أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية (1)















المزيد.....

مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية (1)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8002 - 2024 / 6 / 8 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراقيون الاصلاء كان البعض منهم حانقين ومستائين من قرارات وفتاوى وتحركات بعض رجال الدين في مطلع القرن العشرين لاسيما ذوي الاصول غير العراقية منهم والمرتبطين بمصالح بلدانهم الخارجية , وازداد هذا الحنق والاستياء والنقد يوما بعد يوم ؛ بل وحملوهم مسؤولية اقصاء الاغلبية والامة العراقية واستحواذ الفئة الهجينة على الحكم في العراق عام 1921 , واستمر رجال الدين بالمضي قدما في هذه السياسة المنكوسة التي كانوا يرون فيها صلاح الامة , فقد دعموا الاتراك الطائفيين الظالمين وعرضوا ابناء الاغلبية للموت المحقق الزؤام من خلال التصدي للقوات البريطانية القوية وذات التسليح الحديث وقتذاك , ثم حرم البعض منهم الانتخابات , وحرم البعض الاخر منهم التعيين في دوائر الدولة او الالتحاق بالمدارس ( الفرنجية او الانكليزية الكافرة ..!! ) بينما حرم البعض الثالث اقامة اية علاقة مع الانكليز وغيرهم , بل وصل الامر الى تحريم استخدام الكثير من منتجات الحضارة الغريبة المعاصرة , اذ افتى بعضهم بحرمة سماع الراديو او مشاهدة التلفزيون ... ؛ وبغض النظر عن دوافع واهداف تلك الخطوات ولو سلمنا جدلا بصدق النوايا الا انها كلها باءت بالفشل الذريع ولا اجد مثلا ينطبق على تلك الحالة كالمثل الشعبي القائل : (( اجه يكحلها عماها )) فهم كمن اراد تصحيح الخطأ بما هو افدح منه , فالكل يعرف ان الحل والعقد والامر بيد الانكليز آنذاك وليس بيد مرتزقتهم العملاء الاذلاء ... , وليس من المعقول ان يترك المرء الاصيل ويذهب الى الوكيل ... , والعجيب ان هنالك فئة من رجال الدين من ذوي الاصول الاجنبية والجذور غير العراقية عقدوا اتفاقيات سرية مع الانكليز , تم بموجبها حماية هؤلاء وتقديم الدعم المادي لهم ولعوائلهم وفتح ابواب لندن امامهم متى شاءوا الذهاب اليها , الا انهم اغفلوا موضوع حقوق شيعة العراق تماما , ولم يعيروه اية اهمية تذكر , وكأنهم من كوكب اخر ؛ وفي المقابل تهافت رجال الدين السنة من وعاظ السلاطين والولاة العثمانيين و كذلك ضباط الجيش العثماني على الانكليز وقدموا لهم فروض الطاعة والولاء , وسرقوا من العراقيين الاصلاء الوطن المليء بالثروات والخيرات والامتيازات طيلة 83 عاما , وتركوا لهم الوطنية المضرجة بالدماء الحمراء والتي ترتدي ثياب الفقر والعوز والفاقة البالية السوداء والمتوجة بأشواك السجون والمعتقلات ... ؛ علما ان سياق الاستبداد الحكومي في وطننا الجريح لا يختلف كثيرًا عن سياق الاحتلال الاجنبي ، فكلاهما ينتهكان حقوق الانسان , ويصادران الحريات وينهبان الثروات والخيرات , ويستفردان بالقرار السياسي بمعزل عن ارادة الجماهير ورأي الشعب , بل ان الحكومات المحلية احيانا تكون اشد بطشا وفتكا بالأمة والاغلبية العراقية من المحتلين الغزاة وفي تجربة حكم الطغمة الغاشمة التكريتية الصدامية خير شاهد ودليل .
مات المتشدقون وهلك المتفيقهون وتوارى عن الانظار المتشددون , واختفى من الساحة المتعصبون , ولم يبق منهم الا من هو جليس الدار , او المعتكف في السرداب , او المنشغل بدراسة وتدريس الكفاية والمكاسب وغيرهما من الكتب الدينية والنحوية العتيقة , ودارت الايام دورتها , وما سنه الاولون اصبح نهجا متبعا لا من الحكومات الطائفية العنصرية فحسب بل من اغلب رجال الدين المحسوبين على الاغلبية العراقية ؛ علما ان اكثر هؤلاء لا يفقهون لهجة الاغلبية العراقية الاصيلة ولا يمتون لأبنائها بصلة , بل ان البعض منهم ينظر لأبناء الاغلبية نظرة ازدراء واحتقار وعنصرية ... الخ .
