أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد الكحل - لا هُم قوميون ولا هُمْ وحدويون، بل عملاء مرتزقون.















المزيد.....


لا هُم قوميون ولا هُمْ وحدويون، بل عملاء مرتزقون.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 18:14
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تداولت بعض المواقع خبر مشاركة قوميين عرب في ندوة إعلامية بالعاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس 7 يونيو 2024، تعبيرا منهم عن معاداتهم للوحدة الترابية للمغرب ودعهم لانفصالي البوليساريو.
وما أثار الانتباه في هذه المشاركة هو التناقض الصارخ بين الشعارات وبين المواقف لدى فئة من القوميين العرب وبعض تنظيماتهم السياسية وعلى رأسها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين". ذلك أن النظام الأساسي المعدّل للمؤتمر القومي العربي ينص في المادة الثانية على الهدف المركزي من تأسيس المؤتمر كالتالي: "هدف المؤتمر الإسهام في شحذ الوعي العربي بأهداف الأمة المتمثلة في مشروعها الحضاري وهي: الوحدة الـعـربـيـة، والـديـمـقـراطـيـة، والـتـنـمـيـة الـمـسـتـقـلـة، والـعـدالـة الاجـتـمـاعـيـة، والاسـتـقـلال الـوطـنـي والـقـومـي، والتجدد الحضاري، وتحقيق التفاعل بين الوحدويين العرب في إطـار من التنوع والتكامل، وتعبئة الـطـاقـات الـشـعـبـيـة مـن أجـل تـحـقـيـق هـذه الأهـــداف، واتـخـاذ الـمـواقـف الـمـعـبـرة عـنـهـا، وتـوثـيـق روابـط التعاون والتنسيق مع الهيئات المماثلة في أهدافها". بينما موقف أولئك القوميين من الوحدة الترابية للمغرب يناقض النظام الأساسي لهيأتهم التي ترفع شعار الوحدة العربية وتجميع شتات الدول العربية لبناء الأمة العربية. إذ لا يمكن تحقيق أهداف الوحدة والتنمية والاستقلال وتعبئة الطاقات الشعبية في الوقت الذي تجنح فيه فئة من القوميين وهيئاتهم إلى دعم الانفصال وتمزيق الأوطان. فالقوة تأتي من الوحدة وليس من التشرذم؛ خصوصا وأن البيان الأول الصادر عن المؤتمر التأسيسي لهيئة القوميين العرب وقف على مفارقة يعيشها الوضع العربي. فمن جهة وجود "الأزمـة الشاملة التي يعيشها الوطن، وخاصة استمرار احتلال الأرض العربية، وتفاقم سياسة القوة الإسرائيلية وتحديها السافر لـلإرادة العربية في فلسطين وخارجها". ومن جهة ثانية، "تكدس بعض الأنظمة العربية السلاح بـاهـظ الـتـكـلـفـة، ولا تـوجـهـه نـحـو الـعـدو الأســاســي، وتـحـول دون تـوظـيـف الإمـكـانـات الـعـربـيـة، وفـي مقدمها النفط، في النضال القومي. كما اسـتـمـرت الـخـلافـات العربية تفت فـي عضد الأمـة، كما بين الـعـراق وسـوريـة، وبـيـن المغرب والجزائر حول الصحراء".
يقتلون الميت ويمشون في جنازته.
يستغرب المرء من تباكي القوميين العرب على واقع الصراع الذي تعيشه الدول العربية فيما بينها، وهو صراع إيديولوجي في جوهره أكثر مما هو صراع على الحدود أو المصالح. إذ لم تنعتق، بعدُ، غالبية الأنظمة العربية، خصوصا تلك التي تدعي الاشتراكية وترفع شعار الوحدة، من مناخ الحرب الباردة. لقد انهار الاتحاد السوفييتي وانهارت معه منظومته الإيديولوجية، بينما ظلت تلك الأنظمة ومعها عدد من الأحزاب والمنظمات تلوّك شعارات باتت من المتلاشيات. بل إنها لم تستوعب أن جدار برلين قد انهار وانهارت معه الأنظمة الشمولية التي تأسست على الحزب الوحيد ممثل البروليتاريا. فلا يُعقل أن تنخرط تنظيمات قومية/اشتراكية في دعم الانفصال وتفتيت الأوطان، وفي نفس الوقت تتباكى على واقع الصراع بين الأنظمة والدول العربية، كما هو بيّن في الفقرة التالية من البيان الأول للمؤتمر التأسيسي الذي انعقد بتونس بين 3 و 5 مارس 1990:" - ولـمـا كـان الـخـلاف الـسـوري - الـعـراقـي يـعـتـبـر مـن أخـطـر الـخـلافـات الـتـي تـتـرك آثـارهـا السلبية على الأمـة العربية بأكملها، فقد ناقش المؤتمر هـذا الـخـلاف وأكـد أن حجم الـضـرر والاستنزاف الــقــومــي الـمـتـرتـب عـلـيـه فــي هــذه الـمـرحـلـة بــالــذات لا يـتـنـاسـب ً إطــلاقــا مــع ّكــل مــا تــوصــل إلـيـه ّ لا يــرى الـمـؤتـمـر مـبـررا لاسـتـمـراره بـأي حــال. ولـذلـك الـمـؤتـمـر حـول أسـبـابـه ومــصــادره، ومـن ثـم يطالب المؤتمر الرئيسين السوري والعراقي بوضع ّحد فوري للخلاف. كما يدعو جميع القوى الـشـعـبـيـة، لـلـضـغـط مـن أجـل هـذا الـهـدف، لأن اسـتـمـرار هـذا الـخـلاف يـؤدي إلـى إهــدار الـطـاقـات الـعـربـيـة واسـتـمـرار عـجـز الأمـة الـعـربـيـة عـن اسـتـخـدام هـذه الـطـاقـات فـي مـواجـهـة أعـدائـهـا وتـحـقـيـق غاياتها". مرت أربع وعشرون سنة (24) عن تأسيس المؤتمر دون أن يستخلص القوميون العرب فداحة تخندقهم في صف الأنظمة القومية الشمولية وتزكية جرائمهم في حق شعوبهم. ولا يزالون مستمرين في السباحة حول موائد أولئك الحكام والتسبيح بأنظمتهم.
