا جميعًا في بلد واحد، لكانوا يشكلون رابع أكبر دولة في العالم.
ومع ذلك، لا تحظى هذه المجموعة الضخمة من الناس بالاحترام أو الحماية التي تستحقها.
يواجه المهاجرون العديد من التحديات، بما في ذلك:
• الافتقار إلى الحماية الاجتماعية: لا يحصل العديد من المهاجرين على نفس الحقوق والمزايا التي يتمتع بها المواطنون، مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان.
• التمييز: يتعرض المهاجرون للتمييز في كثير من الأحيان بسبب عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم.
• الاستغلال: غالبًا ما يتم استغلال المهاجرين من قبل أرباب العمل الذين يدفعون لهم أجورًا منخفضة ويعرضونهم لظروف عمل خطرة.
• صعوبات إرسال التحويلات: تواجه أسر المهاجرين صعوبات في إرسال الأموال إلى بلدانهم الأصلية بسبب الرسوم المرتفعة والقيود المفروضة من قبل شركات تحويل الأموال.
على الرغم من هذه التحديات، يُساهم المهاجرون بشكل كبير في المجتمعات التي يعيشون فيها:
• إنهم يُنشئون أعمالًا تجارية: يُساهم المهاجرون في اقتصادات البلدان المضيفة من خلال إنشاء أعمال تجارية وخلق فرص عمل.
• إنهم يدفعون الضرائب: يدفع المهاجرون الضرائب التي تُستخدم لتمويل الخدمات العامة مثل المدارس والطرق.
• إنهم يُثرون الثقافة: يجلب المهاجرون معهم ثقافاتهم وتقاليدهم، مما يُثري المجتمعات التي يعيشون فيها.
هناك حاجة ماسة إلى سياسة تُعالج احتياجات المهاجرين وتُمكنهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. يجب أن تشمل هذه السياسة:
• توفير الحماية الاجتماعية: يجب أن يحصل المهاجرون على نفس الحقوق والمزايا التي يتمتع بها المواطنون، مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان.
• مكافحة التمييز: يجب سنّ قوانين تحمي المهاجرين من التمييز على أساس العرق أو الجنسية أو الدين.
• حماية حقوق العمال: يجب ضمان حصول المهاجرين على أجر عادل وظروف عمل آمنة.
• تسهيل تحويل الأموال: يجب خفض الرسوم المفروضة على تحويل الأموال وتخفيف القيود المفروضة من قبل شركات تحويل الأموال.
• برامج دمج المهاجرين: يجب إنشاء برامج لمساعدة المهاجرين على الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة وتعلم اللغة والثقافة المحلية.
إنّ توحيد المهاجرين في قوة سياسية قوية أمر ضروري لضمان حصولهم على حقوقهم وتحسين حياتهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
• منظمات المهاجرين: يجب دعم منظمات المهاجرين وتشجيعها على توحيد جهودها والتحدث باسم واحد.
• التحالفات مع الجماعات الأخرى: يجب على المهاجرين تكوين تحالفات مع مجموعات أخرى مناهضة للظلم، مثل نقابات العمال وجماعات حقوق الإنسان.
• المشاركة السياسية: يجب على المهاجرين التسجيل للتصويت والترشح لمنصب عام والمشاركة في العملية السياسية.
إنّ المهاجرين هم قوة قوية يمكن أن تُساهم بشكل كبير في بناء عالم أكثر عدلاً وازدهارًا. حان الوقت للاعتراف بإمكاناتهم والاستثمار في مستقبلهم.
موارد إضافية:
• منتدى زيتكين للبحوث الاجتماعية: https://www.lespressesdureel.com/EN/ouvrage.php?id=9716&menu=0
• كتاب "الانفصال: العراق وليبيا وأفغانستان وهشاشة القوة الأمريكية" بقلم فيجاي براشاد ونعوم تشومسكي: https://thenewpress.com/books/withdrawal

