أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - راي في فتوى هدر دماء البعثيين














المزيد.....

راي في فتوى هدر دماء البعثيين


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 530 - 2003 / 7 / 1 - 00:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  ان الفتوى الدينية التي اطلقها السيد كاظم الحائري في هدر دماء البعثيين  بعد تصنيفهم الى خمس فئات واحدة منهم فقط لايشملها هذا الهدر تفتح بوابة التساؤل على معاني الفتوى السياسية وتضع عدة علامات استفهام حول اهدافها. لان اطلاق هكذا دعوة وفي هذا الوقت يعني اسباغ  شرعية على تصفية البعثيين من غير ان تتم اجراءات قانونية لمحاسبتهم ولالتقديم الادلة الكافية لادانتهم ولا اتاحة الفرصة الكافية لهم لتقديم دفاعهم او ادلتهم او مبرراتهم  وذلك لان الفتوى منوط امر تنفيذها، حسبما هو معروف عن الكيفية التي تطلق بها الفتاوى والزاماتها التي هي تخص المقلدين للمرجع صاحب الفتوى، باناس ليست لهم اهلية لاقانونية ولاسياسية، وستخضع للتنفيذ العشوائي والارتجالي وستتاثر بمزاج ودوافع واهداف المنفذ وحسب تقييمه الشخصي للحالة فليس هناك معيار دقيق لتحديد من تنطبق عليه هذه الفتوى وان وجد هكذا معيار فليس هناك من امكانية للتحقق من ضبط دقته.
هذا الوضع سيفتح الباب امام اشكالات وعقد ويفتح دوامة العنف من جديد، بل سيوسع من هذه الدائرة المفتوحة منذ عقود طويلة من حكم البعث الفاشي، في الوقت الذي يفترض فيه ان المجتمع  العراقي يجب ان يسعى الان لمعالجة اوضاعه ومشاكله بطريقة يتجنب بها تكرار اخطاء الماضي، فالجميع يعرف ان العنف يولد عنفا، وان المسعى العام للعراقيين بكل فئاتهم وتوجهاتهم، ينبغي ان ينصب باتجاه بناء دولة ومجتمع يسوده العدل والعقل. قد يعترض احد ما بالقول ان هذه الفتوى هي لتبيان وجهة النظر الشرعية من جرائم البعثيين لكن هذا الكلام مردود لان الفتوى لم تقصر القول بموقف الشرع بل هي افتت وبوضوح بهدر الدم وهذا يعني ان ذلك مطلوب تنفيذه وان على المقلدين ان يقوموا بذلك .
 الجانب الاخر من الموضوع هو ما لهذا الموقف والاجتهاد من تجاوز على هيئات المجتمع والدولة وعلى دورها وصلاحياتها حتى مع امر غيابها الاني، فمسالة محاسبة المجرمين البعثيين هي من صلاحيات الدولة والقضاء العراقي الذي سيتشكل مع تشكل مؤسسات الدولة والحكم المقبل. وطرح الفتوى هو تجاوز وتدخل في شؤون هذا الجهاز المهم والاساسي والذي يفترض بان تخضع له كل قضايا الخلاف والعدل في المجتمع ، وبهذا يكون الامر تجاوزا على دور وصلاحيات الدولة. والمسالة في التحليل الاخير لاتقف عند حدود اجتهاد فردي فقهي او سياسي لشخص  يتمتع بمكانة معينة في المجتمع بقدر ماهي محاولة للعب دور سياسي يشكل في مضمونه امتدادا لممارسات ما يسمى بتيار الصدر، لاسيما اذا عطفناه على الممارسات التي قام بها هذا التيار في الاونة الاخيرة من تجاوزات على حقوق الناس العامة والشخصية ومحاولاته لتطبيق اجتهاداته في فهم مبادئ الشريعة الاسلامية ومحاولة فرضها بالقوة مستغلا الفراغ الامني والسياسي بعد سقوط النظام. من هذا يمكن الاستنتاج ان هذه الفتوى هي اجراء لدعم هذا التوجه  ومده بعناصر القوة والشرعية في محاولته اقامة سلطة على الارض تفرض مايتوهم من انه سيكون امرا واقعا على كل من سياتي الى ساحة ادارة البلاد من التحسب له او على الاقل من اجل فرض وزن وثقل معين له لاخذ حصة ودور اكبر في الحكومة ومؤسسات الحكم القادمة.
هذه الدوافع التي وراء هذا الاجراء او الاجتهاد هي ذات مضامين سياسية وابعاد حزبية ضيقة بالاضافة الى اثرها التربوي السيء في اشاعة روح عدم احترام القانون ولا الثقة به وجعل معالجة القضايا الكبيرة وحتى الشخصية، والتي يفترض ان تقوم بمعالجتها هيئات رسمية  مؤهلة وشرعية، ستكون بمتناول اناس غير مؤهلين لذلك.
انا ادرك ان هذا الكلام يكون وقعه صعب على مئات الالاف من المواطنين الذين ذهب ابناءهم ضحايا لممارسات النظام البعثي وانه يصعب عليهم استيعاب فكرة عدم الانتقام من افراده والالم في ان تكون محاكمتهم قانونية في الوقت الذي مارسوا هم فيه كل الانتهاكات لكل القوانين والاعراف والقيم. لكن هذا الموقف لابد منه، رغم تعارضه مع مشاعرنا، اذا كنا نريد فعلا القضاء على جوهر التفكير والروحية البعثية وعلى كل مخلفاتها الذي يكون من خلال القضاء على تراث قيمهم السيء وعلى ثقافتهم  ولهذا طريق واحد هو نقض كل اشكال ممارساتهم اللاقانونية واللااخلاقية بخلقنا وتكريسنا لقيم العدل والقانون واحترام قيمة الانسان وحقوقه حتى وان كان بعثيا مجرما.

السويد
14-06-2003



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب السياسية العراقية ودورها في بناء مستقبل العراق
- اعتذار صريح للشعب الكردي
- تحكيم القراء في شتائم علاء اللامي
- التيار الاسلامي المتشدد ورؤية الواقع المشوشة
- حول تسمية النظام البعثي والموقف منه
- تعليق على مالموقع( الطريق) من فكر في الامتناع عن النشر
- معركة بشتاشان بين غدر الطالباني وصمت الحزب الشيوعي
- احمدالكبيسي وملء الفراغ الطائفي
- خمائر الحرية
- اسئلةالغزو والاحتلال والافق المسدود
- لمروجي الحل الامريكي مع التحيات
- توسيع الدائرة - ضرورات موقف ام نوايا خاصة؟
- انتفاضة آذار - ملامح ودروس
- الازمة العراقية هل ستقع الحرب ام سيهرب النظام نافذا بجلده؟
- فائق حسين حتى في حياتك كنت جميلا
- الخيار الثالث ماله وماعليه
- المثقف في مواجهة المشروع الفاشي
- خيار الحل السلمي للازمة العراقية الفرصة الاخيرة
- هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟
- الحوار المتمدن شمعة المواقع


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - راي في فتوى هدر دماء البعثيين