أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ارتفاع الأسعار وعمل الخير














المزيد.....

ارتفاع الأسعار وعمل الخير


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 23:12
المحور: حقوق الانسان
    


من المعروف أن ارتفاع أسعار السلع لا يحدث فى الدول النامية فقط بل يحدث فى كل أنحاء العالم. ففى فترة دراستى فى الولايات المتحدة الأمريكية فى الثمانينيات استأجرت شقة ذات حجرة نوم واحدة بمائة وخمسين دولارا شهريا، وهذا المبلغ يشتمل أيضا على استهلاك المياه ولا ينسحب إلى المرافق الأخرى كالكهرباء والغاز. المثير للدهشة أن مبلغ الإيجار كان يرتفع ٥٠ دولارا كل عام. وكان المبعوث (طالب البعثة) لا يتلقى سوى ٨٠٠ دولار إذا كان متزوجا. لقد علمت أن أسعار إيجار هذه الشقة فى هذه الأيام قد قارب ٢٠٠٠ دولار . وبالتالى فإنه من المؤكد أن مرتب المبعوث قد ارتفع أيضا لمواكبة هذا الارتفاع الجنونى فى الأسعار. وفى رأى فإن الاختلاف بين الدول النامية والدول المتقدمة هو أن المرتبات فى الدول المتقدمة ترتفع وتلاحق ارتفاع الأسعار بحيث لا يشعر المواطن بأن دخله ومرتبه قد انخفض، أما المواطن فى الدول النامية فهو يرى أن المرتب غير قادر على مواكبة ارتفاع أسعار السلع.

ورغم أن مصر شهدت منذ فترة ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية وغير الغذائية إلا أن المصريين لم يتوقعوا أن يرتفع سعر رغيف العيش الى الحد الذى أصبح فيه سعر الرغيف (التموينى) ٢٠ قرشا بدلا من خمسة قروش. ومع ذلك فإن الحكومة مازالت تقوم بدفع المليارات حتى يحصل المواطن على الرغيف بهذا الثمن. الجدير بالملاحظة أن آثار هذا التضخم والارتفاع فى أسعار السلع بات واضحا على وجوه الناس والحيوانات على حد سواء. لقد روى لى أحد الأصدقاء أنه كان يسير إلى منزله فإذا به يشهد مشهدا غريبا لم يره من قبل: لقد رأى رجلا وكلبه يجلسان أمام صندوق القمامة فى منطقة أطلس بأسوان حيث يشارك الرجل اللقمة مع الكلب، فيلتقط الرجل شيئًا ما من القمامة ويقدم نصفه للكلب ثم يتناول النصف الآخر. وهذا المشهد يعكس إنسانية الرجل الفقير الذى لا يتردد فى مشاركة طعام القمامة مع كلبه. وهنا نشير إلى حديث فى الصحيحين عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة.

ما لم نتوقع حدوثه هو أن حيوانات الشوارع أيضا باتت تعانى من الجوع فى هذه الأيام. لقد كانت قطط الشوارع فى الماضى لا تنتظر من الناس بقايا الطعام بل كانت تسعى للحصول على الطعام من عمل يدها وبمجهودها فى البحث عن خشاش الأرض من فئران أو حشرات. أما الكلاب فكانت تسهر الليل لتملأ الأرض نباحا كلما اقترب شبح من منزل صاحبه. وفى الصباح يتلقى المكافأة، وهى عبارة عن أحشاء الطيور وهياكل عظمية.

ورغم معاناة حيوانات الشوارع من ندرة الطعام ومن خلو صفائح وصناديق القمامة من بقايا الطعام إلا أن هذه الحيوانات مازالت تحتفظ بطبيعتها المتمثلة فى الوفاء والإخلاص. فى بلدتنا مجموعة كلاب شرسة تتخذ من البيوت المهجورة منزلا لها وكلما مر شخص من أمام هذا المنزل فإنها سرعان ما تطارده ولا تتركه إلا بعد أن يبتعد تماما عن الشارع الذى يقع فيه هذا المنزل المهجور. المثير للدهشة أن أهل منزلى يمرون فى سلام فى هذا الشارع ومن أمام هذا المنزل المهجور من دون أن تنبح هذه الكلاب أو تطاردهم. لقد أصيب الكثير من أهالى المنطقة بالدهشة فلا يترددون فى طرح الأسئلة الآتية: لماذا لا تطاردكم الكلاب؟ ولماذا لا تكشر عن انيابها عند رؤيتكم؟ أتعلمون ما السبب؟ هذه الكلاب تمر من أمام منزلنا كل يومين أو ثلاثة أيام فيقدم لها بقايا الطعام سواء عظام خالية من اللحم أو حتى خبز حاف.

وخلاصة القول فإنه من المنتظر أن يتعاون الناس فى رفع أو تقليل معاناة الناس (والحيوانات) فى الحصول على الطعام. كما يمكن أن تتضافر جهود أصحاب المطاعم ومحلات السوبر ماركت لتوفير الطعام لغير القادرين. من المؤكد أن الخير الذى تقدمه لإنسان أو حتى لحيوان لن يذهب هباء لكنه سوف يعود إليك مرة أخرى ليس بالضرورة من الشخص أو الحيوان الذى تلقى الخير لكن من مصادر لا يعلمها إلا الله.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتورة المستعمر
- حماس والحرب فى إسرائيل وغزة
- هل يمكن انقاذ علاقاتنا الانسانية؟
- هل البيتبول فصيل أليف من الكلاب؟
- من المسؤول؟
- رؤساء الجامعات واحترام القوانين
- ظاهرة نكران الجميل أو قلة الأصل
- مخالفات البناء وظاهرة الكحول فى الإسكندرية
- السلطة ودورها فى تغيير السلوك البشرى
- مذكرات وتجارب جامعية ٤
- ذكريات وتجارب جامعية (2)
- أمريكا فوق صفيح ساخن
- مذكرات وتجارب جامعية (1)
- ليه لابس كمامة؟ سؤال ينم عن الغباء؟
- الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية
- د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا
- زواج الكرة والسياسة: نهاية مأسوية
- مذبحة باريس: من المستفيد؟
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة


المزيد.....




- بعد قرار حظر الاحتجاجات.. فضّ مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أم ...
- ماليزيا تجهز لمعركة دبلوماسية ضد إسرائيل داخل الأمم المتحدة ...
- غزة على شفا المجاعة.. والمنصات تفضح صمت المجتمع الدولي
- منظمات دولية تطالب بإعلان المجاعة رسميا في شمال قطاع غزة
- حظر الأونروا.. محاولة جديدة لتكريس سيطرة الاحتلال على القدس ...
- وزير خارجية إسرائيل يدعو لتعزيز العلاقات مع الأقليات في الشر ...
- مقتل و اعتقال عدة عناصر إرهابية جنوب شرق ايران
- منصة اللاجئين في مصر والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: مشروع ...
- أمستردام - تحقيقات واعتقالات بعد هجمات معادية لإسرائيل
- هيئة الأسرى الفلسطينية: الاحتلال يمارس انتهاكات وحشية بحق مع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ارتفاع الأسعار وعمل الخير