281 مليون مهاجر: قوة عالمية غير مستغلة
يتواجد 281 مليون مهاجر في العالم اليوم، ليشكلوا رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان إذا عاشوا جميعًا في بلد واحد.
ومع ذلك، على الرغم من مساهماتهم الهائلة في المجتمعات المضيفة، يواجه المهاجرون ًمعاملة غير عادلة وعدم احترام:
• نقص الحماية الاجتماعية: يفتقر العديد من المهاجرين إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ويعيشون في ظروف غير آمنة.
• التجريم: تُجرم العديد من الدول المهاجرين وتحتجزهم في ظروف غير إنسانية.
• استغلالهم: يتعرض المهاجرون في كثير من الأحيان لظروف عمل قاسية وأجور منخفضة بسبب افتقارهم إلى الوثائق.
• رسوم باهظة على التحويلات: تُفرض رسوم عالية على تحويلات المهاجرين من قبل شركات مثل باي بال، ويسترن يونيون، وموني جرام، مما يُقلل من المبالغ التي تصل إلى أسرهم.
• قلة التمثيل السياسي: لا يوجد لدى المهاجرين بشكل عام تمثيل سياسي قوي، مما يحد من قدرتهم على التأثير على السياسات التي تؤثر على حياتهم.
إمكانيات هائلة:
على الرغم من التحديات التي يواجهونها، يمتلك المهاجرون إمكانيات هائلة للمساهمة في التنمية العالمية:
• القوة العاملة: يُشكل المهاجرون جزءًا كبيرًا من القوى العاملة في العديد من البلدان، حيث يُساهمون في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والزراعة والبناء.
• الريادة: يُعدّ المهاجرون رواد أعمال ومبدعين يُساهمون في تنمية اقتصادات البلدان المضيفة.
• التنوع الثقافي: يُثري المهاجرون المجتمعات بتنوعهم الثقافي ومعارفهم ومهاراتهم.
الحاجة إلى تغيير:
من أجل الاستفادة من قدرات المهاجرين بشكل كامل، هناك حاجة ماسة إلى تغيير:
• سياسات داعمة: يجب على الحكومات وضع سياسات تدعم حقوق المهاجرين وتحميهم من الاستغلال.
• برامج توحيد: يجب تطوير برامج توحد المهاجرين وتُعزز قوتهم السياسية.
• خفض رسوم التحويلات: يجب خفض رسوم تحويلات المهاجرين لتمكينهم من إرسال المزيد من الأموال إلى أسرهم.
• تعزيز التضامن: يجب تعزيز التضامن مع المهاجرين ومكافحة خطاب الكراهية والتمييز.



موارد إضافية:
• ** قاعدة بيانات التحويلات المالية للبنك الدولي**: https://www.worldbank.org/en/topic/migration/overview
• ** تقرير 2022 عن الهجرة والتنمية للبنك الدولي**: https://www.worldbank.org/en/publication/wdr2023
• ** المنظمة الدولية للهجرة**: https://www.iom.int/



• تقرير الهجرة العالمية 2024: https://publications.iom.int/books/world-migration-report-2022
• موقع المنظمة الدولية للهجرة: https://www.iom.int/
• مركز دراسات الهجرة الدولية: https://www.migrationpolicy.org/

• الشبكة العالمية لنزع السلاح: https://www.womenpeacesecurity.org/member/gnwp/
• المعهد الدولي للسلام: https://www.ipinst.org/
• حملة تجارة الأسلحة: https://controlarms.org/research-and-reports/



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحر الأرواح
- فيكتور هوجو: نجمٌ ساطعٌ لم يخفت بريقه
- حوار المؤلف والقارئ والنص في الأدب
- قراءة في مذكرات ابنة ستالين- الجزء 2
- قراءة في مذكرات سفيتلانا ستالين- الجزء 1
- تأملات حول -الإسلاموفوبيا-
- التأثير الإيديولوجي على مواقف البلاشفة وماركس وانجلز من أدبا ...
- فيلم -جمعية الشعراء الموتى-: رحلة الشعر و الإبداع والتحرر
- الدين والشعراء والسلطان
- ماركس والنقد الديني
- -قلب الظلام- صراعات النفس البشرية في مواجهة الشرّ
- إعادة تشكيل الذات بين سارتر وماركس
- المديرون التنفيذيون في السويد نبلاء العصر البرجوازي
- بروين اعتصامي - ملكة الشعراء
- ماذا بقي من الاشتراكية الديمقراطية؟
- سمكة القمر
- -أنا- الإنسان: ثنائية معقدة
- رواية -المسخ- علامة فارقة في تاريخ الأدب العالمي
- علم الجمال الماركسي، ما تبقى منه، وتطوره
- النقد الأدبي الماركسي لم يزل منهجا تحليليا مهما، ولكن...


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حميد كشكولي - فوائد الهجرة