خلاوه ممدود ومشاو يعزيو في محمود.
الملاحظ أن غالبية القوميين حمَلة وهْم "تحرير الصحراء" ينحدرون من دول فتك بها التطرف والانفصال والإرهاب والديكتاتورية ( سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، فلسطين، الجزائر). لم يستخلصوا العبرة مما يجري في دولهم من اختطاف وتقتيل وإرهاب وديكتاتورية. لقد أثبتت التجربة أن الأنظمة التي أعلنت نفسها قومية أو اشتراكية أو وحدوية فشلت في تحقيق ما رفعته من شعارات وما أشاعته من آمال في التحرر والتنمية والاكتفاء الذاتي وفك الارتباط والتبعية لدول الهيمنة والاستعمار وذلك بإقامة مجتمع صناعي متقدم. فما يجري اليوم في سوريا والعراق وليبيا واليمن والجزائر، وهي الدول التي حكمتها أنظمة قومية/اشتراكية، لخير دليل على إفلاسها. لهذا كان على ممثلي القوميين بهذه الدول التي فقدت سيادتها وسيطرتها على أجزاء واسعة من ترابها الوطني أمام التنظيمات الإرهابية، أن يوجهوا دعمهم لدولهم المنهارة وينخرطوا، بكل جدية، في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتقويتها بدل الانشغال بالمغرب والتآمر عليه.
إن دعاة القومية والاشتراكية في العالم العربي هم من قوّضوا وحدته وعرقلوا جهود تنميته. لقد دمّر الحكام القوميون أوطانهم (صدام حسين، بشار الأسد، معمر القذافي، علي عبد الله صالح، حكام الجزائر) دون أن يحققوا التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية؛ بينما حافظت الأنظمة الملكية على استقرار أوطانها وأمن شعوبها. من هنا لن يكون السوري محمود الصالح وسلفه محمود مرعي اللذين تعاقبا على ما يسمى رئاسة "اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي" سوى مرتزقين باعا شرفهما، إن كان لهما من شرف، مقابل رشاوى حكام الجزائر لتأثيث مشهد انفضّ من حوله أحرار العرب والعالم. وكذلك هو حال ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر الذي يقتات على موائد الارتزاق ويستمرئ رشاوى قصر المرادية على دوي القصف الإسرائيلي لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وعويل الثكالى والأرامل. لم يبكيا ضحايا بشار من الفلسطينيين وهو يلقي بهم أحياء في الخنادق التي أعدّها لهم مدافن، كما لم يبكيا سبايا داعش من الإيزيديات ولا أوضاع النساء السوريات اللائي يستجدين كسرة خبز في شوارع المدن العربية؛ بل لم يتألم لحال اللاجئين السوريين، نساء وأطفالا وشيوخا، وقد رمى بهم النظام الجزائري خارج الحدود دون طعام أو ماء ولم يجدوا غير المغرب رحيما بهم. طبعا لا نمنّ على الإخوة اللاجئين السوريين، ولكن نذكّر القوميين السوريين عملاء حكام الجزائر بما جناه حكام القومية العربية، وضمنهم بشار الأسد، على شعوبهم من مآسي (قدرت الأمم المتحدة عدد ضحايا الحرب الأهلية بين 580,000–617,910+ شخص، منهم 306,887+ مدني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، و6.7 مليون نازح داخليا بحلول مارس 2021. مما يجعلها إحدى أسوأ الحروب كارثية في القرن الواحد والعشرين). إن مثلَكم ومثَل حكامكم حملة شعار "القومية العربية" كمثل الغربان لا تنبئ إلا بالشؤم ولا تنعق إلا بالموت، ولا تقود إلا إلى الجِيف.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (4/4).
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (3/4).
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (2/4).
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (1/4).
- الدبلوماسية الأمنية تكرس ريادة المغرب في محاربة الإرهاب.
- أبعدوا لخوانجية عن المجالس العلمية والخطب المنبرية.
- لا يمكن محاربة الفساد بأحزاب فاسدة.
- قميص نهضة بركان يصيب الكراغلة بالمُورُوكُوفُوبيا.
- رد على خالد الصمدي: التعصيب محض اجتهاد ظالم للإناث.
- أبعدوا خطباء الكراهية عن منابر المساجد.
- أيها الإسلاميون تعالوا نعتمد قانون الإرث لتركيا أردوغان.
- أحزاب بسرعات متباينة.
- مدونة الأسرة والقانون الجنائي يكشفان نفاق الإسلاميين.
- تهافت انتقادات البيجيدي لمذكرة مجلس بوعياش(2/2).
- تهافت انتقادات البيجيدي لمذكرة مجلس بوعياش (1/2).
- جهالة بنكيران وجهله.
- لا تْكبّر الشّانْ لْبُوجعْرَان.
- هل وصلت رسالة جماعة العدل والإحسان إلى الأحزاب السياسية؟
- قراءة في -الوثيقة السياسية- لجماعة العدل والإحسان (4/4).
- قراءة في -الوثيقة السياسية- لجماعة العدل والإحسان (3/4).


المزيد.....




- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
- الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد الكحل - لا هُم قوميون ولا هُمْ وحدويون، بل عملاء مرتزقون.