|
- المصرية اليوم - تهدى باقة ورد الى - المصرى اليوم -
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 00:07
المحور:
الصحافة والاعلام
" المصرية اليوم " تهدى باقة من الورود الى " المصرى اليوم " ============================ وُلدت جريدة " المصرى اليوم " ، فى المكان الصواب ، وفى الوقت الصواب . وهذا شئ من النادر حدوثه . هل " المصرى اليوم " ، قد أخذت قرارها أن تصبح طبقا شهيا ، فى وجبة الافطار للمصريات والمصريين ، وانتظرت حتى آن الآوان المناسب ؟؟. كانت " المصرى اليوم " ، تدرك أن " مصر " هى جذورها التى ستنمو عليها . ولكن متى تبدأ فى نثر البذور ، هذا هو السؤال . الكثير من الأحلام النبيلة ، تم تكفينها ودفنها ، قبل أن تحصد الثمار ، فقط لأنها اختارت الوقت الخطأ . وهناك عدد لا يُحصى من الأشخاص ، الذين فقدوا حياتهم ، لمجرد أنهم قد تواجدوا فى الوقت الخطأ . فى صيف 2004، أطلت علينا " المصرى اليوم " ، فى وقت يحتاج الى تغيير الهواء الصحفى ، وتجديد الدم السارى فى عروق الصحافة المصرية . كانت مصر ، قد بدأت تمل ، وتئن ، من تشابه الأقلام ، وركود الشغف الصحفى ، وانطفاء وهج الكلمات على الورق . وأصبحت الصحافة ، مهنة منْ لا مهنة له . الوساطة والمحسوبية والبروزة ، وعدم اثارة أى جدل ، والسير على الطرق المستقيمة المقررة سلفا ، جعلت من فاقدى المواهب " نجوما " ، يملأون الفضاء العام . أطلقت " الجريدة " الجديدة على نفسها ، اسم " المصرى اليوم " ، " مصرية " مستقلة ، صادرة عن مؤسسة " المصرى " اليوم للصحافة والنشر . " مصر " تتكرر ثلاث مرات ، للتأكيد على " مصرية " مصر . وكان هذا هو الرد الوحيد الناجز ، على الأصوات الصاخبة المستوردة من الصحراء ، لطمس الهوية المصرية ، واخفاء معالمها الحضارية ، لتلبس بالعافية الرداء الصحراوى البدوى، والثقافة الصحراوية البدوية ، والرجعية الدينية الذكورية ، الصحراوية البدوية . بدأت " المصرى اليوم " مستقلة ، وبقيت على مدى عشرين عاما ، مستقلة . لكلمة " مستقلة " ، جاذبية واغراء وسحر ، خاصة لدى بلادنا التى خضعت للاحتلال ، على مدى تاريخها ، ولم تتوقف عن المقاومة ، من أجل " الاستقلال " ، والتحرر . حينما صدرت " المصرى اليوم " ، كان الشعب المصرى ، يحتاج الى " رئة " جديدة للتنفس . يتطلع الى " قاطرة " ، قوية ، صُنعت فى مصر ، تشده الى الأمام . أدركت الجريدة أن خير بداية ، وأصعبها ، هو اعادة الهيبة ، والمصداقية ، والحرية ، للكلمة المكتوبة على صفحاتها . منذ البداية ، حرصت الجريدة الوليدة ، على تقديم صحافة " ليبرالية " ، تعتمد على احتواء جميع التيارات والأفكار والرؤى ، وان كان بعضها يناقض البعض الآخر جذريا . وكانت قناعتها ، أن التنوع هو اثراء للجريدة ، وفى مصلحة القارئات والقراء ، وتقوية للوطن . وهو السبيل الوحيد لكشف الوجوه الحقيقية من الوجوه المزيفة ، وطرد العملة الرديئة ، والابقاء على العملة الجيدة ، وفرز منْ يهمه مصر ، ومنْ يهمه ضرب مصر ، مصفاة تعزل الكلمات الخبيثة المسرطنة ، المدهونة بالعسل ، عن الكلمات الحميدة النقية . وهكذا أصبحت " المصرى اليوم " ، بعد فترة قصيرة ، أكبر وأهم الجرائد المصرية المستقلة ، وأوسعها انتشارا ، وشعبية . بعد أن اعتدنا زمنا طويلا ، على استهلاك الصحافة " البايتة " ، " الباردة ، " الجامدة " ، تذوقنا كل صباح ، أرغفة الصحافة الطازجة الساخنة الديناميكية . تخلصنا من " سوء التغذية الصحفية " المزمن ، الذى أصاب عقولنا بالهشاشة ، والعمود الفقرى لأحلامنا بالاعوجاج . شُفينا من " نقص المناعة الحضارية " ، و" فوبيا الحرية " . صنعت " المصرى اليوم " ، المعادلة الصعبة . مع ما تستهدفه من حد أدنى للمستوى الفكرى والثقافى ، فقد التف حولها جميع المستويات . فكانت الجريدة اليومية ، الناطقة