بالإضافة الى العامل الديني ؛ الأيدولوجيات الفكرية والسياسية ايضا لعبت دورا سلبيا وتامريا ضد الاغلبية الاصيلة ؛ فمن أكثر الامور التي أضرَّت بالأغلبية العراقية الشعارات والدعوات القومية والاممية وحركات واحزاب الاسلام السياسي والتي لا تمت بأية صلة للواقع العراقي والهوية الوطنية الاصيلة وهموم ابناء الأغلبية وقتذاك ؛ اذ ارتهن مصير العراق والامة والاغلبية العراقية طيلة عقود طويلة للخارج وتأثر بالمعارك والتجاذبات الدولية والإقليمية والتي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ... .
حتى الاصوات الدينية المختلفة و التي تنطلق من رجال الدين العراقيين اولا ومن رجال الدين من ذوي الاصول غير العراقية ثانيا -احيانا - للمطالبة بحقوق الاغلبية في العهد الملكي والجمهوري - وسط الاتفاق غير المعلن والعرف السياسي الذي يدعو لإقصاء وتهميش الاغلبية وحرمانها من كل اشكال السلطة الفعلية – كانت شبه مغيبة وتعتبر من شواذ القاعدة , وهشة وخجولة , و كانت تطالب الحكومات الطائفية والعنصرية والدكتاتورية بحقوق بسيطة جدا , يتمتع بها اغلب المواطنين في دول العالم , واما المطالبة بحكم البلاد فعليا واصلاح احوال العباد جذريا فهذه القضية كانت من المحرمات الدينية والممنوعات القانونية بل من سابع المستحيلات السياسية ...!!
وقد دفعت الاغلبية جراء هذا الغباء السياسي , والانفعال العاطفي , والتآمر الدولي , والحقد الطائفي والعنصري , والاهمال الحكومي , والصمت الاعلامي , وتخاذل المؤسسة الدينية المنكوسة ؛ ثمنا باهضا اذ هلك مئات الالاف بل الملايين من العراقيين الاصلاء بسبب الامراض والاهمال الصحي وسوء التغذية طوال 83 عاما من البؤس والقحط والعذاب , ومات مئات الالاف تحت سياط التعذيب في المعتقلات , ودفن مئات الالاف في المقابر الجماعية بلا غسل او كفن , وتوفى مئات الالاف بل الملايين في حروب الوكالة والعمالة ومعارك النيابة عن الاخرين , واستشهد مئات الالاف في المواجهات المسلحة مع الأنظمة القمعية وفي الثورات والانتفاضات والمظاهرات المستمرة ؛ فضلا عن السنوات العجاف وعقود القحط والبؤس والعوز والجوع وايام الحصار الرهيب الذي اكل اللحم ودق العظم , وراح ضحيته مئات الالاف من الاطفال والرضع , ناهيك عن الاذلال والاقصاء والتهميش ومحاربة العراقي الاصيل في كل شيء بل وعده مواطن من الدرجة العاشرة وتفضيل الاجانب والغرباء واللقطاء والدخلاء عليه , حتى وصل الامر الى مرحلة التطهير الطائفي والاستئصال العرقي العلنية كما حدث في قمع الانتفاضة العراقية الخالدة عام 1991 ... الخ .
وبعد كل هذه الدماء الزكية وقوافل الضحايا الحسينية والآهات الجنوبية والحسرات والالام والمحن العراقية ودموع الامهات والارامل واليتامى , وتوسلات الشيوخ ومناجاة الصالحين ودعاء المظلومين ؛ استجاب القدر وحانت ساعة الصفر , وجاء الاعصار الالهي مسرعا لاجتثاث الشجرة التكريتية الخبيثة من جذورها و اصبح عالي العوجة سافلها , ودمدم الله على البعثية فأخذهم اخذ عزيز مقتدر , ولم يبق منهم الا صبابة كصبابة الناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ؛ وجعلهم يشربون كؤوس الذل والمنون على ايدي اسيادهم الاجانب فضلا عن العراقيين الاصلاء طلاب الثأر والحق واباة الضيم , وشتت الله شملهم وصيرهم طرائق قددا , وهربوا من بلاد الرافدين وانتشروا في الدول الخارجية كما الطاعون , ومن بقى منهم امسى في العراق خائفا يترقب , كسيده جرذ الحفرة القومية ... ؛ فقد فاحت الرائحة النتنة لإرهاب البعث واجرام صدام , وسارت بقصص جرائمه ومجازره الركبان , واضحى حديث الساعة , مما شكل ضغطا نخبويا وشعبيا وسياسيا واعلاميا على الحكومات الغربية التي جاءت بنظام البعث وساندته و وقفت معه ؛ لاسيما وان المعارضة الوطنية والجاليات العراقية والشخصيات السياسية في الخارج ؛ فضحت النظام ونشرت بين الناس مثالبه ومساوئه وحقيقته الدموية ... ؛ وبعد كل تلك المقدمات عقدت الولايات المتحدة والدول الغربية العزم على ازالة النظام البعثي الاجرامي الخطير والمتهم بشتى جرائم الحرب والابادة والتطهير العرقي والطائفي ؛ فضلا عن سجله الاسود والحافل بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان ؛ وقد تعلمت بعض الشخصيات الشيعية ونخبة الاغلبية العراقية من الدرس البريطاني القاسي عام 1920 , وغيروا السيرة وصححوا المسيرة بما يزهق الباطل ويحق الحق ولو كره المنكوسون و المجرمون البعثيون و الارهابيون الطائفيون , واشرقت شمس الحرية والديمقراطية عام 2003 , وفرحت الاغلبية بل الامة العراقية برمتها باستثناء الفئة الهجينة الغاشمة والطغمة الطائفية الحاقدة ... الخ .
وعادت ريمه الى عادتها القديمة , فقد ارتكب الحمقى والجهلة والمنكوسون والمرتزقة اخطاء كتلك التي اقترفها اسلافنا مع الانكليز عام 1920 , وارادوا ان ترجع الكرة , من حيث يعلمون او من حيث لا يعلمون - ان احسنا الظن بهم - , اذ اقدموا على قتل عناصر الشرطة والجيش وموظفي الحكومة بحجة التعاون مع الامريكان او بذريعة دعم الحكومة التي جاءت مع المحتل ؛ علما ان هذه الدعوات انطلقت من ايتام النظام البائد وازلام البعث ومرتزقة التنظيمات الارهابية والعصابات الطائفية الاجرامية , بل ثبت وبالدليل ان بعض المحسوبين على الاغلبية قد نسقوا مع هؤلاء وغيرهم من الاعداء ؛ للقيام بتلك الجرائم والعمليات التخريبية التي استهدفت الحكومة والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية وابناء الاغلبية العراقية , وعملوا على مقاطعة الانتخابات الا ان الاغلبية هذه المرة , كشفت اللعبة وعرفت خيوط المؤامرة ولم تركض خلف هذه الدعوات الغبية والمنكوسة والمشبوهة , وباءت اعمال أولئك بالفشل , وسارت العملية السياسية بخطى ثابتة وتصاعدية الى ان وصلت الى ما هي عليه الان ... الخ .
والمفارقة ان هؤلاء المحسوبون على الاغلبية العراقية وبعد ان سفكوا دماء العراقيين الاصلاء وقتلوا الموظفين الشيعة الابرياء من العاملين في الخضراء وغيرها وقتذاك ؛ صاروا يتقاتلون فيما بعد على الدخول الى الخضراء , والتعيين في الجيش والشرطة وباقي الوظائف الحكومية ...!!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الرجل الملثم
- تفليش بلا تعويض ..!!
- تعارض الآراء و الارادات وتصارع القوى والسلطات في العراق .. ا ...
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (3-4)
- اين اموال الموازنة الثلاثية ؟!
- التكتك قضية وطن ومحنة أمة (1-2)
- مقولة وتعليق / 48/ شظايا الكلمات وكلمات الرصاص
- ادعياء المثالية المزيفة
- الشعبة الخامسة بين الترفيه والتذكير..!!
- عيد الغدير و رمزية الامام علي العراقية
- اشكاليات مفهوم الامة العراقية / 9
- متسولات باكستانيات في بغداد والمحافظات .. ؟!
- تظاهرات شباب البصرة المطالبة بطرد العمالة الاجنبية
- التظاهرات مدفوعة الثمن والاحتجاجات اللاعفوية
- الكويت تدفع نحو تأجيج الاحتجاجات التخريبية في العراق
- من استراتيجيات البعث التكريتي الهجين (5)
- ظواهر كلامية من بلادي / الحلقة الثانية / بذاءة اللسان
- 1 ايار .. العيد الاسود والمصخم للعمال العراقيين
- جرائم بشعة ترتكب في الموصل
- لا تعالج الجريمة بالجريمة ولا يصحح الخطأ بالخطأ ..!!


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الواعية (1)