باسم الوطن ، بكل طبقاته وفئاته ، وشرائحه ، وأعماره ، ومهنه ، نساء ورجالا ، شابات وشبان ، فى العاصمة ، وفى المحافظات ، فى الريف وفى المدن . والسبب وراء ذلك ، أنها منذ اليوم الأول ، اعتبرت صفحاتها لسان حال الوطن المصرى ، بأكمله ، دون اقصاء لأحد ، ودون تمييز للبعض على حساب بعض آخر . وتميزت " المصرى اليوم " بفتح ملفات جريئة ، شائكة ، فى جميع المجالات ، والتى كانت من تابوهات الصحافة . وهكذا فتحت الجريدة الليبرالية المصرية ، مساحات من حرية التعبير ، واقتحام الأبواب المغلقة ، وشجاعة الطرح . هى حقا " خلطة صحفية " ، مثيرة للاعجاب والدهشة . تدل الشعبية الكبيرة التى حظيت بها " المصرى اليوم " ، منذ بدايتها ، على أن الشعب المصرى ، ما زال بخير . فهو يستجيب ، اذا تيقن من حسن النوايا ، وصدق الكلمة ، ونزاهة واخلاص منْ يتصدى للتغيير ، ونهضة الوطن ، فى أى مجال ، وموقع . بدأت ، واستمرت " المصرى اليوم " ، بنوعية الورق الأصفر المتواضع . وهذا ليس صدفة . انها رسالة بليغة ، تؤكد أن المطلوب هو " البذخ " فى عمق الموضوعات ، ودسم الأفكار ، ولمعان القضايا . وكم هى كثيرة ، المطبوعات الصحفية ، التى تواجهنا بصفحاتها الفاخرة اللامعة ، بينما هى فى قمة التفاهة ، والجهل ، والسطحية ، ولا تخدم الا اعادة انتاج التخلف الحضارى ، بعنصريته ، وذكوريته . أعتقد أن تأسيس جريدة مصرية مستقلة ، مثل " المصرى اليوم " ، هى واحدة من أهم الانجازات المصرية ، فى بداية القرن الواحد والعشرين ، فى مصر . وهى قدوة تُحتذى ، فى جميع المكونات الصحفية ، التى قادتها الى التفرد ، والتأثير . وعندما نقول " مصر " ، فهذا يعنى الاشعاع على كل المنطقة . لنقل كل ما نقول ، عن التحديات التى عطلتنا ، وما زالت تلقى بالألغام على أرضنا . لكن الحقيقة تبقى هى الحقيقة . فما يحدث فى مصر ، يؤثر فى كل البلاد المحيطة بها . هذا قدرنا ، بحكم التاريخ والجغرافيا ، والفنون ، والآداب ، ومعالم الرقى الحضارى ، ولا نستطيع تغيير هذا القدر . على المستوى الشخصى ، كانت " المصرى اليوم " ، أول مطبوعة صحفية ، تشهد اسمى الأدبى الجديد ، منى نوال حلمى . وكانت هذه واحدة من أغلى أمنيات حياتى . بدأت أكتب على صفحاتها فى بدايات 2022 ، بشكل غير منتظم . وفى 6 يونيو 2022 ، انتظمت مرة كل أسبوعين . وفى 27 مارس 2023 ، جاء أول مقال لى ، باسمى الجديد . بعد عشرين عاما من العمل الصحفى الدؤوب ، أقدم أنا " المصرية اليوم " ، باقة من الورود والأزهار ، الى " المصرى اليوم " ، تعبيرا عن محبتى ، وتقديرا لدورها الرائد فى تاريخ الصحافة المصرية . =========================================================
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوطن المحشور .. خمس قصائد
-
شرطة - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - تتنكر فى شكل- المطو
...
-
البئر الملوثة .. قصيدة
-
الخطاب الأخلاقى للنساء فقط
-
ليس من وظائف الدولة المدنية مكافحة الالحاد والفكر اللادينى
-
لماذا مع - التدين بالفطرة - وتضخم - التدين المغروس - انحدرت
...
-
الجهر بالافطار فى نهار رمضان من أساسيات الدولة المدنية
-
تمهيد التربة لزراعة المواطن الصالح والمواطنة الصالحة
-
سرير القهر .. احتياج قصيدتان
-
الثمن الذى ندفعه من أعصابنا ودمنا وسعادتنا لنأكل
-
- أمى - ليست ناقصة عقل ودين
-
بائعة الفجل وبائعة الشِعر
-
نعش اللعنات .. استعباد قصيدتان
-
الشيطان .. حبيبتك السابقة قصيدتان
-
هيئة الكتاب أماتت ديوانى الشِعرى قبل ولادته
-
أحبها .. الفرح قصيدتان
-
الطبيب الرومانسى .. قُبلة الحياة قصيدتان
-
أحبنى قليلا .. قصيدتان
-
اضطراب خماسى القطب ... قصيدتان
-
ألا أشتهيك لحظة .. قصيدتان
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|